شيماء الريس - الفياجرا هي الحل!

يتبجح الرجال المصريون بقدراتهم الجنسية الفائقة في هزلهم وجدهم، ويتغاضى عمومهم عن الضعف المشهور عنهم مقارنة بالنساء، وفي مشهد أخر نجد رجال الدولة بملابسهم الرسمية يتبجحون أيضا بقدراتهم الفائقة في قيادة الدولة، وكما تصفق الزوجة لبعلها ليلا رفعا لروحه المعنوية وتبكي حالها أسفا في غيابه، يصفق جمهور القائد العظيم له جهرا ويرثون حالهم سرا، خشية أن تقف المراكب السارية، خوفا من المجهول، من الفضيحة، شعورا بالمسؤولية تجاه البيت حتى لا ينهدم، تجبنا من فكرة التغيير...وغيرها من العلل.

قادتنا الذين يقضون ليالي مخزية معظم حياتهم، متجاهلين خواء جعبتهم من أية معلومات جنسية سليمة وضعف قدراتهم الجلي، ومن نطق منهم طالب بإضعاف الأنثى بالختان حتى "تمشي المراكب السارية" على حد تعبير نائب مجلس الشعب الذي يساهم بعبقرتيه الواضحة في وضع تشريعات البلاد! هؤلاء هم الرئيس والوزراء وقادة الجيش ورؤساء الشركات والمحافظون وغيرهم، هم من يضعون الخطط الأمنية ويوقعون أمور الاعتقال والاختفاء القسري ويناقشون الخطط الاقتصادية من أمثال "صبح على مصر" و"هات الفكة"، وغيرها من الإجراءات العبقرية على كافة الأصعدة التي لا تقل في جودتها عن جودة لياليهم المشهورة.

العلاقات الجنسية والشؤون السياسية قد يبدو لوهلة أن لا صلة بينهما وإنما تم تطعيم المقال بمصطلحات جنسية بغرض الإثارة لا أكثر، ولكن من ناحية علمية لا نستطيع أن نفصل العلاقة بين السعادة السريرية والنهار السعيد، وأن الصحة النفسية والعقلية مرتبطة بالعلاقات الجنسية الصحية سواء للرجل أو المرأة، ودعونا نضع التعميم جانبا ونعترف فقط بتفشي ظاهرتي الضعف الجنسي والفشل القيادي جليا في مصر خاصة والوطن العربي عموما، ولو حاولنا ولو عبثا أن نربط بين اشتهار بلادنا بمستويات عالية من السلوكيات الجنسية المنحرفة من تحرش واغتصاب ومشاهدة مواد إباحية...إلخ، وبين التدني الواضح في مستوى قيادات البلد واحد بعد الأخر وفشلهم الظاهر في التخطيط في كل المجالات، حينها لا فرار من ربط الأمرين معا وظهور صلة واضحة بينهما، مما يدعو للتساؤل عن مدى تأثير ضعف الليالي "الحمرا" للرئيس مثلا على قرارته وخطبه في اليوم التالي!؟ وهل لو كان حظي بليلة سعيدة كنا ما تحملنا عبء دموية قرار فض اعتصام رابعة مثلا؟! أو لو تحسن الأداء الليلي لخرجت لنا نفوسا وزارية أكثر اتزانا تقبل السفر على الدرجة الاقتصادية!؟

وهل مثلما ينبغي على الزوجة أن تصارح زوجها بعدم حصولها على المتعة بدلا من كبتها لرغبتها وقضاء نهارها منفعلة تصرخ في وجه من يقابلها في عملها، وحسرة تشتعل من خيبة أملها فتأكل بنات أفكارها وتقتل إبداعها أينما كانت، كان لزاما أيضا على جمهور القائد أن يصارحوه بعدم حصولهم على أية سعادة بعد خطاب فاشل أو قرار سادي أو خطة اقتصادية شمطاء وضعها، وهل سكوتهم حلا حقيقيا اكثر أمانا يؤدي للاستقرار واستمرار المعيشة من مخاطرة المجاهرة بالرأي؟

السكوت عن عدم الرضا في العلاقات الحميمية يؤدى لتفشي الوضع سوءا فكما تنقضي الليلة بلا متعة يمضي النهار سيئا، حتى تنقطع أوصال العلاقة وينفصلا، ربما المصارحة قد تسبب بعضا من الخجل أو الحنق ولكن أظن ان الزوجان العاقلان يستطيعان أن يمضيا قدما لتحسين أدائهم وصولا لدرجة رضا مقبولة في الليل مما يتبعه نهارا هادئا، وكذا الحال بالنسبة للوضع السياسي، السكوت يزيد الطين بلّة ومن يريد الاستمرار عليه بالمصارحة وتصحيح خطأ القيادة قبل أن يفوت الأوان على الوصول لصورة تراضي تحمل الشعب معا وقياداته إلى بر الأمان. فربما ليس الإسلام هو الحل، ولا العلمانية، وليست العسكرية حلا... ربما فقط الأمر يحتاج لبعض الفياجرا!؟
 
أعلى