نقوس المهدي
كاتب
حاولت الثقافة الذكورية منذ وجودها الهيمنة الكلية على النساء انطلاقًا من أجسادهن، فرسمت حدود حريتهن مقننة في أطر معينة لا يخرجن عنها. وينحصر في مرحلة متأخرة من الفقه الإسلامي وجود المرأة في جسدها، كما يختزل دورها في إنجاب الأطفال وتزويد أمة الإسلام بالولد الصالح، وإشباع الغرائز الجنسية، خاصة ما ذهب إليه أبو حامد الغزالي في كتابه "إحياء علوم الدين".
من هذا المنطلق ركزت الثقافة الشعبية على حراسة الجسد الأنثوي من الوقوع في الخطر أي ممارسة الجنس خارج أطره الشرعية، فكان الختان في بعض مجتمعات الجنوب حلًا جذريًا لإخماد شهوة المرأة، ووأد الاستثارة الجنسية كمدخل إلى الإشباع الجنسي، وفي بعض دول شمال أفريقيا، ومنها تونس، اخترعت طريقة التصفيح وهي إحدى الممارسات الشائعة منذ العهد الحفصي، وذلك لحماية المرأة من الرجل، ويدخل هذا في النظرة إلى المرأة كمفعول به جنسيًا وعاطفيًا، ومغررًا بها ولا قدرة على مواجهة الإغراء الذكوري، أو سطوة الرجل كفاعل جنسي.
هنا تنعكس الصورة عن الرؤية الإسلامية التي ترى المرأة مصدر فتنة للرجل فيصبح العكس صحيحًا، الرجل مصدر خوف وفتنة وحماية الأنثى تعدّ واجبًا على الأسر التي تسعى إلى حماية شرفها، وتنتشر هذه الممارسة في أغلب مدن الجمهورية التونسية، تختلف الطريقة فقط ولكن يتفق الجميع على ضرورة التصفيح، نشير هنا أنّ التصفيح لم يحجب المرأة من المجال العامّ، بل بالعكس كان خروجها إلى العمل أو الدراسة واختلاطها بالرجال سببًا رئيسيًا للتصفيح.
تقوم طريقة التصفيح على جرح الفتاة قبل بلوغها سبع جروح صغيرة على فخذها الأيسر من طرف إحدى كبيرات العائلة، أو من ثقاة الحي، ثم تغمس حبات الزبيب أو التمر بالدم المراق مرددة كالآتي هذه الطلاسم: "أنا حائط وابن الناس خيط"، فيما تعتمد طريقة أخرى وهي تخطي المنسج، وتردد الفتاة نفس الطلاسم السابقة الذكر، ويجب أن تورث الطريقة والطلاسم إلى العائلة في حالة موت من صفحت الفتاة لتقوم بها امرأة أخرى.
يعتبر التصفيح بمثابة رباط سحري يوثق حول جسد الأنثى لحراستها حتى لحظة زفافها ويحلّ من طرف من عقدته، أو أخرى التي تعلم أسرار الربط، وهي لعرقلة الرجال الذين يرغبون في ممارسة الجنس مع المرأة المصفحة، فيصبح المشهد هكذا: خيط رقيق ينكسر على أسوار سدّ منيع، ولا يمكن الولوج إليه بأيّ طريقة إلاّ بفسخ الربط في طقوس معينة تقوم بها الأسرة قبل تسليم ابنتها إلى زوجها.
يذهب الكثير إلى اعتبار التصفيح ممارسة سحرية يسخر فيها جنيّ، ليسكن داخل رحم الفتاة المصفحة طيلة سنوات عزوبيتها لحماية عذريتها حتى ليلة الدخلة، ليراق دم البكارة فوق القميص الأبيض كدلالة الشرف الذي لم يمس إلا لحظة افتضاضها من الزوج الشرعي، ويذهب آخرون من علماء النفس والاجتماع إلى أنّ هدف هذه الممارسة نفسي بالأساس، إذ تعتقد الفتاة أنّها محروسة بجنيّ أو بسحر لا يمكنها بالاستمتاع بممارسة الجنس خارج الأطر الشرعية لذلك ينعكس هذا على ردة فعلها فيتقلص المهبل، وتتشنج العضلات بشكل لا يمكنّ الرجل من الإيلاج.
