نقوس المهدي
كاتب
ج1
ماهو الفرق بين (الجنس ) و ( الجنسانية )؟
( ان المراة اصبحت هي كلية الفرج لان الفرج فتح وهشاشة ).
د. عبد الصمد الديالمي
( ان التخلص من الجنس البظري شرط لنمو الانوثة ) فرويد
( تصرح معظم النساء المصريات المستجوبات في بحث هند خطاب , ان الختان لايؤثر سلبا على قدرتهن على المتعة الجنسية )د.عبد الصمد الديالمي
يؤكد صلاح الدين المنجد في كتابه ( الحياة الجنسية عند العرب ) ص94, ان اللغة الجنسيةعند العرب هي لغة غنية , خصبة ومتنوعة . وهي تضم اكثر من مائة لفظة تدل على النكاح ,اي الجماع ,بالاضافة الى اسماء متعددة للاعضاء التناسلية .لقد كانت الحاجة ماسة عند العرب الى تسمية الجنس وكل مايتعلق به منذ مرحلة الماقبل الاسلام . ومنذ القرن الثالث الهجري قام علماء مسلمون بتاليف كتب عن الجنس في البغاء واللواط والسحاق . وقد اسست تلك المؤلفات خطابا عربيا قائما بذاته عن الجنس و وهو الخطاب الذي عالج آداب الباه ودراسة طبائع النساء وطرق الاغواء , وطرق تقوية الاعضاء التناسلية ,ووسائل منع الحمل ...الخ .اما المجتمعات العربية الحديثة فانها تتميز بصمتها العلمي والتربوي شبه الكلي عن الجنس .
يشير فتحي بن سلامة الى انتقال مفهوم الجنس الى خارج الخطاب في تاريخ الجنس عند العرب ,,اي تحول الموضوع الى مزاح وسخرية في الكلام اليومي .
( ان العرب الذين كانوا يمتلكون منذ 14 قرنا خطابا حول الجنس لم يعد لديهم اليوم مفهوم للجنس في اللغة التي يكتبونها ويتكلمون بها .ومن ثم يستنتج فتحي سلامة ان مالايوجد كمفهوم لايوجد بالمرة ,فيضطر الى التعبير عن نفسه في اشكال قولية وسلوكية مرضية ( مزاح , نكتة , تحرش , كبت , هذيان ..) .
ان كلمة ( الفرج ) مخصصة للرجل والمراة في القران وهي المفهوم العربي المجرد للجنس . ولكن التساؤل ,لماذا اصبح الفرج ذلك الشيء الذي لايقدر بثمن يدل فقط على عضو المراة الجنسي؟.
يحيل د. عبد الصمد الديالمي الى القول ان المراة اصبحت كلية الفرج لان الفرج فتح وهشاشة ,اي نقصان ,ان هذه الدلالة السيميائية ارتبطت بالمراة بفضل خضوع العقل العربي للمنطق الابوي والذ ي يعتبر الانثى كائنا ناقصا ( ناقصة عقل ودين ) , ومن ثم يتم تبخيس المراة والحط من شانها واختزال المراة في فرجها فقط .
تقول الباحثة المغربية فاطمة المرنيسي في كتابها :
( ماوراء الحجاب : الجنس كهندسة اجتماعية )- ط 4- 2005 – المركز الثقافي العربي – الدار البيضاء – المغرب .
( يتميز المجتمع الاسلامي بتناقض بين ما يمكن نعته ب ( نظرية علنية ) واخرى (ضمنية ) عن الحياة الجنسية ,اي بنظرية مزدوجةعن ديناميكية الجنسين .تتمثل الاولى في الاعتقاد السائد في الوقت الحاضر بان حياة الرجل الجنسية تتسم بطابع فعال في حين ان حياة المراة الجنسية تتسم بطابع سلبي ,وتتضح النظرية الثانية (الضمنية )المكبوتة في اللاوعي الاسلامي من خلال مؤلف الامام الغزالي الهام ( احياء علوم الدين) , حيث يرى بان الحضارة مجهود يهدف الى احتواء سلطة المراة الهدامة والكاسحة . ولذلك يجب ضبط النساء لكي لاينصرف الرجال عن واجباتهم الاجتماعية والدينية ) .
