نقوس المهدي
كاتب
لذي سلم والبان لولاك لم أهوى ** ولا ازددت من سلع وجيرانه شجوى
ولولاك ما انهلت على الخد أدمعي ** لتذكار ما الروحاء تحويه من أحوى
فأنت الحبيب الواجب الحب والذي ** سريرة قلبي دائماً عنه لا تطوى
وأنت الذي لم أصب إلا لحسنه ** ولم يَلْهُ عن ذكراه سري ولو سهوا
وحيث اتخذت القلب مثوى ومنزلا ** ففتشه وانظر سيدي صحة الدعوى
أورى إذا شببت يا ظبي حاجر ** بزينب أو سلمى وأنت الذي تنوى
وإني وإن نلت المنى منك نازحا ** على البعد عن مغناك مولاي لا أقوى
أبى الحب إلا أن أذوب صبابة ** وغصن شبابي كاد للبين أن يذوى
تحملت أثقالاً بها أطّ كاهلي ** من الشوق لا يقوى على حملها رضوى
وبي بين أحناء الضلوع لواعج ** تغادر في الأحشاء جمر الغضا حشوا
إلى مَ احتمالي بالنوى مضض الهوى ** وحتى مَ أفلاذي بنا الجوى تشوى
ثكلت حياتي أن أقمت ولم أقُد ** مطية عزمي نحو منزل من أهوى
خليلي من فهر أجيبا مناديا ** إلى الفوز يدعو لا للبنى ولا علوى
وكونا لدى الترحال والحط رفقة ** لنضو اشتياق يمتطي للسرى نضوا
فيا حبذا إزماعنا السير ترتمي ** بنا اليعملات السهل والشقة الشجوا
بأرقالها نرمي الفجاج ونقطع الهضاب ** ونطوي في سرانا بها الدوا
ونهوى بها والشوق يحدو قلوبنا ** مجدين حتى نبلغ الغاية القصوى
وما الغاية القصوى سوى المنزل الذي ** لحصبائه العيوق يغبط والعوا
رحاب بها القرآن والوحي نازل ** وجبريل في أرجائها ينشر الألوا
بلاد بها خير البرية ضارب ** سرادقة واختارها الدار والمثوى
مدينة خير المرسلين وخاتم النبيين ** والهادي إلى الأقوم الأقوى
حبيب إله العرش مأمونه الذي ** بغرته في الجدب تستمطر الأنوا
نبي براه الله من نور وجهه ** وأوجد منه الكون جل الذي سوّى
وابرزه من خير بيت أرومة ** وأطهره ذاتاً وأشرفه عزوا
لآباء مجد ينتمي ولأمّهات ** عزنجيبات إلى أمّنا حوّا
وبانت لدى ميلاده ورضاعه ** براهين آي لا ترد لها دعوى
ومنذ نشأ لم يصب قط ولم يزغ ** ولم يأت محظوراً ولم يحضر اللهوا
إلى أن أتاه الوحي بالبعثة التي ** برحمتها عم الحضارة والبدوا
فأضحت به الأكوان تزهو وتزدهي ** ولا بدع أن تاهت سروراً ولا غروا
وأسرى به الرحمن من بطن مكة ** إلى القدس يختال البراق به زهوا
فقدمه الرسل الكرام وهل ترى ** لبكر العلا غير ابن آمنة كفوا
وزج به والروح يخدمه إلى ** طباق السما والحجب من دونه تطوى
إلى الملأ الأعلى إلى الحضرة التي ** بها ربه ناجاه يا لك من نجوى
فأولاه ما أولاه فضلاً ومنّة ** وأشهده بالعين ما جل أن يروى
وفي النزلة الأخرى تجلى إلهه ** لدى سدرة من دونهما جنة المأوى
فما كان أزهى ليلة قد سرى بها ** وعاد ولما تبد من فجرها الأضوا
فأكرم بمن أضحى بمكة داعيا ** وأمسى إلى عرش المهيمن مدعوا
أتى وظلام الشرك مرخ سدوله ** وبالناس عن نهج الرشاد عمى أروى
فما زال يدعوهم بحكمة ربه ** إلى اليمن والإيمان والبر والتقوى
وأصبح يتلو سيد الكتب بينهم ** فيا لك من تال ويا لك متلوا
