نقوس المهدي
كاتب
خمس قصص غير تامة
عزيزي ياكوف سيمينوفيتش
1- كان رجل ما يجري بأقصى سرعته إلى الامام فصدم رأسه بدكان الحدادة ،بقوة جعلت الحداد يضع مطرقته الضخمة التي كان يحملها بين يديه ويخلع عنه مريوله الجلدي ويسوّي شعره براحة يده ويخرج إلى الشارع ليرى ما الذي حصل .
2- ينظر الحداد الآن إلى الرجل جالساً على الارض . كان الرجل يجلس على الارض ممسكاً برأسه .
3- " ماذا حصل ؟" سئل الحداد . " أ ووو ه !" قال الرجل .
4 - اقترب الحداد أكثر من الرجل.
5_ لنترك هذه القصة عن الحداد والرجل المجهول ونبدأ قصة جديدة عن أربعة اصدقاء يحبون الحريم .
6_ كان هناك اربعة من هواة الحريم . يعتقدون أن من الممتع أن تكون لديك ثمان نساء كلهن مرة واحدة. كانوا يلتقون في الامسيات ويناقشون حياة الحريم . يشربون النبيذ ، وحالما يثملون كما تكون الثمالة. ينهارون تحت الطاولة ، يتقيأون ويصير من المنفّر النظر إليهم . وهم يعضون أقدام بعضهم وينادون بعضهم بكلمات نابية وهم يزحفون على بطونهم.
7_سوف نترك هذه القصة ونأخذ قصة جديدة عن الجعة .
8_كان هناك ذات مرة دن كبير من الجعة وبجواره يجلس فيلسوف متسائلا : " الدن مليئ بالجعة ، و الجعة تختمر وتتعتق . وأنا لأسبابي أجوب السماء التي فوق النجوم وأنا معتق الروح. الجعة شراب يسيل في الفراغ بينما أنا شراب يسيل في الوقت .
9_ اذا حبست الجعة في الدن فلن يكون لها أي مجالا كي تسيل . و الوقت سيتوقف و أنا سأنتهي بالتوقف .
10-لكن الوقت لن يتوقف وسيلاني لا يمكن وقفه .
11-كلا . أن من الأحسن أن تسيل الجعة بحرية . لأن من المخالف لقوانين الطبيعة أن تتوقف في مكان واحد . وبهذه الكلمات فتح الفيلسوف الصنبور وجعل الجعة تنسكب على الارض .
12_لقد قلنا ما يكفي عن الجعة و سنقول الان شيئا عن طبل.
13_كان الفيلسوف يقرع طبلاً ويصيح : " أنا أصدر ضجيجا فلسفيا .هذا الضجيج لا يحتاجه أحد، بل أنه يزعج كل أحد .و بما أنه يزعج كل أحد ، فذلك يعني أنه ليس لهذا العالم و إذا لم يكن لهذا العالم ، إذاً فهو لذاك العالم .و إذا كان لذاك العالم فسأستمر في اصداره".
14_أصدر الفيلسوف الضجيج لفترة طويلة . والأن سوف نترك هذه الحكاية الصاخبة ونمضي إلى الحكاية الهادئة التالية عن الأشجار.
15_تمشّى الفيلسوف تحت الأشجار وكان صامتا لأن الإلهام قد هجره.
1937