نقوس المهدي
كاتب
رحم الله الدارمى تنسك وترك الشعر واللهو واعتكف في المسجد وفي احد الايام جاء تاجر ومعه (خمر) بضم الخاء والميم (عبايات) فباعها كلها ما عدا الاسود فشكى هذا التاجر للدارمي فقام الدارمي وقال بيت الشعر المشهور
قل للمليحة في الخمار الاسود .......ماذا فعلت بناسك متعبد
قد كان شمر للصلاة ردائة ..........حتى وقفتي له بباب المسجد
وظن النساء انه ترك التنسك وعشق صاحبة الخمار الاسود فلم يبقى عند التاجر اي خمار اسود
{ كتاب المستطرف فى كل فن مستظرف}
ولكن أحد العلماء له راى بالبيتين يقول هذا الشيخ الجليل ان البيتين هما
قل للمليحة في الخمار الأسود = ماذا فعلت بناسك متعبد
قد كان يمم للصـلاة بجهده = حتى وقفت له بباب المسجد
وقال ان الذى قالهما هو سعيد بن المسيب ثم استغفر مائة مرة
وهذا خلاف { أبى سعيد عثمان بن سعيد الدارمى } الملقب بالدارمى الذى كتب البيتين كما جاء بالمصدر عاليه
والمسالة فيها الكثير من القول ولكن الله أعلى واعلم بكل شى
قل للمليحة في الخمار الأسود ** مـــاذا صـنـعــت بــزاهــد مـتـعـبـد
قل للمليحة في الخمار الأسود ** مـــاذا صـنـعــت بــزاهــد مـتـعـبـد
قـــد كـــان شـمــر لـلـصـلاة ثـيـابـه ** حتى وقفت له بباب المسجد
ردي عـلـيــه صــلاتــه وصـيـامــه ** لا تـقـتـلـيــه بـــحـــق ديــــــن مــحــمـــد
لعمري لقد لاحت عيونٌ كثـيرةٌ ........ إلى ضوء نــــار باليفاع تحـرق
تشب لمقرورين يصـــطليانـهـا ....... وبات على النار الندى والمحلق
رضيعي لبان ثدي أمٍ تحالـفـا.......... بأســـحم داجٍ عوض لا نتفـرق
وقالها آخر بطريقة مختلفة:
قــل للمـلـيحـة فـي الخمار الأكحـــل ** كالشمس مـن خلـل الغمـام المنجلـي
بحـيـاة حسـنـك أحسـنـي, وبـحـق مـــن ** جعل الجمال عليك وقفا: أجملي !!
لا تقبلـــي قـول الوشاة فإنني ** لم أصغ فـيــك إلى مـقــال الــعــذَّل
إني أعيذك أن يكدر آخـرٌ ** بــعـــقـــالـــة الـواشيـن صــفـو الأول
وقالها آخر:
قــــل للمـلـيـحـة فــــي الـخــمــار الـمُــذْهَــب ** ذهــــب الــزمــان وحـبـكــم لـــــم يــذهـــب
وجـمــعــت بــيـــن الـمـذْهَـبـيـنِ فــلـــم يــكـــن ** للحـسـن فـــي ذهبيـهـمـا مـــن مـذْهــب
نــــور الـخـمــار ونـــــور وجــهـــك نــزهـــة ** عـجـبــا لــخــدك كــيـــف لـــــم يـتـلـهــب
وإذا بـــــــــدت عـــــيـــــن لـــتـــســــرق نـــــظـــــرة ** قال الجمال لها: اذهبي لا تذهبي
وآخر:
قــل للمليـحـة فــي الخـمـار الـمـذهـب ** أفسدت نسك أخي التقى المترهب
نـــور الـخـمـار ونـــور خــــدك تـحـتــه ** عجبـا لوجهـك! كيـف لـم يتلهـب
وآخر:
قُل للمليحـة فـي القناع العُصفـري ** يا شمسها شفق الشروق فأسفري
ولكِ الأمان من اللِّحاظ إذا ارتمـت ** إن الشُعـاع يصُـدُّ طــرف المبـصـرِ
أو مـا اكتفـيـت بــورد خــدك روضــة ** عن روض وردي اللبـاس المُزهـر
هــذا القـنـاع سـمـا بـفـرقـك مـفـخـرا ** عـن مغفـر قـد ضـمّ هامـة قيـصـر
وخــطــرت فــــي مـوشــيــة ذهـبــيــة ** قد جانستـك بلونهـا فـي المنظـر .
