مثلما يأتي الليل خلسة
يداهمني حبها ويتمدد
هي حال المُبتلى بالهوى
لقيد الوداد وأسر الحسن
طواعية يا ويلي سائر
أنهكني حبها وتاهت أطرافي
في دروب الفراق
وبتٌ من الهوى أعاني ويلاتي
ومن حكايات العشاق ضاجر
ضاقت الرؤى بخاطري لبعادها
يمضغني الجفاء كل ليل
تاهت القوافي والفكر حائر
يعتصرني الغرام ولا أرتوي
النفس مُتَّقدة بكؤوس التعب
والقلب يا حسرتي
لاهو غافل ولاهو صابر
تدرك أنني أهواها
وأمد الشراع لمراكب الوصل
في بحر الشغف الهادر
أوفدت لها في الهوى مرسال
أن ترفق بقلبي فصدٌته
قالت لي أب غائر
قلت يا مليحة أنا صعب المراس
أطلب دون العشق هلاكاً
لكن الحظ كما ترين عاثر
صاحت أيا كبدي
أخاف عليك بطش أهلي
لي خمسة إخوة غلاظ
وأب خشن بسيف باتر
قلت لا أجزع في هواك أحد
لعشقي تاريخ في ميادين الوغى
للهيام رماح طاعنة
وقلبي لايخشى الكواسر
قالت الناس ترانا
قلت للبشر فيما يعتقدون مذاهب
لكل محب في الغرام طريقه
ومنهجي بشرع الهوى
لمن يلوم داحر
سألتني وهي تتوثب
ألا خطايا في العشق ؟
ألا يقترف العشاق الذنوب
قلت يا عصفور روحي
لا تقنطي من رحمة الخالق
إن الله رحيم وغافر
أضنتها الحجة وأعياها الجدال
فقالت كمن انشرح
يا وليفي إذا ما حلت العتمة
وهجع العباد في الليل السامر
تفقّد يامحبوبي رَوْضي
اسقط عليٌ بتفاح الهوى
كسقوط الندى ليلاً
ولا تخشى في وصالي شيئاً
فلا رادع ولا مانع لنا ولا زاجر
.
صورة مفقودة