نقوس المهدي
كاتب
سافو(1)
إن كنتَ مفرط الاحتشام
إن كنتَ مفرطَ الاحتشامِ
فلا تنخَس حجارةَ الشاطئ.
**
نتوزاكي شانج(2)
من “ياه… كأنكِ رجل!”
قالَ متعلّقاً بها كأنه متعلّقٌ برجُل/ كانت تشربُ وتأكلُ بصورةٍ حرّيفة/ حتى تلقي نكتةً مكشوفةً أو اثنتَين/ الأكثرُ من ذلك/ كانت تتكلّمُ عن الفنّ/ وذلك الشاربُ جعلَها رجُلاً/ لكن قطعاً لم تستطع حكّ بيضَتَيها/ أو تبول أمامه/ أو تضاجع شاذّاً يافعاً في المؤخرةِ/ لم تكن تملكُ رسالةً لَعوباً/ ولم تستطع التكلّمَ عن عددِ النساء اللاتي عرفتهُن/ لكننا لا نعرف ذلكَ أيضاً/ كلّ ما نعرفهُ أنه قالَ إنها تُشبه شاذّاً/ وهي تظنّ أنها صالحةٌ كأيّ امرأةٍ/ ما يعني بالنسبة لها أنها صالحةٌ كأيّ شاذّ/ لكنها فكرةٌ دون أيّ توابعَ في أجزائها/ كالطريقةِ التي تنخرطُ فيها عموماً بعلاقةٍ محدّدةٍ/ هو وهذه المرأة التي ظنّ أنها تُشبه شاذّاً/ كانا يعملان معاً طيلةَ الوقتِ/ لهما قراءاتٌ شعرية/ تمريناتٌ رياضية/ رؤيةُ معارضَ/ يقاطعُ كلٌ منهما الآخرَ على التليفون/ وتعرفُ أنه/ عليها أن تكونَ شاذّةً لتفهمَ/ قد تخمّنُ فعلاً/ حرفتَهما المشتركةَ، الشِعرُ/ فالكلماتُ/ شأنٌ رجاليٌّ/ كما تعرفُ/ الحرفيُّ/ المحتَرِفُ/ الفنانُ/ كلّه في الرجُلِ/ فلماذا إذن نُلحِقُ المرأةَ في كلّ شيءٍ لعينٍ/ إن لم يكن مفيداً/ أن تؤدّي المرأةُ ما يؤدّيهِ الرجلُ.
**
يونيس دي سوزا(3)
قصيدة إلى شاعر
عليكَ أن تدفعَ لتصبحَ شاعراً.
لا يجب أن تدفعَ للعاهراتِ.
لدى ماري تصوّراتٌ روحانيةٌ.
يكتبُ لها قصيدةً عن
الروحِ الأعظم. يقولُ:
“ماري، إن لقاءاتي الجنسيةَ المتردّدةَ
تمثّلُ أكثرَ من سَعيٍ
لملاقاةِ مجرّدِ إشباعٍ جسديّ.
فهي شحنةُ الشاعرِ للتسامي بالذاتِ
والشروعِ بالاتحادِ مع العالمِ”.
فتلمعُ عينا ماري.
تنقَضّ شُعلٌ من عيدِ قدّيسٍ.
فالروحُ الأعظمُ ترتجفُ بباطنها.
وتخرخرُ بلغاتٍ غريبةٍ:
“أنتَ عاشقي الكونيُّ
في حالِ انتصابٍ دائم!
خلّني أشرعُ أنا أيضاً
بالاتحادِ مع العالمٍ ـ من خلالكَ”.
ريتو يعشقُ الموسيقى، ويهوَى علمَ النفسِ.
لم يُكمل الجامعةَ، والأفضلُ أنهُ لا يزالُ،
بدائياً. يكتبُ لها قصيدةً عن لحمِ المرأة.
يراقبها وهي تصبحُ أكثرَ نسويّةً وممتنّة.
يضاحِكُها عن أمّ مروَّعةٍ
تضعُ نُصبَ عينَيها
توءماً، وليدَين مفتَرضَين في الغابةِ،
وكلّ شيء سيكونُ
رعوياً، رومانسياً ـ باطنياً للغايةِ.
غيرَ أنكَ، يا لاعبي الكبيرَ،
بالسادسةِ والأربعين
وتعرفُ ما يُجدي مع مَن.
**
مايا آنجيلو(4)
مفهوم معصوم
قابلتُ سيدةً شاعرةَ
تحسَبُ الإلهامَ
طيوراً ملونةً، وكلماتٍ مهموسةً،
تردّدَ عاشقٍ.
ورقةً متهاويةً قد تثيرُها.
وردةً ميتةً، ذاويةً
قد تجعلُها تكتبُ، ليلاً ونهاراً،
أعظمَ نثرٍ مكافئ.