فأعجز ارباب البيان بديعه ** وأخرسهم رغماً وألغى به اللغوا
تنبئهم عن كل علم سطوره ** وتخبرهم بالغيب من آيه الفحوى
فصدقه أهل السوابق والأولى ** أتيح لهم أن يشربوا كاسه صفوا
وكذّبه قوم عن الحق قد عموا ** وصموا بإعجاب النفوس بالطغوى
فسفه أحلام المشائخ منهم ** وآذوه لما عاب دينهم الألوى
فهاجر من بطحاء مكة سارياً ** وباتت عيون القوم عن نوره عشوا
فما راعهم إلا الصباح وأن رأوا ** على رأس كل منهم الترب محثوا
وأم مع الصديق أكالة القرى ** تلين له الشجوى وتطوي له الفجوا
فشرف إذ وافى منازل طيبة ** وسكانها والترب والماء والجوا
وَألقى عصا التسيار إذ أحسنوا له ** وللمؤمنين الأوس والخزرج المأوى
وفيها فشا الإسلام وإنبجست بها ** عيون الهدى والحق وانزاحت الأسوا
وناصره الأنصار فيها وآمنوا ** به وارعووا عن جهلهم أحسن الرعوى
وقاتل من لم يدخل الدين طائعا ** وشن على أعدائه الغارة العشوا
وفرق شمل المشركين بعزمه ** ثبات فما اسطاعوا لتمزيقه رفوا
وقاد إليهم جحفلاً بعد جحفل ** ووالى عليهم في ديارهم الغزوا
يصبحهم من صحبه بفوارس ** يرون مذاق الموت إن جالدوا حلوا
يخوضون لج الهول علماً بأن من ** نجا من حتوف الحرب تقتله الأدوا
مآثر تروي عن حنين وخيبر ** وعن أحد والفتح والعدوة القصوى
ولم لا وهم في نصر من سبح الحصى ** بكفيه والأشجار جاءت له حبوا
وكلمه ضب الفلاة وسلمت ** عليه ولانت تحت أخمصه الصفوا
وحنّ إليه الجذع شوقاً وإننا ** من الجذع أولى أن نحن وأن نجوى
فأي فؤاد لم يهم في وداده ** وأية نفس لا تزال به نشوى
ولما شكى العافون ما حل عندما ** بأنيابها عضّتهم ألسنة السنوا
دعا فاستهل الغيث سبعاً بصيب ** مريع سقى سفل المنابت والعلوا
فأينعت الأثمار فيها وأخرجت ** غثاء من المرعى لأنعامهم أحوى
وعم العباد الخصب وأنجاب عنهم ** بدعوته البأساء والقحط واللأُوا
أتى ناسخاً دين اليهود وشرعه ** النصارى وأحيا بالحنيفة الفتوى
فما لغلاة السبت أبدوا جحوده ** عناداً وفي التوراة أنباؤه تروى
وما للنصارى أنكروا بعثة الذي ** بأخباره الانجيل قد جاء مملوا
فبعداً لكم أهل الكتابين إنكم ** ضللتم على علم وآثرتم الأهوا
ولا بدع أن يرضى العمي بالهدى من أرتضى ** الفوم والقثاء بالمن والسلوى
ومن يبتغ التثليث ديناً فلن ترى ** له أُذناً للحق واعية خذوا
ولو أنهم دانوا بدين محمد ** وملته لاستوجبوا العز والبأوا
ألا يا رسول الله يا من بنوره ** وطلعته يستدفع السوء والبلوى
ويا خير من شدّت إليه الرحال من ** عميق فجاج الأرض تلتمس الجدوى
إليك اعتذاري عن تأخّر رحلتي ** إلى سوحك المملوء عمّن جنى عفوا
على أن خمر الشوق خامرني فلم ** يدع في عرقا لا يحن ولا عضوا
وإني لتعروني لذكراك هزة ** كما أخذت سلمان من ذكرك العروا
وما غير سوء الحظ عنك يعوقني ** ولكنني أحسنت في جودك الرجوا
وها أنا قد وافيت للروضة التي ** بها نير الإيمان ما انفكَّ مجلوا
وقفت بذلي زائراً ومسلّما ** عليك سلام الخاضع الرابع الشكوى
