مصطفى صادق الرافعي - قوة الجنس اللطيف

هي للنعيم وإن شقينا موعدُ = في كل يوم مخلف ومجددُ
لعب الزمان بنا على آمالها = ما إن يحققها ولا هي تنفدُ
وأشد ما لقي امرؤٌ من نفسه = أملٌ إذا اقتربت إليه يبعدُ
قالوا النسا خدُّ الزمان فهل ترى = بسوي دماء العاشقين يوَرَّدُ
قالوا بنات الشمس في الدنيا وقد = صدقوا لأن لظى الهوى لا تخمدُ
قالوا وأمثال النجوم لأنها = ما حولها إلا ظلام أسودُ
إن النساء هي الوجود أما يرى = كل الرجال لأجلها ما يُوجَدُ
هي في القلوب وكل شيء راجعٌ = للقلب فهي لكل شيء موردُ
والقلب في نسج الطبيعة عقدة = بين الهوى والرأي لم تلها يدُ
فإذا نظرت إلى العظائم لم تجد = إلا إرادات النسا تتجسدُ
وإذا بحثت وجدت كل عظيمة = في طيها نظرات أنثى تشهدُ
يدعونه الجنس اللطيف لضعفه = فسل البخار بلطفه كم يجهدُ
ما الشأن في صغر الأمور وضعفها = أين الرصاص إذا دَوَى والجلمد
السيف يقطع والردى ذو سطوة = والنار تحرق والنسا تتودد
وإذا تقلدت الحليَّ فإنما = مفتاح باب القلب ما تتقلد
ما البحر ملتطماً تضارب موجه = كالغيظ في صدر امرئ يتردَّد
متواثباً كالشيخ يحرج صدره = فتقوم (هامته) لذاك وتقعد
متنفساً نفس القتال إذا دَوَى = وقع المهند يلتقيه مهند
متغيظاً حرداً فلولا أنه = ماءٌ لسال أشعةً تتوقد
تثب العواصف فوقه وثب الجنو = ن يظل يبرق إذ يهيج ويرعد
بأشدَّ من أنثى تكلفت الهوى = وأتت بحيلة ضعفها تتنهد

طنطا
مصطفى صادق الرافعي
مجلة المقتبس - العدد 3
قوة الجنس اللطيف
بتاريخ: 24 - 4 - 1906
 
أعلى