د
د.محمد عبدالحليم غنيم
الشخصيات :
الرجل
الزوجة
الغريب
المشهد : حديقة عامة
الوقت : الحاضر .
الرجل و زوجته يتمشيان عبر الحديقة . ثمة طيور تغرد .. إنه يوم لطيف .
الرجل : أقول ، أقول أن هناك شى ما خطأ معنا . لا أقصدك أنت و أنا شخصياً . حسناً ، لا ... أعنى ، نحن جميعاً الناس جميعا . لقد ضلنا ... لقد فقدنا الإيمان ... لقد فقدنا الاتصال ب ...
( يوقفان من قبل شخص غريب )
الغريب : معذرة . أعتذر للمقاطعة .
الرجل : لسنا مهتمين .
الغريب : أنا آسف ؟
الرجل : أياً كان ما تعظ أو تبيع أو ... نحن فى منتصف الحوار .
الغريب : أقدر ذلك ، أقدر تماما .
الرجل : نحن كنا فقط نتحدث ..
الغريب : لكن ، لم تسمعا ما أنا ...
الرجل : أنا متأكد أنها قصة حزينة جدا و لكن ليس لدينا أية نقود . أوكيه ؟ لذلك رجاء ، اتركنا وحدنا..
الغريب : أنا لست ...
الرجل : أو أياً كان الدين ... أو النظام الروحى ....
الغريب : ليس ذلك هو السبب فى أننى ...
الرجل : هل يمكن لى أن أقاطعك ، لو كنت فى الخارج فى نزهة لطيفة فى حديقة عامة ، تتحدث مع شخص ما ، هل يمكن أن أقاطعك ، أنا الذى أسألك .
الغريب : أنت على حق . أنا آسف جداً . سأترككما وحدكما , لن يحدث ذلك مرة أخرى .
الرجل : حسناً ، شكراً لك . لم أقد أن أكون قاسياً ، لكن ...
الغريب : لا . رجاء فهمت . و أشعر بنفس الأسلوب . و أعتقد أن قلة الأخلاق يلحق بنا ضرراً بالغاً . آسف جداً لأننى أزعجتك .
الرجل : ذلك صحيح تماماً
( وقفة )
الغريب : فقط أريد شيئاً واحداً .
الرجل : انظر . لقد شرحت لك ...
الغريب : محفظتك .
الرجل : ماذا ؟
الغريب : حافظة نقودك . و حقيبة زوجتك . هل هذه زوجتك ؟
الرجل : أنت ... ماذا ؟ أنت تقول ... ماذا ؟ ماذا تريد ؟
الغريب : الحافظة و الحقيبة .. و تليفونك .. و بعد ذلك سأذهب .
الرجل : أهذه مزحة ؟
الغريب : مزحة ؟ لا مطلقاً . هذه هى الطريقة التى أدبر بها معيشتى .
الرجل : هل أنت ...؟
( وقفة )
هل تقوم بسرقتنا ؟
الغريب : يمكنك أن تقول ذلك ؟
( وقفة )
الرجل : معذرة ...
( يحاول الرجل أن يقود زوجته بعيداً ، فيعترض الغريب طريقها )
الرجل : ( مواصلاً ) ابتعد عن طريقى .
الغريب : فقط سلم لى الأشياء التى طلبتها و يمكنك أن تعود إلى محادثتك ، أنا آسف على المقاطعة .
الرجل : لماذا ينبغى علينا أن نعطيك أشياء نملكها نحن ؟
الغريب : لأننى أحمل مسدسا .
( وقفة )
الرجل : تحمل مسدساً .
الغريب : معى مسدس ، لكن سياسياً كما تعرف ، أنا ضد ذلك لكننى مضطر للأسف إلى هذا النوع من العمل .
الرجل : لا أصدق أن معك مسدس .
الغريب : هل معك مسدس .
الرجل : لا . ليس معى مسدس .
الغريب : إذن أنت فى موقف ضعيف .
