نقوس المهدي
كاتب
عمر بن عبد الله بن أبي ربيعة المخزومي القرشي شاعر قريش وفتاها، وهو أحد شعراء الدولة الأموية ويعد عمر زعيم المذهب الفاحش (الأباحي)في التغزل على عكس الشاعر الأفضل في الغزل وهو جميل بن معمر ولقّب بـ جميل بثينه نسبة إلى أبنة عمه بثينه في القرن 1 للهجرة. (ولد في 643م(23هـ) وتوفي في 711م(93هـ) ). أبو الخطاب، هو أرق شعراء عصره، من طبقة جريروالفرزدق وأيضا الأخطل، ولد في الليلة التي توفي بها عمر بن الخطابسنة 23 هـ، فسمي باسمه وقال الناس بعد ذلك زهق الحق وظهر الباطل لشعر ابن ابي ربيعة المتحرر وتقى ابن الخطاب.
شب الفتى عمر على دلال وترف، فانطلق مع الحياة التي تنفتح رحبة أمام أمثاله ممن رزقوا الشباب والثروة والفراغ. لها مع اللاهين وعرفته مجالس الطرب والغناء فارسا مجليا ينشد الحسن في وجوه الملاح في مكة، ويطلبه في المدينةوالطائفوغيرهما.
رأى في موسم الحج معرض جمال وفتون، فراح يستغله " إذ يعتمر ويلبس الحلل والوشي ويركب النجائب المخضوبة بالحناء عليها القطوع والديباج". ويلقى الحاجّات من الشام والمدينة والعراق فيتعرف إليهن، ويرافقهن، ويتشبب بهن ويروي طرفا من مواقفه معهن. وشاقته هذه المجالس والمعارض فتمنى لو أن الحج كان مستمرا طوال أيام السنة:
ليت ذا الدهر كان حتما علينا = كل يومين حجة واعتمارا
ومما يروى أن سليمان بن عبد الملكسأله: «ما يمنعك من مدحنا؟». فأجابه: «أنالا أمدح إلا النساء». و قد وصف في شعره النساء وطرائقهن في الكلام وحركاتهن وبرع في استعمال الأسلوب القصصي والحوار...و تتميز قصائده بالعذوبة والطابع الموسيقي. وقد تغنى كبار الموسيقيين في ذلك العصر بقصائد هذا الشاعر.[1]
جعل من الغزل فناً مستقلاً. وكان يفد على عبد الملك بن مروانفيكرمه ويقربه. كتب عمر ديوانا كله في غرض مدح النساء باستثناء ابيات قليلة في الفخر
كان عمر بن أبي ربيعة على جانب من الاعجاب بنفسه. وفي العديد من قصائده يصور نفسه معشوقا لا عاشقا والنساء يتهافتن عليه ويتنافسن في طلبه بل انه يتحدث عن «شهرته» لدى نساء المدينة وكيف يعرفنه من أول نظرة لان القمر لا يخفى على أحد:
قالت الكبرى أتعرفن الفتى؟ قالت الوسطى نعم هذا عمر قالت الصغرى وقد تيمتها قد عرفناه وهل يخفى القمر ويقول السيد فالح الحجية الشاعرالعراقي المعروف في كتابه (الموجز في الشعرالعربي) يمتاز شعر عمر بن ابي ربيعة بقدرته على وصف المراة وعواطفها ونفسيتها وهواجسها وانفعالاتهال وميلها إلى الحب والغرام وكل ما يتعلق فيها وبجمالها وحسنها والتعبيرالجاذب لها حتى قيل ما من امراة لحظت عمربن ابي ربيعة يتقرب منها ويصف لواعج حبه لها الا وقعت في شراك حبه) يقال أنه رُفع إلى عمر بن عبد العزيزأنه يتعرض للنساء ويشبب بهن، فنفاه إلى دهلك. وعندما تقدم به السن, أقلع عن اللهو والمجون وذكر النساء إلى أن توفي عام 93 هـ. غنى طلال مداح له مايلي :
قف بالطواف ترى الغزال المحرما = حج الحجيج وعاد يقصد زمزما
عند الطـواف رأيتهـا متلثمـة = للركن والحجـر المعظـم تلثمـا
