سعادت حسن منتو - صناعة الشهداء - ت: د. إبراهيم محمد إبراهيم

Manto.jpg


أنا من منطقة " كاتياوار " بإقليم " الكجرات " (1) ، ومن عائلة تعمل بالتجارة ، لكني تعطلت عن العمل تمـاماً منذ أن بدأت " الخناقة " على تقسيم البلاد إلى الهند وباكستان . عفواً ، لقد استخدمت لفظ " تنتا : خناقة " (2) ، ولكن لا بأس ، فلا بد أن تدخل ألفاظ أجنبية إلى اللغة الأردية حتى ولو كانت من " اللغة الكجراتية " .
نعم كنت عاطلاً تماماً ، ولكني كنت أتعامل في تجـارة " الكوكايين " على نطاق بسيط ، وكان ذلك يدرّ عليّ بعض الدخل . ولكن عندما حدث التقسيم ، وبدأ السكان يهاجرون من جانب إلى آخـر بالآلاف ، قلت لنفسي لأنتقـل إلى الباكستـان ، حتى وإن لم أعمـل بتجـارة " الكوكايين " هنـاك ، فسوف أبدأ في أية تجارة أخرى . وهكذا بدأت رحلتي إلى باكستان . وفي الطريق كنت أتاجر في بعض الأشياء البسيطة إلى أن وصلت إلى باكستان .
ورغم أنني جئت إلى باكستان بنية العمل في تجارة تدرّ ربحاً ، لكني بمجرد وصولي إليها تفحصت ما يجري بها ، وعليه بدأت العمل في مشاريع الإسكان ، ولأني كنت أجيد التزلف والمداهنة ، لذا فقد استعنت ببعض الكلام المعسول ، وعقد بعض الصداقات الوطيدة ، وأسكنت أحد البيوت – كسمسار - فعاد ذلك عليّ بمكسب لا بأس به ، وبدأت أتجول في مختلف المدن ، وأقوم بتأجير المنازل والمحلات .
لا بد أن يجتهد الإنسان ، أياً كان نوع العمل ، وقد بذلت مجهوداً كبيراً فعلاً في موضوع العقارات والإسكان هذا ، فتزلفت إلى البعض ، وقدمت رشوة إلى البعض الآخر ، وأقمت ولائم الطعام لآخرين ، وأقمت للبعض الثالث حفلات الرقص والغناء على شرفه ، المهم ... أشياء كثيرة على هذا النحو ....... كنت أذرع المناطق كلها طيلة النهار جيئة وذهاباً ... وأتفحص كل شبر من المدينة بحثاً عن منزل جيد يعود عليّ تسكينه بمنافع أكثر .
إن جهد الإنسان لا يذهب سدىً أبداً ، وهكذا ، وخلال عام واحد كسبت مئات الآلاف من الروبيات ، والآن بفضل الله أصبح عندي كل شيء ، " فيللا " ممتازة للسكنى ، وأموال " متلتلة " لا حصر لها في البنك ............. عفواً ، لقد استعملت عبارات نستعملها في " الكجرات " ، ولكن لا بأس ، فلا بد أن تدخل الألفاظ الأجنبيـة إلى اللغة الأردية . نعم ، فضل الله عليّ كبير ، " فيللا " جميلة أسكنها ، وخدم وحشم ، وسيارة من نوع " بيكارد " ، ومائتان وخمسون ألف روبية في البنك ، ومصانع ومحلات ........ كل شيء ، ولكن لا أدري ، أين ذهبت راحة قلبي . صحيح أنني عندما كنت أتاجر في " الكوكايين " ، كنت أشعر أحياناً بعبء على قلبي ، لكني الآن كأن ليس لي قلب ، أو إن شئت قل أن العبء على قلبي كان ثقيلاً لدرجة أنه دفن تحته ، ولكن ما السبب في هذا العبء ؟!.
