نقوس المهدي
كاتب
لقد هيّأنا لهم مالذَ وطاب
الشجرة التي تزقزق الغيوم في أغصانها
ويغفو العسل في تفاحها
ويرقص في ظلها الناعمون والناعمات
وولداناً يسيل القمر على أجسادهم
وكؤوساً من ذهب
وخموراً عتّقها ابو نؤاس
دهورا في قصائده
فصارت شرابا طهورا
وجاءت واثقة كالشمس
تشرق في يد شاربها
وتغيب في رأسه
الى اين يذهب حين تغيب ؟
فاصل ونعود
******
العراقيون ينتظرون ولا يطمئنون لأحد
وقد غلت أيديهم إلى أعناقهم
فالدواهي قائمة على قدم وساق
فهم في ايام التسايف دائما
فلا هنيهة أمان في هذا البلد الذي
تنهشه الذئاب
وتفت مرارته
فقد جاءت عليه الانقلابات تباعا
فجراحه تزداد اتساعا وايلاما
من حكومة الى اخرى
فهم شعب الله القلق المنتظر
الهماز المشاء المتكبر
يلوذون تحت أي بسطال يفري الأمهات فريا
وتنغرز مساميره بعيدا في قلوبهم
فهم ينزفون على مدار الساعة
بانتظار أنصاف الآلهة من كل عابس قطوب
اذا ما خطا عن سارق أمّ سارقا
القادمين من الملافي بكل
شرههم الى السلطة وفيهم يعسوب الفاسدين
وإمام المتعصبين
وسلف المستكبرين
وسماحة السيد
يحدون بالهوش والبوش
وقد فتحوا لنا أبواب الطوائف
وقالوا : ادخلوها بسلام آمنين
وما من احد آخذ بحجزنا عن
نيرانها التي صار العراق كله
حطبا لها
فمن أين جاؤوا بغاةً وحسّدا
فاصل ونعود
******
أبالموت تخوفني ؟
قالها عنتيك قديم راجف العصا
مثخن بالجراح
وأظنه السبع الذي أوقعته
عشتار في حبها
فلم يبق منه سوى نفس
ينزل ولا يصعد
سائلا عمن تبقى من السباع
الذين يتمززون النبتة الوردية
التي تومض في حانة سيدوري
وهل وجدوا الحياة التي ينشدونها
ومن لي بكاس مرة من
حليب السباع ؟
قالها متوسلا يكسر الخاطر
أيها البالغ من الخرف عتيّا
أنت اشكد قديم
أنت فين والخمر فين
لقد خرجوا باحثين عن عشبة
الخلود التي ضيعها كلكامش
وحالت بينهما الأحزاب الوطنية
وكانوا من الغارقين
ضاعوا ضياع اليتامى
في دجى شاتٍ
وللآن لم يعودوا
ونحن بانتظارهم
فمالك لا تزأر ؟
هل تذكر احدا منهم ؟
أذكر
لكن النفس النازل
فاصل ويعود
******
من يطرق بابي ؟
وانا الساكن في قاع جهنم
اشربها صرفاً
وأتقي عقربا وأحذر حزبا
من يطرق؟
أخيّك عزرائيل
اهل بالهزبر فمن اين جيتا ؟
لك يا جيتا
افتح تره اني ابشاربك
وقد جئتك الليلة خلسة
أتخفى
فالواوية أذاقتني الأمرّين
في الطرقات
فوالله ما ادري أين أنا الآن
يا سيدي عزرو
هات عينك تسرح في دنيتهم
عنية
هات ايديك ترتاح للمستهم
أيديه
يا حبيبي تعال
دعني آخذ نفسا
فالواوية الملتحون اصحاب
السيارات المفخخة
لم يتركوا لي سروالا يستر
عورتي
فهم يبصمون بالعشرة على
مؤخرتي
ولك يابــــــــــــــــــــــــــــه
سيئة كانت الخواتيم
يابـــــــــــــــــــــــــــــــــــه
فلأقعدّن على الطريق واشتكي
واقول مظلوم وانت ظلمتي
يابـــــــــــــــــــــــــــــــــــه
فانا لم أكن سبعا من قبل
وياليتني مت قبل هذا
فيا غوثاه ثم ياغوثاه