وبديـع حسنـك قـد تنـاسـب عنـدمـا ** راعـى نظـيـرا فــي المحـيـا الأنـضـرِ
أرأيت حين خطرت في رمل الحمى **مابيـن بـان لــوى الكثـيـب الأعـفـرِ
فـــتــــأودت أغــصــانـــه وتــســتّـــرت ** بـالأيــك مـــن خــجــل ولات تـسـتُّــرِ
كـــم أصـيــد مـلـكــت بـعـيـنـك رقــــة ** فــأتــى إلــيــك بــذلَّــة المـسـتـأسـرِ
مـا فـي الحـمـى إلا مـوالــي طـاعــةٍ ** فـتـمـلـكـي أو دبّـــــري أو حـــــرَّري .
وآخر:
قـل للمليحـة فــي القـبـاء الأطـلـس ** أفسدتِ عقل أخي التقي المتقدّس
أومـا كـفـاكِ لـبـاس حسـنـك والبـهـا ** حـتـى بــرزت لـنـا بأبـهـى ملـبـس
أخـجـلـت ولـــدان الـجـنـان وحـورَهــا ** وخطرتِ من أثوابهـا فـي سنـدس
إن كــــــان لا يــرضــيــك إلا فـتـنــتــي ** فرضـاكِ فــرض يا حـيـاة الأنـفـس
هـــــذا مـحــبــك نـاصــبــا أحــشـــاءه ** غرضا لأسهم مقلتيـك فقرطِسـي
وآخر:
قل للمليحـة فـي القميـص الأحمـر ** مـــاذا فـعـلـت بـعـابــد مسـتـبـصـر
مـــازال يـــدابُ فـــي الـعـبـادة طـالـبـا ** للـعـلـم , غـيــر مـفــرّط ومـقـصّـر
تــرك الصـبـابـة للـصِّـبـا متسـلـيـا؟ ** عـن ذكــر كــل غـزالـة أو جــؤذر
حتـى وضعـتِ عـن محـيّـاك الغـطـا ** فانجـاب عــن بــدر منـيـر مقـمـر
ونـشــرت فـرعــا مـثــل لـيــل فــاحــم ** لــولا مـجـاورة الصـبـاح المـسـفـر
فدهشت مـن ذاك الجمـال وحسنـه ** ووقـفــتُ وقـفــة مــولــع مـتـحـيِّـر
حسنٌ به شُغِف الفؤادُ, وهاج لي ** شجـنـاً, فـقـلَّ تجـلـدي وتصـبـري
سقْـتِ إلــى الجـسـم السـقـام وراءه ** مـن ذاك أطـراف السقيـم الأحـور
وآخر:
قل للمليحة في الخمار الأحمر ** لا تـجـهـزي بدمـائـنـا وتـسـتــري
مُكِّنـتِ مـن حـب القـلـوب ولايــة ** فملـكـتِـهـا بـتـعـســف وتـجــبــر
إن تتصفـي فلـك القـلـوب رعـيـة ** أو تمنعي حقا فمن ذا يجتري ؟
سـخّـرتـنـي وسـحـرتـنـي بـنـوافــث ** فـتـرفـقـي بـمـسـخَّـر ومـسـحَّــر
وآخر:
قـل للمليـحـة فــي الحـريـر الأحـمـر ** مــــاذا فـعـلــت بـشــاعــر مـتـكـبــر
قد كان يرعى النجم في فلـك العـلا ** واليوم يرعى منك عشق الجوهر
إن كـــان وجــهــك جـنـتـيـن لـمـغــرم ** فهـبـي لـحـرّ الـنــار بـــرد الـكـوثـر
الحـسـن سـلـطـان , وأنـــت ملـيـكـه ** فـاقـت بمُـلـك الـحـب ربـــة تـدمــر
فــــإذا رأيــــت مــــن الـمـحــب تــذلــلا ** بالله يــا حـــســـنـــاء لا تـــتـــكـــبـــري
الشعر مـن لغـة الملائـك فاعلمـي ** منـه شـعـور العـاشـق المتحـسـر
إن كـنــت لا تَـعْـديـن قـولــي يـا فـتـى ** صـبــرا, فـــإن الـفــوز للمتـصـبـر
وآخر:
ذات الـخـمــار الأزرق **رفقـا بصـب عاشـق
عصـف الهـوى بفـؤاده ** منذ اللقاء المشرق
وآخر:
قــل للملـيـحـة فـــي الـخـمـار الأزرق ** مـــاذا فـعـلـت بـنـاســك مـسـتـغـرق
قـــد كــــان شــمــر لـلـصــلاة ثـيـابــه ** حــتــى وقــفــت لــــه بــكــل تــأنــق
قــد ضــاع مـنــه صـلاتــه وصـيـامـه ** وأصبـت منـه بـراءة القـلـب التـقـي
فـمـضــى يـصـفــق لـلِّــقــا مــتـــزوداً ** من نور وجهك , فأسفري , وتدفقي
وآخر:
داعب التيهُ خطوها, فإذا الألحان ** والـعـطــر والـسـنــا فـــــي ســبـــاق
والــــــرداء الـبـنـفـسـجــيُّ الـتـعـابــيــر ** يـــريـــنـــا مـــفـــاتــــن الإشــــــــــراق
وعـلـى زنـدهـا تـمـيـس البـشـاشـات ** ويــلــهـــو الإغـــــــراء بـالــعــشــاق
كلـمـا أتلـعـت مـــن الـضّــرف جـيــدا ** أرسلـت بالجفـون لـحـن التـلاقـي
فـهــي قـيـثـار كـــل غـنــوة حـــب ** صاغهـا ذوب قلـبـي الخـفـاق
وهو منها على الطريق صريع ** يـتــلــوى بـلــوعــة الـمـشـتــاق
وآخر:
ياعاشقـا ذات الــرداء الفسـدقـي ** ومــتــيــمــا بــــهــــوى الــــريّــــق .
