نقوس المهدي
كاتب
في رواية مدهشة تحمل عنوان « تراتيل العزلة» وقعت بين يديّ بالصدفة، قرأت عن المثلية من وجهة نظر الكاتبة ليلى الشويشان، وبعد أن قمت ببحث بسيط عن الكاتبة، اكتشفت أن هذا العمل هو روايتها الأولى، ويبدو أن الناشر لم يهتم كثيرا بالعمل كمحتوى، إذ نشره مليئا بالأخطاء المطبعية، وغير المطبعية، وكأن العمل لا يعنيه كناشر.
أما هي فلم تتوقع أبدا أن يهتم قراء بالرواية وتثير حربا ضدها من طرف قراء من كل العالم العربي. تسرد الكاتبة ظروف حياة شابة في إحدى القرى المصرية، وكيف تخضع لتربية قاسية تقوم على مبادئ الفصل بين الجنسين، والتوجيه الديني الخاطئ، غياب كامل للحوار بينها وبين أمها، خاصة ما يتعلق بالعاطفة، غياب أقسى للأب إلا من خلال طريقته المتسلطة لتوبيخ زوجته والتشاجر معها… إلخ.
تصور ليلى أجواء البيوت العربية في الغالب، فالتربية تقتصر على إعطاء تعليمات قاسية للأولاد تليها أنواع من العقاب الشديد إن لم ينفذوها. لكن الحلقة الأهم في كل هذه الدائرة المغلقة أن الفتاة تملك صديقة، وهذه الصديقة بحكم أنها الأقرب لبطلتنا فإنها تتحوّل إلى الأم البديلة، والطرف الآخر الذي تنصب عليه كل عواطفها. سرا تكتمل قصة حب بين الصبية وصديقتها وهذا ما اشتغل عليه الجميع ليحدث. بطريقة درامية سلسة توصلنا ليلى الشويشان إلى الحقائق المرعبة في مجتمعنا المزدوج الشخصية، الذي يعمل جاهدا منذ طفولة أولاده على انحرافهم.
يغفل المجتمع العربي التغيرات الهورمونية التي يتعرض لها المراهقون، ويتعاملون معها بعنف كأنّها من صنع المراهقين أنفسهم، يحاربون الميول العاطفية نحو الجنس الآخر بقسوة تبلغ حدّ الضرب والتعنيف اللفظي والجسدي بكل أنواعه، ما يجعل المراهق يعتقد أنه هو من أخطأ بتلك الميول، ومتى ما وقع ضحية هذه المشاعر بشكل عميق حسب درجة هشاشته الطبيعية، فإنه سيدخل دائرة العزلة التي وصفتها الشويشان في روايتها بشكل دقيق ومؤلم، وطبعا تكون هذه المرحلة هي المرحلة الأخطر ليتخلى المراهق عن ميوله الطبيعية ويتوجه نحو الشذوذ الذي يباركه المجتمع علنا، تحسبا لوقوع الخطيئة التي يجلبها الاختلاط، بل إن المجتمع يطمئن لتلك العلاقات المثلية في ظاهرها البريء ولا يهتم لما تخفيه من معاناة شخصية للفرد وتماديه لبلوغ مرحلة التعلق المرضي بمثيله إلى درجة الزواج به.
طبعا في مجتمعنا العربي الشاسع، تخصص أحياء بأكملها لطلاب جامعيين منفصلين عن بعضهم بعضا، مع حراسة مشددة لمنع الاختلاط، وهذا يعني أن المثليين في هذه الحياة يعيشون براحة أكثر وبأمان يفرضه المنظر الاجتماعي العام. وما يحارب سلفا هو أي انجذاب نحو الجنس الآخر، بل إننا نزرع في الإناث خاصة كل مشاعر الرعب من الذكور، منذ طفولتهن الباكرة، إلى أن يحين موعد زواجهن وهنا الكارثة، إذ يصعب على المرأة أن تتخلى عن ثقل موروثها من شتى المخاوف تجاه الذكور، وهي عادة ما تكون غير واثقة من الزوج حتى وهي راغبة في الزواج، وتبقى لديها مشاعر عدائية نحو هذا الآخر، حتى بعد قصة حب تسبق الزواج، وكثيرا ما نسمع أن امرأة ورجلا عاشا قصة حب كبيرة، ولكنهما بعد الزواج مباشرة تحولا إلى عدوين يطعن بعضهما بعضا في المحاكم بشراسة.. هذا ما يحدث حين تجد أحد طرفي تلك القصة الجميلة يبكي ماضي ما قبل الزواج وهو يردد أن حبيبه كان مختلفا قبل الارتباط.
