نقوس المهدي
كاتب
قيدومته هند بنت النعمان وأسماؤه الضفدعي والشراعي والمخالف والمؤالف والاستكلاب
لم يخل كتاب من كتب الجنس من ذكر السحاق. ففي كتاب “نزهة الأصحاب في معاشرة الأحباب” للسموأل بن يحيى بن عباس المغربي الإسرائيلي الحاسب المتوفى بداية القرن الثاني عشر ميلادية، خصص الفصل السادس لذكر العلة في عدول بعض الناس بالجنس عن المجرى الطبيعي، وعلة إيثار بعض العقلاء الغلام على الجارية وإيثار بعض النسوان السحاق.
وخصص أحمد بن يوسف التيفاشي المغربي في كتابه “سرور النفس” فصلا بعنوان “في أدب المساحقات ونوادر أخبارهن وملح أشعارهن”، وفي كتاب “رجوع الشيخ إلى صباه”، الذي ترجمه ابن كمال باشا بناء على طلب السلطان سليم الأول العثماني فصل بعنوان “الأدوية التي تطيب السحاق إلى النساء حتى يشتفين به”.
للسحاق جذور ضاربة في التاريخ العربي، قبل الإسلام وبعده، إذ كانت بعض النساء يجدن لذة كبيرة في ممارسة الجنس بينهن، كما وجدت سحاقيات شهيرات منذ أن عرفت الجزيرة العربية هذا النوع من الجنس، قادما إليها من منطقة الحيرة، أو قلعة الأثرياء والملوك وجنان البذخ في العصر الجاهلي.
ويرجح المؤرخ إبراهيم كامل أحمد أن تكون هند بنت النعمان (نسبة إلى ثالث ملوك الحيرة)، أول سحاقية في التاريخ العربي، حين أحبت، بعد مقتل زوجها، امرأة اسمها زرقاء اليمامة، أو “الرائية عن بعد” (شوافة). وقيل إن الأخيرة كانت تبصر الشيء قبل وقوعه ثلاثة أيام، وضرب بها المثل “أبصر من زرقاء اليمامة”. وحدث أن وقعت هند في غرام اليمامة، فاتحتين الباب على مصراعيه للسحاق بين النساء في العصر الجاهلي.
وفي عصر الخلافة والعصر الأموي، انتشر السحاق على نطاق واسع. وتحكي كتب التاريخ أن الخبر بلغ امرأة اسمها حُبي المدينية، وهي امرأة شبقية عاشت في زمن ولاية مروان بن الحكم، علمت النساء فن الهوى فسموها حواء وكانت مزواجا حتى في آخر عمرها، وضرب بها المثل في الغلمة فقيل “أغلم من حبى”.
ولما بلغها ذلك، أتت إلى نساء المدينة وقالت لهن “بلغني أنكن أحدثتن شيئا يقال له السحق، تستغنون به عن الرجال”، فأجبنها “ليس هذا هو المعنى، لكنه خير من الحبل الذي فيه الفضيحة”، فقالت “لا يخدعنكن خادع عن الرجال”.
وفي العصر العباسي، الذي يطلق عليه بعض الباحثين “عصر الجنس”، كان هناك من يدعو إلى الجماع أو إلى اللواط، ثم ظهر فريق جديد من النساء يدعو إلى السحاق. بل قامت معركة بين الجماع والسحاق. وكانت بعض النساء يبدأن بالجماع ويملن إلى السحاق، وأخريات يعدلن عن السحاق إلى الجماع، ويكون في السحاق عادة ما يكون في الجماع: محُبة ومحبوبة، وتعمل كل منهما على التجمل والتظرف حتى تكون شهية مقبولة.
وكما وضعوا للجماع واللواط أنواعا وضروبا، فقد وضعت النساء ضروبا للسحاق كثيرة منها الضفدعي والشراعي والمخالف والمؤالف والاستكلاب وغير ذلك. وكذلك وضعن آدابا للسحاق أوضحن فيها كيف تكون المتساحقتان.
وقد كانت هذه الآداب متبعة بدقة في الطبقات الأرستوقراطية الغنية، أكثر منها في الطبقات الشعبية. ففي الطبقات الدنيا كانت الأمور لا تخلو من الابتذال أحيانا.
