إجلال الفاضلابي - بِكَ

(1)
ترتشف روحي شوقك
بشرود
تتساءل كم يكفي من وقت لكي أتمددك؟
كم من ليلة ستكفي لكي أحصيك
نجوم شغف؟
هكذا أنا بك أقطع الهواء لهفة
أسابق النوارس إلى مائك
فيرشقني رذاذك
أشهق حين يغيب وجهي
في نهارات وجدك
عند طيات مسامك
أسمع حديث الجلد للجلد
وأهيم
أصير فرسة تركض في براري توقك
في صورة حلمك
التي أنسجها
خيطاً.. خيطاً
تكتمل تفاصيلي بك
حتى يصيح الديك
وأعاود الحياة بك
في الصباح؛
فالمساءات لا تكفي
لأتحسس نبضك
ويتوقف نبضي !

(2)
يلج الصباح بك
وتبكيني الفخاخ
حين أتلمس خديعة الضوء
طيفك الحارس لنهر أحلامي
الحب جمر الروح فينا
وعداً بأنْ غداً أقرأك
كف عرافة
أو فنجان قهوتك
أن أقترب من السماء
فألثم شفتيك
تنحني الدهشة
يحن وقت النزوع
وقت الجنون
والجسد تميمة معلقة في الغابة
والغواية رحيق ينسكب الآن
معاً في الفخ نلطم الغياب
نهز الوجع
نصرخ من صمت الجدران
حين تغدو الروح مارداً
تحمل السلال
تمضي تقتفي أثرك
خطوة.. خطوة
تلتقطك وأنفاسك تشتعل بقلبي
تأخذني إلى كوخ الحب
تزين شعري بالقبلة الأولى
والأخيرة
وتمضي بك هلوسات الجغرافيا
أسقط أنا في آخر سنة ضوئية لكون ذكرياتك !

(3)
فلكيُّ الروح
كونيُّ العشق
تزهر من بين أصابعه روحي
زنبقة كيفما يشاء نبضه
من رحم التفاح
سكريُّ القلب
يزرعني حبة قمح
يهمسني حبة رمل،
يقطفني
وردة حمراء
أنا الأنثى في ارتجالات المنفى
والكون في تقاسيمه
نهر ونافذة
لأشتم رائحته التفاح
أشتهيه
غجرية حين ألتقيه
والجنون مزاج قصيدة
نستوي على خطين فيها
خط ما بين عيني
روحك (أنا)
ونرجس يتسلق جدائلي
حين تمسح بأنفاسك رأسي
بيننا مدن تغتسل بسحرك
أحزم نفسي فيك
فتدق عناقيد العنب خمراً تدلقها سلسبيلاً على الجلد وأتورد أنا
خدود تفاحة
قلبي الآن عصفور يرتعش!


* شاعرة من السودان
 
أعلى