الجنس في المفهوم العربي الاسلامي التقليدي يعني العلاقة الجنسية بين الرجل والمراة ,اي الايلاج . اما مفهوم الجنس بحسب المنظمة العالمية للصحة :
( يحيل الجنس الى مجموع الخصائص البيولوجية التي تقسم البشر الى اناث وذكور , كما يحيل الى الجماع في اللغة المتداولة ,الممارسة الجنسية على صعيد العربية الفصحى او having sex في الانجليزية ) .اما الجنسانية ( فجانب مركزي في الكائن البشري يضم الخصائص البيولوجية المميزة بين الذكر والانثى ,والخصائص الاجتماعية المميزة بين الرجل والمراة , اي الهوية الجنسية , والهوية الفرعية , والتوجه الجنسي ,والايروسية و والانجاب.
ويتم تجريب الجنسانية او التعبير عنها من خلال , رغبات ,معتقدات , مواقف ,قيم , انشطة , ممارسات ,ادوار وعلاقات .
ان الجنسانية هي نتيجة التداخل بين البيولوجي والنفساني والسوسيو – اقتصادي والتاريخي والثقافي والاخلاقي والقانوني والديني ).ان هذا التعريف مستوحى من تعريف المنظمة الامريكية الاقليمية للصحة والجمعية الدولية لعلم الجنسانية ,اي ان هذا التعريف للجنسانية تعريف انثروبولوجي .
يقترح د .عبد الصمد الديالمي ان تكون الجنسانية ترجمة لكلمة sexuality .
مستويات الجنسانية
اولا – المستوى السايكو – فيزيولوجي : الاثارة ,الانتصاب والقذف و الذروة الجنسية , الحب , الكراهية .
ثانيا- المستوى الرمزي –الثقافي : الختان , الخصاء , الافتضاض . انها تشكل طقوس مرور وادخال من وضع بيولوجي ( الذكر والانثى )الى وضع اجتماعي ( الرجل – المراة ) , ومن وضع اجتماعي الى وضع اجتماعي آخر .
ثالثا – المستوى النمطي : تقنيات بلوغ الذروة الجنسية , اي طرق الجماع وهوية الشريك الجنسية .
رابعا - المستوى المؤسساتي :وهي الاطر الاجتماعية للفعل الجنسي مثل :الزواج , الاسرة والبغاء و المعاشرة الحرة ...
خامسا – المستوى الايديولوجي : وهو انظمة الرقابةوالتبرير والتي تقوم بالتمييز بين المقدس والمدنس وبين النافع والضار.يؤدي هذا التعدد في موضوع الجنسانية الى ضرورة تاسيس علمها sexology كعلم متعدد التخصصات بالضرورة .ان الجنسانية ظاهرة كلية بامتياز . فهي : افرازات , هويات , علاقات, سلوكيات, ممارسات,قيم , مؤسسات,امراض , احساسات , ...
تطرح الجنسانية اسئلتها المعولمة بشدة على المجتمعات البشرية ,انها تطرح اسئلة الحرية والتخطيط , واسئلة الهوية والعولمة , مثلا جسد المراة المسلمة الذي يتحول الى اداة لمقاومة العولمة في لباس المراة ( الازياء) وماترمز اليه من قيم جنسية ليبرالية فردية , فيصبح الجسد النسوي مؤتمنا على الثقافة وعلى الهوية اكثر من ذي قبل , وتبدا حملة اسلمة المجتمع العربي من اسلمة جسد المراة , اولا من خلال الدعوة الى الحجاب .
