نقوس المهدي
كاتب
في عتمة النهار كان صوتُها
طلاسمَ ولمعُ عينيها شعاعا في ذرى المعاصي
وكلُّ إصبعٍ إشارة إلى تاريخها الممتدّ من مزرعة اللوز إلى
وسائدِ الحرير حتى منبع الخيال وانبثاقِ صمتها الذي يُصْغي ويُسْمَعُ
لولا كُرُوُمها وترتيلُ الشفتين
لكانَ موروثُ الحياة كالحا وخُطْوَةُ الورديِّ عاثرة
لقالَ كلُّ جُندبٍ: أنا الحمامة العصفورةُ المشاكسةْ
في دوحةِ الغزلان والعنادل المُغَرّدةْ
شتانَ بين لوثة اللسان وانثيالهِ
كان المساءُ صاخبا والضوءُ الشفيفُ يُدْني كلَّ نافذةٍ،
أحَالتها ستائرُ الحياءِ في النهارِ صفحةً مشَفّرةْ.
كم منْ أُسُودٍ رُوّضَتْ
كم منْ سُيوفٍ شُهِرَتْ فأُغْمِدَتْ
كم قبُّعاتٍ رُفِعَتْ
كم منْ حروبٍ أُطفئتْ
كم منْ كؤوسٍ هُشّمتْ
فوق الشفاه الضامئة
كم فكرة مُظلمة أنارَها تَوَقّدُ المُباغتة
جنباً إلى جنبٍ قُرَابةَ الطهارة المُثْلى
تُرَوّي حُلمَنا - مأكولةً مذْمومةً
باسلةٌ في عُرْيها، عفيفةٌ في هتكها
أحلامُها نقيةٌ وليلها لا يأفلُ.
في الأمسِ كانتْ تُطفيء التسعينَ،
فوق صدرها مَرْسَاةُ مَرْكبٍ لِتوّهِ رَسَا
وخلفها موجٌ وبَحّارونَ صَرعى،
البروقُ والرعودُ تستكينُ يختفي الزّبدْ
في دفتر أيامها كتابةٌ واضحةٌ ومُبْهَمَةْ
لقادةٍ، مهاجرين، عمّالٍ، وتُجّارٍ، وطلابٍ،
لرابحينَ في حروبهم، أو خاسرينَ يكتبون
ثم ينمحي الأثرْ
تَثَاؤُبُ السريرِ ذو مغزى
كرسيّها يَهتز مثلَ عُمرها
شموعُها التسعونَ أُطْفِئتْ بألفِ شهقةٍ وحسرةْ.
وحيدةً ترفو حياتَها المُخَرّمةْ.
وارسو/ 9 مايو/ أيار 2010
د. هاتف جنابي
.
طلاسمَ ولمعُ عينيها شعاعا في ذرى المعاصي
وكلُّ إصبعٍ إشارة إلى تاريخها الممتدّ من مزرعة اللوز إلى
وسائدِ الحرير حتى منبع الخيال وانبثاقِ صمتها الذي يُصْغي ويُسْمَعُ
لولا كُرُوُمها وترتيلُ الشفتين
لكانَ موروثُ الحياة كالحا وخُطْوَةُ الورديِّ عاثرة
لقالَ كلُّ جُندبٍ: أنا الحمامة العصفورةُ المشاكسةْ
في دوحةِ الغزلان والعنادل المُغَرّدةْ
شتانَ بين لوثة اللسان وانثيالهِ
كان المساءُ صاخبا والضوءُ الشفيفُ يُدْني كلَّ نافذةٍ،
أحَالتها ستائرُ الحياءِ في النهارِ صفحةً مشَفّرةْ.
كم منْ أُسُودٍ رُوّضَتْ
كم منْ سُيوفٍ شُهِرَتْ فأُغْمِدَتْ
كم قبُّعاتٍ رُفِعَتْ
كم منْ حروبٍ أُطفئتْ
كم منْ كؤوسٍ هُشّمتْ
فوق الشفاه الضامئة
كم فكرة مُظلمة أنارَها تَوَقّدُ المُباغتة
جنباً إلى جنبٍ قُرَابةَ الطهارة المُثْلى
تُرَوّي حُلمَنا - مأكولةً مذْمومةً
باسلةٌ في عُرْيها، عفيفةٌ في هتكها
أحلامُها نقيةٌ وليلها لا يأفلُ.
في الأمسِ كانتْ تُطفيء التسعينَ،
فوق صدرها مَرْسَاةُ مَرْكبٍ لِتوّهِ رَسَا
وخلفها موجٌ وبَحّارونَ صَرعى،
البروقُ والرعودُ تستكينُ يختفي الزّبدْ
في دفتر أيامها كتابةٌ واضحةٌ ومُبْهَمَةْ
لقادةٍ، مهاجرين، عمّالٍ، وتُجّارٍ، وطلابٍ،
لرابحينَ في حروبهم، أو خاسرينَ يكتبون
ثم ينمحي الأثرْ
تَثَاؤُبُ السريرِ ذو مغزى
كرسيّها يَهتز مثلَ عُمرها
شموعُها التسعونَ أُطْفِئتْ بألفِ شهقةٍ وحسرةْ.
وحيدةً ترفو حياتَها المُخَرّمةْ.
وارسو/ 9 مايو/ أيار 2010
د. هاتف جنابي
.
صورة مفقودة