نقوس المهدي
كاتب
طَرَقَتْكَ زَيْنَبُ بَعْدَمَا طال الكَرَى ** دُونَ الْمَدِينَةِ ، غَيْرَ ذِي أصْحَابِ
إلا عِلافِيَّاً ، وسَيفاً مُلْطَفاً ** وضِبِرَّةً وَجْنَاءَ ذَاتَ هِبَابِ
طَرَقَتْ وَقَدْ شَحَطَ الفُؤادُ عَنِ الصِّبَا ** وأتى المَشيبُ فحالَ دونَ شَبابي
طَرَقَتْ بِرَيَّا رَوْضَة وَسْمِيَّة ** غَرِدٍ بذابِلِها غِنَاءُ ذَبابِ
بقَرارَةٍ مُتراكِبٍ خَطْمِيُّها ** والمِسْكُ خالَطَها ذَكِيُّ مَلاَبِ
خَوْدٌ مُنَعَّمَةٌ كأنَّ خِلافَها ** وَهْناً إذا فُرِرَتْ إلى الجِلْبابِ
دِعْصا نَقاً ، رَفَدَ العَجاجُ ترابَهُ ، ** حُرٍّ ، صبيحةَ دِيمَةٍ وذِهابِ
قَفْرٍ ، أحاطَ بهِ غَوارِبُ رَمْلَةٍ ** تَثْنيِ النِّعَاجَ فُرُوعُهُنَّ صِعَابِ
ولقدْ أرانا لا يَشيعُ حديثُنا ** في الأقْرَبِينَ ، وَلاَ إِلَى الأَجْنَابِ
ولقدْ نعيشُ وواشِيانا بينَنا ** صَلِفَانِ ، وَهْيَ غَرِيرَةُ الأتْرَابِ
إذْ نحنُ محتفِظانِ عَيْنَ عدوِّنا ** في رَيِّقٍ مِنْ غِرَّةٍ وَشبَابِ
تَبْدُو لِغِرَّتِنَا ، وَيخَفْى َ شَخْصُها ** كطلوعِ قَرْنِ الشمسِ بعدَ ضبابِ
تَبْدُو إذَا غَفَلَ الرَّقِيبُ وَزَايَلتْ ** عَيْنُ المُحِبِّ دُونَ كُلِّ حِجَابِ
لفَظَتْ كُبَيْشَةُ قَوْلَ شَكٍّ كَاذِبٍ ** مِنْهَا ، وَبَعْضُ القَولِ غَيْرُ صَوَابِ
قَوْمِي فَهَلاَّ تَسْأَلِينَ بِعِزِّهِمْ ** إذْ كَانْ قَوْمُكِ مَوْضِعَ الأذْنَابِ
مُضَرُ التي لا يُستباحُ حَريمُها ** والآخِذونَ نَوافِلَ الأَنْهابِ
والحائِطونَ فلا يُرامُ ذِمَارُهُمْ ** والحافظونَ مَعاقِدَ الأَحْسابِ
ما بينَ حِمْصَ وحَضْرَمَوْتَ نَحُوطُهُ ** بسيوفِنا مِنْ مَنهَلٍ وتُرابِ
في كُلِّ ذلِكَ يا كُبَيْشَ بُيُوتُنَا ** حِلَقُ الحُلولِ ثوابِتَ الأطْنابِ
آطامُ طِينٍ شَيَّدَتْها فارِسٌ ** عندَ السُّيُوحِ رَوافِدٍ وقِبابِ
نرمي النوابحَ كُلَّما ظهرَتْ لنا ** وَالحَقُّ يَعْرِفُهُ ذَوُوالأَلْبَابِ
بِكتَائِبٍ رُدُحٍ ، تَخَالُ زُهَاءَهَا ** كالشِّعْبِ أصبحَ حاجِراً بضَنَابِ
وَالزَّاعِبِيَّةِ رُذَّماً أَطْرَافُهَا ** وَالخَيْلُ قَدْ طُوِيَتْ إلَى الأَصْلاَبِ
مُتَسَرْبِلاَتٍ في الحَدِيدِ تَكُفُّهَا ** شَقِّيَّةٌ يُقْرَعْنَ بالأنيابِ
مُتَفَضِّخَاتٍ بِالحَمِيمِ ، كَأَنَّمَا ** نُضِحَتْ لُبُودُ سُرُوجِهَا بِذِنَابِ
حُوٍ وَشُقْرٍ قَرَّحٍ مَلْبُونَةٍ ** جُلُحٍ مُبَرِّزَةِ النِّجَارِ عِرَابِ
مِنْ كُلِّ شَوْحَطَةٍ رَفِيعٍ صَدْرُهَا ** شَقَّاءَ تَسْبِقُ رَجْعَةَ الكَلاَّبِ
وَكُلِّ أَقْوَدَ أَعْوَجِيٍّ سَابِحٍ ** عَبْلِ المُقَلَّدِ لاَحِقِ الأَقْرَابِ
يَقِصُ الذُّبَابَ بِطَرْفِهِ وَنثِيرِهِ ** ويُثيرُ نَقْعاً في ذُرَى الأظْرابِ
وسُلاَحِ كلِّ أَشَمَّ شَهْمٍ رابِطٍ ** عندَ الحفاظِ مُقلِّصِ الأثوابِ
