نقوس المهدي
كاتب
منذ أن تعلم شهريار قتل النساء جابت ظهر شهرزاد قشعريرة مريرة، كانت هذه القشعريرة بمثابة رد فعل أخير من وعيها إزاء قوة دافعة وشريرة وبلا أغراض محددة فشرعت حينئذ في قراءة ألف كتاب من كتب الأولين في التاريخ وسير الملوك المتقدمين والشعراء، كانت تقرأ باحثة عن سعادة سرقها شر يلوح في الأفق ويبدو أنه لن يخطئها أبدا.
كان بحثها عن السعادة الهاربة لا يمكن أن يقارن إلا ببحثها عن حب مثالي تتلهف إليه لكنها تخاف من مواجهته الأمر الذي جعلها تعاني من رغبة عارمة ونهم لا يشبع لمعرفة الخارق والمذهل في هذه الكتب الألف، نهم جعلها في كل حياة وتجارب هذه الكتب لتستفيد منها ، لتكشف مبررات أشيائها وكائناتها، لترى فيها ما بقي مخفيا عن أعين مؤلفيها، لقد توغلت شهرزاد في أعماق هذه الكتب الألف وحصلت على تفاصيل جديرة بأن تسردها .
حينما وصل دورهالم تكن في عمر متقدم كما أنها لم تكن في عمر متأخر ، لكنها في عمر يصلح للحياة في الوقت الذي هو عمر يصلح للموت ، ارتعش أبوها الوزير وتوتر قصره كما لو كان قوسا مشدودا غير أنها لم تنس قط ما فعله شهريار بالنساء لذلك فهي لن تسكت أبدا على ما جرى لهن على يديه ، كانت تعرف بصورة مؤكدة أن نسيانها وسكوتها يجعلان قتل بني جنسها كما لو لم يحدث ؛ فما ينسى أو يسكت عنه يصبح كما لو لم يحدث قط .
كانت مصممة على ألا تقتل بالصمت أو النسيان آثار وقائع القتل البشع التي مارسها شهريار ، حذرها أبوها الوزير من رغبتها في أن تكون زوجا لهذا السفاح الذي لا يمكن أن تكون له مرتكزات أخلاقية ثابتة ومعتدلة ، سرد عليها خرافات الحمار والثور والديك والكلب ، خرافات تهدف إلى إظهار مغبة الفضول لكن من غير جدوى ، كان فضولها أقوى من خوف أبيها وفكرتها تقوم على أن مجد دفاع مثل الذي يقوم به أبوها لا يقارن بمجد هجوم كالذي ستقوم به ، أراد أبوها أن يجادلها لكن حقيقة عزمها على أن تكون سببا لخلاص بني جنسها من بين يدي شهريار تركته أعزل من كل حجة يمكن أن يستحضرها .
كان بإمكان شهرزاد باسم مبدأ الواقعية أن تطاوع أباها الوزير الواقعي الذي يمتلك تحقيق الألفة مع مبادئ العقل وهو أمر يعتد به في مثل هذه الظروف ، وأن تفر من طريق هذا الوحش القاتل غير أن التفكير في مثل هذا جهل بقوة التحدي الذي يساور الجذاب ويمتلكه ، لقد كانت في السن التي يشكل فيها الرجال سرا أدعى إلى النفور في نظر الفتيات لكنها استسلمت للافتتان .
التحدي الذي أعلنته شهرزاد " لا يتناول مبدأ الواقعية ولا المعنى المنطقي بل يندرج في علاقة مبارزة ثنائية مبنية على المجابهة وقد استبعد عنها أي تواصل يكون ثمرة معنى منطقي ، الرهان الأقصى الذي يحمله التحدي هو أنه يتم خارج المعنى وخارج مساحة الرموز " (1) .
لقد وقفت شهرزاد من أبيها موقفا صلبا ومغااليا مغالاة في الموقف وصلت إلى حد القنوط الذي ينتهي إلى المغالاة في الموقف ، كان أبوها الوزير مذهولا من جرأتها ، من استباقها ما سيحدث ، من لهفتها الأقوى من حجج عقله ، في النهاية لم يكن في استطاعة حججه المنطقية أن تدحض الحقيقية التي تقبلها حدسها منذ اللحظة الأولى ، كان حدسها يقول لها : إن أعماق شهريار لم تكن قاسية إلى هذا الحد لكن حياته يسيطر عليها الخوف من الخيانة ، الخيانة من الفشل ، من الضعف أمام المرأة ، من أن يبدو متشابها لأحد .
