خورخي لويس بورخيس - المكيدة.. ت: محمد عيد إبراهيم

لكي يرتعب قيصر تماما ، دفعه أصحابه للارتماء علي قدمي تمثال بخناجرهم نافذة الصبر . لكنه يكتشف ما بين الشفرات والملامح ، وجه مرسيس جينيوس بروتس ، خادمه ، وقد يكون ابنه ، فكف دفاعه عن نفسه ، هاتفا : " حتي أنت ، يا بني! " . وكان علي شكسبير وكيفيدو أن ينعشا الصرخة المشجية .
إن القدر يلتذ بالمكرور ، والمتنوع ، والمتجانس : فبعد تسعة عشر قرنا ، جنوب إقليم بيونس آيرس ، يتهجم رعناء علي آخر . وبينما يسقط ، يتعرف علي ابن له بالتبني ، فيقول بتأنيب هاديء مع اندهاش بطيء (كلمات لا تقرأ ، إذ لابد من سماعها) : "حتي أنت" ، لقد قُتل، لكنه لم يعرف أنه يموت لربما يتكرر المشهد .

(المختارات من كتاب مرآة الحبر)
 
أعلى