نقوس المهدي
كاتب
طل الصباح قم يانديمي نشربو ... ونضحكو من بعد ما نطربو
سبيكة الفجر أحكت شفق ... في ميلق الليل فقم قلبو
ترى عيارها خالص أبيض نقي ... فضة هو لكن الشفق ذهبو
فتنتفق سكتوا عند البشر ... نور الجفون من نورها يكسبو
فهو النهار يا صاحبي للمعاش ... عيش الغني فيه بالله ما أطيبو
والليل أيضاً للقبل والعناق ... على سرير الوصل يتقلبو
جاد الزمان من بعد ما كان بخيل ... ولش ليفلت من يديه عقربو
كما جرع مرو فما قد مضى ... يشرب بيننو ويأكل طيبو
قال الرقيب يا أدبا إيش ذا ... في الشرب والعشق ترى ننجبو
وتعجبوا عذالي من ذا الخبر ... فقلت ياقوم من ذا تتعجبوا
نعشق مليح إلا رقيق الطباع ... علاش تكفروا بالله أو تكتبوا
ليش يربح الحسن إلا شاعر أديب ... يفض بكرو ويدع ثيبو
أما الكأس فحرام نعم هو حرام ... على الذي ما يدري كيف يشربو
ويد الذي يحسن حسابه ولم ... يقدر يحسن ألفاظ أن يجلبوا
وأهل العقل والفكر والمجون ... يغفر ذنوبهم لهذا إن أذنبوا
ظبي بهي فيها يطفي الجمر ... وقلبي في جمر الغضى يلهبو
غزال بهي ينظر قلوب الأسود ... وبالوهم قبل النظر يذهبوا
ثم يحييهم إذا ابتسم يضحكوا ... ويفرحوا من بعد ما يندبوا
فميم كالخاتم وثغر نقي ... خطيب الأمة للقبل يخطبو
جوهر ومرجان أي عقد يا فلان ... قد صففه الناظم ولم يثقبو
وشارب أخضر يريد لاش يريد ... من شبهه بالمسك قد عيبو
يسبل دلال مثل جناح الغراب ... ليالي هجري منه يستغربوا
على بدن أبيض بلون الحليب ... ما قط راعي للغنم يجلبوا
وزوج هندات ما علمت قبلها ... ديك الصلا يا ريت ما أصلبو
تحت العكاكن منها خصر رقيق ... من رقتو يخفي إذا تطلبوا
أرق هو من ديني فيما تقول ... جديد عتبك حق ما أكذبو
أي دين بقا لي معاك وأي عقل ... من يتبعك من ذا وذا تسلبوا
تحمل أرداف ثقال كالرقيب ... حين ينظر العاشق وحين يرقبو
إن لم ينفس غدر أو ينقشع ... في طرف ديسا والبشر تطلبو
يصير إليك المكان حين تجي ... وحين تغيب ترجع في عيني تبو
محاسنك مثل خصال الأمير ... أو الرمل من هو الذي يحسبو
عماد الأمصار وفصيح العرب ... من فصاحة لفظه يتقربو
بحمل العلم انفرد والعمل ... ومع بديع الشعر ما أكتبو
ففي الصدور بالرمح ما أطعنه ... وفي الرقاب بالسيف ما أضربو
من السماء يحسد في أربع صفات ... فمن يعد قلبي أو يحسبو
الشمس نورو والقمر همتو ... والغيث جودو والنجوم منصبو
يركب جواد الجود ويطلق عنان ... الأغنيا والجند حين يركبوا
من خلعتو يلبس كل يوم بطيب ... منه بنات المعالي تطيبوا
نعمتو تظهر على كل من يجيه ... قاصد ووارد قط ماخيبوا
قد أظهر الحق وكان في حجاب ... لاش يقدر الباطل بعدما يحجبو
وقدبنى بالسر ركن التقى ... من بعد ما كان الزمان خربو
تخاف حين تلقاه كما ترتجيه ... فمع سماحة وجهو ما أسيبو
يلقى الحروب ضاحكاً وهي عابسة ... غلاب هو لاشيء في الدنيا يغلبو
إذا حبد سيفه مابين الردود ... فليس شيء يغني من يضربو
وهو سمي الصصطفى والإله ... للسلطنة اختار واستنخبو
تراه خليفة أمير المؤمنين ... يقود جيوشو ويزين موكبو
لذي الإمارة تخضع الرؤوس ... نعم وفي تقبيل يديه يرغبوا
بيته بقي بدور الزمان ... يطلعوا في المجد ولايغربوا
وفي المعالي والشرف يبعدوا ... وفي التواضع والحيا يقربوا
والله يبقيهم مادار الفلك ... وأشرقت شمسه ولاح كوكبو
ومايغني ذا القصيد في عروض ... ياشمس خدر مالها مغربو