أنا رجل ذكي ، ولا بد أن أجد إجابة لأي سؤال يدور في ذهني ، وبقلب مطمئن ، وإن كنت لا أدري شيئاً عن قلبي !!. على أية حال بدأت أفكر في الأمر بتمعّن ، ترى ما السبب في هذا العبء الذي أشعر به ؟!.
هل هي المرأة ؟!....... لا أظن ، فليست على ذمتي أية امرأة في الوقت الراهن ، ومن كانت سابقاً ماتت في بلدي بـ " الكجرات " ، ولكن كانت هناك نساء الآخرين ..... على سبيل المثال زوجة الجنايني عندنا ....... لكل واحد ذوقه ....... لكن إن شئت الحق يجب أن تكون المرأة شباباً ، وليس من الضروري أن تكون متعلمة أو تعرف الرقص ..... بالنسبة لي لا تملأ عيني إلاّ الشابات من النساء " ، معذرة ، فهذا تعبير من لغتنا في الكجرات ، وليس له بديل في الأردية " .
أنا رجل ذكي ، وإن عرض لي أمر فإني أحاول الوصول إلى أعماقه ... كانت المصانع تعمل ، والمحلات على ما يرام ، والفلوس تأتي بالفلوس ، فبدأت أفكر بعمق واطمئنان ، وبعد فترة وصلت إلى نتيجة مفادها أن ما أشعر به إنما لأني لم أفعل خيراً أبداً .
لقد قمت بكثير من أعمال الخير في بلدي " كاتياوار " بـ " الكجرات " ... على سبيل المثال عندما مات صديقي " باندورنك " أتيت بأرملتـه في بيتي ، وأغنيتهـا عن العمل " راقصة " لمدة عامين ، وتلك الراقصة التعسة " جمنا بائي " ، معذرة ، عندما مرضت أخذتها إلى الطبيب ، وظللت أنفق على علاجها لستة أشهر ، لكني لم أعمل خيراً قط منذ جئت إلى باكستان ، وهذا هو سبب العبء الذي أشعر به على قلبي ، وإلاّ فإن كل شيء على ما يرام .
فكرت ماذا أفعل ؟!. فكرت في أن أتصدق ، ولكني طفت بالمدينة كلها ذات يوم فوجدت كل سكانها تقريبـاً من المتسـولين ، بعضهم جـائع ، وبعضهم عـار ........ أملأ بطن من ومن !!!!!!!........ وأكسو جسد من ومن !!!!! ......... فكرت أن أقيم " مائدة للرحمن " ، ولكن ماذا تفعل مائدة واحدة مع كل هؤلاء .... ثم من أين سآتي بالغلال ؟!!!!.... جاء في ذهني أن أشتريها من السوق السوداء ، لكن جاء في ذهني في نفس الوقت أنه ما معنى أن أفعل خيراً من جانب ، وأرتكب إثماً من جانب آخر ؟!!!!! (3) .
جلست لساعات طوال أستمع لآلام الناس ، وإن شئت الحـق فقد كان كل شخص متألماً ، أولئك الذين ينامون على الأرصفـة أمام المحلات ، وأولئك الذين يعيشون في القصور العالية ..... الذي يسير على قدميه يشكو من أنه ليس لديه حذاء معقول ، ومن يركب السيارة يشكو من أنه لا يمتلك نوعاً حديثاً منها ، وكل محقّ في شكواه ، ومعقول فيما يطلب .
لقد سمعت غزلية للشاعر " غالب " (4) ، سمعتها من " أمينه بائى " راقصة " شولا بور " جزاها الله كل خير ، ولا أزال أذكر منها هذا البيت : " ترى من يلبي حاجة الآخــرين .... " ، معذرة ، إنه المصرع الثاني من البيت ، وربما كان المصرع الأول (5) .
