ندى العمراني - مغاربة البورنوغرافية وبورنوغرافية المغاربة

ما أن خرج شهر رمضان، بساعات حتى اعتلت مواقع البورنوغرافية (الأفلام الإباحية!) مؤشر البحث ضمن أولى المواقع متابعة في المغرب، كما أشارت مجموعة من المواكبات، ويكفي أن ننظر إلى موقع البحث Alexa المتخصص في ترتيبات مواقع الانترنيت، حتى يتبين لنا أنه ضمن ترتيب 500 موقع الأكثر متابعة من قبل الوالجين إلى العالم الافتراضي، هناك أكثر من 40 موقع إباحي يحتل أحدها رتبة بين 10 المواقع الأكثر متابعة، قد يبدو هذا الرقم غير مهم، ولكن عند ذكر أنه ينافس غوغل google وفايسبوك Facebook ومواقع الاتصال بهذا البلد الأمين، سيتبين مدى اهتمام المغاربة بمتابعة هذه المواقع.
ولكن ليس الأمر يقف عند هذه النقطة من حيث الرقم المهول لعدد المتتبعين للأفلام الإباحية، بل إننا هنا نطرح سؤالا بدأنا به ضمنيا نصنا هذا، عن مغاربة رمضان الذين يصرون فضلاء وحال خروجه بسويعات يعودون ل”رذالتهم”، أليس هذا أكبر نفاق اجتماعي يعيشه أهل أجمل بلد في العالم؟
اتذكر كما يتذكر لربما قراء هذا النص، أيام الغزو الأعظم لل VCD وال DVD (آلات قراءة الأقراص المدمجة) وكيف هبّ المغاربة هبا لاقتنائها بشكل مهول -يُرجع الكثيرون موت السينما في المغرب لهذا السبب بالإضافة إلى أسباب أخرى- في تلك الفترة سيبزغ فجر بائعي الأقراص المضغوطة، هؤلاء الذين سيصرون بيت نحل لا يَخْوَى، من قبل المراهقين الذين يكتشفون لأول مرة أجسادهم، بل إن حتى الشباب اليافعين، صارت “طابلة” بائعي الأقراص CD هي موقفهم، تسمع هناك (عندك هداكشي؟ “هل لديك تلك الأشياء؟”) /(كاين شي فيلم ثقافي؟ “هل يوجد فيلم ثقافي؟”) /(شي فيلم تاع المخرج سايكسبيكو؟ (سايكس=sex))… بالإضافة إلى مصطلحات كان من الصعب أن أحيط بها بصفتي فتاة.. رغم أن بنات جنسي هن أيضا من أهم المتتبعين لتلك الأفلام ومقتنيها..
أتذكر أيام مقاهي الأنترنيت cybercafés كانت مكاني المفضل حينها كنت أتعلم من خلاله على العالم، msn /carmail /hotmail /google /yahoo، والمنتديات، كانت مأوى نتبادل فيه الحوار والتعارف والبحث عن الآخر… وكم علاقة بدأت وفشلت سريعا، وكم علاقة استمرت، وكم علاقة فضحت أسرارا.. الأهم كنت في “سيبير الدرب” أو كما كان اسمه، “حانوت” من غرفتين، غرفة تطل على الشارع وغرفة شبه مظلمة، الحواسيب لا تنظر لبعضها البعض، بعضها منزو في زاوية لا يُمكنك أن ترى من خلف الحاسوب أو حتى ما يفعل… جَلسَت في خلف أحدها إحدى بنات “الدرب”، ولأني كنت عفوية وبسيطة، وحال تبيّني انها هي من يجلس هناك، تناقزت إليها… ويا ليتني ما فعلت.. في تلك الفترة كان النيت Net ضعيفا لا يصلح إلا لكتابة رسالة وإرسالها… صديقتي التي صارت الآن أما لبنت وزوجة لرجل يشتغل محاسبا لشركة من الشريات.. كانت جالسة واضعة على أذنيها، خلف الحاسوب، سماعات وهي تشاهد أحد أفلام البورنو… بدأت تتوتر… لم ترد علي التحية… ضغطت على زر سحب القرص المدمج.. أخذته وغادرت.. لم نتحدث بعدها إطلاقا..
صديقتي هذه نموذج من نماذج لفتيات مثلهن مثل الذكور الذين يشاهدون ويتابعون في بلادنا “المحافظ” هذا، تلك “الأشياء” بنهم.. بل إن الأخبار تتناقل عن تصوير مجموعة من الأفلام من ذاك القبيل داخل المغرب… حيث صار هذا البلد الأمين مفضلا عند مجموعة من المخرجين.
 
أعلى