نقوس المهدي
كاتب
امتلأت الأسطورة بالرموز والقصص، التي تتحدث عن العلاقة التفاعلية بين الجسد ومحيطه، أي مكونات هذا المحيط.
يقول شتراوس في تحديده للأساطير: كانت هناك علاقة بين فكرة شهر العسل والجسد والألوان. والمجتمع عملياً يقطع متعة العروسين لأنه يحددها بمدة زمنية محددة (شهر) وهذا القطع له تفسيره الأسطوري كما يقول شتراوس: كي لا يختلط دم الحيض بالعسل.
وإذا تساءلنا ما علاقة الدم بالعسل؟! نجد الجواب لدى شتراوس إذ يفسر ذلك بأن الرجل يجد في المرأة هذين المكونين العسل والدم. الاثنان معاً يشتركان باللون وفي الوقت نفسه لكل منهما مذاقه وخصوصيته.
علاقة الجسد بالدم لها طابع صراعي، من الدم يولد مخلوق جديد (الولادة) وإذا فسد الدم يمكن أن يفنى الجسد.
والعسل بمقدار ما يفيد الجسد (يقويه، يعطيه عافية وطاقة) فإنه في الوقت نفسه يمكن أن يدمر الجسد، ولدينا مثل رمزي يقول (يضع السم في العسل).
فالجسد يتلقى الألوان ويتفاعل معها بخصوصية عالية، فنرى علاقته باللون الأصفر، علاقة تتأرجح بين محورين، محور الحياة، الضوء، الشمس، والعلاقة المعاكسة. الموت، عندما يموت الجسد يصفّر، أي بمعنى آخر في علاقة الجسد باللون الأصفر تتجسد جدلية الحياة والموت.
أما اللون الأخضر فيترك انطباعاً مفاده أن الجسد يسترخي، يصبح أكثر مرونة أمام اللون الأخضر. لذلك ينصح الأطباء المرضى بالخروج إلى الطبيعة (البراري، والمنتزهات) لأن اللون الأخضر يساعد الجسد على الإحساس بالاسترخاء والسكينة، كما أن الجسد ينتج في بعض حالات مرضه هذا اللون.إذاً العلاقة بين الألوان والجسد علاقة تفاعلية.
تحدث هيرو دوت اليوناني (500 سنة قبل الميلاد) عن علاقة المصريين باللون الأبيض، لأنهم كانوا يرتدون الثياب البيضاء في أحزانهم وخاصة في طقوس النواح على (أيزيروس) بدلاً من اللون الأسود. ومن هنا تظهر قابلية الجسد، لقبول الفكرة المخادعة، أن يقبل الجسد اللون الأبيض كما لو أنه أسود. وقد يتعدى الجسد هذا الحد، لنجده في حالات كثيرة، كائناً مراوغاً وماكراً.
في التوراة (سفر التكوين) أثناء الصراع بين (عيسو) و(يعقوب) على البكورية، يرتدي عيسو ثياب الخروف، حتى يخدع والدهما الأعمى ، فيقول له الوالد الأعمى: وهو يتحسس جسده.. هذا الصوت صوت عيسو، ولكن الجسد جسد يعقوب.
ويتكرر المعنى هذا في أسطورة الإلياذة (لهوميروس) عندما اختبأ (عوليس) وجنوده في مغارة فخافوا أن يخرج الوحش فاقترح »عوليس« على جنوده الاختلاط بالخرفان حتى لا يتسنى للوحش أن يكتشفهم. بهذا تتضح قدرة الجسد على التفاعل مع محيطه، وبشكل تلقائي يلجأ إلى المخادعة والمناورة، ليتمكن من الإفلات من الموت.
.
يقول شتراوس في تحديده للأساطير: كانت هناك علاقة بين فكرة شهر العسل والجسد والألوان. والمجتمع عملياً يقطع متعة العروسين لأنه يحددها بمدة زمنية محددة (شهر) وهذا القطع له تفسيره الأسطوري كما يقول شتراوس: كي لا يختلط دم الحيض بالعسل.
وإذا تساءلنا ما علاقة الدم بالعسل؟! نجد الجواب لدى شتراوس إذ يفسر ذلك بأن الرجل يجد في المرأة هذين المكونين العسل والدم. الاثنان معاً يشتركان باللون وفي الوقت نفسه لكل منهما مذاقه وخصوصيته.
علاقة الجسد بالدم لها طابع صراعي، من الدم يولد مخلوق جديد (الولادة) وإذا فسد الدم يمكن أن يفنى الجسد.
والعسل بمقدار ما يفيد الجسد (يقويه، يعطيه عافية وطاقة) فإنه في الوقت نفسه يمكن أن يدمر الجسد، ولدينا مثل رمزي يقول (يضع السم في العسل).
فالجسد يتلقى الألوان ويتفاعل معها بخصوصية عالية، فنرى علاقته باللون الأصفر، علاقة تتأرجح بين محورين، محور الحياة، الضوء، الشمس، والعلاقة المعاكسة. الموت، عندما يموت الجسد يصفّر، أي بمعنى آخر في علاقة الجسد باللون الأصفر تتجسد جدلية الحياة والموت.
أما اللون الأخضر فيترك انطباعاً مفاده أن الجسد يسترخي، يصبح أكثر مرونة أمام اللون الأخضر. لذلك ينصح الأطباء المرضى بالخروج إلى الطبيعة (البراري، والمنتزهات) لأن اللون الأخضر يساعد الجسد على الإحساس بالاسترخاء والسكينة، كما أن الجسد ينتج في بعض حالات مرضه هذا اللون.إذاً العلاقة بين الألوان والجسد علاقة تفاعلية.
تحدث هيرو دوت اليوناني (500 سنة قبل الميلاد) عن علاقة المصريين باللون الأبيض، لأنهم كانوا يرتدون الثياب البيضاء في أحزانهم وخاصة في طقوس النواح على (أيزيروس) بدلاً من اللون الأسود. ومن هنا تظهر قابلية الجسد، لقبول الفكرة المخادعة، أن يقبل الجسد اللون الأبيض كما لو أنه أسود. وقد يتعدى الجسد هذا الحد، لنجده في حالات كثيرة، كائناً مراوغاً وماكراً.
في التوراة (سفر التكوين) أثناء الصراع بين (عيسو) و(يعقوب) على البكورية، يرتدي عيسو ثياب الخروف، حتى يخدع والدهما الأعمى ، فيقول له الوالد الأعمى: وهو يتحسس جسده.. هذا الصوت صوت عيسو، ولكن الجسد جسد يعقوب.
ويتكرر المعنى هذا في أسطورة الإلياذة (لهوميروس) عندما اختبأ (عوليس) وجنوده في مغارة فخافوا أن يخرج الوحش فاقترح »عوليس« على جنوده الاختلاط بالخرفان حتى لا يتسنى للوحش أن يكتشفهم. بهذا تتضح قدرة الجسد على التفاعل مع محيطه، وبشكل تلقائي يلجأ إلى المخادعة والمناورة، ليتمكن من الإفلات من الموت.
.