والصراحة إن كنا نخاف من اللجوء لطبيب نفسي لفهم أنفسنا وتجريدها من تراكمات التربية الخاطئة لنا، فيمكننا أن نقرأ عن الموضوع الشائك الذي نعيشه يوميا بشكل أو بآخر، ولنبدأ برواية سهلة كتراتيل العزلة للشويشان، لأنها تحملنا إلى عوالم المثليات عكس ما فعلته سمر يزبك مثلا في روايتها «رائحة القرفة»، أو رشيد الضعيف في «عودة الألماني إلى رشده»، إذ يبدو أن الشويشان بالفطرة إنسانة لا تخاف من قول الحقيقة كاملة، وقالت الأشياء كما هي بدون رتوش روائية على قاعدة «رأت فوصفت»، وإن كانت قد أهملت الإشارة للجانب الوراثي لدى فئة من المثليين، وهو خلل طبيعي في تكوينهما منذ اللحظة الأولى التي خلقوا فيها. وأتفهم هنا أن قضية الشويشان ليست أن تقدم دراسة علمية – مع أنها صرحت في أحد حواراتها أنها استعانت برأي الطبيب الروائي سعد الميري – بل لتثير مشكلة يصنعها المجتمع بيديه مع سبق الإصرار والترصد، ثم يقوم بمحاربتها بطرق عنيفة لا تتماشى مع الطبيعة الإنسانية.
خارج إطار الرواية عرفت أن المثليين ضحايا خلل هورموني أو خلل تكويني في الدماغ، أو خلل ما آخر في تركيبة الكرموزومات، وكل هذه الدراسات وقفت الهيئات الدينية على اختلافها ضدها، ربما لسبب رئيسي يعود إلى فقدان إحدى لبنات سلطتها على المجتمع، فاتهام هؤلاء بالخطيئة، كما غيرهم حين يخطئون، يوفر لهم مداخيلهم السنوية للعيش مقابل الوعظ كما يوفر لهم المكانة الاجتماعية المرموقة التي يكتسبون من خلالها الاحترام والتبجيل.
وفي كل الحالات يصبح المثلي ضحية لأغلب فئات المجتمع، خاصة تلك «المرموقة» منهم التي تتخذهم ورقة عمل لا غير. السياسيون يفعلون ذلك في الغرب أثناء الانتخابات مثلا.
مصيبة المثليين كما أثارها الثنائي السعودي عمّار ومحمود رمضان في برنامجهما على يوتيوب مصيبة تتعلق بمستوى التفكير والوعي، إذ أن أي مثلي سيعيش بأمان في مجتمعاتنا العربية ما لم يبح بسر ميوله الجنسية والعاطفية، بينما في الغرب تبدو المشكلة عويصة لأن المجتمع هناك تعوّد على أن يرى الرجال مع حبيباتهم منذ سن البلوغ، ويتضح الخلل في شخص ما حسب عزوفه عن تكوين علاقات طبيعية مع الآخر. أما الطريقة الساخرة التي قدم بها عمار ومحمود رمضان حلقتهما حول المثليين، فقد أثارت الكثير من اللغط والغضب بلغت درجة مطالبة يوتيوب من طرف جمهور كبير ينشط على «السوشيال ميديا» لحذف الحلقة وقد حذفت فعلا بعد ساعات من بثها على أساس أنها تشجع على الكراهية وتثير الأحقاد وتدعو للقتل!
هل دعا الثنائي لقتل المثليين؟
ما اتضح لي حسبما تابعته عبر ما كتب حول الموضوع، هو أن درجة السُّخرية التي اعتمدها كل من محمود ورمضان إنّما تصوير حقيقي لطريقة تفكيرنا كمجتمع لا يتمنى سوى القتل والتنكيل بالمثليين وهذا راجع لموروث يختبئ في أدمغتنا على أنه تعاليم دينية قطعية، لا تعطي للعلم أي فرصة لإبداء رأيه لتفهم هؤلاء ومحاولة مساعدتهم. وبما أننا مجتمع يؤمن بقاعدة: «إن ابتليتم بالمعاصي فاستتروا»، فإن الأمر محلول منذ البداية.
وهنا أتساءل ما دام المثلي سيعيش بشكل جيد طالما حافظ على صمته وأخفى سره بإتقان في مجتمع يبارك الفصل بين الجنسين فأين مشكلته؟ هل هو بحاجة فعلا للاعتراف بحقيقته؟ هل هو بحاجة لإعلان حبه لمن يشبهه جنسا في مجتمع لا يعترف أصلا بالحب حتى بين رجل وامرأة؟ صراحة قرأت وبحثت في الموضوع، ولكنني لم أفهم هذا الجنون الذي ينتاب البعض لإفساد حياتهم، مع احترامي للجميع، ومنذ أكثر من خمس وعشرين سنة وأنا أسمع أن فلانا مثلي أو فلانة مثلية في المجالس الخاصة، ولم أسمع أن أحدا منهم حورب بشكل علني.
السؤال الذي «طيّر سقف عقلي»: ما دمنا متصالحين لهذه الدرجة مع عقدنا وأمراضنا النفسية، لماذا نحاربها في الأدب والإعلام؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بروين حبيب - شاعرة وإعلامية من البحرين
سؤال خطير
أما هي فلم تتوقع أبدا أن يهتم قراء بالرواية وتثير حربا ضدها من طرف قراء من كل العالم العربي. تسرد الكاتبة ظروف حياة شابة في إحدى القرى المصرية، وكيف تخضع لتربية قاسية تقوم على مبادئ الفصل بين الجنسين، والتوجيه الديني الخاطئ، غياب كامل للحوار بينها وبين أمها، خاصة ما يتعلق بالعاطفة، غياب أقسى للأب إلا من خلال طريقته المتسلطة لتوبيخ زوجته والتشاجر معها… إلخ.
تصور ليلى أجواء البيوت العربية في الغالب، فالتربية تقتصر على إعطاء تعليمات قاسية للأولاد تليها أنواع من العقاب الشديد إن لم ينفذوها. لكن الحلقة الأهم في كل هذه الدائرة المغلقة أن الفتاة تملك صديقة، وهذه الصديقة بحكم أنها الأقرب لبطلتنا فإنها تتحوّل إلى الأم البديلة، والطرف الآخر الذي تنصب عليه كل عواطفها. سرا تكتمل قصة حب بين الصبية وصديقتها وهذا ما اشتغل عليه الجميع ليحدث. بطريقة درامية سلسة توصلنا ليلى الشويشان إلى الحقائق المرعبة في مجتمعنا المزدوج الشخصية، الذي يعمل جاهدا منذ طفولة أولاده على انحرافهم.
يغفل المجتمع العربي التغيرات الهورمونية التي يتعرض لها المراهقون، ويتعاملون معها بعنف كأنّها من صنع المراهقين أنفسهم، يحاربون الميول العاطفية نحو الجنس الآخر بقسوة تبلغ حدّ الضرب والتعنيف اللفظي والجسدي بكل أنواعه، ما يجعل المراهق يعتقد أنه هو من أخطأ بتلك الميول، ومتى ما وقع ضحية هذه المشاعر بشكل عميق حسب درجة هشاشته الطبيعية، فإنه سيدخل دائرة العزلة التي وصفتها الشويشان في روايتها بشكل دقيق ومؤلم، وطبعا تكون هذه المرحلة هي المرحلة الأخطر ليتخلى المراهق عن ميوله الطبيعية ويتوجه نحو الشذوذ الذي يباركه المجتمع علنا، تحسبا لوقوع الخطيئة التي يجلبها الاختلاط، بل إن المجتمع يطمئن لتلك العلاقات المثلية في ظاهرها البريء ولا يهتم لما تخفيه من معاناة شخصية للفرد وتماديه لبلوغ مرحلة التعلق المرضي بمثيله إلى درجة الزواج به.
طبعا في مجتمعنا العربي الشاسع، تخصص أحياء بأكملها لطلاب جامعيين منفصلين عن بعضهم بعضا، مع حراسة مشددة لمنع الاختلاط، وهذا يعني أن المثليين في هذه الحياة يعيشون براحة أكثر وبأمان يفرضه المنظر الاجتماعي العام. وما يحارب سلفا هو أي انجذاب نحو الجنس الآخر، بل إننا نزرع في الإناث خاصة كل مشاعر الرعب من الذكور، منذ طفولتهن الباكرة، إلى أن يحين موعد زواجهن وهنا الكارثة، إذ يصعب على المرأة أن تتخلى عن ثقل موروثها من شتى المخاوف تجاه الذكور، وهي عادة ما تكون غير واثقة من الزوج حتى وهي راغبة في الزواج، وتبقى لديها مشاعر عدائية نحو هذا الآخر، حتى بعد قصة حب تسبق الزواج، وكثيرا ما نسمع أن امرأة ورجلا عاشا قصة حب كبيرة، ولكنهما بعد الزواج مباشرة تحولا إلى عدوين يطعن بعضهما بعضا في المحاكم بشراسة.. هذا ما يحدث حين تجد أحد طرفي تلك القصة الجميلة يبكي ماضي ما قبل الزواج وهو يردد أن حبيبه كان مختلفا قبل الارتباط.
