نقوس المهدي
كاتب
طَرَقَتْ على عِلل الكرى أَسماءُ ** وهْناً وما شعَرْت بِها الرُّقَباءُ
سَكْرى ترنّح عِطفُهَا فَتعلمتْ ** مِنْ مَعطفيها البانةُ الغنَّاءُ
يثني الصبا والراح قامتها كما ** تثني الأراكةَ زَعْزعٌ نَكْبَاءُ
زارت على شحط المزار متيماً ** بالرقمتين ودارها تيماءُ
في ليلةٍ كشَفتْ ذوائبَها بها ** فتضَاعفتْ بَعقَاصِها الظَّلماءُ
والطيفُ يخفى في الظلامِ كما ختفى ** في وجنة الزنجي منه حياءُ
ما زال يمتعني الخيال بوصلها ** حتى انزوى عن مقلتي الإغفاءُ
برد الحلي فنافرت عضدي وقد ** هبَّ الصباحُ ونامَتِ الجَوْزاءُ
وَدَعَتْ برحلتها النّوى فتحمَّلتْ ** في الركب منها ظبية أدماءُ
ماتت بدمنتها الشمائل والصبا ** ومدامعي والمُزنةُ الوطفاءُ
فلتؤخذن بمهجتي لحظاتها ** وبعرصتيبها الريح والأنواءُ
طلعت بحيث الباترات بوارق ** والزُّرقُ شُهْبٌ والقَتامُ سماءُ
فُي كلة حمراء يخفق دونها ** بينَ الفوارس رايةٌ حمراءُ
والجوُّ لابسُ قسطلٍ مُتراكِمٍ ** فلهُ من النّقْعِ الأحمِّ رداءُ
سطعت من الغبراء فيه عجاجة ** مركومةٌ فاغبرّتِ الخضراءُ
دع ظبية الوعساء واعن لهذه ** فلكلِّ أَرضٍ يَمْمَتْ وَعْسَاءُ
قطعت بها أيدي الركاب تنوفة ** قد ألهبت في جوها الرمضاءُ
ليست سَمومُ الريحِ ما لفَحت بها ** لكنَّها أَنفاسيَ الصُّعداءُ
هل تبلغن الظاعنين تحية ** ريح تهب مع الأصيل رخاءُ )
كسلى تجر على الحديقة ذيلها ** فالعرْفُ منها مَنْدَلٌ وَكَباءُ
تعزى أبا عبد المليك اليك أو ** يُعزَى إليها من عُلاكَ ثناءُ
يا كوكباً بهر الكواكب نوره ** ومحا دجى الحرمان منه ضياءُ
لك همة علوية كرمية ** وسجية معسولة لمياءُ
ومكانةٌ في المجدِ أنتَ عمرْتَها ** بعُلاكَ وهيَ من الأنامِ خَلاءُ
فتّقت أكمام البلاغة والنهى ** عن حكمة لم تؤتها الحكماءُ
ولربما جاش اعتزامك أو طمى ** عن أَبْحُرٍ شَرِقَتْ بها الأعداءُ
ما زال يَفْري الخطبَ منه مُهنَّدٌ ** للعزم منه صولة ومضاءُ
شبت قريحته وهذب خلقه ** فلم درِ هل هو جَذْوَةٌ أم ماءُ
تجري اليراعةُ في بنانِ يمينهِ ** وكأنها يزنية سمراءُ
ويفوق محتده الكواكب مرتقىً ** فكأنَّهُ فوقَ السماءِ سماءُ
ذرب اللسان إذا تدفق نطقه ** خرست سحر خطابه الخطباءُ
لو ناب عنه سواه في يقظاته ** نابت مناب الجوهر الحصباءُ
ركن الأنام به إلى ذي عزة ** قعساءَ ليس كمثلِها قعساءُ
لم يَخْصُصوهُ بشكرهم إلا وقد ** عمّت جميعَهُمُ به النّعماءُ
لم أن ألسنهم جحدن صنيعه ** نطقَتْ بذاك عليهمُ الأعضاءُ
كثُرتْ أياديه الجسامُ فآخذٌ ** من قبلها أنفاسه الإحصاءُ
طاب الزمانُ بها كطيبِ ثنائِهِ ** وتضوّعَ الإصباحُ والإمساءُ
بأغرّ ذي كرمٍ نَمَتْهِ من بني ** عبد العزيز عصابة كرماءُ
الموقدون على الثنية نارهم ** للطارقين إذا وَنَى السُّفَراءُ
والمالؤون من السديف جفانهم ** لهم إذا شملتهم اللأواءُ
قوم ثناؤهم خلود نفوسهم ** ومنَ الهَوامدِ في الثرى أَحياءُ
إن أخلفَتْ غُرُّ السحابِ تهللوا ** أو جَنَّ ليلُ الحادثاتِ أضاءوا
با ابن الذي علمت معد فضله ** وسوى معدّ فيه وهي سواءُ
و بنَ الذي قد أُلِحقَتْ في حُكمه ** من عدله بأولي القة ى الضعفاءُ
هذي القصائد قد أتتك برودها ** موشية وقريحتي صنعاءُ
فإليك منها شرداً تصطادها ** بالعزّ لا بالنائل الكرماءً
ترجو نصيباً من علاك وما لها ** فيما ترجيه العفاة رجاءُ
فانعم أبا عبد المليك بوصلها ** أنتَ الكِفاءُ وهذه الحسناءُ