الرجل : دعنى أراه .
الغريب : هل تريد أن ترى مسدسى .
الرجل : لا يمكنك أن تقوم بالتهديد فى مكان عام هكذا . حتى لو ...
( يخرج الرجل الغريب مسدساً و يعرضه عليهما . وقفة . تسلم الزوجة حقيبة يدها للغريب )
الرجل : ( مواصلاً ) ماذا تريد منا ؟
الغريب : فقط حافظة نقودك ، وتليفونك المحمول ، وعندئذ سأذهب
الرجل : ماذا ستفعل لو أننى لم أعطهما لك ؟
الغريب : سأطلق النار عليك
( وقفة )
ليس لدى اختيار ، كما ترى . لن يجدى نفعاً أن تدور تهدد الناس بمسدس ، إذا كنت لا تستطيع استخدامه ، سيكون الأمر مخادعاً .
( وقفة أخرى . يقدم الرجل المحفظة و التليفون للغريب)
الرجل : هل أنت حقاً قاطع طريق ؟
الغريب : أنا فقط أسرق نقودك و تليفوك .
الرجل : نعم ، لكن لا يمكنك أن تتصرف ب ...
الغريب : تقصد بهذه الفجاجة...
الرجل : أنت لا تبدو مثل شخص ما .. الطريقة التى تتكلم بها .
الغريب : أحمل درجة الماجستير .
الرجل : فى ماذا ؟ ، فى السرقة ؟
الغريب : فى تاريح الفن . فى الواقع . أفادنى ذلك كثيراً . اعتدت أن أعمل حارس أمن فى المتحف لفترة من الوقت ، كنت فقط أحاول أن أسبر غور هذا العالم . كا تعلم ؟ لكن بعد فترة أصبح ، أوه ، لا أعرف . غير مرض على نحو ما . على أية حال ، هذا العمل دخله أفضل .
الرجل : و لا تعتقد .
الغريب : و مازلت أذهب فى عطلة الأسبوع . آسف
الرجل : لا ، لا عليك ، أكمل .
الغريب : لا . من فضلك ، أنا انتهيت . ماذا كنت تقول ... ؟
الرجل : كنت أريد أن أسألك عما إذا كنت لا ترى شيئاً خاطئاً فى هذا .
الغريب : أنت تقصد .. قطع الطريق ؟ بالطبع ! لست ساذجاً . لكن الطريقة التى أراها . أننا جميعاً نسرق عاجلاً أم آجلاً . أنا أردى دورى لجعل التجربة ممتعة بقدر الإمكان . أعرف أنه لن يكون ممتعاً سرقة نقودك إنه أشبه بالذهاب إلى طبيب الأسنان و أنت صغير . هذه المصاصة لن تجعللك تشعر بأى ألم . أليس كذلك ؟ إنها فقط تضيف إهانة للجرح . لكننى مازلت اعتقد أن مثل هذه الأشياء من قبيل اللياقة .
الرجل : ماذا تقصد ؟
الغريب : حسناً ، مجرد أن يكون لدى الشخص مهمة غير سارة يقوم بها ، لا يعنى أن هناك إجراء مناسب لتدبير نفسه . بعض قطاع الطرق هؤلاء ينبغى أن تراهم ... أقصد ، بعد كل ذلك غلطتك أن تتعرض للسرقة . لماذا ينبغى عليك أن تعانى المهانة بالإضافة إلى فقد ممتلكاتك ؟
الرجل : لكن ألا يجعلنا ذلك الأسوأ ؟ مازلنا ضحايا ...
الغريب : هل ترون أنفسكم ضحايا ؟
الرجل : ألسنا كذلك ؟
الغريب : حسناً ، بالتأكيد . كلنا ضحايا . ألسنا نتعرض للسرقة كل يوم ؟ أقصد فقط ذات مرة دفعت أربع دولارات مقابل زجاجة مياه ، قلت : أربع دولارات ؟ هل أنت تمزح ؟ لقد ظللنا نضحك من ذلك لعشرين عاماً . لابد أن نعتقد أن ذلك كان جنوناً .
الرجل : ذلك صحيح . لابد أن نعتقد .
الغريب : هذه المدينة تغيرت . البلد كله تغير . كله نفاق . يقولون لك أشتر ستة أكياس من الشيبسى مقابل ستة دولارات ، و لكن من يحتاج إلى ستة أكياس ؟
الرجل : كما تعلم . كنت عند معرض الأغذية فى اليوم الأخير
( إلى زوجته ) ...
لقد سبق أن قلت لك هذا .
( إلى الغريب )
كانت سلعة من الأشياء المسعرة فى القائمة أعلى سعراً من نفس السلعة الموجود على الرف . لذلك طلبت منه أن يراجعوا السعر . و تصرفوا كأننى عطلت الخط كله . و بعد ذلك ، بعد عشرين دقيقة ، عندما أدركوا فى الأخير خطأهم .. هل اعتذروا حتى ؟ لقد كانوا يسرقوننى أساساً و يتصرفون مثل ....
الغريب : لا أحد يتحمل أية مسئولية . أليس كذلك ؟ الجميع يتصرف كما لو أن الشخص الذى يعمل فوقهم هو المذنب ، ذلك هو السبب فى أننى أعمل لحسابى .
الرجل : نعم ، حتى فى وظيفتى ... أنا مقاول ، أعمل فى النوافذ ، زجاج النوافذ ، ذلك النوع من الِأشياء ... دائماً ما أحاول أن أزود زبائنى بالسعر العادل . لكن الكثير من الناس فى مجالى سوف بصخمون التقدير . سوف يضاعفون السعر، حتى ثلاثة أضعاف ، حسب من يتكلمون معه .
الغريب : و هذا قانونى .
الرجل : قانونى تماماً .
الغريب : انظر إلى أسعار الغاز ...
الرجل : صحيح ! إنه يتغير طبقاً للمنطقة ، و ليس على ...
الغريب : على سعر الغاز .
الرجل : إنهم يحددون الأسعار ، و كل ذلك قانونى .
الغريب : قانونى . بيف!! . لا تعرف الشرطة الجريمة الحقيقية على نحو ما . إنهم مشغولاً تماماً بتوزيع تذاكر وقوف السيارات .
الرجل : لم يجعلونى أركن . إنها مزدحمة تماماً . لسنا فى حاجة إلى المافيا بعد ذلك ... لقد ذهبوا للعمل مع الحكومة .
الغريب : لقد حصلت على تذكرة وقوف و أنا فى طريقى إلى هنا اليوم . لقد وقفت دقيقتين .. أقول لك .
الرجل : ماذا نستطيع أن نعمل ؟ ينبغى أن نمتلك سيارات انظر إلى وسائل النقل العام فى هذا البلد . إنها مخزية .
الغريب :لا أتفق معك فى ذلك كثيراً .
( وقفة )
الرجل : حسناً .
الغريب : نعم ، حسناً .
الرجل : ماذا نستطيع أن نعمل ...
الغريب : لا شىء يمكنك أن تعمله . فلسفتى هى : اهتم بنفسك ، اهتم بصحتك و الناس الذين تحبهم . و اعمل هذا بإخلاص بقدر ما تستطيع .
الرجل : أشعر بنفس الشىء تماما .
الغريب : أحاول داماً أن أكون دقيقاً فى عملى .
الرجل : أستطيع أن أقول .
الغريب : لست مثل واحد من هؤلاء من عارضى الأفلام حيث يظهرون لك جانباً واحداً ، ثم يأخذونك إلى المسرح .
الرجل : ... و ذلك مختلف تماماً . أكره ذلك .