صلاة وتسليم على روحك التي ** إليها جميع الفخر أصبح معزوّا
عليك سلام الله يا من بجاهه ** ينال من الآمال ما كان مرجوا
عليك سلام الله يا من توجّهت ** إلى سوحه الركبان تطوي الفلا عدوا
عليك سلام الله يا سيّداً سرت ** بهيكله العضباء ترفل والقصوا
سلام على القبر الذي قد حللته ** فأضحى بأنوار الجلالة مكسوا
إليك ابن عبد الله وافيت مثقلاً ** بأوزار عمر مر معظمه لهوا
غفلت عن الأخرى وأهملت أمرها ** وطاوعت غي النفس في زمن الغلوا
ومنك رسول الله أرجو شفاعة ** تغادر مسود الصحائِف ممحوا
ولي في عريض الجاه آمال فائز ** بما رامه من فيض فضلك مبدوا
ومن سِرِّك ابذر في فؤادي ذرة ** لأرجع بالعلم اللدُنِّي محبوا
على عتبات الفضل أنزلت حاجتي ** وتالله لا يمسي نزيلك مجفوا
وقد صح لي منك انتماء ونسبة ** إليك لسان الطعن من دونها يكوى
وأنت الذي تأوي النزيل وتكرم السليل ** وترعى الجار والصهر والحموا
وقد مسّني من أهل بيتي وبلدتي ** أذى وكثير منهم أكثروا العدوا
فكن منصفي بالصبر ضاق نطاقه ** وخذلي بحقي يا ابن ساكنة الأبوا
وقابل بألطاف القبول مديحة ** مبرأة عن وصمة اللحن والإِقوا
بمدحك تزهو لا برونق لفظها ** وترجو على الأتراب أن تدرك الشأوا
تؤمل أن يسقي محررها غدا ** من الكوثر المورود كأساً بها يروى
وصلى عليك الله ما أنهل صيب ** من المزن فاخضلت بجناته الجنوى
صلاة كما ترضى معطرة الشذا ** تفوح بها في الكون رائحة الغلوى
ويسري إلى أرواح آلك سرها ** وصحبك والأتباع في السر والنجوى
ولولاك ما انهلت على الخد أدمعي ** لتذكار ما الروحاء تحويه من أحوى
فأنت الحبيب الواجب الحب والذي ** سريرة قلبي دائماً عنه لا تطوى
وأنت الذي لم أصب إلا لحسنه ** ولم يَلْهُ عن ذكراه سري ولو سهوا
وحيث اتخذت القلب مثوى ومنزلا ** ففتشه وانظر سيدي صحة الدعوى
أورى إذا شببت يا ظبي حاجر ** بزينب أو سلمى وأنت الذي تنوى
وإني وإن نلت المنى منك نازحا ** على البعد عن مغناك مولاي لا أقوى
أبى الحب إلا أن أذوب صبابة ** وغصن شبابي كاد للبين أن يذوى
تحملت أثقالاً بها أطّ كاهلي ** من الشوق لا يقوى على حملها رضوى
وبي بين أحناء الضلوع لواعج ** تغادر في الأحشاء جمر الغضا حشوا
إلى مَ احتمالي بالنوى مضض الهوى ** وحتى مَ أفلاذي بنا الجوى تشوى
ثكلت حياتي أن أقمت ولم أقُد ** مطية عزمي نحو منزل من أهوى
خليلي من فهر أجيبا مناديا ** إلى الفوز يدعو لا للبنى ولا علوى
وكونا لدى الترحال والحط رفقة ** لنضو اشتياق يمتطي للسرى نضوا
فيا حبذا إزماعنا السير ترتمي ** بنا اليعملات السهل والشقة الشجوا
بأرقالها نرمي الفجاج ونقطع الهضاب ** ونطوي في سرانا بها الدوا
ونهوى بها والشوق يحدو قلوبنا ** مجدين حتى نبلغ الغاية القصوى
وما الغاية القصوى سوى المنزل الذي ** لحصبائه العيوق يغبط والعوا
رحاب بها القرآن والوحي نازل ** وجبريل في أرجائها ينشر الألوا
بلاد بها خير البرية ضارب ** سرادقة واختارها الدار والمثوى
