نقوس المهدي
كاتب
وصل غرفته منهكاً من ذكرياته، منهمكاً بترتيب أفكاره المشتتة، أفكاره التي بدت أنها تنفلت من قبضته كما تتبعثر الآن أمام عينيه تفاصيل هذه الرحلة المُعبّقة بالأسرار.
جلس على عتبة سريره بكل الحنين للحظات الماضي، ارهاقه، آلام أحلام شبابه وارهاصات الأنوثة و الذكورة في ذاكرته! جلس على عتبة حلم جديد قديم من أحلامه، أن تحتويه امرأتان، أن تخترقاه، تطهراه من آثامه، أن تصحو من غفوتها، من كبوتها، من عذاباته صورة أمه الشقية وصورة فتاة صباه وأحلامه، علّ الصورتان تذوبان معاً في جسده، تتماهيان فيه فيتخلص من أسرار شقاء الماضي، ماضي الحرمان، ماضي الغياب، ماضي سرقة لحظات الفرح، ماضي خيبات الأمل...
تمدد في سريره بعد أن تخلص سريعاً من ملابسه، اكتست جسده الرخامي قشعريرة لذيذة حين لامس بطنه شراشف السرير البيضاء.
دخلت الغرفة كأنها طيف لامرأة من حلم، من شغف، كأنها لم تكن حقيقية، تضاريس جسده الرياضي أغرت أنوثتها، اقتربت منه كلصٍ بارعٍ يقترب من مبتغاه، همست في أذنه: لم يسبق لي أن شاهدت أجمل من هذه التضاريس، أغار على هذا الجسد المرمري من كل النساء، أخاف على وديانك و تلالك منهن، عيونهن الشبقة، هواجسهن، أفكارهن، أخاف حتى من أحلام يقظتهن... أريد أن أدفن على هذه التلال!
بهدوءٍ رصين تعرت من فستانٍ احتوى جسدها دون أي ملابس داخلية دخيلة! استراحت فوق تقاسيم الجسد الجبلي بخفة، لامس ما بين نهريها المُعْشب أشد وديانه عمقاً و إثارةً، يداعب العشب سفح الوادي، يشب لهيب حرائق الجسد، بخبرة امرأة ليلٍ شهية، بقوتها وجبروتها باعدت الوديان عن بعضها علّ النهد لا يضل طريقه نحو منبع النهر، النهد يعلو ويهبط و الوادي يتأوه تارةً و يستكين نشوة تارةً أخرى، يتلوى النهد بغنجٍ أكثر، ينتصب أعلى فيرد صوت صدى الوادي: أقوى أقوى!
كأنه غاب عن الوعي للحظات، كأنه أُسري بجسده لسماء ثامنة لم يسمع عنها أبداً من قبل، تربع على عرش ملكوت آلهة لم يزرها قط، تمنى في غيبوبته أن يُغلق عليه محراب العشق هذا بغير رجعة. استعاد وعيه و الأصابع الطرية تقلب جسده كمن تقلب رغيف خبز نضج على مهلٍ في تنور عتيق، داعبت جذوته المتقدة لم يعد يذكر مرة أو مرتين فانطلقت حمم بركانه الهائج لتغطي ثغرها، جيدها، ما بين ثدييها. تركته وحيداً، تركت أفكاره تبتسم في رأسه وتنام مطمئنة...
.
جلس على عتبة سريره بكل الحنين للحظات الماضي، ارهاقه، آلام أحلام شبابه وارهاصات الأنوثة و الذكورة في ذاكرته! جلس على عتبة حلم جديد قديم من أحلامه، أن تحتويه امرأتان، أن تخترقاه، تطهراه من آثامه، أن تصحو من غفوتها، من كبوتها، من عذاباته صورة أمه الشقية وصورة فتاة صباه وأحلامه، علّ الصورتان تذوبان معاً في جسده، تتماهيان فيه فيتخلص من أسرار شقاء الماضي، ماضي الحرمان، ماضي الغياب، ماضي سرقة لحظات الفرح، ماضي خيبات الأمل...
تمدد في سريره بعد أن تخلص سريعاً من ملابسه، اكتست جسده الرخامي قشعريرة لذيذة حين لامس بطنه شراشف السرير البيضاء.
دخلت الغرفة كأنها طيف لامرأة من حلم، من شغف، كأنها لم تكن حقيقية، تضاريس جسده الرياضي أغرت أنوثتها، اقتربت منه كلصٍ بارعٍ يقترب من مبتغاه، همست في أذنه: لم يسبق لي أن شاهدت أجمل من هذه التضاريس، أغار على هذا الجسد المرمري من كل النساء، أخاف على وديانك و تلالك منهن، عيونهن الشبقة، هواجسهن، أفكارهن، أخاف حتى من أحلام يقظتهن... أريد أن أدفن على هذه التلال!
بهدوءٍ رصين تعرت من فستانٍ احتوى جسدها دون أي ملابس داخلية دخيلة! استراحت فوق تقاسيم الجسد الجبلي بخفة، لامس ما بين نهريها المُعْشب أشد وديانه عمقاً و إثارةً، يداعب العشب سفح الوادي، يشب لهيب حرائق الجسد، بخبرة امرأة ليلٍ شهية، بقوتها وجبروتها باعدت الوديان عن بعضها علّ النهد لا يضل طريقه نحو منبع النهر، النهد يعلو ويهبط و الوادي يتأوه تارةً و يستكين نشوة تارةً أخرى، يتلوى النهد بغنجٍ أكثر، ينتصب أعلى فيرد صوت صدى الوادي: أقوى أقوى!
كأنه غاب عن الوعي للحظات، كأنه أُسري بجسده لسماء ثامنة لم يسمع عنها أبداً من قبل، تربع على عرش ملكوت آلهة لم يزرها قط، تمنى في غيبوبته أن يُغلق عليه محراب العشق هذا بغير رجعة. استعاد وعيه و الأصابع الطرية تقلب جسده كمن تقلب رغيف خبز نضج على مهلٍ في تنور عتيق، داعبت جذوته المتقدة لم يعد يذكر مرة أو مرتين فانطلقت حمم بركانه الهائج لتغطي ثغرها، جيدها، ما بين ثدييها. تركته وحيداً، تركت أفكاره تبتسم في رأسه وتنام مطمئنة...
.