الغريب : دعنا نواجه ذلك . مجتمعنا ينهار . يقترب من النهاية . الطائرة على وشك الاصطدام . كل ما نستطيع أن نعمله طوال الطريق . هو أن يظهر كل منا للآخر قليلاً من الاحترام ، قليلاً من اللطف .. يقابل كل منا الآخر بانصاف و احترام . أقصد ، كما نحن هنا ، فى هذه الحديقة الرائعة . فى مثل هذا اليوم الجميل . دعونا نواجه الامر ، أنتما تتعرضان للسرقة ، ربما يكون ذلك على حساب ضرائبكما ، و ربما يكون سوق المزارعين المحلى ، لا مفر من تجنب ذلك ... و السؤال الذى يجب أن نسأله لأنفسنا هو " ما الذى حدث للأخلاق و التقاليد القديمة ؟ "
( وقفة )
يا للعجب . كان ذلك مجرد شىء تافه . أليس كذلك ؟
الرجل : أريد أن تعرف . أننى أقدر بعمق كل ما قلته ...
الغريب : شكراً لك . لقد اكتشفت ، كما تعلم . أن هذه الأفكار راسخة فى رأسى ، لا أعرف حتى كيف أنها موجودة هناك .
الرجل : إن لم تمانع أقول ، أنت تبدو شخصاً محترماً .
الغريب : أحاول .
الرجل : أتساءل إذا ما كنت مستعداً أن تقدم لنا معروفاً .
الغريب : يمم ، لو أمكننى .
الرجل : لا أطلب منك استرداد الأموال ....
الغريب : أوكيه ، بسبب ...
الرجل : أو التليفون .
الغريب : لا ، أنا فى حاجة إلى ذلك .
الرجل : لكن هل يمكن أن تسمح لنا أن نحتفظ بالمحفظة و الحقيبة ؟ يمكنك أن تأخذ كل شيء ذا قيمة فى داخلهما.. لكن دع زوجتى تواصل برنامج يومها . لقد حصلت على عضوية صالة الجيم هناك ، و أنت تعرف كيف يكون ذلك ، إنه مثل الألم فى المؤخرة ...
الغريب : ممم . لكن لابد أن أحتفظ ببطاقة الائتمان .
الرجل : أتفهم ذلك . ماذا تقول ؟
الغريب : أحب ذلك ، لكن فى الحقيقة لا أستطيع . إنه التماس قانونى ، لا شك فى ذلك . لكن عملت استثناء واحدا ثم آخر ، أين ينتهى ذلك الأمر ؟ سأقول لك ماذا ، مع ذلك ، وأنا أمشى فى ذلك الطريق ربما أقوم بإسقاط الحقيبة و المحفظة ، بمجرد أن تتاح الفرصة لاستعراضها . آسف . ذلك أفضل ما أستطيع عمله لك.
الرجل : لا . ذلك هو ... نحن نقدر ذلك .
الغريب : لا بأس . حسناً ... شكراً لحديثكما معى . حظ سعيد لكما .
الرجل : ولك .
( يخرج الغريب . وقفة )
الرجل : ( يواصل ) حسناً حسناً حسناً حسناً
( وقفة )
ماذا عن ذلك !
( ينظر إلى زوجته )
حبيبتى ؟ هل أنت بخير ، تبدين شاحبة . ما هذا ؟ حبيبة قلبى ، تحدثى إلى ، ما الخطأ ؟
( وقفة )
الزوجة : النجدة .
[ ستار ]
المؤلف : أرين هون /Aren Haun: كاتب مسرحى أمريكى . حاصل على الماجيستير فى الكتابة المسرحية عام 2010 من جامعة كولومبيا ، و قبل ذلك البكالوريوس فى العلوم الانسانية عام 2007 من الكلية الجديدة فى كالفورنيا . من كتبه المنشور الوقوف فى الحجرة ( أفضل المسرحيات ذات العشر دقائق عام 2013 ) ، و قبلها نزهة فى الحديقة ( أفضل المسرحيات ذات العشر دقائق عام 2012 )
الرجل
الزوجة
الغريب
المشهد : حديقة عامة
الوقت : الحاضر .
