حميد سعيد - الشيخ والغزالة

مُذْ تَعَلَّقَها..
والغزالةُ تَفْتَحُ باباً على الريحِ..
توقِظُهُ حين يغفو.. وتُدْخِلُهُ في شذاها
يراها..
كما هي منذُ رَآها
وتمنحُهُ من أطايب فتنتها..
مثلما منحته أطايِبَها في صباها
يَجيءُ إليها بما..
هل يعودُ إليهِ صِباهُ إذا ما التقاها؟
لقد كبرا..
غيْرَ أن طفولتها.. تتمادى كما الطفلُ
تُعطي زهورَ حديقَتِها.. عِطْرَها ونَداها
ويسمعُها وهي صامِتَةٌ..
أيّ لحنٍ فتيٍّ.. يُبارِكُ ما خبَّأَ الصمتُ..
ثمَّ يراها
كما النهرُ حينَ يَفيضُ..
في بيتِها ينزِلُ الدفء ضيفاً.. وَيَسْكُنُهُ..
إذْ تُطَوِّقُهُ بالحنانْ..
وَتُغَطّي فِراشاً يُشارِكُها فيهِ.. بالزعفرانْ
***
للغزالةِ ثالوثها..
الحبُّ والحبُّ والحبُّ..
إنْ فارقته تغدو المدينةُ مهجورةً..
والشوارعُ ضَيِّقَةً..
وسترحَلُ عنها حدائقُها.. واليَمامْ
. . . . . .
. . . . . .
ولها من صفاءِ سَريرَتها..
حُلُمٌ أبيَض..
يَفْتَحُ بابَ المسرّات..
يَدْخُلُهُ مَنْ رآها..
كما هي منذُ رآها..
***
أَفارَقَها؟.
. . . . . .
فَهوَ لا يَتَذَكَّرُ..
إذْ طالما رافَقتهُ إلى مطلَعٍ في القصيدةِ..
أوْ شاركتهُ حرائِقهُ في الخِتامْ


.
 
أعلى