تجدُ معنىً خفياً
في كلّ لُباسٍ داخليٍّ،
ثم تسرعُ عائدةً لتكونَ وحدَها
فتكتبَ عن غرامٍ عنيف.
**
نينا كسيان(5)
خلاعة
من كلماتي تتساقطُ أحرفٌ
كما تتساقطُ أسنانٌ من فمي.
تتلعثمُ؟ تتأتئُ؟ تغمغمُ؟
أم تروحُ في الصمتِ التامِّ؟
فارحم يا إلهي
سقفَ فمي،
لساني،
ولَهاتي،
البظرَ في حلقي
وهو يتهَزهَزُ، حسّاساً، نابِضاً،
منفَجراً بانتعاظِ الرومانيّ.
**
جوان لاركن(6)
سوناتا “المِهبل”
هل يناسب أن نستعمل “المِهبل”
في سوناتا؟ لا يُفتَرَض.
أخبرني شاعر مشهور “المِهبل دميم”.
وهو يقصد، بالطبع، صوتياته. في القصائد.
بينما يُقحم قضيبه مراراً
في شِعره، وهو يناغيه، برصانة “يا
قضيبي”. شيء فظّ، أعرف، ومهيب.
أقصد صوتياته، بالطبع. في القصائد.
إنه سيء الحظّ كلّه، لكنه ثانويّ،
كتعليق مكالمة تخصّ مذكّرةً للقسم الإنجليزيّ
موجّهةً إلى “السيد/ السيدة/ الآنسة” ـ كعظمة سمكة فحسبُ
في حلق المِغزل ـ
مضيعةٌ للعقول ـ كي تهتمّ
بشيء وضيع يتعلّق باسم فَرْجي الكريم.
**
لين بيترز(7)
أظنّ
أظنُّ
أني سأرى المزيدَ من القصائدِ
عن الجنسِ
إن نُظِمَت مع الكثير من
الثقوبِ
الرقابِ
الانتصاباتِ والإيلاجاتِ.
يبدو هذا واعداً.
سأكتبُ واحدةً.
الهوامش:
1) Sappho: شاعرة إغريقية (منتصف القرن 7 ق.م)، هناك القليل المعروف عن هذه الشاعرة الشهيرة، عدا أنها كانت تعيش في ليسبوس، ولها ابنة تُدعى كليس، وكانت تُقدّر عالياً بزمانها، كانت شاعرة تتحلّق حولها النسوة الشابات ليتعلّمن كي يقمن بدور في عبادة أفروديت، ربة الجمال والجنس والخصب. (م)
2) Ntozake Shange: شاعرة أمريكية سوداء (م. 1951)، كاتبة مسرح وراقصة وممثلة وروائية ومخرجة. من دواوينها: حواف سعيدة، جغرافيا ابنة، امتطاء القمر في تكساس. ولها أيضاً: القصيدة الكوريو (التي تمزج الشعر بالرقص والموسيقى). (م)
3) Eunice de Souza: شاعرة هندية (م. 1941)، معلّمة لغة إنجليزية، تعيش في بومباي. من دواوينها: ثبات، نساء يرسمن في هولندا، وسائط للانتماء. نال الأخير جائزة جمعية الكتاب الشعريّ 1990.(م)
4) Maya Angelou: شاعرة أمريكية سوداء (م. 1928)، كاتبة سيرة وعازفة ومخرجة. لها خمسة كتب عن سيرتها، ضمنها: أعرف لماذا يغرّد الطير الحبيس. كما لها خمسة دواوين، ضمنها: ولا أزال أنهض، شيبا تؤدّي أغنية. (م)
5) Nina Cassian: شاعرة رومانية/ أمريكية (1924/ 2014)، درست الدراما والرسم في بوخارست، لها كتب للأطفال، ومؤلّفات موسيقية. عملت أستاذة للكتابة الإبداعية في نيويورك وبريطانيا. من شاعرات رومانيا الرائدات. من دواوينها: حكم بالحياة، قصائد مختارة، خذ كلامي حقيقة، تواصل. (م)
6) Joan Larkin: شاعرة أمريكية (م. 1939)، ولدت في بوسطن، بولاية ماساشوسيتس، تخرجت في جامعة أريزونا. تعيش في بروكلين. تدرّس الإنجليزية في كلية بروكلين. سحاقية، أنشأت دار نشر للشاعرات السحاقيات. من دواوينها: أعمال منزلية، صوت طويل، نهر بارد، جسمي. (م)
7) Lynn Peters: شاعرة أمريكية (م. 1953)، كاتبة وصحافية وشاعرة ومذيعة، تكتب عن علم النفس والجنس والنزعة العالمية، من المساهمين في مجلة (رد بوك) الأمريكية. (م)
* عن مجلة : انتهاكات
إن كنتَ مفرط الاحتشام
إن كنتَ مفرطَ الاحتشامِ
فلا تنخَس حجارةَ الشاطئ.
