نبيل محمود - توهّم


يغفو الشذا في حديقة الليل
ويرقد الندى فوق بتلات الوردِ
عند الصباح تقرع أجراس الودِّ
يوقظني خرير صوتها
وتمسح ليل وجهي بحرير خدّيها
تفرش مائدة الفطور
تنادي هلمّ
... أهمسُ رفقاً بعمري الفاني
فقلبي واحد واللذّات شتى!
وشطيرة يديكِ تفوح بالطيّبات...​

تطوي مائدة الفطور، وتفتح باب بستانٍ سحري، تهتزّ أشجار التفّاح، يغمرني عطر الزهور ويبلّ وجهي رذاذ الرحيق. يدغدغني شَعرها المنثور تحت ضوء الشمس، وضوع حِنّاءٍ متوهّجٍ يخدّرني. أقضم تفاحةً حمراء، فأسقط مفتّتاً في فردوس حضنها.. أمضغ برعمين ورديّين، وأرتشف نبيذاً معتّقاً من حانةٍ بابلية. أتسلّل مخموراً في غياهب أثلٍ كثيف، أغمض عينيَّ فأصحو!.. وحدقات الروح تفتّش في حدائقها الذهبيّة عمّا تبقّى منّي..

أنسكبُ في عينيها
فيأخذني الموج بعيداً
أطفو متورّدَ الشفتين
قبيل انخطافي إلى الأعماق
عاريَ القلب صادحاً بالأشواق
لم ينتشلني من غرقي
سوى الذي آنس أرَقي
وبلّني برذاذ ريقه
فكان بيني وبين اختناقي أحلى رمقِ
الجمال رخام العشّاق
يلتمع بحكاياهم و يتلألأ بالأشواق..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من قصائد تفاحات إيروس
اللوحة: (Gustav Klimt (1862–1918
KL1240-3-17-10.jpg

 
أعلى