لم يخل كتاب من كتب الجنس من ذكر السحاق. ففي كتاب “نزهة الأصحاب في معاشرة الأحباب” للسموأل بن يحيى بن عباس المغربي الإسرائيلي الحاسب المتوفى بداية القرن الثاني عشر ميلادية، خصص الفصل السادس لذكر العلة في عدول بعض الناس بالجنس عن المجرى الطبيعي، وعلة إيثار بعض العقلاء الغلام على الجارية وإيثار بعض النسوان السحاق.
وخصص أحمد بن يوسف التيفاشي المغربي في كتابه “سرور النفس” فصلا بعنوان “في أدب المساحقات ونوادر أخبارهن وملح أشعارهن”، وفي كتاب “رجوع الشيخ إلى صباه”، الذي ترجمه ابن كمال باشا بناء على طلب السلطان سليم الأول العثماني فصل بعنوان “الأدوية التي تطيب السحاق إلى النساء حتى يشتفين به”.
للسحاق جذور ضاربة في التاريخ العربي، قبل الإسلام وبعده، إذ كانت بعض النساء يجدن لذة كبيرة في ممارسة الجنس بينهن، كما وجدت سحاقيات شهيرات منذ أن عرفت الجزيرة العربية هذا النوع من الجنس، قادما إليها من منطقة الحيرة، أو قلعة الأثرياء والملوك وجنان البذخ في العصر الجاهلي.
ويرجح المؤرخ إبراهيم كامل أحمد أن تكون هند بنت النعمان (نسبة إلى ثالث ملوك الحيرة)، أول سحاقية في التاريخ العربي، حين أحبت، بعد مقتل زوجها، امرأة اسمها زرقاء اليمامة، أو “الرائية عن بعد” (شوافة). وقيل إن الأخيرة كانت تبصر الشيء قبل وقوعه ثلاثة أيام، وضرب بها المثل “أبصر من زرقاء اليمامة”. وحدث أن وقعت هند في غرام اليمامة، فاتحتين الباب على مصراعيه للسحاق بين النساء في العصر الجاهلي.
وفي عصر الخلافة والعصر الأموي، انتشر السحاق على نطاق واسع. وتحكي كتب التاريخ أن الخبر بلغ امرأة اسمها حُبي المدينية، وهي امرأة شبقية عاشت في زمن ولاية مروان بن الحكم، علمت النساء فن الهوى فسموها حواء وكانت مزواجا حتى في آخر عمرها، وضرب بها المثل في الغلمة فقيل “أغلم من حبى”.
ولما بلغها ذلك، أتت إلى نساء المدينة وقالت لهن “بلغني أنكن أحدثتن شيئا يقال له السحق، تستغنون به عن الرجال”، فأجبنها “ليس هذا هو المعنى، لكنه خير من الحبل الذي فيه الفضيحة”، فقالت “لا يخدعنكن خادع عن الرجال”.
وفي العصر العباسي، الذي يطلق عليه بعض الباحثين “عصر الجنس”، كان هناك من يدعو إلى الجماع أو إلى اللواط، ثم ظهر فريق جديد من النساء يدعو إلى السحاق. بل قامت معركة بين الجماع والسحاق. وكانت بعض النساء يبدأن بالجماع ويملن إلى السحاق، وأخريات يعدلن عن السحاق إلى الجماع، ويكون في السحاق عادة ما يكون في الجماع: محُبة ومحبوبة، وتعمل كل منهما على التجمل والتظرف حتى تكون شهية مقبولة.
وكما وضعوا للجماع واللواط أنواعا وضروبا، فقد وضعت النساء ضروبا للسحاق كثيرة منها الضفدعي والشراعي والمخالف والمؤالف والاستكلاب وغير ذلك. وكذلك وضعن آدابا للسحاق أوضحن فيها كيف تكون المتساحقتان.
وقد كانت هذه الآداب متبعة بدقة في الطبقات الأرستوقراطية الغنية، أكثر منها في الطبقات الشعبية. ففي الطبقات الدنيا كانت الأمور لا تخلو من الابتذال أحيانا.