نبيل محمود
كاتب
هي رائحة الشتاء
وزخّة المطر الأولى
تفوح ذكرياتٌ ورغبات
تنخطف الأرواح ببرق الإشراقْ
وترتعد الأجساد بالأشواقْ..
يا للروح كم تدّخر من قصص الخريف؟
تتدفّأ الحكايات قرب مواقد الشتاء
ويلوذ الأطفال بأحضان الجدّات
ومضة الحُبكة تبدّد وحشة الظلام..
كم يربكني اختلاط الفصول
يحدث كثيراً أن أتغافل عن الربيع وأتحاشى الصيف
فيداهمني الخريف ويعتريني الشتاء
أرتدي معطفي القديم
أقلّبُ جيوبه فأعثر على حكايةٍ مجعّدةٍ
من الشتاء الفائت
عن حسناء تشوي سمكةً نهريّةً
لحبيبها العائد من البحر
مصاباً بدُوار الحرب..
أرميها في النهر وأعبر الجسر
متوّغلاً في ضباب الشيب
وأخطّط لكتابة الحكاية من جديد
عن حبيبةٍ لم تكدْ تنهي غسْل يديها
من بقايا السمك ذات صيف
حتى خرقت أحشاءَها شظيّة..
من قصائد تفاحات إيروس
اللوحة: بابلو بيكاسو