مصطفى صادق الرافعي - يا للهوى والغزل

يا للهوى والغزل = من العيونِ النجلِ
من الظبى لا كالظبى = من مرحٍ وكسلِ
من المهى لا كالمهى = في الحدقِ المكتحلِ
من الدّمى لا كالدّمى = في حسنها المكتملِ
أقبلنَ يَخْتَلنَ فلم = يكنَّ غيرَ الأسلِ
ثمَّ نظرنَ نظرةً = معقودةً بالأجلِ
ثمَ انسرينَ من هنا = ومن هنا في سُبُلِ
منفرداتٍ وجلاً = يا طيبَ هذا الوجلِ
مبتعداتٍ خجلاً = يا حسنهُ من خجلِ
ثم التقينَ كالنقا = ءِ أملٍ بأملِ
مؤتلفاتٍ جذلاً = وهنَّ بعضُ الجذلِ
مختلفاتٍ جدلاً = والحسنُ أصلُ الجدلِ
هذي تغيرُ هذهِ = بحليها والحللِ
وتلكَ من زيننتها = زينتها في العطلِ
تنافسا والحسنُ لل = حسانِ مثلُ الدولِ
ثم انبرتْ فاتنةً = تميلُ ميلَ الثملِ
تنهضُ خصراً لم يزلْ = من ردفها في مللِ
تهتزُّ في كفِّ الهوى = هزَّ حسامِ البطلِ
قائمةً قاعدةً = جائلةً لم تجلِ
كالشمسِ في ثباتها = وظلِّها المتنقلِ
دائرةٌ في فَلكٍ = من خصرها والكفلِ
وصدرها كالقصرِ شِي = دَ فوقَ ذاكَ الطللِ
وخصرها كزاهدٍ = منقطعٍ في الجبلِ
يهزّها كلُّ أنينٍ = من شجٍ ذي عللِ
فهي لنوحِ العودِ ما = زالتْ ولما تزلِ
كأنهُ من أضلعي = فإنْ بكى تضحكُ لي
كأنها عصفورةٌ = وأنتفضتْ من بللِ
ترتجُّ كالطيرِ غدا = في كفَّةِ المحتبلِ
تهتزُّ لا من خبلٍ = وكلُّنا ذو خبلِ
تلهو ولا من شغلٍ = وكلُّنا ذو شُغُلِ
ناظرةٌ في رجلٍ = مغضيةٌ عن رجلِ
من حاجبٍ لحاجبٍ = ومقلةٍ لمقلِ
كالشمسِ للعاشقِ = والشعرُ لهُ كزحلِ
باسمةٌ عابسةٌ = مثلَ الضُّحى والطفلِ
واثبةٌ ساكنةٌ = مالتْ ولما تملِ
بيننا تقولُ اعتدلتْ = تقولُ لم تعتدلِ
وقدْ تظنُّ ابتذلتْ = فينا ولم تبتذلِ
تمثلُ الذي درتْ = شفاهها من قبلي
فعَجَلٌ في مهلٍ = ومهلٌ في عَجَلِ
 
أعلى