الرجل و زوجته يتمشيان عبر الحديقة . ثمة طيور تغرد .. إنه يوم لطيف .
الرجل : أقول ، أقول أن هناك شى ما خطأ معنا . لا أقصدك أنت و أنا شخصياً . حسناً ، لا ... أعنى ، نحن جميعاً الناس جميعا . لقد ضلنا ... لقد فقدنا الإيمان ... لقد فقدنا الاتصال ب ...
( يوقفان من قبل شخص غريب )
الغريب : معذرة . أعتذر للمقاطعة .
الرجل : لسنا مهتمين .
الغريب : أنا آسف ؟
الرجل : أياً كان ما تعظ أو تبيع أو ... نحن فى منتصف الحوار .
الغريب : أقدر ذلك ، أقدر تماما .
الرجل : نحن كنا فقط نتحدث ..
الغريب : لكن ، لم تسمعا ما أنا ...
الرجل : أنا متأكد أنها قصة حزينة جدا و لكن ليس لدينا أية نقود . أوكيه ؟ لذلك رجاء ، اتركنا وحدنا..
الغريب : أنا لست ...
الرجل : أو أياً كان الدين ... أو النظام الروحى ....
الغريب : ليس ذلك هو السبب فى أننى ...
الرجل : هل يمكن لى أن أقاطعك ، لو كنت فى الخارج فى نزهة لطيفة فى حديقة عامة ، تتحدث مع شخص ما ، هل يمكن أن أقاطعك ، أنا الذى أسألك .
الغريب : أنت على حق . أنا آسف جداً . سأترككما وحدكما , لن يحدث ذلك مرة أخرى .
الرجل : حسناً ، شكراً لك . لم أقد أن أكون قاسياً ، لكن ...
الغريب : لا . رجاء فهمت . و أشعر بنفس الأسلوب . و أعتقد أن قلة الأخلاق يلحق بنا ضرراً بالغاً . آسف جداً لأننى أزعجتك .
الرجل : ذلك صحيح تماماً
( وقفة )
الغريب : فقط أريد شيئاً واحداً .
الرجل : انظر . لقد شرحت لك ...
الغريب : محفظتك .
الرجل : ماذا ؟
الغريب : حافظة نقودك . و حقيبة زوجتك . هل هذه زوجتك ؟
الرجل : أنت ... ماذا ؟ أنت تقول ... ماذا ؟ ماذا تريد ؟
الغريب : الحافظة و الحقيبة .. و تليفونك .. و بعد ذلك سأذهب .
الرجل : أهذه مزحة ؟
الغريب : مزحة ؟ لا مطلقاً . هذه هى الطريقة التى أدبر بها معيشتى .
الرجل : هل أنت ...؟
( وقفة )
هل تقوم بسرقتنا ؟
الغريب : يمكنك أن تقول ذلك ؟
( وقفة )
الرجل : معذرة ...
( يحاول الرجل أن يقود زوجته بعيداً ، فيعترض الغريب طريقها )
الرجل : ( مواصلاً ) ابتعد عن طريقى .
الغريب : فقط سلم لى الأشياء التى طلبتها و يمكنك أن تعود إلى محادثتك ، أنا آسف على المقاطعة .
الرجل : لماذا ينبغى علينا أن نعطيك أشياء نملكها نحن ؟
الغريب : لأننى أحمل مسدسا .
( وقفة )
الرجل : تحمل مسدساً .
الغريب : معى مسدس ، لكن سياسياً كما تعرف ، أنا ضد ذلك لكننى مضطر للأسف إلى هذا النوع من العمل .
الرجل : لا أصدق أن معك مسدس .
الغريب : هل معك مسدس .
الرجل : لا . ليس معى مسدس .
الغريب : إذن أنت فى موقف ضعيف .
الرجل : دعنى أراه .