ذكـرتـنـي لـيــلاي والـحــب الــــذي ** أودى بأحلامي وشيّب مفرقـي .
ذكرتـنـي لـيـل الصبـابـة والـجـوى ** والآه تفضح لوعتـي وتشوقـي .
ذكرتنـي سـهـدي وأوهــام الــرؤى ** ووجيت قلبي بالشجا المتدفق .
فلئن سقتك الصاب حين علقْتَها ** وعـرفـت الآم الـغــرام الـمـحـرق .
فلقـد سقتنـي حيـن همـتُ بحبـهـا ** ذوب الشجـا بغرورهـا المتـأنـق .
أضنت فؤادي بالصدود , وبالجفا ** حتـى ذوى منـي شبابـي الريـق .
فرحلـت ألتمـس النـجـاة مــن الـهـوى ** وأغيـب عـن صـهـد الـغـرام الـمـورق
وظنـنـت أن الـبـعـد يـطـفـيء لـوعـتـي ** ويذيـب أشجانـي ويأسـي المـغـرق .
عامين في شوق قضيت وفي جوى ** ثـم ارتحلـت إلـى الهـوى كالمـوثـق.
وقال اخر:
قل للمليحة في الخمار الاسود .......ماذا فعلت بناسك متعبد
قد كان شمر للصلاة ردائة ..........حتى وقفتي له بباب المسجد
قل للمليحـــهِ بالقميصِ الأبيضِ
مطرٌ وبردٌ حلوتي لا تمرضي
هل تسمحي لي أن أعيركِ معطفي؟
والرأيُ رأيُكِ.. إنما لا ترفُضي
قل للمليحـــهِ بالقميصِ الأسودِ
ماذا فعلتِ بعاشقٍ متمردِ
أدى التحيه في مقامكِ هاتفاَ
لا سيد لي أنت وحدك سيدي
قل للمليحــــهِ بالقميصِ الأصفرِ
كم سعرهُ حتى قميصاً أشتري
هي نزوهٌُ مني لأكتب فوقهُ
تلك التي هزت جميع مشاعري
قل للمليحــــهِ بالقميصِ الفستقي
لا حُسن في الدُنيا كحُسنُ المشرقِ
إني يزلزلُني سمادٌ ساخنٌ
ويريحُ أعصابي مذاقُ الفستُقِ
قل للمليحــــهِ بالقميصِ الأخضرِ
الناسُ للناسِ فلا تتكبري
إن كُنتِ قد أطلقتِ حسرة معجبِ
عيناكِ إغراءُ وجوك شاعري
قل للمليحــــهِ بالقميص البني
من كان أخرس لو رآك يغني
أنا كنتُ طيراً كاسراً قبل اللقا
فكي قيودي ها أنا في السجنِ
قل للمليحــــهِ بالقميصِ الأحمرِ
أزرارُهُ أنيابُ ذئبٍ كاسرِ
وأنا جريءٌ والتحدي لُعبتي
إن عدتُ مهزوماُ فلستُ بخاسرِ
قل للمليحــــهِ ما لعطركِ ثاني
نعم.. أستفز رجولتي وكياني
هل منهُ نوعٌ للرجالِ أُريدُهُ
فتكرمي بالإسمِ والعنوانِ
وفيما يلي قصة القصيدة وشاعرها:
قل للمليحة في الخمار الأسود ** ماذا فعـلت بـناســك مـتعبـــد
في العصر الأموي الأول، عاش ( الدارمي ) وهو أحد الشعراء والمغنين الظرفاء
في الحجاز ، وكان يتشبب ( يتغزل ) بالنساء الجميلات، إلا أنه عندما تقدم به
العمر ترك نظم الشعر والغناء وتنسك وأصبح متنقلاً بين مكة والمدينة
للعبادة
وفى إحدى زياراته للمدينة التقى بأحد أصدقائه وهو من أهل الكوفة بالعراق يعمل تاجراً،
وكان قدومه إلى المدينة للتجارة ويحمل من ضمن تجارته (خمر عراقية) ـ
بضم الخاء والميم ومفردها خمار بكسر الخاء ـ
وهو ما تغطى به المرأة رأسها، والمعروف الآن عند النساء (بالمسفع أو الشيلة)، فباع التاجر العراقي جميع الألوان من تلك الخمر ما عدى اللون الأسود، فشكا التاجر لصديقه الشاعر (الدارمي) عن عدم بيعه اللون الأسود ولعله غير مرغوب فيه عند نساء أهل المدينة
فقال له: ( الدارمي ) لا تهتم بذلك فإني سأنفقها لك حتى تبيعها أجمع، ثم نظم ( الدارمي ) بيتين من الشعر و تغنى بهما كما طلب من مغنيين بالمدينة وهما (سريح وسنان) أن يتغنوا بالبيتين الذي قال فيهما:
قل للمليحة في الخمار الأسود ** ماذا فعـلت بـناســك مـتعبـــد
قد كان شـمر للصلاة ثــيابــه ** حتى وقفـت له بباب المسجـد
وأضاف إليها أحدهم بيتين آخرين هما:
فسـلبت منه دينــه ويقـيـنــــه ** وتركتـه في حــيرة لا يهتــدي
ردي عليه صلاتـه وصيــامــه ** لا تقـتـليـه بحـق دين محمــــد
فشاع الخبر في المدينة بأن الشاعر ( الدارمي ) رجع عن تنسكه و زهده وعشق صاحبة الخمار الأسود، فلم تبق مليحة إلا اشترت من التاجر خمارا أسوداً لها.
فلما تيقن (الدارمي) أن جميع الخمر السوداء قد نفذت من عند صديقه ترك الغناء و رجع إلى زهده وتنسكه ولزم المسجد، فمنذ ذلك التاريخ حتى وقتنا الحاضر والنساء يرتدين أغطية الرأس السوداء ولم يقتصر هذا على نساء المدينة وحدهن بل قلدهن جميع النساء في العالمين العربي والإسلامي
وهكذا يكون أول إعلان تجارى في العالم أجمع قد انطلق من المدينة المنورة واخذها بعض الشعراء المعاصرين - أعتقد - فأضاف لها كل الألوان كالبرتقالي والبني والرمادي والبنفسجي وأضاف الدول كالاماراتي والكويتي والقطري وكذلك بعض المدن كالنجدي والحجازي ...
وستجدونها كاملة عمّا قريبٍ بإذن اللــــــــه
قل للمليحـــهِ بالقميصِ الأبيضِ
مطرٌ وبردٌ حلوتي لا تمرضي
هل تسمحي لي أن أعيركِ معطفي؟
والرأيُ رأيُكِ.. إنما لا ترفُضي
قل للمليحـــهِ بالقميصِ الأسودِ
ماذا فعلتِ بعاشقٍ متمردِ
أدى التحيه في مقامكِ هاتفاَ
لا سيد لي أنت وحدك سيدي
قل للمليحــــهِ بالقميصِ الأصفرِ
كم سعرهُ حتى قميصاً أشتري
هي نزوهٌُ مني لأكتب فوقهُ
تلك التي هزت جميع مشاعري
قل للمليحــــهِ بالقميصِ الفستقي
لا حُسن في الدُنيا كحُسنُ المشرقِ
إني يزلزلُني سمادٌ ساخنٌ
ويريحُ أعصابي مذاقُ الفستُقِ
قل للمليحــــهِ بالقميصِ الأخضرِ
الناسُ للناسِ فلا تتكبري
إن كُنتِ قد أطلقتِ حسرة معجبِ
عيناكِ إغراءُ وجوك شاعري
قل للمليحــــهِ بالقميص البني
من كان أخرس لو رآك يغني
أنا كنتُ طيراً كاسراً قبل اللقا
فكي قيودي ها أنا في السجنِ
قل للمليحــــهِ بالقميصِ الأحمرِ
أزرارُهُ أنيابُ ذئبٍ كاسرِ
وأنا جريءٌ والتحدي لُعبتي
إن عدتُ مهزوماُ فلستُ بخاسرِ
قل للمليحــــهِ ما لعطركِ ثاني
نعم.. أستفز رجولتي وكياني
هل منهُ نوعٌ للرجالِ أُريدُهُ
فتكرمي بالإسمِ والعنوانِ
قل للمليحة في الخمار الاسود .......ماذا فعلت بناسك متعبد
