نقوس المهدي
كاتب
سَافَنَّا الغِيَابِ
الغَزَالَةُ يَا إِلَهِي
عُيُونُ الرَّاكِضِ وَمُسُوحُ مِسْكِ البَهَاءِ
حَدَائِقُ بَابِلِنَا المُعلَّقَةُ بِهَذَا النَّبَاتِ وَارْتِجَالُ الحَسرةِ
الغَزَالَةُ فِي يَنَابِيعِ الأُغْنِيَةِ
تَهْرُبُ فِي الوِهَادِ مِنْ تَوَحُّشِ الغَرِيزَةِ بِسَاقَيْنِ من رُعْبِ البُكَاءِ.
فَبِأَيِّ آلَاءِ الغَزَالَةِ أَغْرَقُ فِي ابْتِهَالَاتِ النَّشِيدِ
بِمُغَازَلَةِ الضُّوءِ لِلَمَعَانِهِ
بِتَوَقُّدِ الأَشْعَارِ ابْتِلاءً
وَتَيَبُّسِ مَاشِيَتِي فِي مَرْعَى الصَّدِيقِ.
الغَزَالَةُ يَا مَحَبَّةَ اللهِ للطَّبِيعَةِ احْفِرِينِي نُقُوشَاً فِي العَتَامِير. فِي بَهْوِ الذَّاكِرَةِ أَدْخِلِينِي عَكْسَ مَسَامِنِا بِمَسَارِ الحَيَاةِ وَجَرَادِقِ العَصَافِير. أَوْقِفِي سَرَيَانَ شَلَّالَاتِ الدَّمِ اُهْرُبِي يَتُهَا القَافِيَة. يَا جَرَّةُ السُّكْسُكِ فِي الأَوْدِيَة. وسيري يَتُهَا البَادِيَة. وأطْعِمِينِي حَشَائِشَ الأوْرِدَةِ وَمَوْزَاتَ رُوحِيَ الكَاذِبَة.
وَأُنَاجِيكِ يَا جَنَازَةَ الأَشْوَاقِ
يَا سُرَادِقَ اللُّغَةِ المُرِيبَةِ، يَا انْتِبَاهَ الضَّائِعِينَ للوَقْتِ
وَالْقِطْعَةُ البَالِيَةُ فِي الغُصْنِ المَائِل للحَبِيبَةِ
يَا.. غُرْبَةَ القَّلْبِ فِي دَمِ العُشَّاقِ أُنَاجِيكِ.. وَبِاحْتِوَاءٍ لَا يُطَاقُ، كَالْتِصَاقِ الجُرْحِ فِي جَفْنِ الخَلَايَا
وَأُغَامِرُ بِالبَقَاءِ كَرَعْشَةٍ لَا تَرَى قَطْرَةً مِنْ نَدَى فِي مُخَيِّلَة العِنَاقِ.
خَرِيفُ المَحَبَّةِ
وَالحَبِيبُ فِي تَوَدُّدِ الحَبِيبِ..
إِنَّهُنَّ “الْأَعْلَوْنَ” وَافِرَاتُ المَعَادِنِ لَاعِبَاتُ النَّصِيبِ العَالِيَاتُ المُذِلَّاتُ مُضَيِّقَاتُ الرَّحِيبِ مِنَ الأَسْئِلَةِ تَمَادَيْنَ فِي الانْسِحَابِ المُؤَجَّلِ كَهْرَبْنَ الجَسَدَ وَأَرْهَقْنَ المُقَدَّسَ وَأَبْدَيْنَ مِنْ ضَربَاتِ الزَّمَنِ مَا يُخْفِي الجُرَابُ الكَئِيب.
أَقُولُ لِلحُرُوفِ فِي كِتَابِ الحَبِيبَةِ: أَيْقِظِينِي وَاجْعَلِينِي مَرَايَا لأَكُون الظِّلَّ فِيهَا وَمَوْجَةً لِلمَجَازِ. أَرِينِي هُطُولَ انْسِيَابَكِ أَوْدِعِينِي أَسْرَارَكِ كَمَا أَشَاءُ، أَخْبِري غُصْنَكِ بِخُضْرَةِ أَحْلَامِنَا اغْرِسِينَا عِشْقاً بيْنَ تَرْنِيمَةِ الصَّبَاحِ وَشَقْشَقَةِ نَوْرَسِ الفَنَار وَأَرْجِعِي الغَيْمَ وَالنَّبْضَ كَرَّتَيْنِ حَتَّى أَرَانِي أُغَيِّرُ فِيكِ سَاحِلَ البَحْرِ وَأَمْزِجَةَ الحَرَازِ.
لَكِنَّنَا خَرَسَانَةُ الأَسْطَرَةِ مُنْذُ أَوَّلِ البَنَاتِ إِذْ نَأْبَى تَقْطِيعَ أَوْصَالِنَا وَأَصْلُنَا الثَّابِتُ جَنَّةُ المُحَرَّمَاتِ وَمِعْمَارُ أَنْقَاضِنَا فِي السُّلاَلَةِ المُتَأخِّرَةِ. لَوْ أَنَّ البَعِيدَ مِنْ صَمِيمِهِ الْتَوَى وَطَارَ بِعُصْبَةِ النَّوَى لارْتَفَعْنَا بِأَبْصَارِ لَحْظَاتِنَا: طَائِرَاتُ أَحْلَامِنَا الوَرَقِيَّةُ حِينَ أَمْسَكَ الطِّفْلُ فِينَا وَأَدْنَانَا بِخيْطِ الهَوَى وَأَعَادَ طُيُورَنَا للثَّرْثَرَة.
* شاعر من السودان
الغَزَالَةُ يَا إِلَهِي
عُيُونُ الرَّاكِضِ وَمُسُوحُ مِسْكِ البَهَاءِ
حَدَائِقُ بَابِلِنَا المُعلَّقَةُ بِهَذَا النَّبَاتِ وَارْتِجَالُ الحَسرةِ
الغَزَالَةُ فِي يَنَابِيعِ الأُغْنِيَةِ
تَهْرُبُ فِي الوِهَادِ مِنْ تَوَحُّشِ الغَرِيزَةِ بِسَاقَيْنِ من رُعْبِ البُكَاءِ.
فَبِأَيِّ آلَاءِ الغَزَالَةِ أَغْرَقُ فِي ابْتِهَالَاتِ النَّشِيدِ
بِمُغَازَلَةِ الضُّوءِ لِلَمَعَانِهِ
بِتَوَقُّدِ الأَشْعَارِ ابْتِلاءً
وَتَيَبُّسِ مَاشِيَتِي فِي مَرْعَى الصَّدِيقِ.
الغَزَالَةُ يَا مَحَبَّةَ اللهِ للطَّبِيعَةِ احْفِرِينِي نُقُوشَاً فِي العَتَامِير. فِي بَهْوِ الذَّاكِرَةِ أَدْخِلِينِي عَكْسَ مَسَامِنِا بِمَسَارِ الحَيَاةِ وَجَرَادِقِ العَصَافِير. أَوْقِفِي سَرَيَانَ شَلَّالَاتِ الدَّمِ اُهْرُبِي يَتُهَا القَافِيَة. يَا جَرَّةُ السُّكْسُكِ فِي الأَوْدِيَة. وسيري يَتُهَا البَادِيَة. وأطْعِمِينِي حَشَائِشَ الأوْرِدَةِ وَمَوْزَاتَ رُوحِيَ الكَاذِبَة.
وَأُنَاجِيكِ يَا جَنَازَةَ الأَشْوَاقِ
يَا سُرَادِقَ اللُّغَةِ المُرِيبَةِ، يَا انْتِبَاهَ الضَّائِعِينَ للوَقْتِ
وَالْقِطْعَةُ البَالِيَةُ فِي الغُصْنِ المَائِل للحَبِيبَةِ
يَا.. غُرْبَةَ القَّلْبِ فِي دَمِ العُشَّاقِ أُنَاجِيكِ.. وَبِاحْتِوَاءٍ لَا يُطَاقُ، كَالْتِصَاقِ الجُرْحِ فِي جَفْنِ الخَلَايَا
وَأُغَامِرُ بِالبَقَاءِ كَرَعْشَةٍ لَا تَرَى قَطْرَةً مِنْ نَدَى فِي مُخَيِّلَة العِنَاقِ.
خَرِيفُ المَحَبَّةِ
وَالحَبِيبُ فِي تَوَدُّدِ الحَبِيبِ..
إِنَّهُنَّ “الْأَعْلَوْنَ” وَافِرَاتُ المَعَادِنِ لَاعِبَاتُ النَّصِيبِ العَالِيَاتُ المُذِلَّاتُ مُضَيِّقَاتُ الرَّحِيبِ مِنَ الأَسْئِلَةِ تَمَادَيْنَ فِي الانْسِحَابِ المُؤَجَّلِ كَهْرَبْنَ الجَسَدَ وَأَرْهَقْنَ المُقَدَّسَ وَأَبْدَيْنَ مِنْ ضَربَاتِ الزَّمَنِ مَا يُخْفِي الجُرَابُ الكَئِيب.
أَقُولُ لِلحُرُوفِ فِي كِتَابِ الحَبِيبَةِ: أَيْقِظِينِي وَاجْعَلِينِي مَرَايَا لأَكُون الظِّلَّ فِيهَا وَمَوْجَةً لِلمَجَازِ. أَرِينِي هُطُولَ انْسِيَابَكِ أَوْدِعِينِي أَسْرَارَكِ كَمَا أَشَاءُ، أَخْبِري غُصْنَكِ بِخُضْرَةِ أَحْلَامِنَا اغْرِسِينَا عِشْقاً بيْنَ تَرْنِيمَةِ الصَّبَاحِ وَشَقْشَقَةِ نَوْرَسِ الفَنَار وَأَرْجِعِي الغَيْمَ وَالنَّبْضَ كَرَّتَيْنِ حَتَّى أَرَانِي أُغَيِّرُ فِيكِ سَاحِلَ البَحْرِ وَأَمْزِجَةَ الحَرَازِ.
لَكِنَّنَا خَرَسَانَةُ الأَسْطَرَةِ مُنْذُ أَوَّلِ البَنَاتِ إِذْ نَأْبَى تَقْطِيعَ أَوْصَالِنَا وَأَصْلُنَا الثَّابِتُ جَنَّةُ المُحَرَّمَاتِ وَمِعْمَارُ أَنْقَاضِنَا فِي السُّلاَلَةِ المُتَأخِّرَةِ. لَوْ أَنَّ البَعِيدَ مِنْ صَمِيمِهِ الْتَوَى وَطَارَ بِعُصْبَةِ النَّوَى لارْتَفَعْنَا بِأَبْصَارِ لَحْظَاتِنَا: طَائِرَاتُ أَحْلَامِنَا الوَرَقِيَّةُ حِينَ أَمْسَكَ الطِّفْلُ فِينَا وَأَدْنَانَا بِخيْطِ الهَوَى وَأَعَادَ طُيُورَنَا للثَّرْثَرَة.
* شاعر من السودان