الغريب : هل تريد أن ترى مسدسى .
الرجل : لا يمكنك أن تقوم بالتهديد فى مكان عام هكذا . حتى لو ...
( يخرج الرجل الغريب مسدساً و يعرضه عليهما . وقفة . تسلم الزوجة حقيبة يدها للغريب )
الرجل : ( مواصلاً ) ماذا تريد منا ؟
الغريب : فقط حافظة نقودك ، وتليفونك المحمول ، وعندئذ سأذهب
الرجل : ماذا ستفعل لو أننى لم أعطهما لك ؟
الغريب : سأطلق النار عليك
( وقفة )
ليس لدى اختيار ، كما ترى . لن يجدى نفعاً أن تدور تهدد الناس بمسدس ، إذا كنت لا تستطيع استخدامه ، سيكون الأمر مخادعاً .
( وقفة أخرى . يقدم الرجل المحفظة و التليفون للغريب)
الرجل : هل أنت حقاً قاطع طريق ؟
الغريب : أنا فقط أسرق نقودك و تليفوك .
الرجل : نعم ، لكن لا يمكنك أن تتصرف ب ...
الغريب : تقصد بهذه الفجاجة...
الرجل : أنت لا تبدو مثل شخص ما .. الطريقة التى تتكلم بها .
الغريب : أحمل درجة الماجستير .
الرجل : فى ماذا ؟ ، فى السرقة ؟
الغريب : فى تاريح الفن . فى الواقع . أفادنى ذلك كثيراً . اعتدت أن أعمل حارس أمن فى المتحف لفترة من الوقت ، كنت فقط أحاول أن أسبر غور هذا العالم . كا تعلم ؟ لكن بعد فترة أصبح ، أوه ، لا أعرف . غير مرض على نحو ما . على أية حال ، هذا العمل دخله أفضل .
الرجل : و لا تعتقد .
الغريب : و مازلت أذهب فى عطلة الأسبوع . آسف
الرجل : لا ، لا عليك ، أكمل .
الغريب : لا . من فضلك ، أنا انتهيت . ماذا كنت تقول ... ؟
الرجل : كنت أريد أن أسألك عما إذا كنت لا ترى شيئاً خاطئاً فى هذا .
الغريب : أنت تقصد .. قطع الطريق ؟ بالطبع ! لست ساذجاً . لكن الطريقة التى أراها . أننا جميعاً نسرق عاجلاً أم آجلاً . أنا أردى دورى لجعل التجربة ممتعة بقدر الإمكان . أعرف أنه لن يكون ممتعاً سرقة نقودك إنه أشبه بالذهاب إلى طبيب الأسنان و أنت صغير . هذه المصاصة لن تجعللك تشعر بأى ألم . أليس كذلك ؟ إنها فقط تضيف إهانة للجرح . لكننى مازلت اعتقد أن مثل هذه الأشياء من قبيل اللياقة .
الرجل : ماذا تقصد ؟
الغريب : حسناً ، مجرد أن يكون لدى الشخص مهمة غير سارة يقوم بها ، لا يعنى أن هناك إجراء مناسب لتدبير نفسه . بعض قطاع الطرق هؤلاء ينبغى أن تراهم ... أقصد ، بعد كل ذلك غلطتك أن تتعرض للسرقة . لماذا ينبغى عليك أن تعانى المهانة بالإضافة إلى فقد ممتلكاتك ؟
الرجل : لكن ألا يجعلنا ذلك الأسوأ ؟ مازلنا ضحايا ...
الغريب : هل ترون أنفسكم ضحايا ؟
الرجل : ألسنا كذلك ؟
الغريب : حسناً ، بالتأكيد . كلنا ضحايا . ألسنا نتعرض للسرقة كل يوم ؟ أقصد فقط ذات مرة دفعت أربع دولارات مقابل زجاجة مياه ، قلت : أربع دولارات ؟ هل أنت تمزح ؟ لقد ظللنا نضحك من ذلك لعشرين عاماً . لابد أن نعتقد أن ذلك كان جنوناً .
