استطلاع : انتشار موديلات العري في الساحات الثقافية العربية ؟

الكاتب محمد القذافي مسعود

لا يمكن ان تسمى الغانية جميلة حتى لو كانت فعلا كذلك والا لهدمنا مفهوم الجمال تماما .
الراقصة تقدم فنا اكثر اهمية من الادب التي تقدمه الاديبة التي تستخدم العري.
أصبحت الأدوات الإعلامية الآن أكثر فاعلية في ترسيخ تلك الموديلات، وجعلها هي الصورة السائدة في الثقافة .
ما الذي يمكنه أن يحول كاتبة ما إلى نجمة تغزو وسائل الاعلام وماهي الأسباب التي تنقلها من كاتبة عادية الى نجمة دون سواها من الكاتبات في عالم الأدب رغم ان الأدب لايصل لجميع الناس ولايتابعه الشارع بشكل عام كما يتابع الفنان او الفنانة المغنية والممثلة وهذا مايجعل في الأمر مفارقة ما وتناقض صارخ يدل على خلل خفي في العلاقة بين كاتبة ظهرت في الاعلام واصبحت نجمة الفضائيات والبرامج بامتياز وكاتبة ابدعت لكنها لم تغادر ظل بيتها أو ابداعها المجهول ..؟ ثمة أمر مريب يدعونا للتساؤل والبحث …


1
عالية طالب / كاتبة من العراق

العري موجود وله كتاب وقراء وانتشاره او تقلصه له علاقة بالواقع ومجرياته – انا بالمناسبة استغنيت عن مسؤول في الصفحة الثقافية للمنفذ الاعلامي الذي اديره حين حاول ان يمرر نصا فاضحا في الصفحة – هناك من يرى العري ولادة وهناك من يراه قبحا وانا ارى ان القبح واضح والجمال واضح ولا يمكن ان تسمى الغانية جميلة حتى لو كانت فعلا كذلك والا لهدمنا مفهوم الجمال تماما.


2حسين الحربي / شاعر من ليبيا

هذا يدل على سطحية أصحابها واتجاههم للفت الانتباه لأشكالهم الخارجية لإخفاء ضحالة المضمون والجودة الثقافية فهم يشبهون الحلوى الرخيصة التي تثير حولها الذباب فهم يسوقون أنفسهم في سوق الدعارة والانحطاط و مصيرهم الانقراض فالجمال دائماً يبقى نابعا من الروح الجميلة التي تنثر ثقافة راقية تحترمها شكلا ومضمون اما الذين او اللاتي يسوقون ثقافتهم الرخيصة من خلال أشكالهم فهم يخفون ضحالة وأنيميا ثقافية يعانون منها



3
زوليخا موساوي الأخضري / روائية من المغرب


انطلاقا من إيماني بالحرية الشخصية في التعبير لا يمكن لي أن أصادر حق أي شخص في التعبير عن نفسه بالشكل الذي يرتضيه لنفسه. الأذواق تختلف و كل شيء نسبي. ما أراه قبيحا قد يستسيغه آخر و العكس صحيح. لكن الملاحظ في الساحة الفنية العربية على الخصوص هو وضع المرأة في دور الإثارة الجنسية و التركيز أساسا على جسدها كمادة استهلاكية إشهارية و استعراضية. هل سترقى المرأة إلى الوعي بخطورة هذا الدور و ترفضه كي تسمو إلى رسم صورتها كإنسان؟ أتمنى أن يجيب القادم من الأيام على هذا السؤال. لكن يجب الاعتراف أيضا أنه بمقابل هذه الأمثلة التي سقتها في سؤالك هناك أيضا أمثلة لصورة المرأة الإنسان التي تمنح فنا راقيا نظيفا: السيدة فيروز، السيدة ماجدة الرومي، الفنانة أميمة الخليل، الفنانة اللبنانية جوليا بطرس و المتميّزة المغربية سميرة القادري و غيرهن كثير.الحياة مليئة بالمتناقضات لذا علينا أن ننظر أيضا إلى جانبها الإيجابي.