الذكورة تشير الى تفوق الرجل جنسيا وجسديا واجتماعيا , بينما لفظ ( الانثى ) يشير الى دونية المراة. اللغة العربية تكرس لغويا تفوق الذكورة . ان ذكورة الولد لاتكفي لبناء الرجل ,اذ الرجل ليس ذكرا فقط ,انه ذكر يولج ولا يولج (بفتح اللام ). من اجل التمييز بين الذكر والانثى , لابد من تنشئة اجتماعية تمر عبرطقوس مرور ادخالية masculine identity في المجتمعات العربية , ونعني به الختان .وبما ان الهوية الرجولية ممجدة وثمينة ,فالختان للولد فرصة للاحتفال والافتخار ( خلافا لختان البنت الذي يتم في صمت وسرية ). فختان الولد يعد مفخرة له لانه تخلص من غشاء الانوثة بحسب المنظور الابوي foreskin ,ومن ثم فانه يمثل قطيعة بين الولد والانوثة .ان الختان انتقال رمزي للولد من عالم النساء وعالم الطفولة الى عالم الرجال . وفي هذا الانفصال يحصل الولد على شيء من السلطة وبداية التفوق على نساء العائلة كافة .
يشكل المجتمع الموريتاني الاستثناء العربي الوحيد الذي لايقوم على التفريق بين الجنسين وعلى تحجيب النساء وعلى الغيرة الابوية .
تذهب آلين توزان الى القول بان مغازلة الرجال لامراة موريتانية تعد مفخرة لزوجها ولكن المغازلة لاتصل الى الفعل الجنسي وتظل حبيسة نزعة تقديس المراة – السيدة وتؤلهها .
طقس فض البكارة
تكمن الرجولة في المجتمعات العربية الاسلامية في ضبط الجنسانية النسوية نفسها من خلال طقس فض البكارة , وهو من اهم طقوس المرور بالنسبة للنوعين معا .فهذا الطقس دليل على عذرية العروس وعلى فحولة العريس في معظم المجتمعات العربية .لكن الافتضاض بالاصبع في مصر القروية يجعل من طقس الافتضاض وسيلة للتاكد من عذرية العروس فقط .
ان وطء الفتاة قبل الزواج يعني ابويا وطء كل ذكور الموطؤة من طرف الواطيء .بتعبير آخر ,يعني هذا الوطء ,تحويلا رمزيا لكل رجال الموطؤة الى نساء , اي تحويل ابيها واعمامها واخوانها الى ذكور بلا فحولة ,الى مفعول بهم .
ان الرجولة قدرة على الفعل والقدر ة على الفعل هي القدرة على الوطء وعلى منع الوطء في آن واحد .ففعل المراقبة نفسه يتم ادراكه كفعل رجولي بامتياز , اي كفعل جنساني ويشكل الاخفاق فيه اخفاقا جنسانيا ينال من رجولة الرجل .
الخاتمة
حين يتعلق الامر بالممارسات الجنسية قبل الزواج كالمساكنة مثلا , او الممارسات الجنسية المثلية ( لوطية وسحاقية ) نجد شبه اجماع بين الجمعيات والمنظمات النسوية على الصمت . فلا وجود لحركة نسائية عربية واحدة تطالب صراحة بحق الفتاة في المتعة الجنسية .فالمنظمات النسوية العربية بحكم تبعيتها للاحزاب لازالت تقدم المراة في صورة ( كائن اجتماعي بلا حياة جنسية ).
ان كل تساؤل وبحث ونضال مطلبي يتعلق بالجنسانية ويعيد النظر في اللعبة الابوية بشكل جذري , يعرض الحركة النسوية للنقد والتشهير والتهميش ولفقدان المصداقية .
ان الاهتمام المعرفي والعملي بالجنسانية يفقد صاحبه في مجتمعاتنا المكانة والسمعة اللازمتين في كل سعي نحو السلطة السياسية .
ان من سمات المجتمع المدني الحقيقي هو توجيه القيم الجنسانية نحو ديمقراطيةعلمانية ,اي نحو المساواة بين كل الفاعلين الجنسيين, ونحو التسوية بين كل الممارسات الجنسية . والرهان يقوم على ضرورة تاسيس ديمقراطية جنسية عربية تنتقل بالجنسانية من نظام ديني الى نظام مدني من دون ان يعني هذا التحول تنكرا للعقائدالسائدة في العالم العربي على الصعيد الفردي .