ومديح مثلك مادحي ولربما ** مُدحَتْ بمن تتمدّحُ الشعراءُ
سَكْرى ترنّح عِطفُهَا فَتعلمتْ ** مِنْ مَعطفيها البانةُ الغنَّاءُ
يثني الصبا والراح قامتها كما ** تثني الأراكةَ زَعْزعٌ نَكْبَاءُ
زارت على شحط المزار متيماً ** بالرقمتين ودارها تيماءُ
في ليلةٍ كشَفتْ ذوائبَها بها ** فتضَاعفتْ بَعقَاصِها الظَّلماءُ
والطيفُ يخفى في الظلامِ كما ختفى ** في وجنة الزنجي منه حياءُ
ما زال يمتعني الخيال بوصلها ** حتى انزوى عن مقلتي الإغفاءُ
برد الحلي فنافرت عضدي وقد ** هبَّ الصباحُ ونامَتِ الجَوْزاءُ
وَدَعَتْ برحلتها النّوى فتحمَّلتْ ** في الركب منها ظبية أدماءُ
ماتت بدمنتها الشمائل والصبا ** ومدامعي والمُزنةُ الوطفاءُ
فلتؤخذن بمهجتي لحظاتها ** وبعرصتيبها الريح والأنواءُ
طلعت بحيث الباترات بوارق ** والزُّرقُ شُهْبٌ والقَتامُ سماءُ
فُي كلة حمراء يخفق دونها ** بينَ الفوارس رايةٌ حمراءُ
والجوُّ لابسُ قسطلٍ مُتراكِمٍ ** فلهُ من النّقْعِ الأحمِّ رداءُ
سطعت من الغبراء فيه عجاجة ** مركومةٌ فاغبرّتِ الخضراءُ
دع ظبية الوعساء واعن لهذه ** فلكلِّ أَرضٍ يَمْمَتْ وَعْسَاءُ
قطعت بها أيدي الركاب تنوفة ** قد ألهبت في جوها الرمضاءُ
ليست سَمومُ الريحِ ما لفَحت بها ** لكنَّها أَنفاسيَ الصُّعداءُ
هل تبلغن الظاعنين تحية ** ريح تهب مع الأصيل رخاءُ )
كسلى تجر على الحديقة ذيلها ** فالعرْفُ منها مَنْدَلٌ وَكَباءُ
تعزى أبا عبد المليك اليك أو ** يُعزَى إليها من عُلاكَ ثناءُ
يا كوكباً بهر الكواكب نوره ** ومحا دجى الحرمان منه ضياءُ
لك همة علوية كرمية ** وسجية معسولة لمياءُ
ومكانةٌ في المجدِ أنتَ عمرْتَها ** بعُلاكَ وهيَ من الأنامِ خَلاءُ
فتّقت أكمام البلاغة والنهى ** عن حكمة لم تؤتها الحكماءُ
ولربما جاش اعتزامك أو طمى ** عن أَبْحُرٍ شَرِقَتْ بها الأعداءُ
ما زال يَفْري الخطبَ منه مُهنَّدٌ ** للعزم منه صولة ومضاءُ
شبت قريحته وهذب خلقه ** فلم درِ هل هو جَذْوَةٌ أم ماءُ
تجري اليراعةُ في بنانِ يمينهِ ** وكأنها يزنية سمراءُ
ويفوق محتده الكواكب مرتقىً ** فكأنَّهُ فوقَ السماءِ سماءُ
ذرب اللسان إذا تدفق نطقه ** خرست سحر خطابه الخطباءُ
لو ناب عنه سواه في يقظاته ** نابت مناب الجوهر الحصباءُ
ركن الأنام به إلى ذي عزة ** قعساءَ ليس كمثلِها قعساءُ
لم يَخْصُصوهُ بشكرهم إلا وقد ** عمّت جميعَهُمُ به النّعماءُ
لم أن ألسنهم جحدن صنيعه ** نطقَتْ بذاك عليهمُ الأعضاءُ
كثُرتْ أياديه الجسامُ فآخذٌ ** من قبلها أنفاسه الإحصاءُ
طاب الزمانُ بها كطيبِ ثنائِهِ ** وتضوّعَ الإصباحُ والإمساءُ
بأغرّ ذي كرمٍ نَمَتْهِ من بني ** عبد العزيز عصابة كرماءُ
الموقدون على الثنية نارهم ** للطارقين إذا وَنَى السُّفَراءُ
والمالؤون من السديف جفانهم ** لهم إذا شملتهم اللأواءُ
قوم ثناؤهم خلود نفوسهم ** ومنَ الهَوامدِ في الثرى أَحياءُ
إن أخلفَتْ غُرُّ السحابِ تهللوا ** أو جَنَّ ليلُ الحادثاتِ أضاءوا
با ابن الذي علمت معد فضله ** وسوى معدّ فيه وهي سواءُ
و بنَ الذي قد أُلِحقَتْ في حُكمه ** من عدله بأولي القة ى الضعفاءُ
هذي القصائد قد أتتك برودها ** موشية وقريحتي صنعاءُ
فإليك منها شرداً تصطادها ** بالعزّ لا بالنائل الكرماءً
ترجو نصيباً من علاك وما لها ** فيما ترجيه العفاة رجاءُ
فانعم أبا عبد المليك بوصلها ** أنتَ الكِفاءُ وهذه الحسناءُ
ومديح مثلك مادحي ولربما ** مُدحَتْ بمن تتمدّحُ الشعراءُ