مدينة خير المرسلين وخاتم النبيين ** والهادي إلى الأقوم الأقوى
حبيب إله العرش مأمونه الذي ** بغرته في الجدب تستمطر الأنوا
نبي براه الله من نور وجهه ** وأوجد منه الكون جل الذي سوّى
وابرزه من خير بيت أرومة ** وأطهره ذاتاً وأشرفه عزوا
لآباء مجد ينتمي ولأمّهات ** عزنجيبات إلى أمّنا حوّا
وبانت لدى ميلاده ورضاعه ** براهين آي لا ترد لها دعوى
ومنذ نشأ لم يصب قط ولم يزغ ** ولم يأت محظوراً ولم يحضر اللهوا
إلى أن أتاه الوحي بالبعثة التي ** برحمتها عم الحضارة والبدوا
فأضحت به الأكوان تزهو وتزدهي ** ولا بدع أن تاهت سروراً ولا غروا
وأسرى به الرحمن من بطن مكة ** إلى القدس يختال البراق به زهوا
فقدمه الرسل الكرام وهل ترى ** لبكر العلا غير ابن آمنة كفوا
وزج به والروح يخدمه إلى ** طباق السما والحجب من دونه تطوى
إلى الملأ الأعلى إلى الحضرة التي ** بها ربه ناجاه يا لك من نجوى
فأولاه ما أولاه فضلاً ومنّة ** وأشهده بالعين ما جل أن يروى
وفي النزلة الأخرى تجلى إلهه ** لدى سدرة من دونهما جنة المأوى
فما كان أزهى ليلة قد سرى بها ** وعاد ولما تبد من فجرها الأضوا
فأكرم بمن أضحى بمكة داعيا ** وأمسى إلى عرش المهيمن مدعوا
أتى وظلام الشرك مرخ سدوله ** وبالناس عن نهج الرشاد عمى أروى
فما زال يدعوهم بحكمة ربه ** إلى اليمن والإيمان والبر والتقوى
وأصبح يتلو سيد الكتب بينهم ** فيا لك من تال ويا لك متلوا
فأعجز ارباب البيان بديعه ** وأخرسهم رغماً وألغى به اللغوا
تنبئهم عن كل علم سطوره ** وتخبرهم بالغيب من آيه الفحوى
فصدقه أهل السوابق والأولى ** أتيح لهم أن يشربوا كاسه صفوا
وكذّبه قوم عن الحق قد عموا ** وصموا بإعجاب النفوس بالطغوى
فسفه أحلام المشائخ منهم ** وآذوه لما عاب دينهم الألوى
فهاجر من بطحاء مكة سارياً ** وباتت عيون القوم عن نوره عشوا
فما راعهم إلا الصباح وأن رأوا ** على رأس كل منهم الترب محثوا
وأم مع الصديق أكالة القرى ** تلين له الشجوى وتطوي له الفجوا
فشرف إذ وافى منازل طيبة ** وسكانها والترب والماء والجوا
وَألقى عصا التسيار إذ أحسنوا له ** وللمؤمنين الأوس والخزرج المأوى
وفيها فشا الإسلام وإنبجست بها ** عيون الهدى والحق وانزاحت الأسوا
وناصره الأنصار فيها وآمنوا ** به وارعووا عن جهلهم أحسن الرعوى
وقاتل من لم يدخل الدين طائعا ** وشن على أعدائه الغارة العشوا
وفرق شمل المشركين بعزمه ** ثبات فما اسطاعوا لتمزيقه رفوا
وقاد إليهم جحفلاً بعد جحفل ** ووالى عليهم في ديارهم الغزوا
يصبحهم من صحبه بفوارس ** يرون مذاق الموت إن جالدوا حلوا
يخوضون لج الهول علماً بأن من ** نجا من حتوف الحرب تقتله الأدوا
مآثر تروي عن حنين وخيبر ** وعن أحد والفتح والعدوة القصوى
ولم لا وهم في نصر من سبح الحصى ** بكفيه والأشجار جاءت له حبوا
وكلمه ضب الفلاة وسلمت ** عليه ولانت تحت أخمصه الصفوا
وحنّ إليه الجذع شوقاً وإننا ** من الجذع أولى أن نحن وأن نجوى
