عامر موسى الشيخ - رُقمْ الجدار المقدس بين انكيدو وعشتار

  • بادئ الموضوع عامر موسى الشيخ (Guest)
  • تاريخ البدء
ع

عامر موسى الشيخ (Guest)

رقيم
1

( انكيدو عن بعد يخاطب عشتار )
أنتِ ....
يا : صاحبة القلب الإضافي العتيق ، أما زلتِ تغنين على صبر مضاعف ..؟
*********
أما زلت مصدات الرياح ...؟
قلبك الآخر ، إردتيه ، أنت بحاجة للسلاح ...
ها قد جاءك الطفل الكبير ، فتعالي نلعب ، لعب الصغار
أنا السارق ، أنت الشرطي
واتركِي مفتاحك ، عند حجزي ، بين أصابعك ، شريطة ان تكوني بالرداء الاسود
أنتِ آخر محطاتي فراقبي عن كثب ، اضطرابي نحوك

******
أنت لك وحدك أمضي كلي وجميعي نحوك ِ
عشتار آلهتي ..
لك من أصابعي عش ..
على غصن آمن ، تعالي اسكني فيه ...
***********
محملا جاء عشتار ينادي : أنت يا زهو بلادي
يحمل من كل حروف الدنيا حرفا عاجيا وعلى أسنتها شيء من ماس وياس ....
ومسك وبقايا عطر ....
افرد أحماله عند الباب
فتح الأكياس
و عشتار خلف الشباك الذهبي تطلّ تطعم كل عصافير مدينتها
*********
أخرج انكيدو....
همزة ً، عينا ، شينا ، قافا ، كافا
قال لها : هات وعاءً ، اسكبي
اسقي كل ورود الحيّ
هذا سر خلود ويفوق الأشياء ، لا يعرف فاء الفناء



رقيم
2

ويسألونك يا أنكيدو عن عشتار ...
قل : هي سر الابتداء ، هي مرآة انعكاساتي وقداح وماء

هي حفنة أقمار المجرّة الراقصة
طافت الأبراج كي تعلنَ : أن الحب قد حان ، توضأ
ثم ارمقني بعين فاحصة ..
هي منجم الماس الذي قدامه سعف رطب
هي ناس وشعب ثم عشب لم يرَ الخضرةَ
إلا حينما مرت بقرب الماء عشتار تغني
أخذت مقعد الشمس ونامت مستقرّة
********
قل : انها مسكٌ ، ونكهة العنبر من أرض العراق
هي ذا طعم خرافي عتيق ، هي وجه من عقيق
هي عشتاري التي هاجرت صحرائي إليها ...

رقيم
3

وصل الرذاذ وجهه ،حينما كان مشطُ شعرها مبللا
شمّ الرطوبة ، تحسس البرد هواءً ، عانق العنقود ، خالطها
أخذ المشط ، تعويذة عشق و عليه نقش السبع ثقوب
وطلاه حناءً بياقوت مُرصع
لفّه قطعة خضراء مقدس
يمم الوجه إلى أوروك
بشريط القبلات
أعلن الإنسان عاصمة
انكيدو، يا عشتار تحرر
خذي المشط ، وأعيدي ، طشّ الرذاذ



رقيم
4
مدي يديك ، البوح أوله لمس
لأحطب جبل الكلمات
وآتيك بحفنات حروف
وأزين الستائر ، الجدران والباب بمعناك ..
لاحظي عمق الحروف
رسمها
تشكيلها
في زويا من نقاط يكمن السر الذي أنت تغنيه
وبعض من حرارتك معلقة فوق النقاط
زيحي الستائر واشربي قهوة المعنى
الشمس ستطرق النوافذ من خلف الجبل
وتغسل السرير بضوء بارد أصله توهجي
عشتار يا صاحبة الباب الأزرق ...
خذي حطبي الممزوج طينا
فأنكيدو ترك البراري
وعاد أخيرا




رقيم
5

" عشتار عند النهر "