أقسمت بالبيت العتيـق لتخبـري = ما الاسم قالت من سلالـة آدمـا
الاسم سلمـى والمنـازل مكـة والدار = ما بين الحجـون وغيلمـا
قلت عديني موعـداً أحظـي بـهي = أقضي به ما قد قضاه المحرمـا
فتبسمت خجلاً وقالت يـا فتـى = أفسدت حجك يا مُحـل المُحرمّـا
فتحرك الركن اليمانـي خشيـةً = وبكا الحطيم وجاوبتـه زمزمـا
لـو أن بيـت الله كلّـم عاشقـاً = من قبـل هـذا كـاد أن يتكلمـا)[2]
أرسلت هندا
أرسلت لما
أبت البخيلة
ألا يا هند
أشارت إلينا
أرقت ولم آرق
أيها العاتب
بانت سليمى
حن قلبي
طال ليلي واعتادني
طال ليلي فما
صرمت حبالك
من عاشق
نعق الغراب
كتبت تعتب امن ال نعم
ومن لسقيم
يا ثريا الفؤاد
من أشعاره غنت فيروزما يلي :
و لا قرب نعم إن دنت لك نافع = ولا نأيها يثني ولا أنت تصبر
إذا جئت فأمنح طرف عينيك غيرنا لكي يحسبوا أن الهوى حيث تنظر و عمر بن أبي ربيعة يعتبر من أشهر شعراء الغزل في القرن الأول للهجرة.[3]
، ولم تكن العرب تقر لقريش بالشعر حتى نبغ ابن ربيعة فأقرت لها به، كما أقرت لها بالشرف والرياسة. وهو إن لم يُعد من أصحاب الطبقات فقد طارت له شهرة في الغزل يحسده عليها أكثرهم. واعترف له بالشاعرية كبار الشعراء أمثال الفرزدق وجرير، وجعل الغزل فناً مستقلاً يُعرف به صاحبه، بعدما كان غرضاً تابعاً لغيره من الأغراض. فقد وقف الشاعر القرشي شعره على المرأة، فلم يقصد من المدح غير محاسنها، لا حسنات الرجال، فكان أتبع لها من ظلها لا تروقه الحياة إلا في مجلس حب ولهو ودعاب.
وشعره في المرأة لا يتميز عن غيره في ذكر محاسنها الخارجية فقد وصفها كما وصفها غيره، وأعطاها التشابيه المألوفة في عصره وقبل عصره، ولكنه يتميز بإدراك نفسيتها. وتصوير أهوائها وعواطفها، والتنبه لحركاتها، وإشاراتها، ومعرفة حديثها وطرق تعبيرها، فليست المرأة شبحاً غامضاً يتراءى في شعره، بل روح خافق الفؤاد مختلج بعناصر الحياة. وجاء القصص الغرامي عنده أوسع وأتمّ مما هو أستاذه امرئ القيس، فله قصائد نجد فيها القصة مستكملة الهيكل من تمهيد وعقدة وحل طبيعي على ما يتخللها من حوار لذيذ تشترك فيه أشخاصها، حتى ليخيل إليك أنك تقرأ قطعة تمثيلية تطالعك بأحاديث الحب ولغة المرأة
وما زال نجم المخزوميين يصعد أواخر العصر الجاهلي حتى أصبحت لهم شهرة مدوية في الجزيرة العربية , وخاصة هذا الفرع الذي نجم منه عمر, وكان آباؤه وأعمامه يعدون من سادة قريش الأولين , ومنهم هشام بن المغيرة والوليد بن المغيرة , وجده الذي كان بطلاً من أبطال قريش.
وكما تقدم اسم المخزوميين بالشجاعة تقدم أيضاً بالكرم وبذل المال , فقد كانوا من تجار مكة المثرين.
وفي هذه الأسرة يلمع اسم عبد الله بن أبي ربيعة , وكان تاجراً موسراً وكان متجره إلى اليمن ,(وكانت مكة تسميه "العدل" لأنها كانت تكسوا الكعبة في الجاهلية بأجمعها من أموالها سنة ,ويكسوها هو من ماله سنة , فأرادوا أنه وحده عدل لهم جميعاً , وكان اسمه بجيراً , فلما أسلم عام الفتح سماه رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله.