الرجل : ذلك صحيح . لابد أن نعتقد .
الغريب : هذه المدينة تغيرت . البلد كله تغير . كله نفاق . يقولون لك أشتر ستة أكياس من الشيبسى مقابل ستة دولارات ، و لكن من يحتاج إلى ستة أكياس ؟
الرجل : كما تعلم . كنت عند معرض الأغذية فى اليوم الأخير
( إلى زوجته ) ...
لقد سبق أن قلت لك هذا .
( إلى الغريب )
كانت سلعة من الأشياء المسعرة فى القائمة أعلى سعراً من نفس السلعة الموجود على الرف . لذلك طلبت منه أن يراجعوا السعر . و تصرفوا كأننى عطلت الخط كله . و بعد ذلك ، بعد عشرين دقيقة ، عندما أدركوا فى الأخير خطأهم .. هل اعتذروا حتى ؟ لقد كانوا يسرقوننى أساساً و يتصرفون مثل ....
الغريب : لا أحد يتحمل أية مسئولية . أليس كذلك ؟ الجميع يتصرف كما لو أن الشخص الذى يعمل فوقهم هو المذنب ، ذلك هو السبب فى أننى أعمل لحسابى .
الرجل : نعم ، حتى فى وظيفتى ... أنا مقاول ، أعمل فى النوافذ ، زجاج النوافذ ، ذلك النوع من الِأشياء ... دائماً ما أحاول أن أزود زبائنى بالسعر العادل . لكن الكثير من الناس فى مجالى سوف بصخمون التقدير . سوف يضاعفون السعر، حتى ثلاثة أضعاف ، حسب من يتكلمون معه .
الغريب : و هذا قانونى .
الرجل : قانونى تماماً .
الغريب : انظر إلى أسعار الغاز ...
الرجل : صحيح ! إنه يتغير طبقاً للمنطقة ، و ليس على ...
الغريب : على سعر الغاز .
الرجل : إنهم يحددون الأسعار ، و كل ذلك قانونى .
الغريب : قانونى . بيف!! . لا تعرف الشرطة الجريمة الحقيقية على نحو ما . إنهم مشغولاً تماماً بتوزيع تذاكر وقوف السيارات .
الرجل : لم يجعلونى أركن . إنها مزدحمة تماماً . لسنا فى حاجة إلى المافيا بعد ذلك ... لقد ذهبوا للعمل مع الحكومة .
الغريب : لقد حصلت على تذكرة وقوف و أنا فى طريقى إلى هنا اليوم . لقد وقفت دقيقتين .. أقول لك .
الرجل : ماذا نستطيع أن نعمل ؟ ينبغى أن نمتلك سيارات انظر إلى وسائل النقل العام فى هذا البلد . إنها مخزية .
الغريب :لا أتفق معك فى ذلك كثيراً .
( وقفة )
الرجل : حسناً .
الغريب : نعم ، حسناً .
الرجل : ماذا نستطيع أن نعمل ...
الغريب : لا شىء يمكنك أن تعمله . فلسفتى هى : اهتم بنفسك ، اهتم بصحتك و الناس الذين تحبهم . و اعمل هذا بإخلاص بقدر ما تستطيع .
الرجل : أشعر بنفس الشىء تماما .
الغريب : أحاول داماً أن أكون دقيقاً فى عملى .
الرجل : أستطيع أن أقول .
الغريب : لست مثل واحد من هؤلاء من عارضى الأفلام حيث يظهرون لك جانباً واحداً ، ثم يأخذونك إلى المسرح .
الرجل : ... و ذلك مختلف تماماً . أكره ذلك .
