أسماء جزائري - باسم الشّعر، طلّقتكَ.

أقفُ وأتفرّج
فوقَ منصّات الرّيح وهي تحرّك قلبي كالشّراع الممزق
في قلب العاطفة
حين يأتي الوداع أخيراً
كحرّاس النوايا أو كبوليس الجرائم
ليفتّشَ عن النساء الساذجات
فليبدأ بي …
أيها الملقط الحديديّ التقطني
من بين الألُوف
و الرّفوف
ورقصتي الزوربيّة بين الدفوف
من بين الذّين ينامُون في الشّوارع مع الموتى والمشردّين
ضع أقفالك حولَ ابتسامتي و جرنّي
إلى من يحمدُ فُرْقاه
أتعلم
حتّى أنا أطلتُ أظافري، وطليتها بالملح لتقوى
علّني أتفوق عليّ في النقوش الوعرة
داخل العذاب
وحتّى تأخذني في هدوء
لا تخذلني أيّها الوداع
اقترب بحذر كما يفعلُ بدايةً الغرباء
علينا . . علينا دائماً التّفرج على السفنُ الضّخمة وهي تضحكُ من مغامرات القوارب
على الأبنية العالية وهي تنهار
أصابعهم وهي تنقلُ أغراضهم إلى قُلوب أخرى
كما تفعلُ العازبات حينَ تتزوجن لأوّل مرّة
أسفهم …
إنّه أسفهم الذّي لا يشي
وهم يقدّمُونه على الصّواني النحاسيّة
مع قطع فاخرة للتّراجع
والخجلُ . . ذلكَ الخجلُ خجلي حين يتقاطرُ كعسل من ذنبي
يمكنكَ الآن أن تأخذ الشّعر
الشّعر كلّه
الذّي نظّفناه سويّة من الدّموع
ورتبناه من فوضاه
الذّي قلتُ لكَ به أحبّ انتفاخ بطن لغتي منك
من كلّ تحدياتنا جربناه
كنّا نقدمه لوجه الله
لأمّكَ وهي تعثر لكَ على الأخريات
لأمّي حين تضع قدمها أمام بيتكَ، فاسقط أنا في الحب
لتمالك الصَّمت نفسه بيني وبينك على وسائدِنا المحشوّة بالتأوّهات
لنفس الصّدر المكتُوم على عضّة الغِطاء
لانزعاج المقهى من ستائِرنا المُوصدة
لانصياع أقاويلهم الماهِرة في استردادنا
الشّعر
الذّي ابتكرنا لأجله أغنياتنا البيضاء كأردية حفلات الزّفاف
وهدايانا العاثرة في رقصة العميان
وقلنا كلانا : عِدنا أيُّها الشّعر بالشوارع الحانية، والوجُوه الفانية في العشقِ
وإن لم تقدر فعِدناَ بالوقُوف المُستعجل للدّخول
في علاقة تالية
وذهبنا على عجل دون أن نحصل على جواب
خده كلّه
هذا الشّعر البريء من حزني
من وداعة المطبخ حين ندخله لنُنهك أيادينا في تحضير مُزاحهم
من أروقتنا الفاصِلة بين إسمنتيّة القُلوب المسجُونة
من ساقِ ليلة ترتدي وقتنا القصِير
من وجُوه الذّين راقبونا حتى ثقلنا من خُطانا
من الكتب التّي زاحمنا عليها الغُبار
والحكايات التّي ازدحم فيها الأبطال
من المكتبات المهجُورة، والرّفوف البعيدة المنال، من خطّك على أول صفحة ورعشتي
في قلبها على ما بعدْ… آهٍ على ما بعدْ
من الحانات وهي تقدّم نبيذها الرّديء في كؤوس فاخِرة
من وجه النّادلة
النّادلة العاشقة التّي يربتُ على كتفها السَّكارى ليأخذوا الشّعر من عينيها
ويقدِّموه لك
ثمّ يتهمونها في الصّباح
ومن ذلك الذّي كسر زجاجتهُ ليُحرر تلك الشّفاه ، ثمّ طالبَ بالمزيد
من الذّي دخلَ أخيرًا واتخذ مقعداً وحيدًا
 
أعلى