ابن عنين - أَهاجكَ شوقٌ أم سَنا بارقٍ نجدي

أَهاجكَ شوقٌ أم سَنا بارقٍ نجدي = يُضيءُ سَناهُ ما تُجِنُّ من الوجدِ
تعرَّصَ وهناً والنجومُ كأنها = مصابيحُ رهبانٍ تُشَبُّ على بُعدِ
حننتُ إليهِ بعدما نامَ صحبتي = حنينَ العشار الحائماتِ إِلى الوردِ
يُذكرني عصراً تقضَّى على الحِمى = وأيامَنا في أيمنِ العَلَمِ الفردِ
وإذا أمُّ عمروٍ كالغزالة ِ ترتعي = بواي الخزامى روضَ ذاتِ ثرى ً جعدِ
غُلاميَّة ُ التخطيط ريميَّة الطُّلى = كثيبيّة ُ الأردافِ خوطيَّة ُ القدِّ
حفظتْ لها العهدَ الذي ما أضاعهُ = صدودٌ ولا ألوى بهِ قدمُ العهدِ
ألا يانسيمَ الريحِ من تلِ راهطٍ = وروضِ الحمى كيفَ اهتديتِ إلى الهندِ
تسديتنا والبحرُ دونكَ معرض = وبيدٌ تَحاماها جَوازي المها الرُبدِ
فأصبحَ طِيبُ الهندِ يخفى مكانُه = حياءً ولا يبدو شذا العنبرِ الوردِ
أأهلُ الحمى خصوكَ منهم بنفحة ٍ = فأصبحتَ معتلَّ الصَّبا عطرَ البُردِ
لئنْ جمعتْ بيني وبينهمُ النوى = فأيُّ يدٍ مشكورة ٍ للنوى عندي
فما زالتِ الأيامُ تمهي شفارها = وتشحذُ حتى استأصلتْ كلَّ ما عندي
فأقبلتُ أَجتابُ البلادَ كأنني = قذى ً حالَ دونَ النومِ في أعينٍ رمدِ
فلم يبقَ حزنٌ ما توقلَّتُ متنهُ = وَلَمْ يبقَ سهلٌ ما جررتُ به بُردي
أكدّ ويكدي الدهرُ في كلّ مطلبٍ = فيا بؤسَ حظّي كم أكدّ وكم يكدي
طريدُ زمانٍ لم يجدْ لصروفهِ = بغيرِ ذرا البابِ العزيزيّ من وردِ
فلما استقرتْ في ذَراهُ بي النَوى = وألقتْ عصاها بين مزدِحمَ الوفدِ
تنصلَ دهري واستراحتْ من الوجى = قلوصي ونامتْ مقلتي وعلا جدي
 
أعلى