الغريب : دعنا نواجه ذلك . مجتمعنا ينهار . يقترب من النهاية . الطائرة على وشك الاصطدام . كل ما نستطيع أن نعمله طوال الطريق . هو أن يظهر كل منا للآخر قليلاً من الاحترام ، قليلاً من اللطف .. يقابل كل منا الآخر بانصاف و احترام . أقصد ، كما نحن هنا ، فى هذه الحديقة الرائعة . فى مثل هذا اليوم الجميل . دعونا نواجه الامر ، أنتما تتعرضان للسرقة ، ربما يكون ذلك على حساب ضرائبكما ، و ربما يكون سوق المزارعين المحلى ، لا مفر من تجنب ذلك ... و السؤال الذى يجب أن نسأله لأنفسنا هو " ما الذى حدث للأخلاق و التقاليد القديمة ؟ "
( وقفة )
يا للعجب . كان ذلك مجرد شىء تافه . أليس كذلك ؟
الرجل : أريد أن تعرف . أننى أقدر بعمق كل ما قلته ...
الغريب : شكراً لك . لقد اكتشفت ، كما تعلم . أن هذه الأفكار راسخة فى رأسى ، لا أعرف حتى كيف أنها موجودة هناك .
الرجل : إن لم تمانع أقول ، أنت تبدو شخصاً محترماً .
الغريب : أحاول .
الرجل : أتساءل إذا ما كنت مستعداً أن تقدم لنا معروفاً .
الغريب : يمم ، لو أمكننى .
الرجل : لا أطلب منك استرداد الأموال ....
الغريب : أوكيه ، بسبب ...
الرجل : أو التليفون .
الغريب : لا ، أنا فى حاجة إلى ذلك .
الرجل : لكن هل يمكن أن تسمح لنا أن نحتفظ بالمحفظة و الحقيبة ؟ يمكنك أن تأخذ كل شيء ذا قيمة فى داخلهما.. لكن دع زوجتى تواصل برنامج يومها . لقد حصلت على عضوية صالة الجيم هناك ، و أنت تعرف كيف يكون ذلك ، إنه مثل الألم فى المؤخرة ...
الغريب : ممم . لكن لابد أن أحتفظ ببطاقة الائتمان .
الرجل : أتفهم ذلك . ماذا تقول ؟
الغريب : أحب ذلك ، لكن فى الحقيقة لا أستطيع . إنه التماس قانونى ، لا شك فى ذلك . لكن عملت استثناء واحدا ثم آخر ، أين ينتهى ذلك الأمر ؟ سأقول لك ماذا ، مع ذلك ، وأنا أمشى فى ذلك الطريق ربما أقوم بإسقاط الحقيبة و المحفظة ، بمجرد أن تتاح الفرصة لاستعراضها . آسف . ذلك أفضل ما أستطيع عمله لك.
الرجل : لا . ذلك هو ... نحن نقدر ذلك .
الغريب : لا بأس . حسناً ... شكراً لحديثكما معى . حظ سعيد لكما .
الرجل : ولك .
( يخرج الغريب . وقفة )
الرجل : ( يواصل ) حسناً حسناً حسناً حسناً
( وقفة )
ماذا عن ذلك !
( ينظر إلى زوجته )
حبيبتى ؟ هل أنت بخير ، تبدين شاحبة . ما هذا ؟ حبيبة قلبى ، تحدثى إلى ، ما الخطأ ؟
( وقفة )
الزوجة : النجدة .
[ ستار ]
المؤلف : أرين هون /Aren Haun: كاتب مسرحى أمريكى . حاصل على الماجيستير فى الكتابة المسرحية عام 2010 من جامعة كولومبيا ، و قبل ذلك البكالوريوس فى العلوم الانسانية عام 2007 من الكلية الجديدة فى كالفورنيا . من كتبه المنشور الوقوف فى الحجرة ( أفضل المسرحيات ذات العشر دقائق عام 2013 ) ، و قبلها نزهة فى الحديقة ( أفضل المسرحيات ذات العشر دقائق عام 2012 )
التعديل الأخير بواسطة المشرف: