نقوس المهدي
كاتب
(1-6)
لا يسعنا الا ان نعبر عن تقديرنا لداعش لتحليّه بوحشية غير قابلة للوصف وجرائمه التي لا يمكن لاي شخص تخيلها ونحن في القرن الواحد والعشرين، فلو لا داعش واعماله لما سنحت لنا الفرصة لاعادة تصفح اوراق التاريخ الاسلامي ونفض غبار التزوير عنها من قبل المؤسسة الاسلامية الرسمية والمرتبطة عضويا بالانظمة السياسية الحاكمة والتي تغذي طلبة المدارس منذ نعومة اضفارهم بالكذب والتدليس والفبركة سواء كأيدلوجية او كدين وتصويره بأنه دين فريد عرفته البشرية وانهم لمحظوظين لوراثتهم هذا الدين عن ابائهم.
*****
ليس قليلاً عدد المقالات والدراسات والكتابات التي تحدثت عن "الحور العين" وعن الرجل المسلم الذي يفجر نفسه ليلتقي الحور ويضع نهاية لحياته من اجل لقائها. ونشرت العديد من القصص والروايات التي تحدثت عن رجالات المجاميع الاسلامية وخاصة في سوريا بوضع اغطية مضادة وواقية من الرصاص على اجهزتهم التناسلية عندما يدخلون المعارك خوفا من اصابتها وهم يرحلون للقاء "حور العين". الا انني في هذا البحث سأركز على التخيل الجنسي وهلوساته بين الحياة الواقعية والحياة الخيالية في ادمغة وعقول منظري وفقهاء الاسلام وواضعي اسس الدين الاسلامي، الى حد خلق ميثولوجيا جنسية تعتريها الازدواجية والاغتراب حول الجنس ومكانته في المجتمع الاسلامي او المدينة الفاضلة المتمثلة في "الجنة" او في الحياة "الاخرة".
******
حسناء آيت بولحسن، المرأة التي فجرت نفسها في بروكسل لافشال عملية دهم قامت بها الشرطة البلجيكية بعد "غزوة باريس في 13 تشرين الثاني من عام 2015" وكان عنوان هجمة داعش البربرية الجديدة في باريس، وناشفين مالك التي قتلت مع زوجها رضوان فاروق 14 شخص في كاليفورنيا يوم 2 كانون الاول من عام 2015 ثم قٌتلت على يد الشرطة، تلك العمليتين، تثير العديد من الاسئلة الفقهية والتاريخية حول جدوى انتحار المرأة ومكانة الجنس في الاسلام بين حياة الدنيا وحياة "الآخرة - الجنة".
السؤال الذي يتبادر الى الذهن هو اذا كان الانتحاري "الرجل المسلم" ينفذ عملية التفجير ليلتقي "حور العين" فماذا ستحصل عليه المرأة المسلمة من تنفيذ نفس العملية؟ اي ماذا سيكون المقابل، وخاصة ان مصيرها غير معلوم. فعلى سبيل المثال اذا كانت متزوجة ولا تريد ان ترى زوجها مجددا او تريد التخلص منه ولم تستطع فعل ذلك في الحياة "الدنيا"، فاذا بحظها العاثر يعيدها الى زوجها في "الجنة"، او انها في احسن الاحوال تتحول الى احدى الحوريات، لتحتل مكانة ادنى مما كانت عليها في "الدنيا" حيث نصيبها الانظمام الى احدى جواري "الشهيد" الرجل الانتحاري على الرغم من انه ليس هناك نص قرآني ولا حديث نبوي ولا قول يذكر لاحد الصحابة او مفسري الاسلام مثل الطبري وبن كثير والقرطبي وبن التيميه وبن الجوزي.... بأن المرأة "الشهيد" تتحول الى حورية او تنال حصة بالنهاية جراء عملها ولكن كحد ادنى تكون اقل من الرجل.
الالية في الاستعباد الجنسي للمرأة:
هناك نصوص حول المرأة التي تدخل الجنة دون اي عملية "استشهادية" وحيث يتفق جميع شيوخ الاسلام الحديث مثل بن الباز وبن عيثمين ومحمد العريفي ورجالات الازهر (( المرأة لا تخرج عن هذه الحالات في الدنيا فهي، إما أن تموت قبل أن تتزوج، اما أن تموت بعد طلاقها قبل أن تتزوج من آخر، إما أن تكون متزوجة ولكن لا يدخل زوجها معها الجنة، والعياذ بالله، إما أن تموت بعد زواجها، إما أن يموت زوجها وتبقى بعده بلا زوج حتى تموت، إما أن يموت زوجها فتتزوج بعده غير)). هذه حالات المرأة في الدنيا ولكل حالة ما يقابلها في الجنة: أما المرأة التي ماتت قبل أن تتزوج فهذه يزوجها الله– عزوجل – في الجنة من رجل من أهل الدنيا لقوله صلى الله عليه وسلم : « ما في الجنة أعزب-اخرجه مسلم-، ومثلها المرأة التي ماتت وهي مطلقة. يعني لا تكون لزوجها الذي طلقها. ومثلها المرأة التي لم يدخل زوجها الجنة. ))قال الشيخ ابن عثيمين(1): فالمرأة إذا كانت من أهل الجنة ولم تتزوج أو كان زوجها ليس من أهل الجنة فإنها إذا دخلت الجنة فهناك من أهل الجنة من لم يتزوجوا من الرجال. أي فيتزوجها أحدهم. وأما المرأة التي ماتت بعد زواجها فهي – في الجنة!– لزوجها الذي ماتت عنه. وأما المرأة التي مات عنها زوجها فبقيت بعده لم تتزوج حتى ماتت فهي زوجة له في الجنة. وأما المرأة التي مات عنها زوجها فتزوجت بعده فإنها تكون لآخر أزواجها مهما كثر ولقوله صلى الله عليه وسلم : « المرأة لآخر أزواجها – سلسلة الأحاديث الصحيحة للألباني- ولقول حذيفة لامرأته: إن شئت أن تكونى زوجتي في الجنة فلا تزوجي بعدي فإن المرأة في الجنة لآخر أزواجها في الدنيا فلذلك حرم الله على أزواج النبي أن ينكحن بعده لأنهن أزواجه في الجنة. مسألة: قد يقول قائل: إنه قد ورد في الدعاء للجنازة أننا نقول، وأبدلها زوجا خيرا من زوجها، فإذا كانت متزوجة..فكيف ندعوا لها بهذا ونحن نعلم أن زوجها في الدنيا هو زوجها في الجنة وإذا كانت لم تتزوج فأين زوجها؟ والجواب انها ستكون لاحد رجال الجنة الذين لم يتزوجوا.(( بعبارة اخرى ((ولا يمكن أن تُزوَّج المرأة من الحور العين ؛ لأن الحور من النساء فكيف ستتزوج النساءُ النساءَ !؟ وهذا يدل على أن الأجر الوارد في الأحاديث هو للرجال أصالة ويدخل فيه النساء تبعاً لكن في بعض أفراده لا في كلها ، وإنما ذُكر الرجال في الأحاديث لأنهم هم المكلَّفون في الجهاد وهم الذين يخرجون إليه فكان المخاطب بالترغيب به هم دون النساء )) رواه "مسلم" (2) - وايضا ان المرأة الشهيدة تحصل مثل الشهيد على امتيازات مماثلة للشهيد الا في الجنس، ((عن المقدام بن معدي كرب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " للشهيد عند الله ست خصال : يغفر له في أول دفعة ، ويرى مقعده من الجنة ، ويجار من عذاب القبر ، ويأمن من الفزع الأكبر ، ويوضع على رأسه تاج الوقار الياقوتة منها خير من الدنيا وما فيها ، ويزوج اثنتين وسبعين زوجة من الحور العين ، ويشفع في سبعين من أقاربه " . رواه الترمذي وابن ماجه(3).
