نقوس المهدي
كاتب
هذا الكائن المجسد بأشكال لا نهائية، هذا الحضور الذي يبدو حضوراً يقينياً راسخاً، وحقيقة كونية ثابتة، كان دائماً ومازال، مفهوماً إشكالياً باتخاذه بعداً رمزياً.
فهل يمكننا الحديث عنه دون الوقوف عند الموضوعة الأكثر أهمية للجسد وهي ثنائية حياته وموته وما يطرأ عليه من تحولات.
تلك الفكرة المؤلمة لم يسلم بها الإنسان بسهولة، التي هي فكرة فناء الجسد.
ومنذ أقدم العصور سعى الإنسان للعمل على ترميم الجسد وما أفسد منه حياً ولجأ إلى وسائل مختلفة أعطتنا علوم الطب، لكن الإنسان لم يكتف بذلك بل استمر للعمل في محاولة يائسة للاحتفاظ بالجسد حتى بعد الموت.
تجلى ذلك في محاولات قدمتها لنا الحضارة الفرعونية وهي التحنيط ولا بد من التماس العذر لتلك الشعوب القديمة في محاولتهم تلك.
فكيف لهم أن يتحملوا فكرة فناء الجسد وتلاشيه ذلك الوعاء الذي اكتنز الرغبات والعواطف والغرائز والأشواق والأتواق والتخيل والتفكير والعقل. ذلك الكيان الذي تمايز واختلف عن كل ما هو حتى غدا زهرة الطبيعة النادرة التي تتوج هذا الكون بقدرته على فهم ذاته والعالم المحيط به. مع كل هذا. هل ندع الجسد ببضع شهقات يتحول إلى لا شيء. يتفسخ أمام أنظارنا دون فعل. دون محاولة وأن يعني أن كل ما اختزنه ذهب أدراج الرياح. طبعاً لا يا لقسوة الفكرة والتساؤلات التي تضعنا على حافة العجز. إذاً لا بد من ابتكار يجعلنا نتخفف من هذا العذاب، كي نتمكن من قبول فكرة غياب الجسد.
المصريون هم أبرز الأقوام الذين عملوا واجتهدوا بالكيمياء كي يحافظوا عليه أطول فترة ممكنة. والمومياءات في المتاحف المصرية دليل واضح على ذلك.
ها هو رمسيس الثاني. وبسبب عشقه وولعه بـ نفرتاري زوجته جسدها أولاً عبر تماثيل رائعة في رقي فنها وأطلق على هذه التماثيل أسماء راقية ولطيفة (السيدة ذات السحر، التي تشرق لها الشمس، الوجه الجميل، الحب الحلو..). وبعد وفاتها أسبغ عليها تشريفاً أخيراً غاية في الأبهة. إذ دفنها في مقبرة جميلة مزخرفة في وادي الملكات وتعتبر النقوش والرسوم الجدارية في مقبرة نفرتاري من أجمل رسوم الفن الجنائزي الفرعوني فإن صورها تقتصرعلى رحلتها إلى العالم الآخر ولقاءاتها مع أوزوريس وإيزيس وآلهة أخرى. ولم لا يفعل ذلك والحياة دائماً تزهر على حافة الأنوثة، وما عملية حفظ الجسد هذه إلا محاولة لإضفاء الخلود على الجسد ومظهر من مظاهر التمجيد له.
.
فهل يمكننا الحديث عنه دون الوقوف عند الموضوعة الأكثر أهمية للجسد وهي ثنائية حياته وموته وما يطرأ عليه من تحولات.
تلك الفكرة المؤلمة لم يسلم بها الإنسان بسهولة، التي هي فكرة فناء الجسد.
ومنذ أقدم العصور سعى الإنسان للعمل على ترميم الجسد وما أفسد منه حياً ولجأ إلى وسائل مختلفة أعطتنا علوم الطب، لكن الإنسان لم يكتف بذلك بل استمر للعمل في محاولة يائسة للاحتفاظ بالجسد حتى بعد الموت.
تجلى ذلك في محاولات قدمتها لنا الحضارة الفرعونية وهي التحنيط ولا بد من التماس العذر لتلك الشعوب القديمة في محاولتهم تلك.
فكيف لهم أن يتحملوا فكرة فناء الجسد وتلاشيه ذلك الوعاء الذي اكتنز الرغبات والعواطف والغرائز والأشواق والأتواق والتخيل والتفكير والعقل. ذلك الكيان الذي تمايز واختلف عن كل ما هو حتى غدا زهرة الطبيعة النادرة التي تتوج هذا الكون بقدرته على فهم ذاته والعالم المحيط به. مع كل هذا. هل ندع الجسد ببضع شهقات يتحول إلى لا شيء. يتفسخ أمام أنظارنا دون فعل. دون محاولة وأن يعني أن كل ما اختزنه ذهب أدراج الرياح. طبعاً لا يا لقسوة الفكرة والتساؤلات التي تضعنا على حافة العجز. إذاً لا بد من ابتكار يجعلنا نتخفف من هذا العذاب، كي نتمكن من قبول فكرة غياب الجسد.
المصريون هم أبرز الأقوام الذين عملوا واجتهدوا بالكيمياء كي يحافظوا عليه أطول فترة ممكنة. والمومياءات في المتاحف المصرية دليل واضح على ذلك.
ها هو رمسيس الثاني. وبسبب عشقه وولعه بـ نفرتاري زوجته جسدها أولاً عبر تماثيل رائعة في رقي فنها وأطلق على هذه التماثيل أسماء راقية ولطيفة (السيدة ذات السحر، التي تشرق لها الشمس، الوجه الجميل، الحب الحلو..). وبعد وفاتها أسبغ عليها تشريفاً أخيراً غاية في الأبهة. إذ دفنها في مقبرة جميلة مزخرفة في وادي الملكات وتعتبر النقوش والرسوم الجدارية في مقبرة نفرتاري من أجمل رسوم الفن الجنائزي الفرعوني فإن صورها تقتصرعلى رحلتها إلى العالم الآخر ولقاءاتها مع أوزوريس وإيزيس وآلهة أخرى. ولم لا يفعل ذلك والحياة دائماً تزهر على حافة الأنوثة، وما عملية حفظ الجسد هذه إلا محاولة لإضفاء الخلود على الجسد ومظهر من مظاهر التمجيد له.
.
صورة مفقودة