ويقول أبو الفرج : إنه كان لعبد الله عبيد من الحبشة يتصرفون في جميع المهن , وكان عددهم كثير , وعرض على رسول الله أن يستخدمهم , ويستعين بهم , حين خرج إلى حنين , فأبى.
واستعمله الرسول صلى الله عليه وسلم على الجند ومخاليفها في اليمن , فلم يزل عاملاً عليها حتى قتل عمر بن الخطاب رضي الله عنه, واستعمله عثمان بن عفان رضي الله عنه أيضاً , وما زال والياً حتى توفي في أثناء حصاره عام خمسة وثلاثين.
وتزوج هذا الرجل المثري , الذي يقال أن رسول الله عليه السلام اقترض منه بضعة عشر ألفاً يستعين بها على قتال ثقيف , من امرأتين , الأولى حبشية نصرانية , جاء منها الحارث وكان صالحاً ديناً وخيّراً عفيفاً , واستعمله ابن الزبير على البصرة ثم عزله . وأما الثانية فأم ولد يقال لها مجد سبيت من حضرموت ويقال من حمير , وقد جاء منها بعمر.
وإذن فعمر يمني الأم قرشي الأب , وهو من سلالة أشراف قريش ونبلائها . كان أبوه أحد ساداتها النابهين , وكان أخوه الحارث أيضاً من سادتها المقدمين, فهو ابن سيادة , وثراء , وشرف , وكرم , وعز شديد.[4]
ولد الشاعر عمر بن أبي ربيعة المخزومي بالمدينة المنورة ليلة قتل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب
سنة ( 23هـ - 644م) ولم يكد عمر يتجاوز الثالثة عشرة من عمره حتى توفي أبوه , وبذلك خلّي بينه وبين أمه الغريبة , فنشّأته كما تهوى , أو كما تنشّئ أم سبيّة فتاها الثري ثراء مفرطاً , تترك له حبله على الغارب ليتناول من اللهو كل ما تصبو إليه نفسه.
فنشأ بتأثير غناه ودلاله مفتوناً بدنياه وبما حوله من ملاهيها , وما ينقصه ؟ فداره تعج بالجواري والسبايا, التي كانت تكتظ بها دور نبلاء قريش حينئذ, وليس هناك طرفة من طرف الدنيا إلا وهو يستطيع أن يقتنيها , وأن يلهو بها ما شاء له هواه.
أمّا مكة فكانت مدينة متحضّرة يعرف أهلها الكثير من ضروب اللهو والترف والنعيم في الملبس والمأكل وألوان الزينة المختلفة ، وقد ساهم في وجود هذه البيئة كثرة الجواري الفارسيات والروميات ، والمغنّين والمغنّيات من جهة؛ وتدفق الأموال عليها بسبب الانتصارات المتلاحقة التي حققها العرب المسلمون في ميادين الفتوح من جهة أخرى.
في هذا الجانب من المجتمع عاش عمر ونعم بما بما نعم به شباب عصره المترفون، وكان جماله وتأنّقهُ وتدفق ينبوع الشعر على لسانه من الأسباب التي ساهمت في انغماسه الشديد في اللهو والمجون بعيداً عن الأحزاب السياسية وخصوماتها . وقد تجوّل أثناء حياته بين الحجاز واليمن والعراق والشام مصاحباً الأغنياء والمترفين.
اضطرب الرواة في أخباره وزادوا فيها ،فجعلوا من عمر شخصيّة خيالية ، ينسج حولها الكثير من الحكايات والأقاصيص، وصار من العسير معرفة الحقيقة في حبّه وعشقه وقصصه ومغامراته مع الفتيات اللاتي تغزّل بهن.[5]
بعض قصائد عمر بن ابي ربيعة..!!
