نقوس المهدي
كاتب
رائحة الغرفة تزكم الأنوف ، وتصيبها بالحساسية التي لا تغادرها .
سرير حديدي مغطى بملاءة لم تستحم لمرة واحدة ذات بقع غيرت من لونها وملامحها .
ودورة مياه بجانب الباب .
وأرضية تغير لونها من وطء أحذية المرتادين .
الجدران لوثتها بقع .
غرفة صغيرة بالكاد تتسع لسرير كبير .
فٌتح الباب وأغلق ...
وأنفاسي تتلاحق ...
حانت هذه اللحظات التي ضحيتُ بكل ما أدخره ...
أقضي أيامي على الكرسي خلف شاشة الحاسوب مقابل أجر زهيد ، الإناث المتبرقعات يلهبنني بكلماتهن الناعمة ، فيصاب سروالي ببعض البقع .
الأجساد الأنثوية تطاردني ، وحين ألقي بجسدي ليلا على السرير المشتاق للدفء في الغرفة الصغيرة المفروشة بأجساد أخوتي أكيل التهم لأمي وأبي لأنهما أفرخا هذا العدد الكبير ، ربما لو أخذت أمي بعض الحبوب كما يفعلن النساء في هذه الأيام لأصبحت لي غرفة تضمني وزوجتي وتطرد أجساد الصور العارية التي تذهب وتجيء حتى أغيب .
صورة ابن الجيران وهو يداعب زوجته ذات الكتفين الناعمين، وأنا أتلصص من الجزء البسيط من النافذة، بينما هو يتغزل في تفاصيل جسدها وهي تتغنج بحركاتها وتموج شعرها، وأنا كالرصاص المنصهر.
أنفاسي في سباق محموم .
حلمتُ في شبابي بيوم زواجي وكيف سأفجر قحط هذه السنوات في كل وقت أشاء ، لم أعلم أني في زمن بائس ، في زمنٍ يكبح الإنسان جسده ويعذبه بشتى الفنون ، تخرجت من الجامعة ، وانسكب الحلم وتحطم كأسه ، ولم يبق لي سوى خلق صور وحركات سرابية ، أرمم بها حياتي المسحوقة .
حين أتناول سيجارة من زميلي، وأضعها بين شفتي الظامئتين، فلا أشعر بالدخان ، ولا باحتراق أنفي ، ولا بصدري المتسع والمملوء دخانا ، لكن أسمع فحيح الاشتهاء من شفتين عطشتين، أرمي عقب السيجارة ولساني يلامسهما .
أروض شهوتي ، لكنها تتمرد ، وعواء جسدي لا يهيمن على اًصوات المدينة فقط ، بل على الحروب الطاحنة في العالم .
فحيح جسدي في ازدياد ، وقلاعي المنيعة خارت وتتفتت ، الأحاديث والحكايات والمذيعات الفاتنات ، وإعلانات العطور ، والأفخاذ والصدور العارية ، كلها استعمرت تفكيري وخيالي .
رميت ُتلك الحواجز والحصون خلف ظهري ، وجئتُ إلى هذا المكان الذي ينام بعيدا عن أعين المدينة ، وأنا أسير بعيون تترقب من حولي .
ثوان وفجرتُ كل المياه المختزنة في ظهري منذ سنوات طويلة.
قامتْ وهي تنظر إليّ بشعرها الأسود الساخر.
قبضت بثوانٍ الفلوس التي جعلت أجمعها لشهور.
وصفعت الباب خلفها .
فأحسستُ بصوت تناثر أعماقي يرج الغرفة.
وازدادت رائحة الغرفة عفونة .
وبقع السرير الذي نام عليه آلاف الرجال تتحول إلى حشرات زاحفة تقتات من جسدي . ارتديتُ ملابسي بعجل .
وانطلقت ألملم روحي المتناثرة .
سرير حديدي مغطى بملاءة لم تستحم لمرة واحدة ذات بقع غيرت من لونها وملامحها .
ودورة مياه بجانب الباب .
وأرضية تغير لونها من وطء أحذية المرتادين .
الجدران لوثتها بقع .
غرفة صغيرة بالكاد تتسع لسرير كبير .
فٌتح الباب وأغلق ...
وأنفاسي تتلاحق ...
حانت هذه اللحظات التي ضحيتُ بكل ما أدخره ...
أقضي أيامي على الكرسي خلف شاشة الحاسوب مقابل أجر زهيد ، الإناث المتبرقعات يلهبنني بكلماتهن الناعمة ، فيصاب سروالي ببعض البقع .
الأجساد الأنثوية تطاردني ، وحين ألقي بجسدي ليلا على السرير المشتاق للدفء في الغرفة الصغيرة المفروشة بأجساد أخوتي أكيل التهم لأمي وأبي لأنهما أفرخا هذا العدد الكبير ، ربما لو أخذت أمي بعض الحبوب كما يفعلن النساء في هذه الأيام لأصبحت لي غرفة تضمني وزوجتي وتطرد أجساد الصور العارية التي تذهب وتجيء حتى أغيب .
صورة ابن الجيران وهو يداعب زوجته ذات الكتفين الناعمين، وأنا أتلصص من الجزء البسيط من النافذة، بينما هو يتغزل في تفاصيل جسدها وهي تتغنج بحركاتها وتموج شعرها، وأنا كالرصاص المنصهر.
أنفاسي في سباق محموم .
حلمتُ في شبابي بيوم زواجي وكيف سأفجر قحط هذه السنوات في كل وقت أشاء ، لم أعلم أني في زمن بائس ، في زمنٍ يكبح الإنسان جسده ويعذبه بشتى الفنون ، تخرجت من الجامعة ، وانسكب الحلم وتحطم كأسه ، ولم يبق لي سوى خلق صور وحركات سرابية ، أرمم بها حياتي المسحوقة .
حين أتناول سيجارة من زميلي، وأضعها بين شفتي الظامئتين، فلا أشعر بالدخان ، ولا باحتراق أنفي ، ولا بصدري المتسع والمملوء دخانا ، لكن أسمع فحيح الاشتهاء من شفتين عطشتين، أرمي عقب السيجارة ولساني يلامسهما .
أروض شهوتي ، لكنها تتمرد ، وعواء جسدي لا يهيمن على اًصوات المدينة فقط ، بل على الحروب الطاحنة في العالم .
فحيح جسدي في ازدياد ، وقلاعي المنيعة خارت وتتفتت ، الأحاديث والحكايات والمذيعات الفاتنات ، وإعلانات العطور ، والأفخاذ والصدور العارية ، كلها استعمرت تفكيري وخيالي .
رميت ُتلك الحواجز والحصون خلف ظهري ، وجئتُ إلى هذا المكان الذي ينام بعيدا عن أعين المدينة ، وأنا أسير بعيون تترقب من حولي .
ثوان وفجرتُ كل المياه المختزنة في ظهري منذ سنوات طويلة.
قامتْ وهي تنظر إليّ بشعرها الأسود الساخر.
قبضت بثوانٍ الفلوس التي جعلت أجمعها لشهور.
وصفعت الباب خلفها .
فأحسستُ بصوت تناثر أعماقي يرج الغرفة.
وازدادت رائحة الغرفة عفونة .
وبقع السرير الذي نام عليه آلاف الرجال تتحول إلى حشرات زاحفة تقتات من جسدي . ارتديتُ ملابسي بعجل .
وانطلقت ألملم روحي المتناثرة .