* الحوار المتمدن
ماهو الفرق بين (الجنس ) و ( الجنسانية )؟
( ان المراة اصبحت هي كلية الفرج لان الفرج فتح وهشاشة ).
د. عبد الصمد الديالمي
( ان التخلص من الجنس البظري شرط لنمو الانوثة ) فرويد
( تصرح معظم النساء المصريات المستجوبات في بحث هند خطاب , ان الختان لايؤثر سلبا على قدرتهن على المتعة الجنسية )د.عبد الصمد الديالمي
يؤكد صلاح الدين المنجد في كتابه ( الحياة الجنسية عند العرب ) ص94, ان اللغة الجنسيةعند العرب هي لغة غنية , خصبة ومتنوعة . وهي تضم اكثر من مائة لفظة تدل على النكاح ,اي الجماع ,بالاضافة الى اسماء متعددة للاعضاء التناسلية .لقد كانت الحاجة ماسة عند العرب الى تسمية الجنس وكل مايتعلق به منذ مرحلة الماقبل الاسلام . ومنذ القرن الثالث الهجري قام علماء مسلمون بتاليف كتب عن الجنس في البغاء واللواط والسحاق . وقد اسست تلك المؤلفات خطابا عربيا قائما بذاته عن الجنس و وهو الخطاب الذي عالج آداب الباه ودراسة طبائع النساء وطرق الاغواء , وطرق تقوية الاعضاء التناسلية ,ووسائل منع الحمل ...الخ .اما المجتمعات العربية الحديثة فانها تتميز بصمتها العلمي والتربوي شبه الكلي عن الجنس .
يشير فتحي بن سلامة الى انتقال مفهوم الجنس الى خارج الخطاب في تاريخ الجنس عند العرب ,,اي تحول الموضوع الى مزاح وسخرية في الكلام اليومي .
( ان العرب الذين كانوا يمتلكون منذ 14 قرنا خطابا حول الجنس لم يعد لديهم اليوم مفهوم للجنس في اللغة التي يكتبونها ويتكلمون بها .ومن ثم يستنتج فتحي سلامة ان مالايوجد كمفهوم لايوجد بالمرة ,فيضطر الى التعبير عن نفسه في اشكال قولية وسلوكية مرضية ( مزاح , نكتة , تحرش , كبت , هذيان ..) .
ان كلمة ( الفرج ) مخصصة للرجل والمراة في القران وهي المفهوم العربي المجرد للجنس . ولكن التساؤل ,لماذا اصبح الفرج ذلك الشيء الذي لايقدر بثمن يدل فقط على عضو المراة الجنسي؟.
يحيل د. عبد الصمد الديالمي الى القول ان المراة اصبحت كلية الفرج لان الفرج فتح وهشاشة ,اي نقصان ,ان هذه الدلالة السيميائية ارتبطت بالمراة بفضل خضوع العقل العربي للمنطق الابوي والذ ي يعتبر الانثى كائنا ناقصا ( ناقصة عقل ودين ) , ومن ثم يتم تبخيس المراة والحط من شانها واختزال المراة في فرجها فقط .
تقول الباحثة المغربية فاطمة المرنيسي في كتابها :
( ماوراء الحجاب : الجنس كهندسة اجتماعية )- ط 4- 2005 – المركز الثقافي العربي – الدار البيضاء – المغرب .
( يتميز المجتمع الاسلامي بتناقض بين ما يمكن نعته ب ( نظرية علنية ) واخرى (ضمنية ) عن الحياة الجنسية ,اي بنظرية مزدوجةعن ديناميكية الجنسين .تتمثل الاولى في الاعتقاد السائد في الوقت الحاضر بان حياة الرجل الجنسية تتسم بطابع فعال في حين ان حياة المراة الجنسية تتسم بطابع سلبي ,وتتضح النظرية الثانية (الضمنية )المكبوتة في اللاوعي الاسلامي من خلال مؤلف الامام الغزالي الهام ( احياء علوم الدين) , حيث يرى بان الحضارة مجهود يهدف الى احتواء سلطة المراة الهدامة والكاسحة . ولذلك يجب ضبط النساء لكي لاينصرف الرجال عن واجباتهم الاجتماعية والدينية ) .
الجنس في المفهوم العربي الاسلامي التقليدي يعني العلاقة الجنسية بين الرجل والمراة ,اي الايلاج . اما مفهوم الجنس بحسب المنظمة العالمية للصحة :
( يحيل الجنس الى مجموع الخصائص البيولوجية التي تقسم البشر الى اناث وذكور , كما يحيل الى الجماع في اللغة المتداولة ,الممارسة الجنسية على صعيد العربية الفصحى او having sex في الانجليزية ) .اما الجنسانية ( فجانب مركزي في الكائن البشري يضم الخصائص البيولوجية المميزة بين الذكر والانثى ,والخصائص الاجتماعية المميزة بين الرجل والمراة , اي الهوية الجنسية , والهوية الفرعية , والتوجه الجنسي ,والايروسية و والانجاب.
ويتم تجريب الجنسانية او التعبير عنها من خلال , رغبات ,معتقدات , مواقف ,قيم , انشطة , ممارسات ,ادوار وعلاقات .
ان الجنسانية هي نتيجة التداخل بين البيولوجي والنفساني والسوسيو – اقتصادي والتاريخي والثقافي والاخلاقي والقانوني والديني ).ان هذا التعريف مستوحى من تعريف المنظمة الامريكية الاقليمية للصحة والجمعية الدولية لعلم الجنسانية ,اي ان هذا التعريف للجنسانية تعريف انثروبولوجي .
يقترح د .عبد الصمد الديالمي ان تكون الجنسانية ترجمة لكلمة sexuality .
مستويات الجنسانية
اولا – المستوى السايكو – فيزيولوجي : الاثارة ,الانتصاب والقذف و الذروة الجنسية , الحب , الكراهية .
ثانيا- المستوى الرمزي –الثقافي : الختان , الخصاء , الافتضاض . انها تشكل طقوس مرور وادخال من وضع بيولوجي ( الذكر والانثى )الى وضع اجتماعي ( الرجل – المراة ) , ومن وضع اجتماعي الى وضع اجتماعي آخر .
ثالثا – المستوى النمطي : تقنيات بلوغ الذروة الجنسية , اي طرق الجماع وهوية الشريك الجنسية .
رابعا - المستوى المؤسساتي :وهي الاطر الاجتماعية للفعل الجنسي مثل :الزواج , الاسرة والبغاء و المعاشرة الحرة ...
خامسا – المستوى الايديولوجي : وهو انظمة الرقابةوالتبرير والتي تقوم بالتمييز بين المقدس والمدنس وبين النافع والضار.يؤدي هذا التعدد في موضوع الجنسانية الى ضرورة تاسيس علمها sexology كعلم متعدد التخصصات بالضرورة .ان الجنسانية ظاهرة كلية بامتياز . فهي : افرازات , هويات , علاقات, سلوكيات, ممارسات,قيم , مؤسسات,امراض , احساسات , ...
تطرح الجنسانية اسئلتها المعولمة بشدة على المجتمعات البشرية ,انها تطرح اسئلة الحرية والتخطيط , واسئلة الهوية والعولمة , مثلا جسد المراة المسلمة الذي يتحول الى اداة لمقاومة العولمة في لباس المراة ( الازياء) وماترمز اليه من قيم جنسية ليبرالية فردية , فيصبح الجسد النسوي مؤتمنا على الثقافة وعلى الهوية اكثر من ذي قبل , وتبدا حملة اسلمة المجتمع العربي من اسلمة جسد المراة , اولا من خلال الدعوة الى الحجاب .