4
علوان زعيتر / كاتب وناقد من سوريا

الاناقة مطلوبة للمراة سواء كانت من الوسط الثقافي او خارج الوسط ،واللباس هو حرية شخصية اما ان كان ارتداء الثياب المثيرة بدافع الانفلات واستقطاب من اجل لذة او بغرض الوصول كما فعلن بعض الاديبات او شاعرات للتقرب من اقلام كبيرة واعطاء الجسد مقابل التسويق الادبي من خلال تلك الاقلام فهذا اسمه سقوط حتى اعمق القاع بكل ماتعنيه الكلمة ..ومع الاسف عاصرت بعض اقلام فكرية لها وجودها على الساحة العربية قدمت وصنعت شاعرات واديبات فارغات وهو مااستطيع ان اقول عنه الادب صناعة اسلوب رخيص وسوء اخلاق بل وسقوط اخلاقي لكلا الطرفين .. وربما الراقصة تقدم فنا اكثر اهمية من الادب التي تقدمه الاديبة التي تستخدم العري كي يتم تسويقها في الساحة الادبية


5
منال فاروق / كاتبة وباحثة من مصر

الموضوع قديم قدم الحضارة الإنسانية.. وقدم تسليع الثقافه.. ومنذ مقتل هيبتيا الفيلسوفة المصريه الغاية فى الرقه.. والذكاء لانها وهبت نفسها للعلم وثقافه. الموضوع اذن عن اي ثقافه نتحدث ثقافة التوكشو .. وإلا الثقافة الحقيقيه ؟ ما رسم عن المثقفة انها بنظارات وتتكلم بأسلوب فج.. او مجرد انثى من ورق يصنعها الرجل.. المثقف ليزين بها جلسته التي يتشدق فيها بكل الكلمات ورطانات معتاده.. لكنه يرفض المثقفة التي تعي انها الانثى وانها سر الارض وتستطيع ان تمزج ما بين جمالها الجسدي والعقلى.. يا صديقي عري اشباه المثقفات نتيجة لعري اشباه المثقفين لا استثنى احد منهم لانهم انصاف لهذا يبحثون عن انصاف .

لنقضي على ظاهرة العري لا بد ان نقضى على لعبة انصاف المبدعين التي تملئ كل مكان هنا ثق ان كل هذا العري والهباء سينتهي.. وإلا اخبرني ما معنى ان يصنع كاتبات من لا شيء الا لانهم يغازلون ما نقول عليه التسليع الممنهج لكل شيء حتى انوثتهم. أخيرا ليس العري جسدي لكنه عري ثقافي بمعنى تصدير الانصاف لانهم القادرات على الانصياع لنزوات نصف رجل ونصف مثقف .. ولكن هناك قامات فرضت نفسها وتفرض وهن قليلات لا يعرفهم الا من على شاكلتهم من قامات على كل المستويات


6
سوزان ابراهيم / كاتبة وإعلامية من سوريا

سأبدأ من مفردة العري, لأن من وظائف الكاتب تعرية المحيط وتسليط الضوء على عوراته. الكتابة مهنة عارية إلا من نفسها ولنفسها, فيها تمارس اللغة كل طقوس الإغواء.. ليس العري سلبياً دائماً إن أراد فضح الزيف.. أما العري الجسدي الذي قد تقصده صديقي فأظنه أسهل الشرور, في مواجهة العري الأخلاقي والفكري الذي يتبدى على مساحات واسعة من مجتمعاتنا العربية الشرقية.. عري من المبادئ والمعايير.. عري من الضمائر.. عري من الأخلاق.. وعري من الانخراط في هموم المجتمع ومحاولة التغيير لا بالنظريات بل في الواقع. مجتمعات كهذه لن تفرز أكثر من عري مجاني لا وظيفة له تتجاوز الغرائز. نحن نُطحن بين قطبين متنافرين ومتناقضين أشد التناقض: العري الجسدي والأخلاقي.. والتطرف والتشدد على نفس المستويين آنفاً.. لسنا نعيش ظروفاً طبيعية, والسبب كما أراه يأتي من السياسة والفكر المجتمعي المتآخي في كثير من الأحيان مع رجال الدين في تكريس النظرة الدونية للمرأة وتحويلها إلى سلعة. في نهاية الأمر يبقى الزمن وحده كفيلاً بعملية الفرز وغربلة من يتبوؤون مكاناً لا يليق بهم \ بهن.. وخلاصة القول نحن لا نملك في مجال تقرير أي شيء أي كلمة أو فعل مؤثر.