**
نتوزاكي شانج(2)
من “ياه… كأنكِ رجل!”
قالَ متعلّقاً بها كأنه متعلّقٌ برجُل/ كانت تشربُ وتأكلُ بصورةٍ حرّيفة/ حتى تلقي نكتةً مكشوفةً أو اثنتَين/ الأكثرُ من ذلك/ كانت تتكلّمُ عن الفنّ/ وذلك الشاربُ جعلَها رجُلاً/ لكن قطعاً لم تستطع حكّ بيضَتَيها/ أو تبول أمامه/ أو تضاجع شاذّاً يافعاً في المؤخرةِ/ لم تكن تملكُ رسالةً لَعوباً/ ولم تستطع التكلّمَ عن عددِ النساء اللاتي عرفتهُن/ لكننا لا نعرف ذلكَ أيضاً/ كلّ ما نعرفهُ أنه قالَ إنها تُشبه شاذّاً/ وهي تظنّ أنها صالحةٌ كأيّ امرأةٍ/ ما يعني بالنسبة لها أنها صالحةٌ كأيّ شاذّ/ لكنها فكرةٌ دون أيّ توابعَ في أجزائها/ كالطريقةِ التي تنخرطُ فيها عموماً بعلاقةٍ محدّدةٍ/ هو وهذه المرأة التي ظنّ أنها تُشبه شاذّاً/ كانا يعملان معاً طيلةَ الوقتِ/ لهما قراءاتٌ شعرية/ تمريناتٌ رياضية/ رؤيةُ معارضَ/ يقاطعُ كلٌ منهما الآخرَ على التليفون/ وتعرفُ أنه/ عليها أن تكونَ شاذّةً لتفهمَ/ قد تخمّنُ فعلاً/ حرفتَهما المشتركةَ، الشِعرُ/ فالكلماتُ/ شأنٌ رجاليٌّ/ كما تعرفُ/ الحرفيُّ/ المحتَرِفُ/ الفنانُ/ كلّه في الرجُلِ/ فلماذا إذن نُلحِقُ المرأةَ في كلّ شيءٍ لعينٍ/ إن لم يكن مفيداً/ أن تؤدّي المرأةُ ما يؤدّيهِ الرجلُ.
**
يونيس دي سوزا(3)
قصيدة إلى شاعر
عليكَ أن تدفعَ لتصبحَ شاعراً.
لا يجب أن تدفعَ للعاهراتِ.
لدى ماري تصوّراتٌ روحانيةٌ.
يكتبُ لها قصيدةً عن
الروحِ الأعظم. يقولُ:
“ماري، إن لقاءاتي الجنسيةَ المتردّدةَ
تمثّلُ أكثرَ من سَعيٍ
لملاقاةِ مجرّدِ إشباعٍ جسديّ.
فهي شحنةُ الشاعرِ للتسامي بالذاتِ
والشروعِ بالاتحادِ مع العالمِ”.
فتلمعُ عينا ماري.
تنقَضّ شُعلٌ من عيدِ قدّيسٍ.
فالروحُ الأعظمُ ترتجفُ بباطنها.
وتخرخرُ بلغاتٍ غريبةٍ:
“أنتَ عاشقي الكونيُّ
في حالِ انتصابٍ دائم!
خلّني أشرعُ أنا أيضاً
بالاتحادِ مع العالمٍ ـ من خلالكَ”.
ريتو يعشقُ الموسيقى، ويهوَى علمَ النفسِ.
لم يُكمل الجامعةَ، والأفضلُ أنهُ لا يزالُ،
بدائياً. يكتبُ لها قصيدةً عن لحمِ المرأة.
يراقبها وهي تصبحُ أكثرَ نسويّةً وممتنّة.
يضاحِكُها عن أمّ مروَّعةٍ
تضعُ نُصبَ عينَيها
توءماً، وليدَين مفتَرضَين في الغابةِ،
وكلّ شيء سيكونُ
رعوياً، رومانسياً ـ باطنياً للغايةِ.
غيرَ أنكَ، يا لاعبي الكبيرَ،
بالسادسةِ والأربعين
وتعرفُ ما يُجدي مع مَن.
**
مايا آنجيلو(4)
مفهوم معصوم
قابلتُ سيدةً شاعرةَ
تحسَبُ الإلهامَ
طيوراً ملونةً، وكلماتٍ مهموسةً،
تردّدَ عاشقٍ.
ورقةً متهاويةً قد تثيرُها.
وردةً ميتةً، ذاويةً
قد تجعلُها تكتبُ، ليلاً ونهاراً،
أعظمَ نثرٍ مكافئ.