الا ان الشهيد المسلم الرجل لا يبالي بكل تلك الامتيازات سوى ممارسة الجنس مع "الحور العين" في حين ان المرأة الشهيدة المسلمة لا تحصل على امتيازات ممارسة الجنس مثل الرجل بالمبرر او الحجة التي يتفق عليها جميع شيوخ ومفسري القرآن ومنظري الفكر الاسلامي (( وليس للمرأة في الجنة إلا زوج واحد وهو يكفيها وتتنعم به ولا تحتاج إلى زيادة . والمرأة المسلمة - التي لم تتأثّر بدعاوى دعاة الإباحيّة وتعلم أنّها ليست مثل الرجل في خلقتها وتكوينها لأنّ الله جعلها هكذا - لا تعترض على أحكام الله ولا تسخط بل ترضى بما قضى الله لها ، وفطرتها السليمة تخبرها بأنها لا يُمكن أن تُعاشر أكثر من رجل في الوقت نفسه ، وما دام أنها إذا دخلت الجنة ستنال كل ما تشتهيه فهي لا تُجادل الآن في نعيمها وجزائها الذي اختاره ربها لها ولا يظلم ربك أحدا ، وهي إذا كانت من أهل الجنة فإنها داخلة ومعنية كالرجل بقوله تعالى : يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِصِحَافٍ مِنْ ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الأَعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ(71) الزخرف 71 – بن عيثمين)).
وهكذا تبقى مسألة الجنس حكرا على الرجال في الجنة ايضا. وتظل الاحكام الاسلامية وقوانينها التي تمجد الذكورية الجنسية والمتعة الجنسية والخيال الجنسي سارية في "الآخرة-الجنة" مع تعديل بالمطلق. اي تكون اللذة مطلقة والمتعة مطلقة واللهو مطلق ودون اي رقيب او مؤسسة تحاكم او تحاسب كل من ينتهك القوانين والاعراف الجنسية كما هي الحال في حياة الدنيا والتي سنعرج عليها في هذا البحث.
يتبع
- عن الحوار المتمدن.
لا يسعنا الا ان نعبر عن تقديرنا لداعش لتحليّه بوحشية غير قابلة للوصف وجرائمه التي لا يمكن لاي شخص تخيلها ونحن في القرن الواحد والعشرين، فلو لا داعش واعماله لما سنحت لنا الفرصة لاعادة تصفح اوراق التاريخ الاسلامي ونفض غبار التزوير عنها من قبل المؤسسة الاسلامية الرسمية والمرتبطة عضويا بالانظمة السياسية الحاكمة والتي تغذي طلبة المدارس منذ نعومة اضفارهم بالكذب والتدليس والفبركة سواء كأيدلوجية او كدين وتصويره بأنه دين فريد عرفته البشرية وانهم لمحظوظين لوراثتهم هذا الدين عن ابائهم.
*****
ليس قليلاً عدد المقالات والدراسات والكتابات التي تحدثت عن "الحور العين" وعن الرجل المسلم الذي يفجر نفسه ليلتقي الحور ويضع نهاية لحياته من اجل لقائها. ونشرت العديد من القصص والروايات التي تحدثت عن رجالات المجاميع الاسلامية وخاصة في سوريا بوضع اغطية مضادة وواقية من الرصاص على اجهزتهم التناسلية عندما يدخلون المعارك خوفا من اصابتها وهم يرحلون للقاء "حور العين". الا انني في هذا البحث سأركز على التخيل الجنسي وهلوساته بين الحياة الواقعية والحياة الخيالية في ادمغة وعقول منظري وفقهاء الاسلام وواضعي اسس الدين الاسلامي، الى حد خلق ميثولوجيا جنسية تعتريها الازدواجية والاغتراب حول الجنس ومكانته في المجتمع الاسلامي او المدينة الفاضلة المتمثلة في "الجنة" او في الحياة "الاخرة".
******
حسناء آيت بولحسن، المرأة التي فجرت نفسها في بروكسل لافشال عملية دهم قامت بها الشرطة البلجيكية بعد "غزوة باريس في 13 تشرين الثاني من عام 2015" وكان عنوان هجمة داعش البربرية الجديدة في باريس، وناشفين مالك التي قتلت مع زوجها رضوان فاروق 14 شخص في كاليفورنيا يوم 2 كانون الاول من عام 2015 ثم قٌتلت على يد الشرطة، تلك العمليتين، تثير العديد من الاسئلة الفقهية والتاريخية حول جدوى انتحار المرأة ومكانة الجنس في الاسلام بين حياة الدنيا وحياة "الآخرة - الجنة".
السؤال الذي يتبادر الى الذهن هو اذا كان الانتحاري "الرجل المسلم" ينفذ عملية التفجير ليلتقي "حور العين" فماذا ستحصل عليه المرأة المسلمة من تنفيذ نفس العملية؟ اي ماذا سيكون المقابل، وخاصة ان مصيرها غير معلوم. فعلى سبيل المثال اذا كانت متزوجة ولا تريد ان ترى زوجها مجددا او تريد التخلص منه ولم تستطع فعل ذلك في الحياة "الدنيا"، فاذا بحظها العاثر يعيدها الى زوجها في "الجنة"، او انها في احسن الاحوال تتحول الى احدى الحوريات، لتحتل مكانة ادنى مما كانت عليها في "الدنيا" حيث نصيبها الانظمام الى احدى جواري "الشهيد" الرجل الانتحاري على الرغم من انه ليس هناك نص قرآني ولا حديث نبوي ولا قول يذكر لاحد الصحابة او مفسري الاسلام مثل الطبري وبن كثير والقرطبي وبن التيميه وبن الجوزي.... بأن المرأة "الشهيد" تتحول الى حورية او تنال حصة بالنهاية جراء عملها ولكن كحد ادنى تكون اقل من الرجل.
الالية في الاستعباد الجنسي للمرأة:
هناك نصوص حول المرأة التي تدخل الجنة دون اي عملية "استشهادية" وحيث يتفق جميع شيوخ الاسلام الحديث مثل بن الباز وبن عيثمين ومحمد العريفي ورجالات الازهر (( المرأة لا تخرج عن هذه الحالات في الدنيا فهي، إما أن تموت قبل أن تتزوج، اما أن تموت بعد طلاقها قبل أن تتزوج من آخر، إما أن تكون متزوجة ولكن لا يدخل زوجها معها الجنة، والعياذ بالله، إما أن تموت بعد زواجها، إما أن يموت زوجها وتبقى بعده بلا زوج حتى تموت، إما أن يموت زوجها فتتزوج بعده غير)). هذه حالات المرأة في الدنيا ولكل حالة ما يقابلها في الجنة: أما المرأة التي ماتت قبل أن تتزوج فهذه يزوجها الله– عزوجل – في الجنة من رجل من أهل الدنيا لقوله صلى الله عليه وسلم : « ما في الجنة أعزب-اخرجه مسلم-، ومثلها المرأة التي ماتت وهي مطلقة. يعني لا تكون لزوجها الذي طلقها. ومثلها المرأة التي لم يدخل زوجها الجنة. ))قال الشيخ ابن عثيمين(1): فالمرأة إذا كانت من أهل الجنة ولم تتزوج أو كان زوجها ليس من أهل الجنة فإنها إذا دخلت الجنة فهناك من أهل الجنة من لم يتزوجوا من الرجال. أي فيتزوجها أحدهم. وأما المرأة التي ماتت بعد زواجها فهي – في الجنة!– لزوجها الذي ماتت عنه. وأما المرأة التي مات عنها زوجها فبقيت بعده لم تتزوج حتى ماتت فهي زوجة له في الجنة. وأما المرأة التي مات عنها زوجها فتزوجت بعده فإنها تكون لآخر أزواجها مهما كثر ولقوله صلى الله عليه وسلم : « المرأة لآخر أزواجها – سلسلة الأحاديث الصحيحة للألباني- ولقول حذيفة لامرأته: إن شئت أن تكونى زوجتي في الجنة فلا تزوجي بعدي فإن المرأة في الجنة لآخر أزواجها في الدنيا فلذلك حرم الله على أزواج النبي أن ينكحن بعده لأنهن أزواجه في الجنة. مسألة: قد يقول قائل: إنه قد ورد في الدعاء للجنازة أننا نقول، وأبدلها زوجا خيرا من زوجها، فإذا كانت متزوجة..فكيف ندعوا لها بهذا ونحن نعلم أن زوجها في الدنيا هو زوجها في الجنة وإذا كانت لم تتزوج فأين زوجها؟ والجواب انها ستكون لاحد رجال الجنة الذين لم يتزوجوا.(( بعبارة اخرى ((ولا يمكن أن تُزوَّج المرأة من الحور العين ؛ لأن الحور من النساء فكيف ستتزوج النساءُ النساءَ !؟ وهذا يدل على أن الأجر الوارد في الأحاديث هو للرجال أصالة ويدخل فيه النساء تبعاً لكن في بعض أفراده لا في كلها ، وإنما ذُكر الرجال في الأحاديث لأنهم هم المكلَّفون في الجهاد وهم الذين يخرجون إليه فكان المخاطب بالترغيب به هم دون النساء )) رواه "مسلم" (2) - وايضا ان المرأة الشهيدة تحصل مثل الشهيد على امتيازات مماثلة للشهيد الا في الجنس، ((عن المقدام بن معدي كرب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " للشهيد عند الله ست خصال : يغفر له في أول دفعة ، ويرى مقعده من الجنة ، ويجار من عذاب القبر ، ويأمن من الفزع الأكبر ، ويوضع على رأسه تاج الوقار الياقوتة منها خير من الدنيا وما فيها ، ويزوج اثنتين وسبعين زوجة من الحور العين ، ويشفع في سبعين من أقاربه " . رواه الترمذي وابن ماجه(3).
الا ان الشهيد المسلم الرجل لا يبالي بكل تلك الامتيازات سوى ممارسة الجنس مع "الحور العين" في حين ان المرأة الشهيدة المسلمة لا تحصل على امتيازات ممارسة الجنس مثل الرجل بالمبرر او الحجة التي يتفق عليها جميع شيوخ ومفسري القرآن ومنظري الفكر الاسلامي (( وليس للمرأة في الجنة إلا زوج واحد وهو يكفيها وتتنعم به ولا تحتاج إلى زيادة . والمرأة المسلمة - التي لم تتأثّر بدعاوى دعاة الإباحيّة وتعلم أنّها ليست مثل الرجل في خلقتها وتكوينها لأنّ الله جعلها هكذا - لا تعترض على أحكام الله ولا تسخط بل ترضى بما قضى الله لها ، وفطرتها السليمة تخبرها بأنها لا يُمكن أن تُعاشر أكثر من رجل في الوقت نفسه ، وما دام أنها إذا دخلت الجنة ستنال كل ما تشتهيه فهي لا تُجادل الآن في نعيمها وجزائها الذي اختاره ربها لها ولا يظلم ربك أحدا ، وهي إذا كانت من أهل الجنة فإنها داخلة ومعنية كالرجل بقوله تعالى : يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِصِحَافٍ مِنْ ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الأَعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ(71) الزخرف 71 – بن عيثمين)).
وهكذا تبقى مسألة الجنس حكرا على الرجال في الجنة ايضا. وتظل الاحكام الاسلامية وقوانينها التي تمجد الذكورية الجنسية والمتعة الجنسية والخيال الجنسي سارية في "الآخرة-الجنة" مع تعديل بالمطلق. اي تكون اللذة مطلقة والمتعة مطلقة واللهو مطلق ودون اي رقيب او مؤسسة تحاكم او تحاسب كل من ينتهك القوانين والاعراف الجنسية كما هي الحال في حياة الدنيا والتي سنعرج عليها في هذا البحث.
يتبع
- عن الحوار المتمدن.