نقوس المهدي
كاتب
(1 ) :
لماذا يتحول المسلم الى اصولي متشدد ؟
كيف يتحول الاصولي المتشدد الى اصولي انتحاري ؟
ماهي الدوافع التي تسمح بفهم هذه الظاهرة التي يعاني منها اسلام اليوم ؟
يقدم عالم الاجتماع المغربي د. عبد الصمد الديالمي مقاربة تركز على اهمية العامل الجنسي في تشكل الشخصية الاصولية والارهابية , وهو العامل الغائب في مختلف الدراسات السابقة .
المقاربة لاتتنكر لاهمية العوامل الاقتصادية والسياسية والايديولوجية في تشكل القراءة الاصولية الارهابية لنص المقدس وللواقع .لكنها تهدف الى اغناء المقاربات السابقة وتطعيمها بعناصر نفسية .
الدكتور عبد الصمد الديالمي : عالم اجتماع واستاذ مشارك في جامعة محمد الخامس , الرباط – المغرب .يقدم هذه المقاربة في كتابه :
( المدينة الاسلامية والاصولية والارهاب : مقاربة جنسية ) – ط1 – 2008 – دار الساقي بالاشتراك مع رابطة العقلانيين العرب – بيروت – لبنان .
(2 ) :
في المدينة يتحرر الفرد من نظرة الاخرين ومن ضغط القرابة , وبالتالي تصبح معاكسة النساء ظاهرة مدينية وعمومية . بمعنى ان المعاكس يتعرض للنساء في كل الاماكن العمومية قصد استهلاكهن جنسيا .
انه يجرب حظه مع كل النساء, ومع اكبر عدد منهن . مما يسهل المعاكسة ( التحرش ) في المدينة الحديثة وجود نساء لسن بقريبات , نساء غريبات , انهن اناث فقط .
من نتائج الاختلاط الجنسي غير الناضج , غير القائم على احترام حريات المراة , اثارة جنسية تسكن نفسية الرجل باستمرار .فالاختلاط الجنسي لايستقيم الا متى تم الانتهاء من اختزال المراة في جسدها , اي الانتهاء من ادراكها كموضوع جنسي بالاساس .كما ان المدينة الراسمالية (بحسب الديالمي ) تفرز سلعنة الجنس .فالجنس يغدو صناعة ويتحول الى تجارة , متجاوزا حدود الجنسانية الزوجية .
وقد اظهر بحث باسكوف وبنطاهر في المغرب في سبعينات القرن الماضي ان 78% من شباب القرى في المغرب يهتم بالهجرة الى المدينة لاسباب جنسية .ان المدينة الراسمالية تخلق باستمرار الحاجة الدائمة والقوية للاستهلاك الجنسي .حيث يتحول الجنس الى لعبة , الى تسلية , وهو الشيء الذي يبين ان الراسمالية من خلال الاعلان تتحكم في الفرد وتسيره حسب مصالحها .
ان المدينة مثيرة جنسيا , لكنها محبطة بالنظر الى القيود الدينية المفروضة على الجنس . ان امكانات الشباب للحصول على سكن مستقل تظل ضئيلة . ان الكثير من المساكن في المدينة لاتسمح باشباع الرغبة الجنسية على اكمل وجه .
الاحصاءات في البلدان العربية تبين ان الاسر تتوسع عددا , الشيء الذي يناقض منطق التحضر بمعناه السوسيولوجي .
رغم تراجع نسبة الخصوبة في المغرب , ينتفخ حجم الاسر من جراء الهجرة القروية وازمة السكن والبطالة . كل تلك العوامل ساعدت على العودة الى التساكن بين الاجيال , بل داخل الجيل الواحد .وقد ادى هذا التساكن الاضطراري الى ازدياد عدد الافراد في كل غرفة . وهو يعني بحسب علماء الاجتماع في الغرب ان الطفل يصبح عصبيا وعنيفا وان العلاقات بين الزوجين تغدو متوترة .
