مينا لوي - أغاني حب إلى جوانِّس.. مقاطع

عندما فتحنا أجفاننا على الحب
تراءى لنا كونٌ
من أصواتٍ ملوَّنة
وعسلٍ ضاحك
وحيوانات منوية
في قلب العدم،
في حليب القمر.

* * *

فلِّينة مُراشة تذهب وتؤوب
كما في كرة المضرب،
وباب معركة
حبٍّ زهري اللون صغير
وريشات منثورة.

* * *

أيُّها العزيز، في رحمتكَ
كونُنا ليس إلاَّ
بصلة بلا لون،
أنتَ تُورقها
قشرة بعد قشرة،
مستبقيًا
رائحةً فاغمة
من يديكَ الجَسورتين.

* * *

الأصوات تتفتَّق على تخوم الشَغَف
الرغبة، الريبة، الرجل، المرأة
ينسلخون في المذبحة الرطبة
اللحم من اللحم،
يستلُّون البهجة المتلاحمة
متبادلين القُبَل عند طَلْق الأنفاس
لاغتنامها.

هل صحيح
أنِّي نحَّيتكَ جانبًا
سالمًا من تبلوُرٍ مُطلق،
من كلِّ خضَّات الحَشْد
الذين علَّموني طواعية
أن أحيا، أن أشارك،

أم أنَّكَ فقط
النصف الآخر لحاجة "الأنا"
إلى مُعاقبةِ الكبرياء بالشفقة،
حتى صوت الخصام الخافت،
ودويِّ النَّفَس الفالت؟

* * *

تعالَ إليَّ، ثمة شيءٌ عليَّ قولُه لكَ
ولا أستطيعُ قولَه،
شيءٌ يتخذ شكلاً
شيءٌ له اسمٌ جديد
بُعْدٌ جديد
منفعةٌ جديدة
وَهْمٌ جديد.

إنَّه يكتنفكَ، وهو في عينيكَ،
شيءٌ مشعٌّ، شيءٌ لك وحدكَ فقط،
شيءٌ ينبغي ألا أراه،
إنَّه في أُذنيَّ، شيءٌ جد رنَّان،
شيءٌ لا ينبغي لك أن تسمعه،
شيءٌ لي وحدي فقط.

دعنا نكون شديدي الغيرة
شديدي الريبة
شديدي التحفُّظ
شديدي القسوة
وإلاَّ فإننا لربما نضع حدًّا لتصادُم طموحاتنا
مازجين "أناك" و"أناي" الصافيتين.

أينما اثنان أو ثلاثة اجتمعوا
يصبحون إلهًا
... ... ...

آهٍ هذا صحيح
ابقَ بعيدًا عني، أرجوك اصرفْني عنكَ،
لا تدعني أفهمكَ، لا تدركني،
وإلاَّ فإننا لربما يتعثَّر بعضنا ببعض
مجرَّدين من ذاتيتنا
متطابقَين
إلى أقصى حدود السعادة المروِّعة:
أنا أنتَ... وأنتَ أنا.

* * *

اليوم
أبديٌّ، راحلٌ، جليٌّ، غير مُدْرَك
إليكَ
أحملُ بتوليتي المولودة للتوِّ.

في اللحظة الراهنة،
ما من حبٍّ أو من الشيء الآخر:
إنها فقط صدمة الأجساد المتوهِّجة
مولدةً الشرارات بعضها من بعض
في حالة هُيولى.

* * *

نادرًا ما حاولوا الحبَّ
نزواتهم وزَّعتْهم كالآلهة
اثنان أو ثلاثة رجال بدوا فقط من البشر
ولكن أنت وحدكَ
فوق البشر.

من الواضح أنه كان عليَّ الوقوع
في الدوَّامة الواهنة
لإنسانيتكَ الرعناء
كي أحبكَ أكثر.

* * *

أنا لا أبالي
إلى أين الأرجل من أرجل الأثاث تسير
أو ماذا يختبئ في الظلال التي تقطعها
أو مَن سوف ينظر إليَّ
ما إذا كانت مصاريع النوافذ غير مغلقة
الأحمر هو لونٌ دافئ في حقل المعركة
ثقيلٌ على ركبتيَّ كاللحاف.

عُدَّ العدَّاد
أنا أحصيتُ شراريب المنشفة
حتى شرَّابتين التصقتا ببعضهما.

دَعِ الغرفة المربعة تثور
من الفراغ المستدير
الذي يتَّسع بنَفَسي.
 
أعلى