بالمَشْرَفيِّة كُلَّما صالوا بها ** قطعَتْ عِظامَ سواعدٍ ورِقابِ
إلا عِلافِيَّاً ، وسَيفاً مُلْطَفاً ** وضِبِرَّةً وَجْنَاءَ ذَاتَ هِبَابِ
طَرَقَتْ وَقَدْ شَحَطَ الفُؤادُ عَنِ الصِّبَا ** وأتى المَشيبُ فحالَ دونَ شَبابي
طَرَقَتْ بِرَيَّا رَوْضَة وَسْمِيَّة ** غَرِدٍ بذابِلِها غِنَاءُ ذَبابِ
بقَرارَةٍ مُتراكِبٍ خَطْمِيُّها ** والمِسْكُ خالَطَها ذَكِيُّ مَلاَبِ
خَوْدٌ مُنَعَّمَةٌ كأنَّ خِلافَها ** وَهْناً إذا فُرِرَتْ إلى الجِلْبابِ
دِعْصا نَقاً ، رَفَدَ العَجاجُ ترابَهُ ، ** حُرٍّ ، صبيحةَ دِيمَةٍ وذِهابِ
قَفْرٍ ، أحاطَ بهِ غَوارِبُ رَمْلَةٍ ** تَثْنيِ النِّعَاجَ فُرُوعُهُنَّ صِعَابِ
ولقدْ أرانا لا يَشيعُ حديثُنا ** في الأقْرَبِينَ ، وَلاَ إِلَى الأَجْنَابِ
ولقدْ نعيشُ وواشِيانا بينَنا ** صَلِفَانِ ، وَهْيَ غَرِيرَةُ الأتْرَابِ
إذْ نحنُ محتفِظانِ عَيْنَ عدوِّنا ** في رَيِّقٍ مِنْ غِرَّةٍ وَشبَابِ
تَبْدُو لِغِرَّتِنَا ، وَيخَفْى َ شَخْصُها ** كطلوعِ قَرْنِ الشمسِ بعدَ ضبابِ
تَبْدُو إذَا غَفَلَ الرَّقِيبُ وَزَايَلتْ ** عَيْنُ المُحِبِّ دُونَ كُلِّ حِجَابِ
لفَظَتْ كُبَيْشَةُ قَوْلَ شَكٍّ كَاذِبٍ ** مِنْهَا ، وَبَعْضُ القَولِ غَيْرُ صَوَابِ
قَوْمِي فَهَلاَّ تَسْأَلِينَ بِعِزِّهِمْ ** إذْ كَانْ قَوْمُكِ مَوْضِعَ الأذْنَابِ
مُضَرُ التي لا يُستباحُ حَريمُها ** والآخِذونَ نَوافِلَ الأَنْهابِ
والحائِطونَ فلا يُرامُ ذِمَارُهُمْ ** والحافظونَ مَعاقِدَ الأَحْسابِ
ما بينَ حِمْصَ وحَضْرَمَوْتَ نَحُوطُهُ ** بسيوفِنا مِنْ مَنهَلٍ وتُرابِ
في كُلِّ ذلِكَ يا كُبَيْشَ بُيُوتُنَا ** حِلَقُ الحُلولِ ثوابِتَ الأطْنابِ
آطامُ طِينٍ شَيَّدَتْها فارِسٌ ** عندَ السُّيُوحِ رَوافِدٍ وقِبابِ
نرمي النوابحَ كُلَّما ظهرَتْ لنا ** وَالحَقُّ يَعْرِفُهُ ذَوُوالأَلْبَابِ
بِكتَائِبٍ رُدُحٍ ، تَخَالُ زُهَاءَهَا ** كالشِّعْبِ أصبحَ حاجِراً بضَنَابِ
وَالزَّاعِبِيَّةِ رُذَّماً أَطْرَافُهَا ** وَالخَيْلُ قَدْ طُوِيَتْ إلَى الأَصْلاَبِ
مُتَسَرْبِلاَتٍ في الحَدِيدِ تَكُفُّهَا ** شَقِّيَّةٌ يُقْرَعْنَ بالأنيابِ
مُتَفَضِّخَاتٍ بِالحَمِيمِ ، كَأَنَّمَا ** نُضِحَتْ لُبُودُ سُرُوجِهَا بِذِنَابِ
حُوٍ وَشُقْرٍ قَرَّحٍ مَلْبُونَةٍ ** جُلُحٍ مُبَرِّزَةِ النِّجَارِ عِرَابِ
مِنْ كُلِّ شَوْحَطَةٍ رَفِيعٍ صَدْرُهَا ** شَقَّاءَ تَسْبِقُ رَجْعَةَ الكَلاَّبِ
وَكُلِّ أَقْوَدَ أَعْوَجِيٍّ سَابِحٍ ** عَبْلِ المُقَلَّدِ لاَحِقِ الأَقْرَابِ
يَقِصُ الذُّبَابَ بِطَرْفِهِ وَنثِيرِهِ ** ويُثيرُ نَقْعاً في ذُرَى الأظْرابِ
وسُلاَحِ كلِّ أَشَمَّ شَهْمٍ رابِطٍ ** عندَ الحفاظِ مُقلِّصِ الأثوابِ
بالمَشْرَفيِّة كُلَّما صالوا بها ** قطعَتْ عِظامَ سواعدٍ ورِقابِ