يؤكد الدكتور الديالمي ان مسالة الاكتظاظ في الغرفة الواحدة تاخذ بعدا اخطر عند ربطها بالممارسة الجنسية .
كيف يتم اقتسام مجال المنزل ليلا ؟
من ينام مع من ؟
هل يتمكن الزوجان من الاختلاء ؟
هل يسمح الاكتظاظ بحميمية زوجية كاملة ؟
هنا يتوجب التمييز بين النوم السوي والنوم غير السوي , بحسب الديالمي .
النوم السوي هو نوم الزوجين في غرفة لوحدهما او بصحبتهما طفل صغير .
او نوم طفلين في غرفة , او نوم راشدين من الجنس نفسه في غرفة .
اما النوم غير السوي فنوم زوجين وراشد في الغرفة نفسها , او نوم رجل وامراة غير متزوجين في الغرفة نفسها . ان الاكتظاظ يحتم النوم غير السوي .قال احد الاطفال للدكتور الديالمي( داخل الغرفة نسمع صوت السرير وهو يهتز بفعل جماع والدي )
ممالاشك فيه ان اكتظاظ الاجساد يوقظ الرغبة الجنسية مبكرا ويسهل اللواط والسحاق وزنا المحارم .ان تقلص المسافات بين الاجساد , بالا ضافة الى نوع الملابس الشبقية ,يطرح مسالة الحدود الجنسية داخل الاوساط الفقيرة في العالم العربي .كيف يمكن للاسرة ان تراعي الفصل بين الجنسين في النوم وهي تعيش في غرفة واحدة فقط ؟. في مثل هذه الظروف يبرز الحجاب كضرورة نفسانية , كالية دفاعية تحمي الفرد من وضع مقلق وعصبي . انه يمثل الحائط الفاصل بين الجنسين , انه حائط رمزي ( حجاب) . ان ارتفاع الكثافة السكانية داخل النزل يحول دون تحقيق الوظيفة الجنسية داخله , على العكس من ذلك , يتحول المسكن الى عامل حرمان .فالكثير من الازواج الشرعيين لايتوفرون على غرفة نوم مستقلة , متميزة ومعزولة . الشيء الذي يبين ان الحداثة في المسكن لم تتحقق بعد ويضطر الزوج الى المضاجعة السريعة , المسروقة ,شبه الاثمة .
يؤدي غياب غرفة النوم في العديد من المنازل الى التساؤل عن درجة الاشباع الجنسي .
بحسب Rain water ( كلما انحدر الوضع الاجتماعي , انخفض الاهتمام بالجنس وتقلصت المتع الجنسية ).
كيف التوفيق بين هذه الجنسانية الخاطفة وبين هوس الفحولة المميز للعرب ؟كيف يمكن لذلك الهوس ان يتحقق دون توافر الامكنة المناسبة ؟ الا يعود المسلم الفقير الى الفتوى القائلة بجواز اسكان الزوجات في البيت الواحد ولو دون رضاهن ؟والى الفتوى القائلة بحلية جمع الزوجتين في الفرش الواحد ؟الا نعود الى القول بضرورة تنظيم استهلاك المجال الحضري ( المديني )وفق اخلاق اسلامية متشددة قصد تجنب الرجل كل اثارة جنسية غير شرعية ؟
الا يرى المسلم الفقير ان حجاب المراة هو الحل الانجع لكي لايصبح الاختلاط الجنسي مصدر قلق واثارة ؟
فرضية الدكتور الديالمي تقول : ان ارادة الرجوع الى تعدد الزوجات والى الحجاب , ارادة تعبر ايضا عن حرمان جنسي لاشعوري في صفوف الجماهير العربية الحضرية ( المدينية ), وهو الحرمان الناتج ايضاعن الصحوة النسوية التي تحول المراة الى فاعل جنسي .