ضحكت شمس الغروب ، ترسم الوجه بديلا للقمر
ترسم شكل العيون ، وقلادات بتمر احمرٍ
ترسم الغيم و سادات و قمح
لتنام ....
والنهر ينام ..
وعصافير البساتين تنام
والفلاحون يغورون الفلاحات
فالليلة خصب
وغدا نكتب وقت حصاد، لمحاصيل أياد سمراء
وكبير الفلاحين
يدخر البذر من أجل جفاف قادم ..
في حقل ما ..
يركض انكيدو ، نحو وسادات الغيم
كي يرسم فوق جبينك يا عشتار
قبلة ماء
من أجل دوام الخضرة ، والورد
وشموخ العشب
...
انكيدو يريد الماء من أطراف أصابعك
من أجل التعميد الطاهر
وبقاء العهد ....











رقيم
6

حين اللقاء ، ستعرفين لماذا طيني يريد الماء ..
وتعرفين ...
سرّ لوح هشمهُ جنح لثور ...
عشتار هلمي بالحطب
ها هو الباب يُطرق بالشتاء ...
لفيني ، ضميني ..
وتعالي ، لا تتركي وقتا للنظر ...
فتقيتي لا تعرف فقه الانتظار
أرضي ...
تنتظر شمسك تغسلها
أنكيدو يريد ..
ويريد ..
والشعب الجائع في قلبه ناداك
بتبديل نظام القُبلْ اليومية
انكيدو ، يحاول ترتيب الحب
فوق جناح الثور
حبا يكتبه
بين تفاصيل الخصر وبقايا
من حرف لم يُنطق بعد ..

رقيم
7

مدي يديك ، امسحي جذعي وخذي بذرك ازرعي
من فوق مستوى صدري خذي العشب الطري
املئي السواقي ماءً
ارجعي ...
تحت ظّل النّخلة راقبي وقت الحصاد
وتذوقي التمر الذي ينمو على أطراف إصبعي
وتغطي بالسعفِ ، اتركي مسح التعرّق ، بذري غطاءً ماسحا
شدُ المسامات بأجزائي عبادة
ودعي
الجسم الطري بين محراب الندى بالورد
فأنكيدو المساء خاشع متضرع
ناسكا حج إليك ...
وانت ، يا عتشار ، بالحب ، لا تتمنع ....


رقيم
8

تحت قوسيك الأزرقين
يستلُ غمد النظرات الشبقة
يرمي السماء
لعل الشمس تصغي وتلغي المســافات ..
يستمرُ ...
تحت جنبيكِ المــاطِريْنِ نــدىً ...
وحين الرذاذ يتفتق العشب وتطير العصافير
وحبوب الطلع تطير ، تقاطع طيارات الأطفال الورقية
حتى ذلك الجدول على الطرف يتثاءب ، يضحك
ليمنحك سرّ خبز
وحينها ..
لك أن تلبسي رداء الماء
لتروي جفاف الطين وتقطفي ثمر نسل للبقاء ..
عشتار لا تغادري الربيع
لا تغلقي له بابا
أنكيدو يريد الاقامة الدائمة
تحت القوسين ...





رقيم
9
خذي يدي جسرا واعبري كل الحواجز
تجدي أنني ، شاعل عود البخور
وأحمل بعض شموع ، وحلوى للصغار ، احتفاءً بالعبور
وحدك أنت تعالي ..
بالمجيء يجف نهر الدموع
ونعرف أن انكيدو ترك البراري
وعاد إلى عشتار طالبا الخشوع
سنعرف حين العبور
أن السماء أرسلت مطرا أزرقا
نيسانيا
لا بلل فيه ، مطرا يقبل الجباه
ويمنح الحياة لأنك فيه ....