نعم ، ترى من ألبي حاجته إذا كانت نسبة المحتاجين مائة في المائة ؟!. ثم قلت لنفسي إن التصدق ليس عملاً مناسبـاً ، وربما لا يتـفق معي ، ولكني عندما ذهبت إلى معسكرات المهاجرين (6) ، وفكرت جيداً في الواقع أمامي ، تأكدت أن الصدقات تفسد كثيراً من المهاجرين ، وتجعلهم يجلسون اليوم كله واضعين وجوههم على أكفهم في انتظار ما يأتيهم وهم يلعبـون الورق " الكوتشينة " ، كما أنهم يلعبون القمار ، ويسبّ كل منهم الآخر ، بينما هم يتناولون خبز الصدقات ..... ترى هل يفيد أمثال هؤلاء في تقوية باكستان ؟!. ومن هنا استنتجت أن التصدق لا يمكن أن يكون من أعمال الخير ، ومع ذلك ما هو الطريق لعمل الخير ؟!.
هناك أعداد غفيرة من البشر يموتون في المعسكرات ، أحياناً بسبب الكوليرا ، وأحياناً أخرى بسبب الطاعون ، ولم يعد في المستشفيات مكان لقدم ... انتابتني موجة من الشفقة على هذا الوضع حتى كدت أبني مستشفى ، ولكني تخليت عن هذه النية بعد تفكير ، مع أنني بالفعل كنت قد أعددت المشروع كله ، وكنت سأعلن عن مناقصة للبناء ، ثم أجمع الرسوم مقدماً ، ثم أنشئ شركـة باسمي ، وأرسي عليها العطاء ، وكنت سأنفق على المباني حوالي مائة ألف روبية على ما أظن ... سبعون ألف روبية للمباني من الناحية الفعلية ، وأوفر ثلاثين ألفاً كاملة .... لكن هذا المشروع لم يكتمل ، فقد اقتنعت بأنه لا يمكن تقليل عدد السكان إذا كنا سننقذ من يموتون .
الحقيقة أن " الخيبة " كلها تكمن في زيادة عدد السكان .... " خيبة " هنا أقصد بها مشكلة ، أي المشكلة التي تتسم بنوع ما من الفضيحة ، ومع ذلك فإن هذا اللفظ لا يستطيع التعبير بدقة عن المعنى .
نعم ، الحقيقة أن " الخيبة " كلها في الزيادة السكانيـة ، فإذا كان الناس الآن يزيدون عدداً ، فليس معنى هذا أن الأرض ستزداد معهم مساحة ، وستمتد السماء أكثر مما هي عليه ، أو ستزيد نسبة الأمطار ، وستكثر الغلال ... ولهذا وصلت إلى نتيجة مفادها أن بناء المستشفيات لا يمكن أن يكون من أعمال الخير .
ثم فكرت أن أبني مسجـداً ، لكني تذكرت بيتـاً من الشعر غنته " أمينه بائي " راقصة " شولا بور " جزاها الله كل خير :
إن أردت الشهرة فاخلق أسبابها (7) ..... إبن جسراً ، ومسجداً وشقّ نهراً .
لكن من ذلك التعس الذي يريد شهرة ... أي عمل خير يقوم به أولئك الذين يبنون الجسور لكي تعرف أسماؤهم .... لا شيء . لهذا تأكدت أن فكرة بناء المساجد ليست صحيحة ، كما أن تعدد المساجد ليس بالقطع في صالح الشعب ، لأن هذا يفرّق الناس شيعاً .
وبعد أن تعبت " من التفكير " ، قررت أن أذهب إلى الحج ، وسوف يهدني الله تعالى إلى الطريق . وذات مرة عقدت إحدى الجلسات العامة في المدينة ، وما أن انتهت الجلسة حتى سادت الفوضى بين الحاضرين لدرجة هلك معها ثلاثون شخصاً ، وعندما نشر الخبر في صحف اليوم التالي علمت أن هؤلاء لم يموتوا ، وإنما استشهدوا !!!!!.....
بدأت أفكر ، وفوق هذا التقيت بعدد من المشايخ ، فعلمت منهم أن الذين يموتون في حوادث مفاجئة يفوزون بدرجة الشهادة ، يعني تلك المكانة التي لا تفوقها مكانة ، فقلت لنفسي ما أحسن أن يستشهد الناس بدلاً من أن يموتوا ، فالذين يموتون على فراشهم يضيع موتهم سدىً كما هو واضح ، ولو استشهدوا لاختلف الأمر .