7
محمد العشري / روائي من مصر

هذا أمر لم تخلو منه الثقافة في كل أزمنتها وعصورها، وهي صورة ممتدة ومتجاورة للثقافة الحقيقة ولا يمكن أن نغفلها، ربما أصبحت الأدوات الإعلامية الآن أكثر فاعلية في ترسيخ تلك الموديلات، وجعلها هي الصورة السائدة في الثقافة من أجل نشر السطحية وتعميم الكتابة الخالية من المفاهيم والمضامين.


10
جميلة عبدالرضا / شاعرة من لبنان

المشهد الثقافي هو جانب من جوانب الحياة ويعكس حياة الشعوب.

لكن لا عالم مثالي حتى في المشهد الثقافي..وهذه الصورة موجودة على مدى الأزمنة والعصور وفي كافة المجالات.

قد ينجرّ البعض الى اغراءت تُعمى بصيرة الكاتب ، الشاعر أو الناشر،و المتلقي اذ يُغوى َ فيطير..هناك المحسوبيات والعلاقات العامة والاحزاب السياسية التي تؤثر وترسخ وجود هذه الظاهرة احياناً بناءً لمصالح مُعينة .

وهكذا لا يخلو هذا الامر من ترسيخ السطحية في الانتاج والكلمة على مر الازمنة والعصور. وربما يُسلط الضوء عليها بمساعدة الاعلام .

هذه الظاهرة لا يمكن التغاضي عنها أكرر لا مثالية ولا نعيش في مجتمعات مثالية تقوم على المبادىء والمثل ولكن أقول الأنتشار لهكذا ظواهر سهل وأسرع ولكن البقاء صعب ، الفصل للكلمة النقيّة والابداع
والبقاء للاصالة.

الرجل الذي دافع عن الشعر الايروسي الذي كتبته المراة هو الذي استغل الشاعرة المراة وجعلها اناء رغبات


8
هيام الفرشيشي / كاتبة من تونس

واكبت اكثر من تظاهرة شعرية. فكانت الفرص تسمح باللقاء عن قرب مع شعراء وشاعرات. وكانت الفرص تسمح لأصغي الى مشاغل الشاعرات والى بعض المعوقات التي تقف امام انتشارهن او عدم دعوتهن الى بعض المهرجانات الشعرية، في النهاية وقفت على حقيقة واحدة انك تسمع جعجعة ولا تصغي الى شعر خالص، ولا تنسجم التصريحات مع سلوكات الشاعرات وليست في مستوى النصوص الشعرية للبعض منهن. وحتى لا اسقط في التعميم والتشهير ببعض الاسماء احاول ان ارصد اهم النقاط التي تؤاخذ على الشاعرات التونسيات. حين تواكب التظاهرات الشعرية تكتشف ثنائيات علنية بين شاعر وشاعرة او ناقد وشاعرة. فالشاعرة تربط علاقة مع هذا الذكر الذي تنكر انه وصي عليها شعريا، ويساهم من خلال علاقاته بمدراء مهرجانات او بعناصر فاعلة في هيئات ثقافية معينة في دعوتها معه. وتلك الثنائيات تكرس شبهات واضحة من خلال ممارسات يدركها القاصي والداني. فتحولت بعض التظاهرات الشعرية الى ما يشبه الصفقات غير المشرفة بالمرة. المشهد الشعري النسائي في تونس في مجمله مرتبك، وما تعاني منه المراة الشاعرة هو صنيعة يدها حقيقة. فاغلب الشاعرات يتهاتفن على التظاهرات دون تقديم الجديد. وبعضهن ربطن الخيوط بلوبيات المشهد الثقافي التونسي. وبعضهن يتلقين دعوة من فلان لاسباب لا علاقة لها بالشعر والابداع. والكثير من الممارسات التي تحصل داخل هذه التظاهرات الشعرية تجعلك ترى ان الشعر النسائي في تونس ليس بخير. وان حضورالشاعرة التونسية في الملتقيات الشعرية غير شعري بالمرة.. وحين تتحدث عن شعر نسائي تجد أن الشاعرة تستظل بباحث غير دقيق وغير موضوعي ينفي الاسبقية التاريخية للرجل في الحقل الشعري على مدى قرون، واسبقيته في احداث تغيرات في فن الشعر. مع بروز خافت جدا للمراة في الحقل الشعري. ووراء الشعر النسوي دائما هناك رجل يريد أن يدفع المراة الى التحرر تماما من ارثها التاريخي ومن المكبوت الثقافي الذي حال دون بروز تجارب شعرية نسائية قوية ومميزة عدا بعض الاستثناءات. وندرك ان الرجل الذي دافع عن الشعر الايروسي الذي كتبته المراة هو الذي استغل الشاعرة المراة وجعلها اناء رغبات، وما فتئ يغالط المراة ابداعيا.. حين تتحدث الى شاعرة تونسية عن شعر نسائي، تجيب وبكل حزم: “لا يوجد شعر نسائي. هذا تقسيم للتقليل من قيمة شعر المراة”. وتتناسى نقطتين ان هذه التسمية خاصة بالنظر في شعر المراة من الداخل، وفي دراسة صورة المراة في كتابات الرجل او المراة. ولكن لو دعوت تلك الشاعرة الى تظاهرة خاصة بالشعر النسائي فهي ستحضر وبدون تردد. وتتجاهل التسمية الخاصة بتصنيف الشعر من الداخل تماما.. حين تتحدث الى شاعرة تقول لك بنبرة تتكرر في كل حديث مع كل واحدة منهن، “الشاعرة فلانة اقصتني”. “الشاعرة فلانة اعترضت على دعوتي انا بالذات قائلة: لا اريد أن تحضرتلك الشاعرة “. “الشاعرة فلانة لديها شبكة علاقات قادرة من خلالها على ان تغيبني عن المشهد الشعري التونسي”. وفي كل حديث مع شاعرة تونسية تكتشف ان هناك شاعرة تحرك المشهد الشعري هنا او هناك. ليست شاعرة بعينها، ولكن في كل حديث تكتشف ان هناك شاعرة عنكبوتية قادرة على حياكة المشهد من موقعها. في النهاية بامكانك ان تضع زوم على هذه الصورة..امرأة تتأبط ذراع رجل في الساحة الشعرية والثقافية والرجل يتأمل السراب…رجل يقترح المراة التي يشكل الثنائي معها ويقصي أخرى تحل محلها..ثنائي يحل في نفس الملتقيات ونفس المهرجانات..الصديقة تحل محل شخص آخر كان مقترحا ضمن قائمة ضيوف الملتقى.


9
سناء شعلان / كاتبة من الأردن

أرفض أنّ أعلّق على أسماء بعينها، لإيماني بأنّ الإساءة للمسيء هي في عدم الإساءة له، حسبهم ماهم فيه من انزلاق. ولكنّني أعي أنّ الإبداع طريقه القلم والموهبة ،لا العريّ والسرير والكأس، ومهما قدّم البعض من تنازلات رخيصة، فهي في النهاية انزلاقات مجانية لاقيمة لها، فالتاريخ لم يخلّد المبدعين العراة والمبدعات ذوات الأفخاذ المغرية والصدور الباذخة، بل ضرب بهم جميعاً عرض الحائط، وانحاز لتخليد الإبداع الحقّ بعيداً عن أجساد أصحابه!!!
 
أعلى