من عدو قد استكلب عليّ
لم اكن سبعا ولا علم لي بهذا
العالم السفلي الذي نفوج
به جميعا والذي يذبح بالموس
فمنذ نصف قرن وأنا لم اقبض
روح أحد من العراقيين
فقد شلت يداي وألقيت عصا الترحال
فقبل التاسع من نيسان افتر
كان الذي يلعب بأرواح
العراقيين ويطحنهم طحنا في
حروب لا ناقة لهم فيها ولا جمل
في المطامير التي لم يخرج منها حي أبدا
معروفا وأفضل عدم ذكر اسمه
ولا يد لمن يسرقون ويحكمون العراق الآن بإسقاطه
وبعد التاسع من نيسان يفور
فقد فصلت من وظيفتي بسبب انتماء سابق
فانا مجتث يا ابن ام
ولا علم لي بهذا الموت الذي
جلبتموه انتم واحزابكم التي يكفّر بعضها بعضا
وأراكم
تأتكلون فيه
هذا زمانك إني قد مضى زمني
قلت لمن يهمه الامر
فمالك تبكي يا عزرو؟
ان البكا حسن بكل غريب
لا تجمعوا فصلا علي وغربة
فالفصل في تلف الغريب سريع
أتقيمون ام تنصرفون
إني اصطفيتك
فهل الى رشفة من حليب
السباع سبيل؟
او تكتم سري وأنا الساكن
بالإيجار هنا في قاع جهنم
اكتمه وكيف أقول ؟
هلمّ إلى هذا المهراس اذن لبيك
واشرب ماشيتا
هم شيتا مو دنزقنب
فاشرب ما شيتا ولا تلمني
في هواها
وسيكشف لنا سبعٌ ربحلٌ
عن دجاها
فبكى عزرائيل وغنى
لقد صار هذا الناس مرا
ضميرها
********
وكانت الحلة أجمة تأوي
إليها السباع
ولي عم صعب المراس والعريكة
عريض المنكبين
وفي ليلة مدلهمة تعمي الأبصار
جاءنا بعجل عنيد سد عليه الطريق
في بستانه وقال : أغلقوا عليه
الحظيرة جيدا لئلا يفلت وفي الصباح رباح
فحكمنا مزاليجها ونمنا خائفين
في الفجر جفلنا مذعورين من زئيره
لقد كان اسدا ابا عن جد
يجدح الشرر من عينيه
وتخال البرق يخطف تحت جفنيه
فارتجت أسماعنا وشخصت
ابصارنا
فهرعنا الى عمي الذي ما زال
مجطولاً من سكرة امس نائما
باحدى عينيه مبتسما بالأخرى
قال نعم هو كذلك وإنه لمن الصادقين
وكان معي
يشرب نخب العراق الجديد
وساسته القادمين من الملافي
وقد لطّ كثيرا من حليب
السباع وصار طلي
فخفت ان يعود الى الأجمة
ويحدث ما لا تحمد عقباه
لأن السباع الحلّية لا ترحم
مكشوف مؤخرة من جنسهم
صار طلي
فجبته معي حفاظا على شرف
السباع وسمعتهم
فهم أبناء عمومتنا
فوقفنا وكأنّ على رؤوسنا الطير
فصاح رجل من اقصى العشيرة
أحسنت وحيّاك
وبيّاك وقربك من رضوانه
وكم عما غضنفرا لك مثل هذا
فاصل ونعود
******
السباع
اليوم على الحدود
يتكئ بعضهم على بعض وينهدمون
من ضيم التسفير والمنافي والشتات
يسألون الخارج عن أحوال أخوانهم
ويحمّلون الداخل سلامهم
ولا أحد يعرف بماذا يرطنون
فلا اكو سباع بالداخل ولاهم
يحزنون
فهم ضحايا ضباط القرى عندما يقتحمون
بدباباتهم دار الإذاعة
وبعد قراءة البيان الأول
يقتلون ما تبقى منهم
وهكذا دواليك منذ الرابع
عشر من تموز إلى يومنا هذا
حتى صار العراق والعراقيون مرتعاً
للوحوش البشرية الزاحفة من اعتى الكهوف
والتي تلوّن نيوبها من دمائهم
فحتى متى ؟
والى متى؟
فاصل والسباع