ارسلت هند
------------
أرسلـتْ هنـداً إلينـا رسـولاً
عاتبـاً: أن مـا لنـا لا نراكـا ؟
فيمَ قد أجـمعتَ عنـا صـدوداً
أأردتَ الصـرمَ، أم مـا عداكـا ؟
إن تكن حاولتَ غيظـي بهجـري
فلقـدْ أدركـتَ ما قـد كفاكـا
كـاذبـاً، قـد يعلـمُ الله ربـي
أنني لـم أجـنِ ما كنـهُ ذاكـا
وألـبـي داعـيـاً إن دعـانـي
وتصـامـمْ عامـداً، إن دعاكـا
وأكـذبْ كـاشحـاً إنْ أتانـي
وتصـدقْ كـاشحـاً إن أتاكـا
إنّ فِـي الأرضِ مساحـاً عريضـاً
ومـنـاديـحَ كثيـراً سـواكـا
غيـرَ أنـي، فاعلمـنْ ذاك حقـاً
لا أرى النعمـةَ، حـتـى أراكـا
قلتُ: مهما تجـدي بـي، فإنـي
أظهرُ الـودّ لكـم فـوقَ ذاكـا
أنتَ هـمي، وأحاديـثُ نفسـي
ما تـغـيـبـتَ، وإذْ ما أراكـا
ألا يا هند
---------
ألا يا هنـدُ، قـد زودتِ قلبـي
جوى حزنٍ، تضمنـهُ الضميـرُ
إذا ما غبتِ، كاد إليـكِ قلبـي
فدتكِ النفسُ، من شـوقٍ يطيـرُ
يطـولُ اليـومُ فيـه لا أراكـمْ
ويومي، عنـد رؤيتكـمْ قصيـرُ
وقد أقرحـتِ بالهجـرانِ قلبـي
وهجركِ، فاعلمـي ، أمرٌ كبيـرُ
فديتكِ أطلقي حبلـي وجـودي
فـإنّ اللهَ ذو عـفـوٍ غـفـورُ[6]
حنّ قلبـي
---------
حنّ قلبـي من بعد ما قـد أنابـا
ودعـا الـهمَّ شجـوهُ فأجـابـا
فاستثارَ المنسيَّ من لوعـةِ الحـبِّ
وأبـدى الـهمـومَ والأوصـابـا
ذاك من منـزلٍ لسلمـى خـلاءٍ
لابـسٍ مـن عفـائـهِ جلبـابـا
أعقبتهُ ريحُ الدبورِ ، فمـا تنفـكّ
منـه أخـرى تسـوقُ سحـابـا
ظلتُ فيه، والركبُ حولي وقـوف
طمعـاً أن يـردّ ربـعٌ جـوابـا
ثانيـاً من زمـام وجنـاءَ حـرفٍ
عاتـكٍ، لونـها يخـالُ خضابـا
ترجعُ الصوتَ البغامِ إلـى جـوفٍ
تناغـي بـه الشعـابَ الرغـابـا
جـدهـا الفالـجُ الأشـمُّ أبـو
البختِ وخالاتهـا انتخبـنَ عرابـا
طالَ ليلي واعتادنِي
طالَ ليلي، واعتادنِي اليـومَ سقـمُ
وأصابـتْ مقاتـلَ القلـبِ نعـمُ
قصـدتْ نَحـو مقتلـي بسهـامٍ
نـافـذاتٍ ، ومـا تبيـنَ كلـمُ
حـرةُ الـوجـهِ ، والشمـائـلِ
والجوهرِ تكليمها، لِمنْ نالَ، عنـمُ
وحديـثٍ بِمثلـه تنـزلُ العصـمُ
رخـيـمٍ، يشـوبُ ذلك حلـمُ
سلـبَ القلـبَ دلـها ، ونقـيٌّ
مثلُ جيـدِ الغـزالِ يعلـوه نظـمُ
ونبيلٌ، عبـلُ الـروادفِ ، كـال
قور من الرمـلِ قد تلبـدَ ، فعـمُ
ووضيءٌ كالشمس ، بين سحـابٍ
رائـحٍ مقصـرَ العشيـةِ، فخـمُ
وشتيتٌ أحوى المراكـزِ ، عـذبٌ
ماله فِي جـميع ما ذيـقَ طعـمُ
طفلـةٌ كـالمهـاةِ، ليـس لـمن
عابَ، إذا تذكرُ المعايـبُ، وصـمُ
هكذا وصفُ ما بـدا لِـيَ منهـا
ليس لـي بالـذي تغيـبَ علـمُ
غيـر أنـي أرى الثيـابَ مـلاءً
فِـي يفـاعٍ، يزيـنُ ذلك جسـمُ
إن تجودي، أو تبخلـي ، فبحمـدٍ
لستِ، يا نعـمُ، فيهمـا من يـذمّ[7]ُ[8]
[SIZE=5]* د/ عبير عبد الصادق محمد بدوي [/SIZE]
أستاذ الأدب المشارك بكلية تربية الزلفي
.../...