مقالارت ذات صلة :
مقالتنا ( المسكوت عنه في الجنسانية العربية – ج 6 )
لماذا يتحول المسلم الى اصولي متشدد ؟
كيف يتحول الاصولي المتشدد الى اصولي انتحاري ؟
ماهي الدوافع التي تسمح بفهم هذه الظاهرة التي يعاني منها اسلام اليوم ؟
يقدم عالم الاجتماع المغربي د. عبد الصمد الديالمي مقاربة تركز على اهمية العامل الجنسي في تشكل الشخصية الاصولية والارهابية , وهو العامل الغائب في مختلف الدراسات السابقة .
المقاربة لاتتنكر لاهمية العوامل الاقتصادية والسياسية والايديولوجية في تشكل القراءة الاصولية الارهابية لنص المقدس وللواقع .لكنها تهدف الى اغناء المقاربات السابقة وتطعيمها بعناصر نفسية .
الدكتور عبد الصمد الديالمي : عالم اجتماع واستاذ مشارك في جامعة محمد الخامس , الرباط – المغرب .يقدم هذه المقاربة في كتابه :
( المدينة الاسلامية والاصولية والارهاب : مقاربة جنسية ) – ط1 – 2008 – دار الساقي بالاشتراك مع رابطة العقلانيين العرب – بيروت – لبنان .
(2 ) :
في المدينة يتحرر الفرد من نظرة الاخرين ومن ضغط القرابة , وبالتالي تصبح معاكسة النساء ظاهرة مدينية وعمومية . بمعنى ان المعاكس يتعرض للنساء في كل الاماكن العمومية قصد استهلاكهن جنسيا .
انه يجرب حظه مع كل النساء, ومع اكبر عدد منهن . مما يسهل المعاكسة ( التحرش ) في المدينة الحديثة وجود نساء لسن بقريبات , نساء غريبات , انهن اناث فقط .
من نتائج الاختلاط الجنسي غير الناضج , غير القائم على احترام حريات المراة , اثارة جنسية تسكن نفسية الرجل باستمرار .فالاختلاط الجنسي لايستقيم الا متى تم الانتهاء من اختزال المراة في جسدها , اي الانتهاء من ادراكها كموضوع جنسي بالاساس .كما ان المدينة الراسمالية (بحسب الديالمي ) تفرز سلعنة الجنس .فالجنس يغدو صناعة ويتحول الى تجارة , متجاوزا حدود الجنسانية الزوجية .
وقد اظهر بحث باسكوف وبنطاهر في المغرب في سبعينات القرن الماضي ان 78% من شباب القرى في المغرب يهتم بالهجرة الى المدينة لاسباب جنسية .ان المدينة الراسمالية تخلق باستمرار الحاجة الدائمة والقوية للاستهلاك الجنسي .حيث يتحول الجنس الى لعبة , الى تسلية , وهو الشيء الذي يبين ان الراسمالية من خلال الاعلان تتحكم في الفرد وتسيره حسب مصالحها .
ان المدينة مثيرة جنسيا , لكنها محبطة بالنظر الى القيود الدينية المفروضة على الجنس . ان امكانات الشباب للحصول على سكن مستقل تظل ضئيلة . ان الكثير من المساكن في المدينة لاتسمح باشباع الرغبة الجنسية على اكمل وجه .
الاحصاءات في البلدان العربية تبين ان الاسر تتوسع عددا , الشيء الذي يناقض منطق التحضر بمعناه السوسيولوجي .
رغم تراجع نسبة الخصوبة في المغرب , ينتفخ حجم الاسر من جراء الهجرة القروية وازمة السكن والبطالة . كل تلك العوامل ساعدت على العودة الى التساكن بين الاجيال , بل داخل الجيل الواحد .وقد ادى هذا التساكن الاضطراري الى ازدياد عدد الافراد في كل غرفة . وهو يعني بحسب علماء الاجتماع في الغرب ان الطفل يصبح عصبيا وعنيفا وان العلاقات بين الزوجين تغدو متوترة .
يؤكد الدكتور الديالمي ان مسالة الاكتظاظ في الغرفة الواحدة تاخذ بعدا اخطر عند ربطها بالممارسة الجنسية .
كيف يتم اقتسام مجال المنزل ليلا ؟
من ينام مع من ؟
هل يتمكن الزوجان من الاختلاء ؟
هل يسمح الاكتظاظ بحميمية زوجية كاملة ؟
هنا يتوجب التمييز بين النوم السوي والنوم غير السوي , بحسب الديالمي .
النوم السوي هو نوم الزوجين في غرفة لوحدهما او بصحبتهما طفل صغير .
او نوم طفلين في غرفة , او نوم راشدين من الجنس نفسه في غرفة .
اما النوم غير السوي فنوم زوجين وراشد في الغرفة نفسها , او نوم رجل وامراة غير متزوجين في الغرفة نفسها . ان الاكتظاظ يحتم النوم غير السوي .قال احد الاطفال للدكتور الديالمي( داخل الغرفة نسمع صوت السرير وهو يهتز بفعل جماع والدي )
ممالاشك فيه ان اكتظاظ الاجساد يوقظ الرغبة الجنسية مبكرا ويسهل اللواط والسحاق وزنا المحارم .ان تقلص المسافات بين الاجساد , بالا ضافة الى نوع الملابس الشبقية ,يطرح مسالة الحدود الجنسية داخل الاوساط الفقيرة في العالم العربي .كيف يمكن للاسرة ان تراعي الفصل بين الجنسين في النوم وهي تعيش في غرفة واحدة فقط ؟. في مثل هذه الظروف يبرز الحجاب كضرورة نفسانية , كالية دفاعية تحمي الفرد من وضع مقلق وعصبي . انه يمثل الحائط الفاصل بين الجنسين , انه حائط رمزي ( حجاب) . ان ارتفاع الكثافة السكانية داخل النزل يحول دون تحقيق الوظيفة الجنسية داخله , على العكس من ذلك , يتحول المسكن الى عامل حرمان .فالكثير من الازواج الشرعيين لايتوفرون على غرفة نوم مستقلة , متميزة ومعزولة . الشيء الذي يبين ان الحداثة في المسكن لم تتحقق بعد ويضطر الزوج الى المضاجعة السريعة , المسروقة ,شبه الاثمة .
يؤدي غياب غرفة النوم في العديد من المنازل الى التساؤل عن درجة الاشباع الجنسي .
بحسب Rain water ( كلما انحدر الوضع الاجتماعي , انخفض الاهتمام بالجنس وتقلصت المتع الجنسية ).
كيف التوفيق بين هذه الجنسانية الخاطفة وبين هوس الفحولة المميز للعرب ؟كيف يمكن لذلك الهوس ان يتحقق دون توافر الامكنة المناسبة ؟ الا يعود المسلم الفقير الى الفتوى القائلة بجواز اسكان الزوجات في البيت الواحد ولو دون رضاهن ؟والى الفتوى القائلة بحلية جمع الزوجتين في الفرش الواحد ؟الا نعود الى القول بضرورة تنظيم استهلاك المجال الحضري ( المديني )وفق اخلاق اسلامية متشددة قصد تجنب الرجل كل اثارة جنسية غير شرعية ؟
الا يرى المسلم الفقير ان حجاب المراة هو الحل الانجع لكي لايصبح الاختلاط الجنسي مصدر قلق واثارة ؟
فرضية الدكتور الديالمي تقول : ان ارادة الرجوع الى تعدد الزوجات والى الحجاب , ارادة تعبر ايضا عن حرمان جنسي لاشعوري في صفوف الجماهير العربية الحضرية ( المدينية ), وهو الحرمان الناتج ايضاعن الصحوة النسوية التي تحول المراة الى فاعل جنسي .
مقالارت ذات صلة :
مقالتنا ( المسكوت عنه في الجنسانية العربية – ج 6 )