نقوس المهدي
كاتب
في أحد الأيام قفز أحدهم من على الترماي ، بصورة فاشلة ، حد أنه وقع تحت سيارة .
توقفت حركة المرور ، وبدأ شرطي في تحري الحادثة .
كان السائق يسهب في التوضيحات ، مشيراً باصابعه إلى الدواليب الأمامية للسيارة .
تحسس الشرطي تلك الدواليب ثم سجل في الدفتر اسم الشارع .
واجتمعت جمهرة حاشدة حول الموقع .
كان أحدهم بليد العينين ، يسقط مرارا جراء محاولته الارتقاء على الرصيف.
وكانت احداهن تختلس النظر إلى أخرى ، وتلك ، بدورها كانت تسترق النظر إلى الأولى .
بعدها ، تفرقت الجمهرة واستأنف الطريق حركته.
استمر السيد ذو العينان البلـــيدتان ، طويلاً في محاولاته وسقطاته من على الرصيف ، ولكنه في النهاية ، بعد أن يئس فيما يبدو، من الوقوف بثبات على الرصيف ، تمدد بكل بساطة على الممشى.
وفي هذه اللحظة ، وقع أحدهم وهو يحمل مائدة ، بكل عنف تحت عجلات الترماي .
حضر الشرطي مرة أخرى و اجتمعت الجمهرة الحاشدة تارة أخرى وتعطلت حركة الطريق .
ومرة أخرى ، عاد ذو العينان البلـــيدتان ، إلى محاولاته و سقطاته من على الرصيف .
حسناً ، بعد ذلك تحسنت الأمور من جديد ، حتى أن إيفان سيميونوفيتش كاربوف استدار عائداً إلى المطعم .
-----------------------
دانييل خارمس