شب الفتى عمر على دلال وترف، فانطلق مع الحياة التي تنفتح رحبة أمام أمثاله ممن رزقوا الشباب والثروة والفراغ. لها مع اللاهين وعرفته مجالس الطرب والغناء فارسا مجليا ينشد الحسن في وجوه الملاح في مكة، ويطلبه في المدينةوالطائفوغيرهما.
رأى في موسم الحج معرض جمال وفتون، فراح يستغله " إذ يعتمر ويلبس الحلل والوشي ويركب النجائب المخضوبة بالحناء عليها القطوع والديباج". ويلقى الحاجّات من الشام والمدينة والعراق فيتعرف إليهن، ويرافقهن، ويتشبب بهن ويروي طرفا من مواقفه معهن. وشاقته هذه المجالس والمعارض فتمنى لو أن الحج كان مستمرا طوال أيام السنة:
ليت ذا الدهر كان حتما علينا = كل يومين حجة واعتمارا
ومما يروى أن سليمان بن عبد الملكسأله: «ما يمنعك من مدحنا؟». فأجابه: «أنالا أمدح إلا النساء». و قد وصف في شعره النساء وطرائقهن في الكلام وحركاتهن وبرع في استعمال الأسلوب القصصي والحوار...و تتميز قصائده بالعذوبة والطابع الموسيقي. وقد تغنى كبار الموسيقيين في ذلك العصر بقصائد هذا الشاعر.[1]
جعل من الغزل فناً مستقلاً. وكان يفد على عبد الملك بن مروانفيكرمه ويقربه. كتب عمر ديوانا كله في غرض مدح النساء باستثناء ابيات قليلة في الفخر
كان عمر بن أبي ربيعة على جانب من الاعجاب بنفسه. وفي العديد من قصائده يصور نفسه معشوقا لا عاشقا والنساء يتهافتن عليه ويتنافسن في طلبه بل انه يتحدث عن «شهرته» لدى نساء المدينة وكيف يعرفنه من أول نظرة لان القمر لا يخفى على أحد:
قالت الكبرى أتعرفن الفتى؟ قالت الوسطى نعم هذا عمر قالت الصغرى وقد تيمتها قد عرفناه وهل يخفى القمر ويقول السيد فالح الحجية الشاعرالعراقي المعروف في كتابه (الموجز في الشعرالعربي) يمتاز شعر عمر بن ابي ربيعة بقدرته على وصف المراة وعواطفها ونفسيتها وهواجسها وانفعالاتهال وميلها إلى الحب والغرام وكل ما يتعلق فيها وبجمالها وحسنها والتعبيرالجاذب لها حتى قيل ما من امراة لحظت عمربن ابي ربيعة يتقرب منها ويصف لواعج حبه لها الا وقعت في شراك حبه) يقال أنه رُفع إلى عمر بن عبد العزيزأنه يتعرض للنساء ويشبب بهن، فنفاه إلى دهلك. وعندما تقدم به السن, أقلع عن اللهو والمجون وذكر النساء إلى أن توفي عام 93 هـ. غنى طلال مداح له مايلي :
قف بالطواف ترى الغزال المحرما = حج الحجيج وعاد يقصد زمزما
عند الطـواف رأيتهـا متلثمـة = للركن والحجـر المعظـم تلثمـا
أقسمت بالبيت العتيـق لتخبـري = ما الاسم قالت من سلالـة آدمـا
الاسم سلمـى والمنـازل مكـة والدار = ما بين الحجـون وغيلمـا
قلت عديني موعـداً أحظـي بـهي = أقضي به ما قد قضاه المحرمـا
فتبسمت خجلاً وقالت يـا فتـى = أفسدت حجك يا مُحـل المُحرمّـا
فتحرك الركن اليمانـي خشيـةً = وبكا الحطيم وجاوبتـه زمزمـا
لـو أن بيـت الله كلّـم عاشقـاً = من قبـل هـذا كـاد أن يتكلمـا)[2]