فيما يحرّم رجال الدين هذه الممارسة باعتبارها ضربًا من ضروب السحر الذي حرّمه الإسلام، ورغم الإصرار على اجتنابه ما زالت عادة التصفيح منتشرة في بعض أرياف تونس كعادة تتوارثها الأجيال لحماية الشرف العائلي، رغم أنّ بعض حالات الطلاق للضرر كان التصفيح سببًا رئيسيًا فيها وذلك لعجز الرجل عن الإيلاج طيلة أشهر.
من هذا المنطلق ركزت الثقافة الشعبية على حراسة الجسد الأنثوي من الوقوع في الخطر أي ممارسة الجنس خارج أطره الشرعية، فكان الختان في بعض مجتمعات الجنوب حلًا جذريًا لإخماد شهوة المرأة، ووأد الاستثارة الجنسية كمدخل إلى الإشباع الجنسي، وفي بعض دول شمال أفريقيا، ومنها تونس، اخترعت طريقة التصفيح وهي إحدى الممارسات الشائعة منذ العهد الحفصي، وذلك لحماية المرأة من الرجل، ويدخل هذا في النظرة إلى المرأة كمفعول به جنسيًا وعاطفيًا، ومغررًا بها ولا قدرة على مواجهة الإغراء الذكوري، أو سطوة الرجل كفاعل جنسي.
هنا تنعكس الصورة عن الرؤية الإسلامية التي ترى المرأة مصدر فتنة للرجل فيصبح العكس صحيحًا، الرجل مصدر خوف وفتنة وحماية الأنثى تعدّ واجبًا على الأسر التي تسعى إلى حماية شرفها، وتنتشر هذه الممارسة في أغلب مدن الجمهورية التونسية، تختلف الطريقة فقط ولكن يتفق الجميع على ضرورة التصفيح، نشير هنا أنّ التصفيح لم يحجب المرأة من المجال العامّ، بل بالعكس كان خروجها إلى العمل أو الدراسة واختلاطها بالرجال سببًا رئيسيًا للتصفيح.
تقوم طريقة التصفيح على جرح الفتاة قبل بلوغها سبع جروح صغيرة على فخذها الأيسر من طرف إحدى كبيرات العائلة، أو من ثقاة الحي، ثم تغمس حبات الزبيب أو التمر بالدم المراق مرددة كالآتي هذه الطلاسم: "أنا حائط وابن الناس خيط"، فيما تعتمد طريقة أخرى وهي تخطي المنسج، وتردد الفتاة نفس الطلاسم السابقة الذكر، ويجب أن تورث الطريقة والطلاسم إلى العائلة في حالة موت من صفحت الفتاة لتقوم بها امرأة أخرى.
يعتبر التصفيح بمثابة رباط سحري يوثق حول جسد الأنثى لحراستها حتى لحظة زفافها ويحلّ من طرف من عقدته، أو أخرى التي تعلم أسرار الربط، وهي لعرقلة الرجال الذين يرغبون في ممارسة الجنس مع المرأة المصفحة، فيصبح المشهد هكذا: خيط رقيق ينكسر على أسوار سدّ منيع، ولا يمكن الولوج إليه بأيّ طريقة إلاّ بفسخ الربط في طقوس معينة تقوم بها الأسرة قبل تسليم ابنتها إلى زوجها.
يذهب الكثير إلى اعتبار التصفيح ممارسة سحرية يسخر فيها جنيّ، ليسكن داخل رحم الفتاة المصفحة طيلة سنوات عزوبيتها لحماية عذريتها حتى ليلة الدخلة، ليراق دم البكارة فوق القميص الأبيض كدلالة الشرف الذي لم يمس إلا لحظة افتضاضها من الزوج الشرعي، ويذهب آخرون من علماء النفس والاجتماع إلى أنّ هدف هذه الممارسة نفسي بالأساس، إذ تعتقد الفتاة أنّها محروسة بجنيّ أو بسحر لا يمكنها بالاستمتاع بممارسة الجنس خارج الأطر الشرعية لذلك ينعكس هذا على ردة فعلها فيتقلص المهبل، وتتشنج العضلات بشكل لا يمكنّ الرجل من الإيلاج.
فيما يحرّم رجال الدين هذه الممارسة باعتبارها ضربًا من ضروب السحر الذي حرّمه الإسلام، ورغم الإصرار على اجتنابه ما زالت عادة التصفيح منتشرة في بعض أرياف تونس كعادة تتوارثها الأجيال لحماية الشرف العائلي، رغم أنّ بعض حالات الطلاق للضرر كان التصفيح سببًا رئيسيًا فيها وذلك لعجز الرجل عن الإيلاج طيلة أشهر.