رقيم
10

أبغي بعض لحظة
كي أوقف هذا السيل الهادر
احمل صحنا اجمع بعضا من شمسك لزيجات الفصول
نتحد ، نبتكر فصلا جديدا يجمع الذهول
ننتفض ضد الضد معا
نخط لوحا طينيا
نكتب أن أنكيدو يكره المدينة
انكيدو يريد الغابة والعشب
يكره وجه الاسمنت
يكره طول الشوارع المعبدة
يعشق صمت الشمس خلف الأشجار
يعشق الهبوط من أجل تقبيل واديك
انكيدو كرهَ المدينة
لأن الدماء هناك أكثر .





رقيم
11

سأطبع على الجبين قبلة ..
وحين الابتعاد ..
ضعيها في جيبك ، أو في الخزنة
زينيها ..
لفيها بحرير شامي أخضر ...
اقفلي الصندوق
و أحفظي عن ظهر قلب ما قالته الشفاه لك ..
وحين طول البعاد
رتلي الكلمات بطريقتك الصوفية
طاقتك قادرة على جلبي
وكتابة اللقاء من جديد
حينها أزيحي القفل
وعلقي على الحائط قطعة الحرير
و أصغي لموجي الهادر
كي أعيد القبلة على الجبين
وسنحتفل بنصر آخر
وعيد آخر ..


رقيم
12

فوق الغيم جلست عشتار
تتصفح أوراقك يا بغداد وتراقب همس المارين
هبطت مطرا
قرب التحرير
معها من كل زوجين اثنين
هي لا تبغي عودة طير
أو خبر عن ناس تحت سماء الأفقين
هي تعلم ..
انك يا انكيدو قرب السعدون
رتبتَّ الكرسي لها
تجلس
وتحوك قميصا عشبيا
أصله تمرٌ ، خبزٌ ،وبقايا من قداس مسيحيين
وتلفك
وتلف بقايا رذاذ الماء ، بين الجنبين
تحدثُ عينا
كي نشرب ماءً وننام
كي نشرب نخب حياة
ونواجه سيل الآتين سكارى بالعشق

رقيم
13

وأنت تحاولين الرفض ...
مدي يديك غيمةً طيني يريد الماء ..
أتعلمينَ أني على جرفك ؟
مثل طفل يصنع زورقا ورقيا ..
يمسك مرآة تعكس الشمس على شراعه ..
على جرفك الندي أمد جسدي غطاء للف شعرك المبلل
على جرفك الندي
احمل أسلحتي ، درعي ، لامتي ضد رفضك
مائي يريد ماءك جلدي يبغي التنفس منك
امنحي وجهي إشراقا مُقتبسا من سحر لمسك
أنت ، يا سومرية الأصل
تعالي ، لا شك في سومريتي
تعالي نتحدُ ، نبتكر ، لوحا طينيا
تعالى ، نكتب مسلة
تعالي نمنح العالم درسا قدسيا
تعالي ، افردي جناحيك فوق الشرفات ..
أوروك تنتظر بلا موافقات أصولية ...
تعالي أنكيدو عند موقف الباص يدخن ويمضغ العلكة
ويقلب وجوه المارين ، لعلك تطلين من شباك الزقورة ...
تعالي نخلط المائين ونسكر بالعشق





رقيم
14


هي من كل الجهات تحارب
فهنا ريح ، عصف ودمار
وهناك الصحف المتناثرة تتعرق حبرا من ماء المطر الهاطل
وخلف حاجز الطريق يكمن طعم خبز الحب
هي تجلس
تمسك بغداد منديلا لمحو الدموع
ترفض هذا الخضوع
تسمع حزنا طربيا
تكتب مطلبها
ميم ، خطأ متكئ قرب الميم

*******
م / ....
يا اكبر آلهة لا تضعني ضمن هذا الضياع اني مجاهدة بالحب
اقرأ اسمي في آخر سطر أني عشتار آلهة الحب
والحب يجاهد ضد الصلب بجهاد فطري
وهو يقاوم
الحب عظيم سيدي
الحب عظيم
أطلق جمالك من فوهة الورد
انكيدو خلف الزوراء يقاوم



العراق / 2014- 2015


.


0.jpg
 
أعلى