أرسلت هندا
أرسلت لما
أبت البخيلة
ألا يا هند
أشارت إلينا
أرقت ولم آرق
أيها العاتب
بانت سليمى
حن قلبي
طال ليلي واعتادني
طال ليلي فما
صرمت حبالك
من عاشق
نعق الغراب
كتبت تعتب امن ال نعم
ومن لسقيم
يا ثريا الفؤاد
من أشعاره غنت فيروزما يلي :
و لا قرب نعم إن دنت لك نافع = ولا نأيها يثني ولا أنت تصبر
إذا جئت فأمنح طرف عينيك غيرنا لكي يحسبوا أن الهوى حيث تنظر و عمر بن أبي ربيعة يعتبر من أشهر شعراء الغزل في القرن الأول للهجرة.[3]
، ولم تكن العرب تقر لقريش بالشعر حتى نبغ ابن ربيعة فأقرت لها به، كما أقرت لها بالشرف والرياسة. وهو إن لم يُعد من أصحاب الطبقات فقد طارت له شهرة في الغزل يحسده عليها أكثرهم. واعترف له بالشاعرية كبار الشعراء أمثال الفرزدق وجرير، وجعل الغزل فناً مستقلاً يُعرف به صاحبه، بعدما كان غرضاً تابعاً لغيره من الأغراض. فقد وقف الشاعر القرشي شعره على المرأة، فلم يقصد من المدح غير محاسنها، لا حسنات الرجال، فكان أتبع لها من ظلها لا تروقه الحياة إلا في مجلس حب ولهو ودعاب.
وشعره في المرأة لا يتميز عن غيره في ذكر محاسنها الخارجية فقد وصفها كما وصفها غيره، وأعطاها التشابيه المألوفة في عصره وقبل عصره، ولكنه يتميز بإدراك نفسيتها. وتصوير أهوائها وعواطفها، والتنبه لحركاتها، وإشاراتها، ومعرفة حديثها وطرق تعبيرها، فليست المرأة شبحاً غامضاً يتراءى في شعره، بل روح خافق الفؤاد مختلج بعناصر الحياة. وجاء القصص الغرامي عنده أوسع وأتمّ مما هو أستاذه امرئ القيس، فله قصائد نجد فيها القصة مستكملة الهيكل من تمهيد وعقدة وحل طبيعي على ما يتخللها من حوار لذيذ تشترك فيه أشخاصها، حتى ليخيل إليك أنك تقرأ قطعة تمثيلية تطالعك بأحاديث الحب ولغة المرأة
وما زال نجم المخزوميين يصعد أواخر العصر الجاهلي حتى أصبحت لهم شهرة مدوية في الجزيرة العربية , وخاصة هذا الفرع الذي نجم منه عمر, وكان آباؤه وأعمامه يعدون من سادة قريش الأولين , ومنهم هشام بن المغيرة والوليد بن المغيرة , وجده الذي كان بطلاً من أبطال قريش.
وكما تقدم اسم المخزوميين بالشجاعة تقدم أيضاً بالكرم وبذل المال , فقد كانوا من تجار مكة المثرين.
وفي هذه الأسرة يلمع اسم عبد الله بن أبي ربيعة , وكان تاجراً موسراً وكان متجره إلى اليمن ,(وكانت مكة تسميه "العدل" لأنها كانت تكسوا الكعبة في الجاهلية بأجمعها من أموالها سنة ,ويكسوها هو من ماله سنة , فأرادوا أنه وحده عدل لهم جميعاً , وكان اسمه بجيراً , فلما أسلم عام الفتح سماه رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله.
ويقول أبو الفرج : إنه كان لعبد الله عبيد من الحبشة يتصرفون في جميع المهن , وكان عددهم كثير , وعرض على رسول الله أن يستخدمهم , ويستعين بهم , حين خرج إلى حنين , فأبى.
