ع
عمار عكاش
زِينايْدَا لا تحبك Zenaida :
لا تتوهّم أن زينايْدا تحبّك، لا تحلم بهذا الترفِ يا نصفَ نازحٍ وربع لاجئٍ وربع إنسان، الأمر أبسط من هذا التعقيد الجنسي العاطفي .
زينايْدا تحبُّ أنّك ترغبها، ترغبها بغضّ النظر إن كنت حرّاً أمْ لم تكنْ حرّاً، تحبّ أن ذاتك الذكريّة تشتهيها دون أن تشاورِك وتستأذنكَ، أنَكَ لا ترى قدَّها في اكتماله الأخيرِ كزوّارِ المتاحفِ والمعارضِ، بل تكاد ترى كل فواصلها، نقاطها، حتى السرّة المخفية بين مُعتَرَضيْنِ، ومُنحنياتها، ومنعرجاتِها، تحبّ أنك تجرؤ أن تشاغِبَ وتُشهِرَ كل هذا بعينيك ومن خلف نظّارتيكَ، تحبّ أنك الأجنبيّ الغريبُ القريبُ، وأنت حين ترمقها، تتمدد عارياً كي ترى دلافينها تقفز أقواساً حولها، تهمّ حيتانك بالانتحار على شاطئ يتيم غريب، وما إن تتمسّح بكاحلي زينايدا تعود إلى المحيط ...
لكن زينايْدا ستتولّهُ فيكَ حتماً أو هناك مجرّد احتمالٍ صغيرٌ على الأقلّ، إنْ عرَفَتْ أنّ صوتها أكثر ما يسري فيك كالقشعريرة، كاللبنِ الرائبِ الذي يثيرُ النعاسَ، كاكتشافٍ جديدٍ لقرصانٍ قَنَعَ أن لا جزر في آخر العالم تستحق ترويض البحر، كاكتشاف لرجلٍ قنع أن لا جديد بعد الثلاثين، نعم ربما ستَشْغَفُها لو عرَفَتْ أنك فرحتْ باكتشاف صوتها، وأردْتَ أن تسمّيه؛ تسمّي ما يدبّ فيك حين تنطقُ. فتَعَكّزْتَ على مجازٍ ناقص وسمّيتهُ ببساطةٍ بُحّةَ صوتها.
عمار عكاش - شاعر سوري مقيم في استنبول - من عمل نثري أعمل على إنجازه بعنوان تعاويذ الطريد - حكايتي وحكاية أحدهم
لا تتوهّم أن زينايْدا تحبّك، لا تحلم بهذا الترفِ يا نصفَ نازحٍ وربع لاجئٍ وربع إنسان، الأمر أبسط من هذا التعقيد الجنسي العاطفي .
زينايْدا تحبُّ أنّك ترغبها، ترغبها بغضّ النظر إن كنت حرّاً أمْ لم تكنْ حرّاً، تحبّ أن ذاتك الذكريّة تشتهيها دون أن تشاورِك وتستأذنكَ، أنَكَ لا ترى قدَّها في اكتماله الأخيرِ كزوّارِ المتاحفِ والمعارضِ، بل تكاد ترى كل فواصلها، نقاطها، حتى السرّة المخفية بين مُعتَرَضيْنِ، ومُنحنياتها، ومنعرجاتِها، تحبّ أنك تجرؤ أن تشاغِبَ وتُشهِرَ كل هذا بعينيك ومن خلف نظّارتيكَ، تحبّ أنك الأجنبيّ الغريبُ القريبُ، وأنت حين ترمقها، تتمدد عارياً كي ترى دلافينها تقفز أقواساً حولها، تهمّ حيتانك بالانتحار على شاطئ يتيم غريب، وما إن تتمسّح بكاحلي زينايدا تعود إلى المحيط ...
لكن زينايْدا ستتولّهُ فيكَ حتماً أو هناك مجرّد احتمالٍ صغيرٌ على الأقلّ، إنْ عرَفَتْ أنّ صوتها أكثر ما يسري فيك كالقشعريرة، كاللبنِ الرائبِ الذي يثيرُ النعاسَ، كاكتشافٍ جديدٍ لقرصانٍ قَنَعَ أن لا جزر في آخر العالم تستحق ترويض البحر، كاكتشاف لرجلٍ قنع أن لا جديد بعد الثلاثين، نعم ربما ستَشْغَفُها لو عرَفَتْ أنك فرحتْ باكتشاف صوتها، وأردْتَ أن تسمّيه؛ تسمّي ما يدبّ فيك حين تنطقُ. فتَعَكّزْتَ على مجازٍ ناقص وسمّيتهُ ببساطةٍ بُحّةَ صوتها.
عمار عكاش - شاعر سوري مقيم في استنبول - من عمل نثري أعمل على إنجازه بعنوان تعاويذ الطريد - حكايتي وحكاية أحدهم
صورة مفقودة
التعديل الأخير: