المؤمل بن أميل المحاربي - أقاتلتي هند وقتلي محرم

أقاتِلتي هِندٌ وقتلي مُحَرَّمُ = اأَمَا فيكُم يا أَيُّها النَّاسُ مُسلِمُ
يُظلِّمُها فِيما تُريدُ بعَاشِق = أَلا حَبَّذا ذاكَ الظَّلُومُ المُظَلَّمُ
أتاني الكَرَى ليلاً بِشَخصٍ أُحبّهُ = أَضَاءَت له الآفَاقُ واللّيلُ مُظلِمُ
فكلَّمني باللّيلِ غَير مُغاضبٍ = وعَهدي به غَضبَان لا يَتَكلَّمُ
حَلِمتُ بكم في نَومَتي فَغضِبتُم = وَلا ذَنبَ لي إن كُنتُ في اللّيل أحلمُ
سأطردُ عنّي النوم كي لا أَراكم = إذا ما أَتاني النَّومُ والنَّاسُ نُوَّمُ
تُصَارِمُني والله يَعلَم أَنَّني = أَبَرُّ بها من والِديها وأَرحمُ
لَقد زعموا لي أَنَّها نَذَرت دَمِي = وما لي بحَمدِ الله لَحمٌ وأَرحَمُ
يَرى حُبُّها لَحمِي وَلَم يُبقِ لي دَماً = وإِن زَعَمت أنيّ صَحِيحٌ مُسَلَّمُ
ستقتلُ جِلداً بالياً فوق أَعظُمٍ = وليسَ يُبالي القَتلَ جِلدٌ وأَعظُمُ
فَلَم أَر مثل الحُبّ صَحّ قَرينُه = ولا مِثل مَن لَم يَدرِ ما الحُبُّ يَسقَمُ
آذنه لي أَنتِ في ذِكرِ حاجةٍ = أَلا طَالما قَد كنتُ عَنها أَجمجِمُ
غدرتم ولم نَغدُر وقُلتُم غَدرتُم = تَظُنُّونَ أَنّا مِنكمُ نَتَعَلَّمُ
قَطعنا زَعَمتم والقَطِيعَةُ مِنكُمُ = زَعَمنا وأَنتُم تَزعمُون وَنزعُمُ
فإن شِئتُم كان اجتماعاً فقلتُمُ = وقُلنا فإِنَّ القَول للقَولِ سُلَّمُ
وإِلا فإنّا قَد رَضينا بحُكمِكُم = على كُلِ حَالٍ فاتقَّوا الله واحكُموا
فوالله ما أَجرمتُ جُرماً علِمتُه = فإِن سَرَّكم جُرمِي فها أَنا مُجرِمُ
وعَاقبتُموني في السَّلام عَليكم = ولَم يَكُ لي ذَنبٌ سِوى ذَاكَ يُعلَمُ
فإن تَمنَعوا مِنّي السّلامَ فإِنَّني = لَغَادرٍ على حِيطَانِكم فَمُسَلَّمُ
وكَم مِن لَئيمٍ وَدّ أنيَ شَتَمتُه = وإِن كان شَتمي فيه صَابٌ وعَلقَمُ
وللكفِّ عن شَتمِ اللئيمِ تَكَرُّماً = أَضرّ به مِن شَتمِه حِين يُشتَمُ
 
أعلى