نبيل محمود
كاتب
بين وحشة العالم والحبر القاتم
ترتعش الأضواء وراء ستائر الفجرتُضِلّني الظلال ويخاتلني الخيال
رغوة الكآبة تدور في الكوب
فوق القهوة السوداء
بخارها يشتّت سحابة النعاس
والزبد البنيّ يلذع شفتيّ..
بين البنّ والنعاس
تتسلّل كائنات الليل من غابات النوم
الفضاء ضبابٌ والوقت هلوسةٌ
والغيمة البعيدة تتلاشى في الغبش
غيمةٌ بلا مطر كذبةٌ بيضاء..
أرتشف رشفة صحوٍ وأقلّب الورق الأبيض
أغمس بقايا الأحلام في الحبر
الحبر.. هذا البحر الغامق
مشبّعٌ بعبقٍ غامض
تختلط فيه غرائب الأشياء والأشكال
ألواح قاربٍ فسّخته رطوبةُ الأزمنة
مجاذيف متكسّرة
أمواج ماضٍ تنفثها عواصفٌ فينيقية
حيتان زرق تحاصر موانئ رمادية
أسماك فضية تداعب أطراف جنيةٍ منسية
بقايا الأمس تصطبغ بحمرة الشفق
والخلايا تنفض بقيّةً من شبق..
التثاؤب يمطّني حتى المساء
أعصر الليمون فيلسع عينيَّ رذاذ المجون
قضمة التفاحة الحمراء
تغمر الروح بنكهة حوّاء
تنزلق الزلاجات كالمسرّات
ويذوب ثلج الذاكرة
في كأس النبيذ الأحمر
تسمُق سنابل الأشواق
فتلمع حبّات ذهبيةٌ في حنطةِ وجْنتين
ينفتح الأفق كمروحة فرح
ترسمها راحتا يديْن
وعند احمرار الليل
تتساقط أوراق التوت
وتُشعل القبلات أعشابَ العناق
فتندلع الأفراح كالألعاب النارية
ما يشعّ لا ظلّ له..
يسقط بعض الشرر
فوق بياض الورق
فترنّ أجراس الكلمات
وتنطلق العبارات
ويطبع القلب أشواقه
فوق البياض اللامتناهي..
من قصائد تفاحات إيروس 2015
اللوحة: armando alemdar ara