نقوس المهدي
كاتب
نهاكَ عنِ الغوايةِ ما نهاكا = وَذُقْتَ منَ الصّبابَةِ ما كَفاكَا
وطالَ سُرَاكَ في لَيلِ التّصَابي = وقد أصبحتَ لم تحمدْ سراكا
فَلا تَجزَعْ لحادِثَةِ اللّيالي = وَقُل لي إن جزِعتَ فما عَساكَا
وكيفَ تلومُ حادثةً وفيها = تبينَ منْ أحبكَ أوْ قلاكا
برُوحي مَنْ تَذوبُ عليهِ رُوحي = وَذُقْ يا قلبُ ما صَنَعَتْ يداكَا
لعمري كنتَ عن هذا غنياً = ولم تعرفْ ضلالكَ من هداكا
ضنيتُ منَ الهوى وشقيتُ منهُ = وأنتَ تجيبُ كلَّ هوىً دعاكا
فدعْ يا قلبُ ما قد كنتَ فيهِ = ألَستَ ترَى حَبيبَكَ قد جَفاكَا
لقد بلغتْ بهِ روحي التراقي = وَقد نَظَرَتْ بهِ عَيني الهَلاكَا
فيا مَنْ غابَ عني وَهوَ رُوحي = وكيفَ أُطيقُ مِنْ رُوحي انفِكاكا
حبيبي كيفَ حتى غبتَ عني = أتَعْلَمُ أنّ لي أحَداً سِوَاكَا
أراكَ هجرتني هجراً طويلاً = وَما عَوّدْتَني منْ قَبلُ ذاكَا
عَهِدْتُكَ لا تُطيقُ الصّبرَ عني = وَتَعصي في وَدادِي مَنْ نَهاكَا
فكَيفَ تَغَيّرَتْ تِلكَ السّجايَا = وَمَن هذا الذي عني ثَنَاكَا
فلا واللهِ ما حاولتَ عذراً = فكُلّ النّاسِ يُعذَرُ ما خَلاكَا
وما فارقتني طوعاً ولكنْ = دَهاكَ منَ المَنيّةِ ما دَهَاكَا
لقد حكمتْ بفرقتنا الليالي = ولم يكُ عن رضايَ ولا رضاكا
فلَيتَكَ لوْ بَقيتَ لضُعْفِ حالي = وكانَ الناسُ كلهمُ فداكا
يعزّ عليّ حينَ أديرُ عيني = أفتشُ في مكانكَ لا أراكا
وَلم أرَ في سِوَاكَ وَلا أرَاهُ = شمائلكَ المليحةَ أو حلاكا
خَتَمْتُ على وَدادِكَ في ضَميري = وليسَ يزالُ مختوماً هناكا
لقد عجلتْ عليكَ يدُ المنايا = وما استوفيتَ حظك من صباكا
فواأسَفي لجِسمِكَ كَيفَ يَبلى = ويذهبُ بعدَ بهجتهِ سناكا
وما لي أدعي أني وفيٌّ = ولستُ مشاركاً لكَ في بلاكا
تموتُ وما أموتُ عليكَ حزناً = وَحق هوَاكَ خُنتُكَ في هوَاكَا
ويا خجلي إذا قالوا محبٌّ = ولم أنفعكَ في خطبٍ أتاكا
أرَى الباكينَ فيكَ مَعي كَثيراً = وليسَ كمنْ بكى من قد تباكى
فيا مَن قد نَوَى سَفَراً بَعيداً = متى قُلْ لي رجوعُكَ من نَوَاكَا
جزاكَ اللهُ عني كلّ خيرٍ = وَأعْلَمُ أنّهُ عني جَزَاكَا
فيا قبرَ الحبيبِ وددتُ أني = حملتُ ولوْ على عيني ثراكا
سقاكَ الغيثُ هتاناً وإلاّ = فحسبكَ من دموعي ما سقاكا