الذكورة تشير الى تفوق الرجل جنسيا وجسديا واجتماعيا , بينما لفظ ( الانثى ) يشير الى دونية المراة. اللغة العربية تكرس لغويا تفوق الذكورة . ان ذكورة الولد لاتكفي لبناء الرجل ,اذ الرجل ليس ذكرا فقط ,انه ذكر يولج ولا يولج (بفتح اللام ). من اجل التمييز بين الذكر والانثى , لابد من تنشئة اجتماعية تمر عبرطقوس مرور ادخالية masculine identity في المجتمعات العربية , ونعني به الختان .وبما ان الهوية الرجولية ممجدة وثمينة ,فالختان للولد فرصة للاحتفال والافتخار ( خلافا لختان البنت الذي يتم في صمت وسرية ). فختان الولد يعد مفخرة له لانه تخلص من غشاء الانوثة بحسب المنظور الابوي foreskin ,ومن ثم فانه يمثل قطيعة بين الولد والانوثة .ان الختان انتقال رمزي للولد من عالم النساء وعالم الطفولة الى عالم الرجال . وفي هذا الانفصال يحصل الولد على شيء من السلطة وبداية التفوق على نساء العائلة كافة .
يشكل المجتمع الموريتاني الاستثناء العربي الوحيد الذي لايقوم على التفريق بين الجنسين وعلى تحجيب النساء وعلى الغيرة الابوية .
تذهب آلين توزان الى القول بان مغازلة الرجال لامراة موريتانية تعد مفخرة لزوجها ولكن المغازلة لاتصل الى الفعل الجنسي وتظل حبيسة نزعة تقديس المراة – السيدة وتؤلهها .
طقس فض البكارة
تكمن الرجولة في المجتمعات العربية الاسلامية في ضبط الجنسانية النسوية نفسها من خلال طقس فض البكارة , وهو من اهم طقوس المرور بالنسبة للنوعين معا .فهذا الطقس دليل على عذرية العروس وعلى فحولة العريس في معظم المجتمعات العربية .لكن الافتضاض بالاصبع في مصر القروية يجعل من طقس الافتضاض وسيلة للتاكد من عذرية العروس فقط .
ان وطء الفتاة قبل الزواج يعني ابويا وطء كل ذكور الموطؤة من طرف الواطيء .بتعبير آخر ,يعني هذا الوطء ,تحويلا رمزيا لكل رجال الموطؤة الى نساء , اي تحويل ابيها واعمامها واخوانها الى ذكور بلا فحولة ,الى مفعول بهم .
ان الرجولة قدرة على الفعل والقدر ة على الفعل هي القدرة على الوطء وعلى منع الوطء في آن واحد .ففعل المراقبة نفسه يتم ادراكه كفعل رجولي بامتياز , اي كفعل جنساني ويشكل الاخفاق فيه اخفاقا جنسانيا ينال من رجولة الرجل .
الخاتمة
حين يتعلق الامر بالممارسات الجنسية قبل الزواج كالمساكنة مثلا , او الممارسات الجنسية المثلية ( لوطية وسحاقية ) نجد شبه اجماع بين الجمعيات والمنظمات النسوية على الصمت . فلا وجود لحركة نسائية عربية واحدة تطالب صراحة بحق الفتاة في المتعة الجنسية .فالمنظمات النسوية العربية بحكم تبعيتها للاحزاب لازالت تقدم المراة في صورة ( كائن اجتماعي بلا حياة جنسية ).
ان كل تساؤل وبحث ونضال مطلبي يتعلق بالجنسانية ويعيد النظر في اللعبة الابوية بشكل جذري , يعرض الحركة النسوية للنقد والتشهير والتهميش ولفقدان المصداقية .
ان الاهتمام المعرفي والعملي بالجنسانية يفقد صاحبه في مجتمعاتنا المكانة والسمعة اللازمتين في كل سعي نحو السلطة السياسية .
ان من سمات المجتمع المدني الحقيقي هو توجيه القيم الجنسانية نحو ديمقراطيةعلمانية ,اي نحو المساواة بين كل الفاعلين الجنسيين, ونحو التسوية بين كل الممارسات الجنسية . والرهان يقوم على ضرورة تاسيس ديمقراطية جنسية عربية تنتقل بالجنسانية من نظام ديني الى نظام مدني من دون ان يعني هذا التحول تنكرا للعقائدالسائدة في العالم العربي على الصعيد الفردي .
* الحوار المتمدن
صورة مفقودة