لام الف تاء عين واو دال
لا تعود
الشجرة التي تزقزق الغيوم في أغصانها
ويغفو العسل في تفاحها
ويرقص في ظلها الناعمون والناعمات
وولداناً يسيل القمر على أجسادهم
وكؤوساً من ذهب
وخموراً عتّقها ابو نؤاس
دهورا في قصائده
فصارت شرابا طهورا
وجاءت واثقة كالشمس
تشرق في يد شاربها
وتغيب في رأسه
الى اين يذهب حين تغيب ؟
فاصل ونعود
******
العراقيون ينتظرون ولا يطمئنون لأحد
وقد غلت أيديهم إلى أعناقهم
فالدواهي قائمة على قدم وساق
فهم في ايام التسايف دائما
فلا هنيهة أمان في هذا البلد الذي
تنهشه الذئاب
وتفت مرارته
فقد جاءت عليه الانقلابات تباعا
فجراحه تزداد اتساعا وايلاما
من حكومة الى اخرى
فهم شعب الله القلق المنتظر
الهماز المشاء المتكبر
يلوذون تحت أي بسطال يفري الأمهات فريا
وتنغرز مساميره بعيدا في قلوبهم
فهم ينزفون على مدار الساعة
بانتظار أنصاف الآلهة من كل عابس قطوب
اذا ما خطا عن سارق أمّ سارقا
القادمين من الملافي بكل
شرههم الى السلطة وفيهم يعسوب الفاسدين
وإمام المتعصبين
وسلف المستكبرين
وسماحة السيد
يحدون بالهوش والبوش
وقد فتحوا لنا أبواب الطوائف
وقالوا : ادخلوها بسلام آمنين
وما من احد آخذ بحجزنا عن
نيرانها التي صار العراق كله
حطبا لها
فمن أين جاؤوا بغاةً وحسّدا
فاصل ونعود
******
أبالموت تخوفني ؟
قالها عنتيك قديم راجف العصا
مثخن بالجراح
وأظنه السبع الذي أوقعته
عشتار في حبها
فلم يبق منه سوى نفس
ينزل ولا يصعد
سائلا عمن تبقى من السباع
الذين يتمززون النبتة الوردية
التي تومض في حانة سيدوري
وهل وجدوا الحياة التي ينشدونها
ومن لي بكاس مرة من
حليب السباع ؟
قالها متوسلا يكسر الخاطر
أيها البالغ من الخرف عتيّا
أنت اشكد قديم
أنت فين والخمر فين
لقد خرجوا باحثين عن عشبة
الخلود التي ضيعها كلكامش
وحالت بينهما الأحزاب الوطنية
وكانوا من الغارقين
ضاعوا ضياع اليتامى
في دجى شاتٍ
وللآن لم يعودوا
ونحن بانتظارهم
فمالك لا تزأر ؟
هل تذكر احدا منهم ؟
أذكر
لكن النفس النازل
فاصل ويعود
******
من يطرق بابي ؟
وانا الساكن في قاع جهنم
اشربها صرفاً
وأتقي عقربا وأحذر حزبا
من يطرق؟
أخيّك عزرائيل
اهل بالهزبر فمن اين جيتا ؟
لك يا جيتا
افتح تره اني ابشاربك
وقد جئتك الليلة خلسة
أتخفى
فالواوية أذاقتني الأمرّين
في الطرقات
فوالله ما ادري أين أنا الآن
يا سيدي عزرو
هات عينك تسرح في دنيتهم
عنية
هات ايديك ترتاح للمستهم
أيديه
يا حبيبي تعال
دعني آخذ نفسا
فالواوية الملتحون اصحاب
السيارات المفخخة
لم يتركوا لي سروالا يستر
عورتي
فهم يبصمون بالعشرة على
مؤخرتي
ولك يابــــــــــــــــــــــــــــه
سيئة كانت الخواتيم
يابـــــــــــــــــــــــــــــــــــه
فلأقعدّن على الطريق واشتكي
واقول مظلوم وانت ظلمتي
يابـــــــــــــــــــــــــــــــــــه
فانا لم أكن سبعا من قبل
وياليتني مت قبل هذا
فيا غوثاه ثم ياغوثاه
من عدو قد استكلب عليّ