قد كان شمر للصلاة ردائة ..........حتى وقفتي له بباب المسجد
وظن النساء انه ترك التنسك وعشق صاحبة الخمار الاسود فلم يبقى عند التاجر اي خمار اسود
{ كتاب المستطرف فى كل فن مستظرف}
ولكن أحد العلماء له راى بالبيتين يقول هذا الشيخ الجليل ان البيتين هما
قل للمليحة في الخمار الأسود = ماذا فعلت بناسك متعبد
قد كان يمم للصـلاة بجهده = حتى وقفت له بباب المسجد
وقال ان الذى قالهما هو سعيد بن المسيب ثم استغفر مائة مرة
وهذا خلاف { أبى سعيد عثمان بن سعيد الدارمى } الملقب بالدارمى الذى كتب البيتين كما جاء بالمصدر عاليه
والمسالة فيها الكثير من القول ولكن الله أعلى واعلم بكل شى
قل للمليحة في الخمار الأسود ** مـــاذا صـنـعــت بــزاهــد مـتـعـبـد
قل للمليحة في الخمار الأسود ** مـــاذا صـنـعــت بــزاهــد مـتـعـبـد
قـــد كـــان شـمــر لـلـصـلاة ثـيـابـه ** حتى وقفت له بباب المسجد
ردي عـلـيــه صــلاتــه وصـيـامــه ** لا تـقـتـلـيــه بـــحـــق ديــــــن مــحــمـــد
لعمري لقد لاحت عيونٌ كثـيرةٌ ........ إلى ضوء نــــار باليفاع تحـرق
تشب لمقرورين يصـــطليانـهـا ....... وبات على النار الندى والمحلق
رضيعي لبان ثدي أمٍ تحالـفـا.......... بأســـحم داجٍ عوض لا نتفـرق
وقالها آخر بطريقة مختلفة:
قــل للمـلـيحـة فـي الخمار الأكحـــل ** كالشمس مـن خلـل الغمـام المنجلـي
بحـيـاة حسـنـك أحسـنـي, وبـحـق مـــن ** جعل الجمال عليك وقفا: أجملي !!
لا تقبلـــي قـول الوشاة فإنني ** لم أصغ فـيــك إلى مـقــال الــعــذَّل
إني أعيذك أن يكدر آخـرٌ ** بــعـــقـــالـــة الـواشيـن صــفـو الأول
وقالها آخر:
قــــل للمـلـيـحـة فــــي الـخــمــار الـمُــذْهَــب ** ذهــــب الــزمــان وحـبـكــم لـــــم يــذهـــب
وجـمــعــت بــيـــن الـمـذْهَـبـيـنِ فــلـــم يــكـــن ** للحـسـن فـــي ذهبيـهـمـا مـــن مـذْهــب
نــــور الـخـمــار ونـــــور وجــهـــك نــزهـــة ** عـجـبــا لــخــدك كــيـــف لـــــم يـتـلـهــب
وإذا بـــــــــدت عـــــيـــــن لـــتـــســــرق نـــــظـــــرة ** قال الجمال لها: اذهبي لا تذهبي
وآخر:
قــل للمليـحـة فــي الخـمـار الـمـذهـب ** أفسدت نسك أخي التقى المترهب
نـــور الـخـمـار ونـــور خــــدك تـحـتــه ** عجبـا لوجهـك! كيـف لـم يتلهـب
وآخر:
قُل للمليحـة فـي القناع العُصفـري ** يا شمسها شفق الشروق فأسفري
ولكِ الأمان من اللِّحاظ إذا ارتمـت ** إن الشُعـاع يصُـدُّ طــرف المبـصـرِ
أو مـا اكتفـيـت بــورد خــدك روضــة ** عن روض وردي اللبـاس المُزهـر
هــذا القـنـاع سـمـا بـفـرقـك مـفـخـرا ** عـن مغفـر قـد ضـمّ هامـة قيـصـر
وخــطــرت فــــي مـوشــيــة ذهـبــيــة ** قد جانستـك بلونهـا فـي المنظـر .
