خوان خوسيه مياس - قلق.. ت: جعفر العلوني

عادة ما يوجد ضوءٌ كهربائيٌّ، ليس في غرف الفنادق كلها، ولكن حقاً في غرف كثيرة، لا يمكن العثور على مفتاح إنارته وإطفائه لحظة الخلود إلى الفراش. من أشعل الضوء؟ ومتى؟ ومن أين؟ هي أسئلة غامضة لا يمكن الإجابة عنها.

وهكذا بعد أن يلبسك الإحباط، مستنفداً جميع المفاتيح المرئية الموجودة في الغرفة في محاولة لإطفاء ذلك الضوء، تجلس على حافة السرير وتترد في الاتصال مع الاستقبال. ولكن في نهاية الأمر يمنعك الخجل من أن تبدو غبياً، وكذلك الخوف من أن يتأخر موظف الصيانة من الصعود إلى الغرفة، فأنت بحاجة إلى الراحة بعد سفر شاق، أو يوم عمل متعب. بعد هذا كله تقول لنفسك، لا تجعل الأمر يستحوذ عليك، بالكاد يضيء قليلاً، هيا ضع نفسك في السرير وتخيّل أنك تحلق.

وأخيراً تضع نفسك في الفراش وتدير ظهرك له. ولكن ما إن تغمض عينيك حتى تسارع إلى ذهنك أفكارٌ عن أماكن مخفية يمكن أن يوجد فيها مفتاح الضوء لم تخطر على بالك في عملية البحث الأولى. تنهض وتبدأ عملية الاستكشاف في جميع أركان الغرفة لكن دون جدوى، حتى إنك تبحث في أماكن لا يمكن الوصول إليها. فجأة، تفكر أن ذلك الضوء يُنار ويُطفئ من غرفة أخرى، راح نزيلها، منذ وهلة، يفكر وهو في سريره ما فائدة ذلك المفتاح الموجود هناك والذي لا ينير أي ضوء في غرفته؟!. وهكذا وأنت غارق في هذه الأفكار يُنار الضوء فجأة وحده. ثم تقول لنفسك لعل ذلك المسافر قد نهض من سريره، تماماً مثلك، وضغط مفتاح الضوء ليرى إن كان سينير شيئاً في الغرفة هذه المرة. لا بل إنه راح يدير المفتاح ويقفله أكثر من مرة دون أمل ذلك أن الضوء في غرفتي راح يضيء وينطفئ كما لو أنه يرسل رسالة مورس. لعله يحاول أن يتواصل معك، تفكر. ولكنك لا تفهم بإشارات المورس. غير أن َّهذا هو ما يحدث معنا كلنا: نكون في غرف مختلفة ولكننا لا أحد منا يفهم لغة المورس.
 
أعلى