نبيل محمود
كاتب
في شرفة المساء
أسكب شوقاً معتّقاً في مزهريةٍ قديمة
فيتسلّق اللبلاب وتنزل النجوم
وحكايةٌ تفتح شبّاكَها المغلق
لتتسلّل امرأةٌ ضوئية
كنتُ أظنّها قد سافرت بعيداً
مع الآلهة التي غادرتْ على عجلٍ ذات خريف..
تدخل إلى غرفتي الفوضوية
وترمي بأغراضها الشفيفة على الأريكة
أتوضّأ بِرِيق شفتيها
وأتهجّد ببَريق عينيها
تقاسمني خمرة الوجد وتشاركني قيام الليل..
يذوب المساء في الليل الكثيف
وتأخذني رعشة الافتتان ورعدة الانخطاف
لمّا أثملني نبيذ مفاتنها
فنيتُ في غبش الفجر..
عند الصباح
وجدتُ لون حِنّاءٍ فوق الوسادة
وفي الشرفة كانت المزهريةُ قاحلةً
وريح الشتاء تهزّ شجرة التوت في الجوار
أدهشني احْمرار توتها الأبيض *
والوشاح المشبّع بالذكرى يتمتم في يدي..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــأسكب شوقاً معتّقاً في مزهريةٍ قديمة
فيتسلّق اللبلاب وتنزل النجوم
وحكايةٌ تفتح شبّاكَها المغلق
لتتسلّل امرأةٌ ضوئية
كنتُ أظنّها قد سافرت بعيداً
مع الآلهة التي غادرتْ على عجلٍ ذات خريف..
تدخل إلى غرفتي الفوضوية
وترمي بأغراضها الشفيفة على الأريكة
أتوضّأ بِرِيق شفتيها
وأتهجّد ببَريق عينيها
تقاسمني خمرة الوجد وتشاركني قيام الليل..
يذوب المساء في الليل الكثيف
وتأخذني رعشة الافتتان ورعدة الانخطاف
لمّا أثملني نبيذ مفاتنها
فنيتُ في غبش الفجر..
عند الصباح
وجدتُ لون حِنّاءٍ فوق الوسادة
وفي الشرفة كانت المزهريةُ قاحلةً
وريح الشتاء تهزّ شجرة التوت في الجوار
أدهشني احْمرار توتها الأبيض *
والوشاح المشبّع بالذكرى يتمتم في يدي..
* أسطورة بابلية، عن عاشقَيْن انتحرا، بعد تعرّضهما لمصادفة ماكرة، في طريقهما إلى موعد غرام، عند شجرة توت ارتوت بدمهما، فتغيّر لون توتها الأبيض كالثلج إلى التوت الأحمر القاني.
** من قصائد تفاحات إيروس
اللوحة: Pablo Picasso