نقوس المهدي
كاتب
نحن الممهوراتُ بغبار الطلع وأشياء أخرى هشّة, كالريش, يذروه هواءٌ أليفٌ ويبعثرنا في فراغٍ أزرق
نحن اللواتي مهورنا نقطة دمٍ على كفّ, وثوبنا جنائزيّ, واقفاتٍ حيناً على كتف الريحِ محمولاتٍ حيناً على عرف فرسٍ متكئاتٍ على اللاشيء راكضاتٍ في عين القدر جالساتٍ واليدُ على الخدِ وفي الصدر حنين
باذراتُ الملح في السرّة نحن, ساقياتُ العين نهّالاتُ الشهيق زارعاتُ الشموس على سرّ الجسد قاطفاتُ الحزن حاصداتُ الزمن الرتيب في كلّ المواسم. يا ملحُ يا قمحُ يا خميرة النساء في لبّ القلبِ هذا الخبزُ له طعمنا له عَرَقنا له لوننا الحنون ولنا جوعنا الأزليّ
نحن اللواتي لا نقصّ شعرنا أبداً ولا يُرى لنا ظلّ, نتدلّى من عنق الهاوية وندّعي أنّنا قرطُ لؤلؤ, نلبس الخفّة ونموت تحت وردة, دمنا على مبسم الفراشة والرحيق مرٌّ, مرصوفاتٍ حلمةً فوق حلمةٍ يداً فوق يدٍ نوماً فوق نومٍ قامةً فوق قامةٍ سماءً فوق سماء بابلُ البرجُ الجسد المنخطف كالشهبِ شرفةٌ للسقوط لأعلى وأعلى وأعلى كونشيرتو للحطام
هذا اللحنُ هذا اللحن, نحنُ مفاتيح البيانو السودُ نحن مفاتيح البيانو البيضُ نحن بيانو مهجورٌ في العشب في العشب الطويلِ في العشب الذي في آخر العالم في العشب الذي ينمو على أضلاع الرجل في العشب الذي في الفراديس في العشب العالق على ثياب الملائكةِ حين تنام قليلاً كثيراً في رطوبة الحكايات في آخر الحكاية أنّنا سنموتُ سنصيرُ العصافيرَ سنرفّ من الخشب بيضاواتٍ سنونواتٍ نطير نطير
نُرضِعُ طفلة رحمنا نرضِعُ طفلة الغجر طفلة الذئاب طفلةً الحجرِ طفلة البردِ طفلة الكفّ طفلةَ العين طفلاتٍ لم يُعرفْ لهنّ أسماءٌ ولا سنُّ لبنٍ حليبنا مبقّعٌ بالسمّ حليبنا كالرحيق حليبنا معموديّةُ النساء للنساء حليبنا آخرُ ما بقي من أنهار عدنٍ حليبنا أبجديّةُ النساءِ نكتب بحرف الحليب الطريّ على الهواء الطريّ كنّا هنا نكتبُ بحرف الحليب غير المرئيّ على الجسد الخفيّ كنّا هنا نكتبُ بحرف الحليب الأبيض على العمر الأسود كنّا هنا نكتب على الصراخ على الماء على الكدمة فوق القلبِ
مريمات التفّاح نحن, نبري أصابعنا إلى إبرٍ وندخل في السمّ لنخيط النهد والنهد إلى تفّاحة كاملةٍ المنذورات للتفّاح نحن في أديرة التفّاح في الضوء القليل في رائحة العتيق ننزف كلّما قُطفتْ تفّاحةٌ عن الغصن هذا الدمُ من النهد الأيسر هذا الدم من النهد الأيمن هذا الدم من التفّاح السرمديّ
نحن خيالات المآتة على استدارة التفّاح طيّباتٌ نطعم أكبادنا للريح صابراتٌ نيبّس قطوع النهد نيبّس خثار الدم باقياتٌ نملأ الجرن ببذور التفّاح ونموت من جديد
نفتق الحرف الذكر عن الحرف الأنثى نقسّم الماء إلى بحرٍ وإلى باردٍ-مغليّ نقسّم الأصابع إلى خواتم وإلى كسورٍ نجرّد الشريان عن الوريد
جاراتُ النوارس نحن حبيباتُ الفراشاتِ مرايا الكلامِ حبّةُ القلب
المخضّباتُ بالأزرق الملكيّ نحنُ, الرقيقاتُ في الهواء الخفيف, كالريش, نمسك غبار الطلع.
..........................
(*) من صفحة: شاعرات من سوريا
نحن اللواتي مهورنا نقطة دمٍ على كفّ, وثوبنا جنائزيّ, واقفاتٍ حيناً على كتف الريحِ محمولاتٍ حيناً على عرف فرسٍ متكئاتٍ على اللاشيء راكضاتٍ في عين القدر جالساتٍ واليدُ على الخدِ وفي الصدر حنين
باذراتُ الملح في السرّة نحن, ساقياتُ العين نهّالاتُ الشهيق زارعاتُ الشموس على سرّ الجسد قاطفاتُ الحزن حاصداتُ الزمن الرتيب في كلّ المواسم. يا ملحُ يا قمحُ يا خميرة النساء في لبّ القلبِ هذا الخبزُ له طعمنا له عَرَقنا له لوننا الحنون ولنا جوعنا الأزليّ
نحن اللواتي لا نقصّ شعرنا أبداً ولا يُرى لنا ظلّ, نتدلّى من عنق الهاوية وندّعي أنّنا قرطُ لؤلؤ, نلبس الخفّة ونموت تحت وردة, دمنا على مبسم الفراشة والرحيق مرٌّ, مرصوفاتٍ حلمةً فوق حلمةٍ يداً فوق يدٍ نوماً فوق نومٍ قامةً فوق قامةٍ سماءً فوق سماء بابلُ البرجُ الجسد المنخطف كالشهبِ شرفةٌ للسقوط لأعلى وأعلى وأعلى كونشيرتو للحطام
هذا اللحنُ هذا اللحن, نحنُ مفاتيح البيانو السودُ نحن مفاتيح البيانو البيضُ نحن بيانو مهجورٌ في العشب في العشب الطويلِ في العشب الذي في آخر العالم في العشب الذي ينمو على أضلاع الرجل في العشب الذي في الفراديس في العشب العالق على ثياب الملائكةِ حين تنام قليلاً كثيراً في رطوبة الحكايات في آخر الحكاية أنّنا سنموتُ سنصيرُ العصافيرَ سنرفّ من الخشب بيضاواتٍ سنونواتٍ نطير نطير
نُرضِعُ طفلة رحمنا نرضِعُ طفلة الغجر طفلة الذئاب طفلةً الحجرِ طفلة البردِ طفلة الكفّ طفلةَ العين طفلاتٍ لم يُعرفْ لهنّ أسماءٌ ولا سنُّ لبنٍ حليبنا مبقّعٌ بالسمّ حليبنا كالرحيق حليبنا معموديّةُ النساء للنساء حليبنا آخرُ ما بقي من أنهار عدنٍ حليبنا أبجديّةُ النساءِ نكتب بحرف الحليب الطريّ على الهواء الطريّ كنّا هنا نكتبُ بحرف الحليب غير المرئيّ على الجسد الخفيّ كنّا هنا نكتبُ بحرف الحليب الأبيض على العمر الأسود كنّا هنا نكتب على الصراخ على الماء على الكدمة فوق القلبِ
مريمات التفّاح نحن, نبري أصابعنا إلى إبرٍ وندخل في السمّ لنخيط النهد والنهد إلى تفّاحة كاملةٍ المنذورات للتفّاح نحن في أديرة التفّاح في الضوء القليل في رائحة العتيق ننزف كلّما قُطفتْ تفّاحةٌ عن الغصن هذا الدمُ من النهد الأيسر هذا الدم من النهد الأيمن هذا الدم من التفّاح السرمديّ
نحن خيالات المآتة على استدارة التفّاح طيّباتٌ نطعم أكبادنا للريح صابراتٌ نيبّس قطوع النهد نيبّس خثار الدم باقياتٌ نملأ الجرن ببذور التفّاح ونموت من جديد
نفتق الحرف الذكر عن الحرف الأنثى نقسّم الماء إلى بحرٍ وإلى باردٍ-مغليّ نقسّم الأصابع إلى خواتم وإلى كسورٍ نجرّد الشريان عن الوريد
جاراتُ النوارس نحن حبيباتُ الفراشاتِ مرايا الكلامِ حبّةُ القلب
المخضّباتُ بالأزرق الملكيّ نحنُ, الرقيقاتُ في الهواء الخفيف, كالريش, نمسك غبار الطلع.
..........................
(*) من صفحة: شاعرات من سوريا