* مقدمة ابن خلدون
سبيكة الفجر أحكت شفق ... في ميلق الليل فقم قلبو
ترى عيارها خالص أبيض نقي ... فضة هو لكن الشفق ذهبو
فتنتفق سكتوا عند البشر ... نور الجفون من نورها يكسبو
فهو النهار يا صاحبي للمعاش ... عيش الغني فيه بالله ما أطيبو
والليل أيضاً للقبل والعناق ... على سرير الوصل يتقلبو
جاد الزمان من بعد ما كان بخيل ... ولش ليفلت من يديه عقربو
كما جرع مرو فما قد مضى ... يشرب بيننو ويأكل طيبو
قال الرقيب يا أدبا إيش ذا ... في الشرب والعشق ترى ننجبو
وتعجبوا عذالي من ذا الخبر ... فقلت ياقوم من ذا تتعجبوا
نعشق مليح إلا رقيق الطباع ... علاش تكفروا بالله أو تكتبوا
ليش يربح الحسن إلا شاعر أديب ... يفض بكرو ويدع ثيبو
أما الكأس فحرام نعم هو حرام ... على الذي ما يدري كيف يشربو
ويد الذي يحسن حسابه ولم ... يقدر يحسن ألفاظ أن يجلبوا
وأهل العقل والفكر والمجون ... يغفر ذنوبهم لهذا إن أذنبوا
ظبي بهي فيها يطفي الجمر ... وقلبي في جمر الغضى يلهبو
غزال بهي ينظر قلوب الأسود ... وبالوهم قبل النظر يذهبوا
ثم يحييهم إذا ابتسم يضحكوا ... ويفرحوا من بعد ما يندبوا
فميم كالخاتم وثغر نقي ... خطيب الأمة للقبل يخطبو
جوهر ومرجان أي عقد يا فلان ... قد صففه الناظم ولم يثقبو
وشارب أخضر يريد لاش يريد ... من شبهه بالمسك قد عيبو
يسبل دلال مثل جناح الغراب ... ليالي هجري منه يستغربوا
على بدن أبيض بلون الحليب ... ما قط راعي للغنم يجلبوا
وزوج هندات ما علمت قبلها ... ديك الصلا يا ريت ما أصلبو
تحت العكاكن منها خصر رقيق ... من رقتو يخفي إذا تطلبوا
أرق هو من ديني فيما تقول ... جديد عتبك حق ما أكذبو
أي دين بقا لي معاك وأي عقل ... من يتبعك من ذا وذا تسلبوا
تحمل أرداف ثقال كالرقيب ... حين ينظر العاشق وحين يرقبو
إن لم ينفس غدر أو ينقشع ... في طرف ديسا والبشر تطلبو
يصير إليك المكان حين تجي ... وحين تغيب ترجع في عيني تبو
محاسنك مثل خصال الأمير ... أو الرمل من هو الذي يحسبو
عماد الأمصار وفصيح العرب ... من فصاحة لفظه يتقربو
بحمل العلم انفرد والعمل ... ومع بديع الشعر ما أكتبو
ففي الصدور بالرمح ما أطعنه ... وفي الرقاب بالسيف ما أضربو
من السماء يحسد في أربع صفات ... فمن يعد قلبي أو يحسبو
الشمس نورو والقمر همتو ... والغيث جودو والنجوم منصبو
يركب جواد الجود ويطلق عنان ... الأغنيا والجند حين يركبوا
من خلعتو يلبس كل يوم بطيب ... منه بنات المعالي تطيبوا
نعمتو تظهر على كل من يجيه ... قاصد ووارد قط ماخيبوا
قد أظهر الحق وكان في حجاب ... لاش يقدر الباطل بعدما يحجبو
وقدبنى بالسر ركن التقى ... من بعد ما كان الزمان خربو
تخاف حين تلقاه كما ترتجيه ... فمع سماحة وجهو ما أسيبو
يلقى الحروب ضاحكاً وهي عابسة ... غلاب هو لاشيء في الدنيا يغلبو
إذا حبد سيفه مابين الردود ... فليس شيء يغني من يضربو
وهو سمي الصصطفى والإله ... للسلطنة اختار واستنخبو
تراه خليفة أمير المؤمنين ... يقود جيوشو ويزين موكبو
لذي الإمارة تخضع الرؤوس ... نعم وفي تقبيل يديه يرغبوا
بيته بقي بدور الزمان ... يطلعوا في المجد ولايغربوا
وفي المعالي والشرف يبعدوا ... وفي التواضع والحيا يقربوا
والله يبقيهم مادار الفلك ... وأشرقت شمسه ولاح كوكبو
ومايغني ذا القصيد في عروض ... ياشمس خدر مالها مغربو
* مقدمة ابن خلدون