فأي فؤاد لم يهم في وداده ** وأية نفس لا تزال به نشوى
ولما شكى العافون ما حل عندما ** بأنيابها عضّتهم ألسنة السنوا
دعا فاستهل الغيث سبعاً بصيب ** مريع سقى سفل المنابت والعلوا
فأينعت الأثمار فيها وأخرجت ** غثاء من المرعى لأنعامهم أحوى
وعم العباد الخصب وأنجاب عنهم ** بدعوته البأساء والقحط واللأُوا
أتى ناسخاً دين اليهود وشرعه ** النصارى وأحيا بالحنيفة الفتوى
فما لغلاة السبت أبدوا جحوده ** عناداً وفي التوراة أنباؤه تروى
وما للنصارى أنكروا بعثة الذي ** بأخباره الانجيل قد جاء مملوا
فبعداً لكم أهل الكتابين إنكم ** ضللتم على علم وآثرتم الأهوا
ولا بدع أن يرضى العمي بالهدى من أرتضى ** الفوم والقثاء بالمن والسلوى
ومن يبتغ التثليث ديناً فلن ترى ** له أُذناً للحق واعية خذوا
ولو أنهم دانوا بدين محمد ** وملته لاستوجبوا العز والبأوا
ألا يا رسول الله يا من بنوره ** وطلعته يستدفع السوء والبلوى
ويا خير من شدّت إليه الرحال من ** عميق فجاج الأرض تلتمس الجدوى
إليك اعتذاري عن تأخّر رحلتي ** إلى سوحك المملوء عمّن جنى عفوا
على أن خمر الشوق خامرني فلم ** يدع في عرقا لا يحن ولا عضوا
وإني لتعروني لذكراك هزة ** كما أخذت سلمان من ذكرك العروا
وما غير سوء الحظ عنك يعوقني ** ولكنني أحسنت في جودك الرجوا
وها أنا قد وافيت للروضة التي ** بها نير الإيمان ما انفكَّ مجلوا
وقفت بذلي زائراً ومسلّما ** عليك سلام الخاضع الرابع الشكوى
صلاة وتسليم على روحك التي ** إليها جميع الفخر أصبح معزوّا
عليك سلام الله يا من بجاهه ** ينال من الآمال ما كان مرجوا
عليك سلام الله يا من توجّهت ** إلى سوحه الركبان تطوي الفلا عدوا
عليك سلام الله يا سيّداً سرت ** بهيكله العضباء ترفل والقصوا
سلام على القبر الذي قد حللته ** فأضحى بأنوار الجلالة مكسوا
إليك ابن عبد الله وافيت مثقلاً ** بأوزار عمر مر معظمه لهوا
غفلت عن الأخرى وأهملت أمرها ** وطاوعت غي النفس في زمن الغلوا
ومنك رسول الله أرجو شفاعة ** تغادر مسود الصحائِف ممحوا
ولي في عريض الجاه آمال فائز ** بما رامه من فيض فضلك مبدوا
ومن سِرِّك ابذر في فؤادي ذرة ** لأرجع بالعلم اللدُنِّي محبوا
على عتبات الفضل أنزلت حاجتي ** وتالله لا يمسي نزيلك مجفوا
وقد صح لي منك انتماء ونسبة ** إليك لسان الطعن من دونها يكوى
وأنت الذي تأوي النزيل وتكرم السليل ** وترعى الجار والصهر والحموا
وقد مسّني من أهل بيتي وبلدتي ** أذى وكثير منهم أكثروا العدوا
فكن منصفي بالصبر ضاق نطاقه ** وخذلي بحقي يا ابن ساكنة الأبوا
وقابل بألطاف القبول مديحة ** مبرأة عن وصمة اللحن والإِقوا
بمدحك تزهو لا برونق لفظها ** وترجو على الأتراب أن تدرك الشأوا
تؤمل أن يسقي محررها غدا ** من الكوثر المورود كأساً بها يروى
وصلى عليك الله ما أنهل صيب ** من المزن فاخضلت بجناته الجنوى
صلاة كما ترضى معطرة الشذا ** تفوح بها في الكون رائحة الغلوى
ويسري إلى أرواح آلك سرها ** وصحبك والأتباع في السر والنجوى