واستعمله الرسول صلى الله عليه وسلم على الجند ومخاليفها في اليمن , فلم يزل عاملاً عليها حتى قتل عمر بن الخطاب رضي الله عنه, واستعمله عثمان بن عفان رضي الله عنه أيضاً , وما زال والياً حتى توفي في أثناء حصاره عام خمسة وثلاثين.
وتزوج هذا الرجل المثري , الذي يقال أن رسول الله عليه السلام اقترض منه بضعة عشر ألفاً يستعين بها على قتال ثقيف , من امرأتين , الأولى حبشية نصرانية , جاء منها الحارث وكان صالحاً ديناً وخيّراً عفيفاً , واستعمله ابن الزبير على البصرة ثم عزله . وأما الثانية فأم ولد يقال لها مجد سبيت من حضرموت ويقال من حمير , وقد جاء منها بعمر.
وإذن فعمر يمني الأم قرشي الأب , وهو من سلالة أشراف قريش ونبلائها . كان أبوه أحد ساداتها النابهين , وكان أخوه الحارث أيضاً من سادتها المقدمين, فهو ابن سيادة , وثراء , وشرف , وكرم , وعز شديد.[4]
ولد الشاعر عمر بن أبي ربيعة المخزومي بالمدينة المنورة ليلة قتل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب
سنة ( 23هـ - 644م) ولم يكد عمر يتجاوز الثالثة عشرة من عمره حتى توفي أبوه , وبذلك خلّي بينه وبين أمه الغريبة , فنشّأته كما تهوى , أو كما تنشّئ أم سبيّة فتاها الثري ثراء مفرطاً , تترك له حبله على الغارب ليتناول من اللهو كل ما تصبو إليه نفسه.
فنشأ بتأثير غناه ودلاله مفتوناً بدنياه وبما حوله من ملاهيها , وما ينقصه ؟ فداره تعج بالجواري والسبايا, التي كانت تكتظ بها دور نبلاء قريش حينئذ, وليس هناك طرفة من طرف الدنيا إلا وهو يستطيع أن يقتنيها , وأن يلهو بها ما شاء له هواه.
أمّا مكة فكانت مدينة متحضّرة يعرف أهلها الكثير من ضروب اللهو والترف والنعيم في الملبس والمأكل وألوان الزينة المختلفة ، وقد ساهم في وجود هذه البيئة كثرة الجواري الفارسيات والروميات ، والمغنّين والمغنّيات من جهة؛ وتدفق الأموال عليها بسبب الانتصارات المتلاحقة التي حققها العرب المسلمون في ميادين الفتوح من جهة أخرى.
في هذا الجانب من المجتمع عاش عمر ونعم بما بما نعم به شباب عصره المترفون، وكان جماله وتأنّقهُ وتدفق ينبوع الشعر على لسانه من الأسباب التي ساهمت في انغماسه الشديد في اللهو والمجون بعيداً عن الأحزاب السياسية وخصوماتها . وقد تجوّل أثناء حياته بين الحجاز واليمن والعراق والشام مصاحباً الأغنياء والمترفين.
اضطرب الرواة في أخباره وزادوا فيها ،فجعلوا من عمر شخصيّة خيالية ، ينسج حولها الكثير من الحكايات والأقاصيص، وصار من العسير معرفة الحقيقة في حبّه وعشقه وقصصه ومغامراته مع الفتيات اللاتي تغزّل بهن.[5]
بعض قصائد عمر بن ابي ربيعة..!!