لم اكن سبعا ولا علم لي بهذا
العالم السفلي الذي نفوج
به جميعا والذي يذبح بالموس
فمنذ نصف قرن وأنا لم اقبض
روح أحد من العراقيين
فقد شلت يداي وألقيت عصا الترحال
فقبل التاسع من نيسان افتر
كان الذي يلعب بأرواح
العراقيين ويطحنهم طحنا في
حروب لا ناقة لهم فيها ولا جمل
في المطامير التي لم يخرج منها حي أبدا
معروفا وأفضل عدم ذكر اسمه
ولا يد لمن يسرقون ويحكمون العراق الآن بإسقاطه
وبعد التاسع من نيسان يفور
فقد فصلت من وظيفتي بسبب انتماء سابق
فانا مجتث يا ابن ام
ولا علم لي بهذا الموت الذي
جلبتموه انتم واحزابكم التي يكفّر بعضها بعضا
وأراكم
تأتكلون فيه
هذا زمانك إني قد مضى زمني
قلت لمن يهمه الامر
فمالك تبكي يا عزرو؟
ان البكا حسن بكل غريب
لا تجمعوا فصلا علي وغربة
فالفصل في تلف الغريب سريع
أتقيمون ام تنصرفون
إني اصطفيتك
فهل الى رشفة من حليب
السباع سبيل؟
او تكتم سري وأنا الساكن
بالإيجار هنا في قاع جهنم
اكتمه وكيف أقول ؟
هلمّ إلى هذا المهراس اذن لبيك
واشرب ماشيتا
هم شيتا مو دنزقنب
فاشرب ما شيتا ولا تلمني
في هواها
وسيكشف لنا سبعٌ ربحلٌ
عن دجاها
فبكى عزرائيل وغنى
لقد صار هذا الناس مرا
ضميرها
********
وكانت الحلة أجمة تأوي
إليها السباع
ولي عم صعب المراس والعريكة
عريض المنكبين
وفي ليلة مدلهمة تعمي الأبصار
جاءنا بعجل عنيد سد عليه الطريق
في بستانه وقال : أغلقوا عليه
الحظيرة جيدا لئلا يفلت وفي الصباح رباح
فحكمنا مزاليجها ونمنا خائفين
في الفجر جفلنا مذعورين من زئيره
لقد كان اسدا ابا عن جد
يجدح الشرر من عينيه
وتخال البرق يخطف تحت جفنيه
فارتجت أسماعنا وشخصت
ابصارنا
فهرعنا الى عمي الذي ما زال
مجطولاً من سكرة امس نائما
باحدى عينيه مبتسما بالأخرى
قال نعم هو كذلك وإنه لمن الصادقين
وكان معي
يشرب نخب العراق الجديد
وساسته القادمين من الملافي
وقد لطّ كثيرا من حليب
السباع وصار طلي
فخفت ان يعود الى الأجمة
ويحدث ما لا تحمد عقباه
لأن السباع الحلّية لا ترحم
مكشوف مؤخرة من جنسهم
صار طلي
فجبته معي حفاظا على شرف
السباع وسمعتهم
فهم أبناء عمومتنا
فوقفنا وكأنّ على رؤوسنا الطير
فصاح رجل من اقصى العشيرة
أحسنت وحيّاك
وبيّاك وقربك من رضوانه
وكم عما غضنفرا لك مثل هذا
فاصل ونعود
******
السباع
اليوم على الحدود
يتكئ بعضهم على بعض وينهدمون
من ضيم التسفير والمنافي والشتات
يسألون الخارج عن أحوال أخوانهم
ويحمّلون الداخل سلامهم
ولا أحد يعرف بماذا يرطنون
فلا اكو سباع بالداخل ولاهم
يحزنون
فهم ضحايا ضباط القرى عندما يقتحمون
بدباباتهم دار الإذاعة
وبعد قراءة البيان الأول
يقتلون ما تبقى منهم
وهكذا دواليك منذ الرابع
عشر من تموز إلى يومنا هذا
حتى صار العراق والعراقيون مرتعاً
للوحوش البشرية الزاحفة من اعتى الكهوف
والتي تلوّن نيوبها من دمائهم
فحتى متى ؟
والى متى؟
فاصل والسباع
لام الف تاء عين واو دال
لا تعود