وبديـع حسنـك قـد تنـاسـب عنـدمـا ** راعـى نظـيـرا فــي المحـيـا الأنـضـرِ
أرأيت حين خطرت في رمل الحمى **مابيـن بـان لــوى الكثـيـب الأعـفـرِ
فـــتــــأودت أغــصــانـــه وتــســتّـــرت ** بـالأيــك مـــن خــجــل ولات تـسـتُّــرِ
كـــم أصـيــد مـلـكــت بـعـيـنـك رقــــة ** فــأتــى إلــيــك بــذلَّــة المـسـتـأسـرِ
مـا فـي الحـمـى إلا مـوالــي طـاعــةٍ ** فـتـمـلـكـي أو دبّـــــري أو حـــــرَّري .
وآخر:
قـل للمليحـة فــي القـبـاء الأطـلـس ** أفسدتِ عقل أخي التقي المتقدّس
أومـا كـفـاكِ لـبـاس حسـنـك والبـهـا ** حـتـى بــرزت لـنـا بأبـهـى ملـبـس
أخـجـلـت ولـــدان الـجـنـان وحـورَهــا ** وخطرتِ من أثوابهـا فـي سنـدس
إن كــــــان لا يــرضــيــك إلا فـتـنــتــي ** فرضـاكِ فــرض يا حـيـاة الأنـفـس
هـــــذا مـحــبــك نـاصــبــا أحــشـــاءه ** غرضا لأسهم مقلتيـك فقرطِسـي
وآخر:
قل للمليحـة فـي القميـص الأحمـر ** مـــاذا فـعـلـت بـعـابــد مسـتـبـصـر
مـــازال يـــدابُ فـــي الـعـبـادة طـالـبـا ** للـعـلـم , غـيــر مـفــرّط ومـقـصّـر
تــرك الصـبـابـة للـصِّـبـا متسـلـيـا؟ ** عـن ذكــر كــل غـزالـة أو جــؤذر
حتـى وضعـتِ عـن محـيّـاك الغـطـا ** فانجـاب عــن بــدر منـيـر مقـمـر
ونـشــرت فـرعــا مـثــل لـيــل فــاحــم ** لــولا مـجـاورة الصـبـاح المـسـفـر
فدهشت مـن ذاك الجمـال وحسنـه ** ووقـفــتُ وقـفــة مــولــع مـتـحـيِّـر
حسنٌ به شُغِف الفؤادُ, وهاج لي ** شجـنـاً, فـقـلَّ تجـلـدي وتصـبـري
سقْـتِ إلــى الجـسـم السـقـام وراءه ** مـن ذاك أطـراف السقيـم الأحـور
وآخر:
قل للمليحة في الخمار الأحمر ** لا تـجـهـزي بدمـائـنـا وتـسـتــري
مُكِّنـتِ مـن حـب القـلـوب ولايــة ** فملـكـتِـهـا بـتـعـســف وتـجــبــر
إن تتصفـي فلـك القـلـوب رعـيـة ** أو تمنعي حقا فمن ذا يجتري ؟
سـخّـرتـنـي وسـحـرتـنـي بـنـوافــث ** فـتـرفـقـي بـمـسـخَّـر ومـسـحَّــر
وآخر:
قـل للمليـحـة فــي الحـريـر الأحـمـر ** مــــاذا فـعـلــت بـشــاعــر مـتـكـبــر
قد كان يرعى النجم في فلـك العـلا ** واليوم يرعى منك عشق الجوهر
إن كـــان وجــهــك جـنـتـيـن لـمـغــرم ** فهـبـي لـحـرّ الـنــار بـــرد الـكـوثـر
الحـسـن سـلـطـان , وأنـــت ملـيـكـه ** فـاقـت بمُـلـك الـحـب ربـــة تـدمــر
فــــإذا رأيــــت مــــن الـمـحــب تــذلــلا ** بالله يــا حـــســـنـــاء لا تـــتـــكـــبـــري
الشعر مـن لغـة الملائـك فاعلمـي ** منـه شـعـور العـاشـق المتحـسـر
إن كـنــت لا تَـعْـديـن قـولــي يـا فـتـى ** صـبــرا, فـــإن الـفــوز للمتـصـبـر
وآخر:
ذات الـخـمــار الأزرق **رفقـا بصـب عاشـق
عصـف الهـوى بفـؤاده ** منذ اللقاء المشرق
وآخر:
قــل للملـيـحـة فـــي الـخـمـار الأزرق ** مـــاذا فـعـلـت بـنـاســك مـسـتـغـرق
قـــد كــــان شــمــر لـلـصــلاة ثـيـابــه ** حــتــى وقــفــت لــــه بــكــل تــأنــق
قــد ضــاع مـنــه صـلاتــه وصـيـامـه ** وأصبـت منـه بـراءة القـلـب التـقـي
فـمـضــى يـصـفــق لـلِّــقــا مــتـــزوداً ** من نور وجهك , فأسفري , وتدفقي
وآخر:
داعب التيهُ خطوها, فإذا الألحان ** والـعـطــر والـسـنــا فـــــي ســبـــاق
والــــــرداء الـبـنـفـسـجــيُّ الـتـعـابــيــر ** يـــريـــنـــا مـــفـــاتــــن الإشــــــــــراق
وعـلـى زنـدهـا تـمـيـس البـشـاشـات ** ويــلــهـــو الإغـــــــراء بـالــعــشــاق
كلـمـا أتلـعـت مـــن الـضّــرف جـيــدا ** أرسلـت بالجفـون لـحـن التـلاقـي
فـهــي قـيـثـار كـــل غـنــوة حـــب ** صاغهـا ذوب قلـبـي الخـفـاق
وهو منها على الطريق صريع ** يـتــلــوى بـلــوعــة الـمـشـتــاق
وآخر:
ياعاشقـا ذات الــرداء الفسـدقـي ** ومــتــيــمــا بــــهــــوى الــــريّــــق .