وَلا زَالَ السّلامُ عَلَيكَ مني = يرفّ مع النسيمِ على ذراكا
وطالَ سُرَاكَ في لَيلِ التّصَابي = وقد أصبحتَ لم تحمدْ سراكا
فَلا تَجزَعْ لحادِثَةِ اللّيالي = وَقُل لي إن جزِعتَ فما عَساكَا
وكيفَ تلومُ حادثةً وفيها = تبينَ منْ أحبكَ أوْ قلاكا
برُوحي مَنْ تَذوبُ عليهِ رُوحي = وَذُقْ يا قلبُ ما صَنَعَتْ يداكَا
لعمري كنتَ عن هذا غنياً = ولم تعرفْ ضلالكَ من هداكا
ضنيتُ منَ الهوى وشقيتُ منهُ = وأنتَ تجيبُ كلَّ هوىً دعاكا
فدعْ يا قلبُ ما قد كنتَ فيهِ = ألَستَ ترَى حَبيبَكَ قد جَفاكَا
لقد بلغتْ بهِ روحي التراقي = وَقد نَظَرَتْ بهِ عَيني الهَلاكَا
فيا مَنْ غابَ عني وَهوَ رُوحي = وكيفَ أُطيقُ مِنْ رُوحي انفِكاكا
حبيبي كيفَ حتى غبتَ عني = أتَعْلَمُ أنّ لي أحَداً سِوَاكَا
أراكَ هجرتني هجراً طويلاً = وَما عَوّدْتَني منْ قَبلُ ذاكَا
عَهِدْتُكَ لا تُطيقُ الصّبرَ عني = وَتَعصي في وَدادِي مَنْ نَهاكَا
فكَيفَ تَغَيّرَتْ تِلكَ السّجايَا = وَمَن هذا الذي عني ثَنَاكَا
فلا واللهِ ما حاولتَ عذراً = فكُلّ النّاسِ يُعذَرُ ما خَلاكَا
وما فارقتني طوعاً ولكنْ = دَهاكَ منَ المَنيّةِ ما دَهَاكَا
لقد حكمتْ بفرقتنا الليالي = ولم يكُ عن رضايَ ولا رضاكا
فلَيتَكَ لوْ بَقيتَ لضُعْفِ حالي = وكانَ الناسُ كلهمُ فداكا
يعزّ عليّ حينَ أديرُ عيني = أفتشُ في مكانكَ لا أراكا
وَلم أرَ في سِوَاكَ وَلا أرَاهُ = شمائلكَ المليحةَ أو حلاكا
خَتَمْتُ على وَدادِكَ في ضَميري = وليسَ يزالُ مختوماً هناكا
لقد عجلتْ عليكَ يدُ المنايا = وما استوفيتَ حظك من صباكا
فواأسَفي لجِسمِكَ كَيفَ يَبلى = ويذهبُ بعدَ بهجتهِ سناكا
وما لي أدعي أني وفيٌّ = ولستُ مشاركاً لكَ في بلاكا
تموتُ وما أموتُ عليكَ حزناً = وَحق هوَاكَ خُنتُكَ في هوَاكَا
ويا خجلي إذا قالوا محبٌّ = ولم أنفعكَ في خطبٍ أتاكا
أرَى الباكينَ فيكَ مَعي كَثيراً = وليسَ كمنْ بكى من قد تباكى
فيا مَن قد نَوَى سَفَراً بَعيداً = متى قُلْ لي رجوعُكَ من نَوَاكَا
جزاكَ اللهُ عني كلّ خيرٍ = وَأعْلَمُ أنّهُ عني جَزَاكَا
فيا قبرَ الحبيبِ وددتُ أني = حملتُ ولوْ على عيني ثراكا
سقاكَ الغيثُ هتاناً وإلاّ = فحسبكَ من دموعي ما سقاكا
وَلا زَالَ السّلامُ عَلَيكَ مني = يرفّ مع النسيمِ على ذراكا