تجدُ معنىً خفياً
في كلّ لُباسٍ داخليٍّ،
ثم تسرعُ عائدةً لتكونَ وحدَها
فتكتبَ عن غرامٍ عنيف.
**
نينا كسيان(5)
خلاعة
من كلماتي تتساقطُ أحرفٌ
كما تتساقطُ أسنانٌ من فمي.
تتلعثمُ؟ تتأتئُ؟ تغمغمُ؟
أم تروحُ في الصمتِ التامِّ؟
فارحم يا إلهي
سقفَ فمي،
لساني،
ولَهاتي،
البظرَ في حلقي
وهو يتهَزهَزُ، حسّاساً، نابِضاً،
منفَجراً بانتعاظِ الرومانيّ.
**
جوان لاركن(6)
سوناتا “المِهبل”
هل يناسب أن نستعمل “المِهبل”
في سوناتا؟ لا يُفتَرَض.
أخبرني شاعر مشهور “المِهبل دميم”.
وهو يقصد، بالطبع، صوتياته. في القصائد.
بينما يُقحم قضيبه مراراً
في شِعره، وهو يناغيه، برصانة “يا
قضيبي”. شيء فظّ، أعرف، ومهيب.
أقصد صوتياته، بالطبع. في القصائد.
إنه سيء الحظّ كلّه، لكنه ثانويّ،
كتعليق مكالمة تخصّ مذكّرةً للقسم الإنجليزيّ
موجّهةً إلى “السيد/ السيدة/ الآنسة” ـ كعظمة سمكة فحسبُ
في حلق المِغزل ـ
مضيعةٌ للعقول ـ كي تهتمّ
بشيء وضيع يتعلّق باسم فَرْجي الكريم.
**
لين بيترز(7)
أظنّ
أظنُّ
أني سأرى المزيدَ من القصائدِ
عن الجنسِ
إن نُظِمَت مع الكثير من
الثقوبِ
الرقابِ
الانتصاباتِ والإيلاجاتِ.
يبدو هذا واعداً.
سأكتبُ واحدةً.
الهوامش:
1) Sappho: شاعرة إغريقية (منتصف القرن 7 ق.م)، هناك القليل المعروف عن هذه الشاعرة الشهيرة، عدا أنها كانت تعيش في ليسبوس، ولها ابنة تُدعى كليس، وكانت تُقدّر عالياً بزمانها، كانت شاعرة تتحلّق حولها النسوة الشابات ليتعلّمن كي يقمن بدور في عبادة أفروديت، ربة الجمال والجنس والخصب. (م)
2) Ntozake Shange: شاعرة أمريكية سوداء (م. 1951)، كاتبة مسرح وراقصة وممثلة وروائية ومخرجة. من دواوينها: حواف سعيدة، جغرافيا ابنة، امتطاء القمر في تكساس. ولها أيضاً: القصيدة الكوريو (التي تمزج الشعر بالرقص والموسيقى). (م)
3) Eunice de Souza: شاعرة هندية (م. 1941)، معلّمة لغة إنجليزية، تعيش في بومباي. من دواوينها: ثبات، نساء يرسمن في هولندا، وسائط للانتماء. نال الأخير جائزة جمعية الكتاب الشعريّ 1990.(م)
4) Maya Angelou: شاعرة أمريكية سوداء (م. 1928)، كاتبة سيرة وعازفة ومخرجة. لها خمسة كتب عن سيرتها، ضمنها: أعرف لماذا يغرّد الطير الحبيس. كما لها خمسة دواوين، ضمنها: ولا أزال أنهض، شيبا تؤدّي أغنية. (م)
5) Nina Cassian: شاعرة رومانية/ أمريكية (1924/ 2014)، درست الدراما والرسم في بوخارست، لها كتب للأطفال، ومؤلّفات موسيقية. عملت أستاذة للكتابة الإبداعية في نيويورك وبريطانيا. من شاعرات رومانيا الرائدات. من دواوينها: حكم بالحياة، قصائد مختارة، خذ كلامي حقيقة، تواصل. (م)
6) Joan Larkin: شاعرة أمريكية (م. 1939)، ولدت في بوسطن، بولاية ماساشوسيتس، تخرجت في جامعة أريزونا. تعيش في بروكلين. تدرّس الإنجليزية في كلية بروكلين. سحاقية، أنشأت دار نشر للشاعرات السحاقيات. من دواوينها: أعمال منزلية، صوت طويل، نهر بارد، جسمي. (م)
7) Lynn Peters: شاعرة أمريكية (م. 1953)، كاتبة وصحافية وشاعرة ومذيعة، تكتب عن علم النفس والجنس والنزعة العالمية، من المساهمين في مجلة (رد بوك) الأمريكية. (م)
* عن مجلة : انتهاكات