إبراهيم أطيمش - من لي بظبي كحيل الطرف ساجيه

من لي بظبي كحيل الطرف ساجيه = وذي وشاح نحيل الخصر واهيه
حلو الشمائل ممشوق القواء إذا = مرت عليه نسيم الريح تثنيه
نفاثة السحر للعشاق أعينه = عن بابل سحرها النفاث ترويه
حرام قتلى بشرع الحب حلله = غداة في جفنه أفتاه قاضيه
علام يا قوس جفنيه بلا ترةٍ = قلب المشوق بسهم الغنج تصميه
موكلاً في عداد الشهب ناظره = حتى على الغمض أعياه تلاقيه
غاليت من مدمعي سوماً وحين أتى = يوم الفراق به أرخصت غاليه
فساقطت مقلتي دراً تقلده = عند الوداع عقيقاً في تراقيه
يا مروي الخد من ماء الشباب أما = ترق للوامق الادي فترويه
ويا جني اللما دبت لتلسبني = عقارب الصدغ لما رحت أجنيه
ورد الشقيق بروض الخد منك زها = كما بثغرك قد راقت أقاحيه
والنرجس الغض من عينيك ما برحت = أفعى الغدائر عن عينيك تحميه
لا أستطيع خفاء الوجد من كلفي = وكيف يخفى وقاني الدمع بيديه
ينم دمعي على سري فيظهره = حسب الرقيب فإن الدمع واشيه
من لي بطيف خيال منك يطرقني = وهناً فقلبي طروق الطيف يكفيه
أنى يلم خيال في خلال ضنىً = لا يألف الغمض والأشجان تبريه
من لي بمن يتلافى الصب من تلف = داء الصبابة يعي من تلافيه
ما بال جنبي جفا بالليل مضجعه = أجل فإن غرير الطرف جافيه
يصد عني فقل بالخشف منذعراً = فناظري أين ما ألوى يراعيه
كم غض من طرفه مهما يمر به = خوفاً عليه من الألحا تدميه
أحوى المراشف ما أبقى تفننه = معنىً من الحسن إلا وهو يحويه
في عين ظبي كنصل السيف جارحة = وواو صدغ كجنج الليل داجيه
ومبسم مثل ومض البرق ساطعه = عليه تيهاً لئام الحسن يرخيه
لك الجفون إذا ما الغنج كحلها = تميت صبك أحياناً وتحييه
صحيح لحظك معتل الجفون بدا = يضارع السيف حدّاً فعل ماضيه
تمارض ما بذاك اللحظ أم مرض = كلا الفتورين من شوقي أعانيه
إن قلت ذا مرض فيه يكذبني = أني أراك غداة ألفتك صاحيه
أو قلت تمرضه عمداً عليه فلم = منه السقام لجسم الصب تهديه
يا لائم العاشق العاني به سفها = وراك عنه فان اللوم يغريه
فزد أو انقص كلا الحالين مستمع = منك الملام إذا ما كنت تطريه
يجلو حيمّاً إذا ما البدر قابله = أوفى عليه سناه في تجليه
وزف في ريقه صهباء أبدلها = عن الحباب جماناً في لئاليه
قاسي الفؤاد رقيق الخد منه غدا = قلب المشوق يقاسي ما يقاسيه
قم عاطني الريق لا تمزج سلافته = فالريق أشهى من الصبا تعاطيه
فالكأس يحلو إذا كانت مدامته = ممزوجة باللما في ريق ساقيه
يا ما أحيلي زمان اللهو حيث به = برد الشبيبة قد رقت حواشيه
كأنما الفجر أعطا تبلجه = بعرس كاظم فابيضت لياليه
فرع نما أصله بالفضل حين غدا = موسى بن جعفر للعلياء ينميه
عم البرية إحساناص ببذل يد = تولي الجميل لقاصيه ودانيه
سمع كأن علي القدر مرنه = على المكارم فاعتادت أياديه
ذو همة نال فيها الحمد لو قرنت = يوماً بيذبل لا ندكت أعاليه
في مفرق الليل أما شب نار قرى = شابت بلمع السنا منه نواصيه
إن ضل ركب الرجا يوماً بمجهله = إلى حماه لسان النار يهديه
إن الجبال الروسي وهي شامخةٌ = تعلو فخاراً إذا عدت أثافيه
شاكي الزمان إذا ما حل ندوته = ببذله من علياء الداء يشفيه
إن يبتدي صدر نادي المجد هيكله = أضاء منه بنور العلم ناديه
عبء الأمانة لم يوهنه مثقله = فخف فيه وبعض الناس يعييه
يا من به أبل الآمال قد نشرت = قوادماً لأديم البيد تعاويه
هذا ابن جعفرٍ في حالي وغىً وندىً = غوثاً وغيثاً للاحيه وراجيه
مشيداً للهدى والعلم بيت علا = أبوه من قبل بالأحكام بانيه
فرد بجمع المساعي الغر متصف = ما في الأنام له ند يدانيه
وواحد عقمت أم الفخار فما = في الدهر قد انتجت يوماً بثانيه
وذو يراع أما السكر قامته = لما انثني بمدام الحبر يسقيه
أصم إن تدعه يوماً لنازلةٍ = أجاب قبل الصدى بالنصر داعيه
يجني لآمله شهداً وحاسده = سماً جنى ومنايا في مجاريه
رضيع در لبان العلم فلا ناشئه = عن المعارف لم يفطمه منشيه
باريه للقدر الجاري فلا عجب = إن قلت في شأنه سبحان باريه
خذها أبا أحمد غراء قلدها = جمان مدحك في أبهى لئاليه
فاسلم مدى الدهر ممدود الرواق علا = يلقى به الوفد نجماً في أمانيه
 
أعلى