ذكـرتـنـي لـيــلاي والـحــب الــــذي ** أودى بأحلامي وشيّب مفرقـي .
ذكرتـنـي لـيـل الصبـابـة والـجـوى ** والآه تفضح لوعتـي وتشوقـي .
ذكرتنـي سـهـدي وأوهــام الــرؤى ** ووجيت قلبي بالشجا المتدفق .
فلئن سقتك الصاب حين علقْتَها ** وعـرفـت الآم الـغــرام الـمـحـرق .
فلقـد سقتنـي حيـن همـتُ بحبـهـا ** ذوب الشجـا بغرورهـا المتـأنـق .
أضنت فؤادي بالصدود , وبالجفا ** حتـى ذوى منـي شبابـي الريـق .
فرحلـت ألتمـس النـجـاة مــن الـهـوى ** وأغيـب عـن صـهـد الـغـرام الـمـورق
وظنـنـت أن الـبـعـد يـطـفـيء لـوعـتـي ** ويذيـب أشجانـي ويأسـي المـغـرق .
عامين في شوق قضيت وفي جوى ** ثـم ارتحلـت إلـى الهـوى كالمـوثـق.
وقال اخر:
قل للمليحة في الخمار الاسود .......ماذا فعلت بناسك متعبد
قد كان شمر للصلاة ردائة ..........حتى وقفتي له بباب المسجد
قل للمليحـــهِ بالقميصِ الأبيضِ
مطرٌ وبردٌ حلوتي لا تمرضي
هل تسمحي لي أن أعيركِ معطفي؟
والرأيُ رأيُكِ.. إنما لا ترفُضي
قل للمليحـــهِ بالقميصِ الأسودِ
ماذا فعلتِ بعاشقٍ متمردِ
أدى التحيه في مقامكِ هاتفاَ
لا سيد لي أنت وحدك سيدي
قل للمليحــــهِ بالقميصِ الأصفرِ
كم سعرهُ حتى قميصاً أشتري
هي نزوهٌُ مني لأكتب فوقهُ
تلك التي هزت جميع مشاعري
قل للمليحــــهِ بالقميصِ الفستقي
لا حُسن في الدُنيا كحُسنُ المشرقِ
إني يزلزلُني سمادٌ ساخنٌ
ويريحُ أعصابي مذاقُ الفستُقِ
قل للمليحــــهِ بالقميصِ الأخضرِ
الناسُ للناسِ فلا تتكبري
إن كُنتِ قد أطلقتِ حسرة معجبِ
عيناكِ إغراءُ وجوك شاعري
قل للمليحــــهِ بالقميص البني
من كان أخرس لو رآك يغني
أنا كنتُ طيراً كاسراً قبل اللقا
فكي قيودي ها أنا في السجنِ
قل للمليحــــهِ بالقميصِ الأحمرِ
أزرارُهُ أنيابُ ذئبٍ كاسرِ
وأنا جريءٌ والتحدي لُعبتي
إن عدتُ مهزوماُ فلستُ بخاسرِ
قل للمليحــــهِ ما لعطركِ ثاني
نعم.. أستفز رجولتي وكياني
هل منهُ نوعٌ للرجالِ أُريدُهُ
فتكرمي بالإسمِ والعنوانِ
وفيما يلي قصة القصيدة وشاعرها:
قل للمليحة في الخمار الأسود ** ماذا فعـلت بـناســك مـتعبـــد
في العصر الأموي الأول، عاش ( الدارمي ) وهو أحد الشعراء والمغنين الظرفاء
في الحجاز ، وكان يتشبب ( يتغزل ) بالنساء الجميلات، إلا أنه عندما تقدم به
العمر ترك نظم الشعر والغناء وتنسك وأصبح متنقلاً بين مكة والمدينة
للعبادة
وفى إحدى زياراته للمدينة التقى بأحد أصدقائه وهو من أهل الكوفة بالعراق يعمل تاجراً،
وكان قدومه إلى المدينة للتجارة ويحمل من ضمن تجارته (خمر عراقية) ـ
بضم الخاء والميم ومفردها خمار بكسر الخاء ـ
وهو ما تغطى به المرأة رأسها، والمعروف الآن عند النساء (بالمسفع أو الشيلة)، فباع التاجر العراقي جميع الألوان من تلك الخمر ما عدى اللون الأسود، فشكا التاجر لصديقه الشاعر (الدارمي) عن عدم بيعه اللون الأسود ولعله غير مرغوب فيه عند نساء أهل المدينة
فقال له: ( الدارمي ) لا تهتم بذلك فإني سأنفقها لك حتى تبيعها أجمع، ثم نظم ( الدارمي ) بيتين من الشعر و تغنى بهما كما طلب من مغنيين بالمدينة وهما (سريح وسنان) أن يتغنوا بالبيتين الذي قال فيهما:
قل للمليحة في الخمار الأسود ** ماذا فعـلت بـناســك مـتعبـــد
قد كان شـمر للصلاة ثــيابــه ** حتى وقفـت له بباب المسجـد
وأضاف إليها أحدهم بيتين آخرين هما:
فسـلبت منه دينــه ويقـيـنــــه ** وتركتـه في حــيرة لا يهتــدي
ردي عليه صلاتـه وصيــامــه ** لا تقـتـليـه بحـق دين محمــــد
فشاع الخبر في المدينة بأن الشاعر ( الدارمي ) رجع عن تنسكه و زهده وعشق صاحبة الخمار الأسود، فلم تبق مليحة إلا اشترت من التاجر خمارا أسوداً لها.
فلما تيقن (الدارمي) أن جميع الخمر السوداء قد نفذت من عند صديقه ترك الغناء و رجع إلى زهده وتنسكه ولزم المسجد، فمنذ ذلك التاريخ حتى وقتنا الحاضر والنساء يرتدين أغطية الرأس السوداء ولم يقتصر هذا على نساء المدينة وحدهن بل قلدهن جميع النساء في العالمين العربي والإسلامي
وهكذا يكون أول إعلان تجارى في العالم أجمع قد انطلق من المدينة المنورة واخذها بعض الشعراء المعاصرين - أعتقد - فأضاف لها كل الألوان كالبرتقالي والبني والرمادي والبنفسجي وأضاف الدول كالاماراتي والكويتي والقطري وكذلك بعض المدن كالنجدي والحجازي ...
وستجدونها كاملة عمّا قريبٍ بإذن اللــــــــه
قل للمليحـــهِ بالقميصِ الأبيضِ
مطرٌ وبردٌ حلوتي لا تمرضي
هل تسمحي لي أن أعيركِ معطفي؟
والرأيُ رأيُكِ.. إنما لا ترفُضي
قل للمليحـــهِ بالقميصِ الأسودِ
ماذا فعلتِ بعاشقٍ متمردِ
أدى التحيه في مقامكِ هاتفاَ
لا سيد لي أنت وحدك سيدي
قل للمليحــــهِ بالقميصِ الأصفرِ
كم سعرهُ حتى قميصاً أشتري
هي نزوهٌُ مني لأكتب فوقهُ
تلك التي هزت جميع مشاعري
قل للمليحــــهِ بالقميصِ الفستقي
لا حُسن في الدُنيا كحُسنُ المشرقِ
إني يزلزلُني سمادٌ ساخنٌ
ويريحُ أعصابي مذاقُ الفستُقِ
قل للمليحــــهِ بالقميصِ الأخضرِ
الناسُ للناسِ فلا تتكبري
إن كُنتِ قد أطلقتِ حسرة معجبِ
عيناكِ إغراءُ وجوك شاعري
قل للمليحــــهِ بالقميص البني
من كان أخرس لو رآك يغني
أنا كنتُ طيراً كاسراً قبل اللقا
فكي قيودي ها أنا في السجنِ
قل للمليحــــهِ بالقميصِ الأحمرِ
أزرارُهُ أنيابُ ذئبٍ كاسرِ
وأنا جريءٌ والتحدي لُعبتي
إن عدتُ مهزوماُ فلستُ بخاسرِ
قل للمليحــــهِ ما لعطركِ ثاني
نعم.. أستفز رجولتي وكياني
هل منهُ نوعٌ للرجالِ أُريدُهُ
فتكرمي بالإسمِ والعنوانِ