ارسلت هند
------------
أرسلـتْ هنـداً إلينـا رسـولاً
عاتبـاً: أن مـا لنـا لا نراكـا ؟
فيمَ قد أجـمعتَ عنـا صـدوداً
أأردتَ الصـرمَ، أم مـا عداكـا ؟
إن تكن حاولتَ غيظـي بهجـري
فلقـدْ أدركـتَ ما قـد كفاكـا
كـاذبـاً، قـد يعلـمُ الله ربـي
أنني لـم أجـنِ ما كنـهُ ذاكـا
وألـبـي داعـيـاً إن دعـانـي
وتصـامـمْ عامـداً، إن دعاكـا
وأكـذبْ كـاشحـاً إنْ أتانـي
وتصـدقْ كـاشحـاً إن أتاكـا
إنّ فِـي الأرضِ مساحـاً عريضـاً
ومـنـاديـحَ كثيـراً سـواكـا
غيـرَ أنـي، فاعلمـنْ ذاك حقـاً
لا أرى النعمـةَ، حـتـى أراكـا
قلتُ: مهما تجـدي بـي، فإنـي
أظهرُ الـودّ لكـم فـوقَ ذاكـا
أنتَ هـمي، وأحاديـثُ نفسـي
ما تـغـيـبـتَ، وإذْ ما أراكـا
ألا يا هند
---------
ألا يا هنـدُ، قـد زودتِ قلبـي
جوى حزنٍ، تضمنـهُ الضميـرُ
إذا ما غبتِ، كاد إليـكِ قلبـي
فدتكِ النفسُ، من شـوقٍ يطيـرُ
يطـولُ اليـومُ فيـه لا أراكـمْ
ويومي، عنـد رؤيتكـمْ قصيـرُ
وقد أقرحـتِ بالهجـرانِ قلبـي
وهجركِ، فاعلمـي ، أمرٌ كبيـرُ
فديتكِ أطلقي حبلـي وجـودي
فـإنّ اللهَ ذو عـفـوٍ غـفـورُ[6]
حنّ قلبـي
---------
حنّ قلبـي من بعد ما قـد أنابـا
ودعـا الـهمَّ شجـوهُ فأجـابـا
فاستثارَ المنسيَّ من لوعـةِ الحـبِّ
وأبـدى الـهمـومَ والأوصـابـا
ذاك من منـزلٍ لسلمـى خـلاءٍ
لابـسٍ مـن عفـائـهِ جلبـابـا
أعقبتهُ ريحُ الدبورِ ، فمـا تنفـكّ
منـه أخـرى تسـوقُ سحـابـا
ظلتُ فيه، والركبُ حولي وقـوف
طمعـاً أن يـردّ ربـعٌ جـوابـا
ثانيـاً من زمـام وجنـاءَ حـرفٍ
عاتـكٍ، لونـها يخـالُ خضابـا
ترجعُ الصوتَ البغامِ إلـى جـوفٍ
تناغـي بـه الشعـابَ الرغـابـا
جـدهـا الفالـجُ الأشـمُّ أبـو
البختِ وخالاتهـا انتخبـنَ عرابـا
طالَ ليلي واعتادنِي
طالَ ليلي، واعتادنِي اليـومَ سقـمُ
وأصابـتْ مقاتـلَ القلـبِ نعـمُ
قصـدتْ نَحـو مقتلـي بسهـامٍ
نـافـذاتٍ ، ومـا تبيـنَ كلـمُ
حـرةُ الـوجـهِ ، والشمـائـلِ
والجوهرِ تكليمها، لِمنْ نالَ، عنـمُ
وحديـثٍ بِمثلـه تنـزلُ العصـمُ
رخـيـمٍ، يشـوبُ ذلك حلـمُ
سلـبَ القلـبَ دلـها ، ونقـيٌّ
مثلُ جيـدِ الغـزالِ يعلـوه نظـمُ
ونبيلٌ، عبـلُ الـروادفِ ، كـال
قور من الرمـلِ قد تلبـدَ ، فعـمُ
ووضيءٌ كالشمس ، بين سحـابٍ
رائـحٍ مقصـرَ العشيـةِ، فخـمُ
وشتيتٌ أحوى المراكـزِ ، عـذبٌ
ماله فِي جـميع ما ذيـقَ طعـمُ
طفلـةٌ كـالمهـاةِ، ليـس لـمن
عابَ، إذا تذكرُ المعايـبُ، وصـمُ
هكذا وصفُ ما بـدا لِـيَ منهـا
ليس لـي بالـذي تغيـبَ علـمُ
غيـر أنـي أرى الثيـابَ مـلاءً
فِـي يفـاعٍ، يزيـنُ ذلك جسـمُ
إن تجودي، أو تبخلـي ، فبحمـدٍ
لستِ، يا نعـمُ، فيهمـا من يـذمّ[7]ُ[8]
[SIZE=5]* د/ عبير عبد الصادق محمد بدوي [/SIZE]
أستاذ الأدب المشارك بكلية تربية الزلفي
.../...