الأعشى - نامَ الخَلِيُّ وبِتُّ اللّيلَ مُرْتَفِقًا

نام الخلي وبت الليل مرتفقا *** أرعى النجوم عميدا مثبتا أرقا
أسهو لهمي ودائي فهي تسهرني *** باتت بقلبي وأمسى عندها غلقا
يا ليتها وجدت بي ما وجدت بها *** وكان حب ووجد دام فاتفقا
لاشيء ينفعني من دون رؤيتها *** هل يشتفي وامق مالم يصب رهقا
صادت فؤادي بعيني مغزل خذلت *** ترعى أغن غضيضا طرفه خرقا
وبارد رتل عذب مذاقته *** كأنما عل بالكافور واغتبقا
وجيد أدماء لم تذعر فرائصها *** ترعى الأراك تعاطى المرد والورقا
وكفل كالنقا مالت جوانبه *** ليست من الزل أوراكا وما انتطقا
كأنها درة زهراء أخرجها *** غواص دارين يخشى دونها الغرقا
قد رامها حججا مذ طر شاربه *** حتى تسعسع يرجوها وقد خفقا
لا النفس توئسه منها فيتركها *** وقد رأى الرعب رأي العين فاحترقا
ومارد من غواة الجن يحرسها *** ذو نيقة مستعد دونها ترقا
ليست له غفلة عنها يطيف بها *** يخشى عليها سرى السارين والسرقا
حرصا عليها لو ان النفس طاوعها *** منه الضمير لبالى اليم أو غرقا
في حوم لجة آذي له حدب *** من رامها فارقته النفس فاعتلقا
من نالها نال خلدا لا انقطاع له *** وما تمنى فأضحى ناعما أنقا
تلك التي كلفتك النفس تأملها *** وما تعلقت إلا الحين والحرقا
 
أعلى