والصراحة إن كنا نخاف من اللجوء لطبيب نفسي لفهم أنفسنا وتجريدها من تراكمات التربية الخاطئة لنا، فيمكننا أن نقرأ عن الموضوع الشائك الذي نعيشه يوميا بشكل أو بآخر، ولنبدأ برواية سهلة كتراتيل العزلة للشويشان، لأنها تحملنا إلى عوالم المثليات عكس ما فعلته سمر يزبك مثلا في روايتها «رائحة القرفة»، أو رشيد الضعيف في «عودة الألماني إلى رشده»، إذ يبدو أن الشويشان بالفطرة إنسانة لا تخاف من قول الحقيقة كاملة، وقالت الأشياء كما هي بدون رتوش روائية على قاعدة «رأت فوصفت»، وإن كانت قد أهملت الإشارة للجانب الوراثي لدى فئة من المثليين، وهو خلل طبيعي في تكوينهما منذ اللحظة الأولى التي خلقوا فيها. وأتفهم هنا أن قضية الشويشان ليست أن تقدم دراسة علمية – مع أنها صرحت في أحد حواراتها أنها استعانت برأي الطبيب الروائي سعد الميري – بل لتثير مشكلة يصنعها المجتمع بيديه مع سبق الإصرار والترصد، ثم يقوم بمحاربتها بطرق عنيفة لا تتماشى مع الطبيعة الإنسانية.
خارج إطار الرواية عرفت أن المثليين ضحايا خلل هورموني أو خلل تكويني في الدماغ، أو خلل ما آخر في تركيبة الكرموزومات، وكل هذه الدراسات وقفت الهيئات الدينية على اختلافها ضدها، ربما لسبب رئيسي يعود إلى فقدان إحدى لبنات سلطتها على المجتمع، فاتهام هؤلاء بالخطيئة، كما غيرهم حين يخطئون، يوفر لهم مداخيلهم السنوية للعيش مقابل الوعظ كما يوفر لهم المكانة الاجتماعية المرموقة التي يكتسبون من خلالها الاحترام والتبجيل.
وفي كل الحالات يصبح المثلي ضحية لأغلب فئات المجتمع، خاصة تلك «المرموقة» منهم التي تتخذهم ورقة عمل لا غير. السياسيون يفعلون ذلك في الغرب أثناء الانتخابات مثلا.
مصيبة المثليين كما أثارها الثنائي السعودي عمّار ومحمود رمضان في برنامجهما على يوتيوب مصيبة تتعلق بمستوى التفكير والوعي، إذ أن أي مثلي سيعيش بأمان في مجتمعاتنا العربية ما لم يبح بسر ميوله الجنسية والعاطفية، بينما في الغرب تبدو المشكلة عويصة لأن المجتمع هناك تعوّد على أن يرى الرجال مع حبيباتهم منذ سن البلوغ، ويتضح الخلل في شخص ما حسب عزوفه عن تكوين علاقات طبيعية مع الآخر. أما الطريقة الساخرة التي قدم بها عمار ومحمود رمضان حلقتهما حول المثليين، فقد أثارت الكثير من اللغط والغضب بلغت درجة مطالبة يوتيوب من طرف جمهور كبير ينشط على «السوشيال ميديا» لحذف الحلقة وقد حذفت فعلا بعد ساعات من بثها على أساس أنها تشجع على الكراهية وتثير الأحقاد وتدعو للقتل!
هل دعا الثنائي لقتل المثليين؟
ما اتضح لي حسبما تابعته عبر ما كتب حول الموضوع، هو أن درجة السُّخرية التي اعتمدها كل من محمود ورمضان إنّما تصوير حقيقي لطريقة تفكيرنا كمجتمع لا يتمنى سوى القتل والتنكيل بالمثليين وهذا راجع لموروث يختبئ في أدمغتنا على أنه تعاليم دينية قطعية، لا تعطي للعلم أي فرصة لإبداء رأيه لتفهم هؤلاء ومحاولة مساعدتهم. وبما أننا مجتمع يؤمن بقاعدة: «إن ابتليتم بالمعاصي فاستتروا»، فإن الأمر محلول منذ البداية.
وهنا أتساءل ما دام المثلي سيعيش بشكل جيد طالما حافظ على صمته وأخفى سره بإتقان في مجتمع يبارك الفصل بين الجنسين فأين مشكلته؟ هل هو بحاجة فعلا للاعتراف بحقيقته؟ هل هو بحاجة لإعلان حبه لمن يشبهه جنسا في مجتمع لا يعترف أصلا بالحب حتى بين رجل وامرأة؟ صراحة قرأت وبحثت في الموضوع، ولكنني لم أفهم هذا الجنون الذي ينتاب البعض لإفساد حياتهم، مع احترامي للجميع، ومنذ أكثر من خمس وعشرين سنة وأنا أسمع أن فلانا مثلي أو فلانة مثلية في المجالس الخاصة، ولم أسمع أن أحدا منهم حورب بشكل علني.
السؤال الذي «طيّر سقف عقلي»: ما دمنا متصالحين لهذه الدرجة مع عقدنا وأمراضنا النفسية، لماذا نحاربها في الأدب والإعلام؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بروين حبيب - شاعرة وإعلامية من البحرين
سؤال خطير