وبدأت في مزيد من التفكير حول هذه النقطة الدقيقة ، فحيثما تولي وجهك ترى البؤساء من البشر ... وجوه صفراء مطحونة في ظل أعباء المعيشة والهموم والأحزان ، وعيون غائرة ، ومشية لا روح فيها ، وملابس ممزقة ، كمثل عربات القطار البالية التي خرجت من الخدمة ، ولذلك تجدهم إما ملقون في أكواخ متهدمة ، أو يسيرون في الأسواق بغير هدىً كالمواشي التي لا صاحب لها ................ لماذا يعيشون ؟!.......... ولمن يعيشون ؟!........... وكيف يعيشون ؟!.......... لا يعلم أحد . إذا انتشر بلاء ماتوا بالآلاف ، وإن لم يحدث مثل هذا فإنهم على الأقل يتلاشـون حتى الموت جوعاً وعطشاً .... تتجمد أوصالهم في الشتاء ، وتيبس في الصيف ، فإذا مـات أحدهم ذرف أمثالـه عليـه دمعـة أو دمعتين على الأكثر والله يحب المحسنين ...... وأغلبهم كان موته هكذا ... جاف بلا دموع !!!!!!!.
صحيح أن هذه الحياة غير مفهومة ، وصحيح أنهم لم يستمتعوا بها ....... ترى شعر من ذلك الذي كانت تغنيه " أمينة بائي " راقصة " شولا بور " جزاها الله كل خير قائلة :
إن لم نجد الراحة بعد الموت فأين نذهب ؟ ... (8) أقصد إن لم تتحسن الحياة بعد الموت فاللعنة على الحماة (9) !!!.
قلت لنفسي لماذا لا ينال هؤلاء المساكين سيئو الحظ البؤساء ، الذين يتوقون لأي شيء جيد في هذه الحياة .... لماذا لا ينالون في هذه الدنيا درجة يغبطهم عليها أولئك الذين لم يكونوا يقبلون مجرد النظر إليهم في الدنيا ، وليس لذلك إلا سبيل واحد ، وهو أن يستشهدوا بدلاً من أن يموتوا .
والسؤال الآن هل سيقبل هؤلاء الناس أن يستشهدوا ؟!. قلت لنفسي : ولم لا ؟!. من ذلك المسلم الذي لا يحب الشهادة ؟!. لقد ظهرت هذه الدرجة بين الهندوس والسيخ كذلك على مرأى ومسمع من المسلمين . لكني أصبت بإحباط شديد عندما سألت رجلاً هزيلاً :
· هل تريد أن تستشهد ؟!.
فأجاب :
· لا !!!.
لا أستطيع أن أفهم ماذا سيفعل هذا الشخص إذا ما بقي حيّاً ؟!. حاولت كثيراً أن أقنعه قائلاً :
· أنظر يا سيدي المحترم ، إنك لن تعيش أكثر من شهر أو شهر ونصف على أكثر تقدير ، فأنت لا تستطيع حراكاً ... تصيبك نوبة السعال فيبدو كأن روحك قد فارقتك ... لا تملك مليماً واحداً ... لم ترى في حياتك كلها لحظة من الراحة . أما المستقبل فلا تسل عنه !!!. فماذا تفعل إن بقيت حياً ؟!. لا يمكن لك أن تلتحق بالجيش ، لأنه لا أمل في أن تذهب إلى الجبهة وتحارب حتى تبذل روحك من أجل الوطن ، أليس من الأفضل إذاً أن تعمل على توفير سبل الشهادة لنفسك هنا في السوق ، أو في الخيمة التي تنام فيها ليلاً ؟!.
عندئذ سألني :
· وكيف يكون هذا ؟!.
قلت :
· أمامك قشرة الموز هذه ، افترض أن قدميك انزلقتا فوقها ... ستموت بطبيعة الحال ، ولكنك ستحصل على درجة الشهادة .
ولكن الرجل لم يستوعب ما قلت ، وأردف :
· ولماذا أضع قدميّ فوق قشرة الموز وأنا أراها ؟!!. أليست روحي عزيزة عليّ ؟!.
سبحان الله ، أي روح هذه ... هيكل عظمي ... بقجة من التجعدات والترهلات .
وزاد أسفي بعدها عندما علمت أن هذا التعس مات وهو يسعل فوق سرير حديدي في إحدى المستشفيات الخيرية ، برغم أنه كان يستطيع أن ينال درجة الشهادة بسهولة ويسر .
امرأة عجوز ، لا أسنان في فمها ، ولا أمعاء في بطنها ، كانت " رجلها والقبر " كما يقولون ، أشفقت عليها كثيراً ....... لقد قضت حياتها كلها بين الإفلاس والهموم والأحزان . حملتها ، وذهبت بها إلى قضبان السكك الحديدية ... لكنها بمجرد أن سمعت صوت القطار عادت إلى الوعي ، وهبت واقفة كلعبة تدور بـ " زمبلك " ، ثم ولّت هاربة .
أصابني إحباط شديد ، ومع ذلك فلم يفتّ ذلك في عزيمتي ، فـ " ابن البقال يكون ثابتاً على مبدئه " كما يقولون (10) ، وطريق الخير الذي بدا لي واضحـاً مستقيمـاً لن أدعه يغيب عن عيني أبداً . كان هناك مبنى كبيراً خالياً منذ أيام " الدولة المغولية " (11) يضم مائة واحدى وخمسين حجرة صغيرة كلها آيلة للسقوط ، وقد استشفت عيناي الخبيرتان أن هذه الحجرات كلها ستنهار أسقفها مع أول مطر ينزل عليها ، ولهذا اشتريت المبنى كله بعشرة آلاف روبية ونصف ، وأجّرتها لألف رجل من هؤلاء التعساء ، وأخذت منهم إيجار شهرين ، روبية واحدة لكل شهر ، وفي الشهر الثالث انهارت أسقف الحجرات كلها مع أول سقوط للأمطار عليها كما توقعت ، واستشهد تحت أنقاضها سبعمائة رجل ، منهم الأطفال والشيوخ وغيرهم .
وخف العبء الذي كنت أشعر به في داخلي بعض الشيء ، وأصبحت أذيق شخصين أو ثلاثة أشخاص كل يوم – حسب الظروف – كأس الشهادة ، وكما قلت سابقاً ، أياً كان العمل الذي يقوم به الإنسان لا بد أن يبذل فيه غاية جهده . كانت " أمينة بائي " راقصة " شولا بور " جزاها الله كل خير تغني بيتاً من الشعر ، لكن هذا البيت لا ينطبق على ما أقول تماماً ، على أيـة حـال كان عليّ أن أبذل قصـارى جهدي ، على سبيل المثال من كان وجوده بمثـابة " الإطار الخامس " للسيـارة ، لا قيمـة له ولا فائدة منه ، اضطرني إلى توزيع " قشر الموز " ورميه هنا وهناك لعشرة أيام كاملة ، ولأن للشهادة – على ما أعتقد – يوماً محدداً مثلما أن للموت يوماً محدداً ، لذا فإن قدميه انزلقتا من فوق قشرة الموز على البلاط في اليوم العاشر .... واستشهد .
وأنا هذه الأيام أبني عمارة كبيرة جداً ... تبنيها شركتي أنا ، وتتكلف مائتي ألف روبية ، منها خمسة وسبعون ألف روبية كاملة ستدخل جيبي ، وقد استصدرت " بوليصة تأمين " أيضاً على المبنى ، وأظن أنه عندما ننتهي من بناء الطابق الثالث سينهار المبنى كله ، لأن مواد البناء التي أستخدمها تقتضي ذلك ، وسوف يكون هناك ثلاثمائة عامل على الأقل في البناء ، وعندي أمل كبير في الله أن يستشهد هؤلاء جميعاً ، فإن نجا منهم أحد فإن هذا يعني أنه مذنب ، وأن الله لم يقبل شهادته !!!!!.



هوامش
1 - أحد أقاليم الهند الحالية ، كما أن هناك مدينة تسمى " كجرات " أيضاً في باكستان ، وتقع في إقليم البنجاب الغربي في باكستان .
2 - " تنتا " لفظ كجراتي بمعنى " خناقة " ، ويستخدم بنفس المعنى كذلك في اللغة البنجابية بمدينة " جكوال " ، وقد أطلقها الكاتب هنا على " الصراع " بين المسلمين والهندوس في شبه القارة الهندية إلى أن انتهى أمر هذا الصراع " الخناقة "بتقسيم البلاد إلى الهند وباكستان عام 1947م .
3 - أي بالشراء من السوق السوداء
4 - أعظم شعراء الغزل الأردي على الإطلاق ، وعاش في أواخر أيام الدولة المغولية في شبه القارة الهندو باكستانية في القرن التاسع عشر ، وعاصر نهايتها أيام آخر سلاطين المغول بهادر شاه ظفر ، متوفى 1862م ، كما عاصر ثورة التحرير الهندية عام 1857م ، والتي قادت البلاد إلى الاحتلال البريطاني عام 1857م ، وأكثر ما كتب غالب شعراً ونثراً بالفارسية ، لكنه حاز شهرة عالمية بسبب ديوانه الصغير الذي كتبه باللغة الأردية ، ولا تتعدى صفحاته مائتي صفحة ، وتوفي غالب عام 1869م
5 - هذا هو المصرع الثاني لبيت من إحدى غزليات الشاعر العظيم " غالب " ، والبيت هو :
كون هـــ جو نهين هـــ حاجتمند :: كس كى حاجت روا كريـــ كوئى
من ذلك الذي يخلو من الحاجة والعوز ، ولكن ترى من يلبي حاجة الآخر .
راجع : نوائـ سروش " ديوان غالب " – شرح غلام رسول مهر – ص 687 – لاهور – باكستان 1988م .
6 - الإشارة هنا إلى المعسكرات التي أقامتها باكستان عند قيامها عام 1947م لمواجهة أعداد المهاجرين المسلمين من الهند و الذين هاجروا إلى باكستان والذين بلغ عددهم خلال عام واحد ما يقرب من عشرة ملايين مهاجر .
7 - يقول سعادت حسن منتو في النص أن أمينه بائي " كانت تنطق لفظ " منظور " منجور ، ولفظ " فيض " فيج ، مثلما يحدث مع بعض الطبقات غير المتعلمة ، وهو ما لم نجده مفيداً للترجمة ولا يتسق معها ، لأنه يعتمد على القارئ الذي يعرف الأردية ويقرأ القصة بالأردية .
8 - هذا هو الشطر الثاني من مطلع غزلية للشاعر " ذوق " ، والبيت هو :
اب تو كهبرا كـــ يه كهتـــ هين كه مر جائين كـــ
مر كــــ بهى جين نه بايا تو كدهر جائين كــــ
الآن نقول حين يبلغ بنا الاضطراب مداه أننا سنموت " فنستريح " ، فأين نذهب إذا لم نجد الراحة بعد الموت !!.
كليات ذوق – الجزء الأول – ص 347 ، 348 – لاهور – باكستان 1967م .
9 - يعد هذا التعبير نوعاً من " الشتم " يمكن فهمه في ضوء الشخصية التي تتحدث .
10 - الإشارة إلى التعبير الذي يقول " دهن كا بكا هونا : أن يصر على موقفه " ، وهو الإصرار الذي لا يتزحزح ولو كان خاطئاً ، وهو ما نجده بشكل أوضح عند البقالين على حد تعبير الشخصية .
11 - قامت الدولة المغولية في شبه القارة الهندو باكستانية عام 1526م بقيادة " ظهير الدين بابر " ، وسقطت عام 1857م على يد الإنجليز في عهد آخر السلاطين المغول " بهادر شاه ظفر : توفي 1862م " .
 
أعلى