كان خوفه يبدو معقدا جدا للغرباء الذين لا يعرفون النفس البشرية ، الغرباء الذين يتساءلون في أنفسهم عن تعلق ذلك الإنسان العميق بالقتل ، لكن شهرزاد تجاوزت الكلمات غير المجدية عن القتل وتمتعت بتعقيدات خوف شهريار متأكدة من أن هذا القتل قناع يخفي به خوفه وأن ما يقوم به قناع لا يمكن أن يخفي طبعه إذ كل قناع هوية مختلفة ، طريقة خاصة في السلوك ، صوت لا يمكن إنكاره بل وأكثر من ذلك له قلب وعليها أن تصل إلى قلبه .
لم تكن شهرزاد قد عاشت تجارب حقيقية تكفيها للوصول إلى قلب شهريار لإعادة ثقته في النساء واطمئنانه إليهن ، لكنها عوضت ذلك بالقراءة التي جعلتها تقدر حالة شهريار المأساوية كملك رجيم قتل النساء ثقته فيهن يوما ما ؛ لذلك سارت إليه كما لو أنها لن تحصل أبدا على فرصة مماثلة كي تسرد معارفها ، كما لو أن سرد معارفها آخر اعتراف لها ونوعا من الفضيلة تحمي به بنات جنسها معتمدة في ذلك على غريزتها السردية ، لقد اكتسبت شهرزاد بفضل موهبتها مهارة حقيقية في السرد من غير أن تتعرض لآلام تعلمه على يد معلم .
لا أحد يشك في أن غريزة السرد عند شهرزاد كغريزة النحل في صنع أقراص العسل فألهمتها هذه الغريزة أن معارفها التي استقتها من ألف كتاب ألفها شعراء ومؤرخون وعلماء فلك وحياة وسحرة وكيميائيون لن تفيدها مالم تكن قادرة على إعطائها شكلا سرديا ، لقد تذكرت بصورة غامضة ومبهمة أشبه ما تكون بخاطرة إلهام مفاجئة كتبها الألف ودخلت إلى مضمونها وخرجت من غير أي رقابة ليس لأنها ما زالت تقرأ إنما لأن ما قرأته باق في ذاكرتها .
كانت تعرف أن ما تقوم به ينطوي على مجازفة إذ يتوجب عليها أن تختار من معارفها ما يصلح لأن تعطيه شكلا سرديا وأن تقيس ما تسرده بأدق مقاييس غريزتها السردية أعني الغريزة التي صقلتها القراءة فاكتسبت مهارة مذهلة في أهم ما تحتاجه حكاياتها : أن يصبح غير الممكن تصوره أو التفكير فيه ممكنا تصوره والتفكير فيه وقد أخلصت لهذا المبدأ إخلاص ظلها
الملازم لجسدها .
كانت ذاكرة شهرزاد مملوءة بخزائن من الكتب ، تدخل إلى تلك الخزائن وتخرج كمن تمرس في فنون السحر ، تسحق الكتب ، تعيد تشكيل مضمونها لتصبغها بمعنى جديد يكون عظام سردها ، لقد علقت شهريار بين زمنين : زمن حاضر يعيشه مترقبا قلقا و متوقعا ، وزمن مستقبل يجهل ما سيحدث .
هذه خطتها وفي كل مرة كانت تحس بأنها تضله عما كان يفعل وتشعر بأنها كمنت في موضع عميق وسري يربكه ، وبعد كل حكاية تزداد ثقتها وهي تراه يتوغل في الاطمئنان والأمان توغلا لم يحدث له من قبل ، يتوغل في غربة امرأة ليس فيها ما يشبه النساء اللائى عرفهن من قبل .
لقد نجحت شهرزاد في تضليل عين شهريار فانغمس في ما كان يريد أن يتخلص منه وبقى أكثر من ثلاث سنوات منتظرا حكاياتها انتظار كلمات عفوه في فمه، نهاية الحكاية معروفة إذ ناداها بصوت ملك وجد في ذاكرته عبارة لم يستخدمها منذ زمن طويل " إني قد عفوت عنك " ( 2 ) لقد استدعى سلوك الملك الجديد أن ينبش كلمات قديمة ومدفونة لم تعد معروفة عنده ، لقد قال لها في النهاية أنت " عفيفة، نقية، حرة ، تقية " ( 3 ) .
ربما يخطر على بالنا أن مصير شهرزاد كان يمكن أن يكون مثل مصير الأخريات ، لكنه فلت منها صدفة ، الحقيقة غير هذه فما حققته شهرزاد لم يكن سهلا قط ، منذ البداية كانت تعرف أن تفكيرها في شهريار سينتهي بها إلى المثول بين يديه وحينما مثلت كانت هي تبحث عن شئ وكان هو يبحث عن شئ آخر ومنذ اللحظة الأولى التي يوفرها شخصان يلتقيان أول مرة ليدقق أحدهما في الآخر ابتدعت خطة كاملة ومذهلة وعلى امتداد ألف ليلة وليلة غذت هذه الخطة بما قرأته أو سمعته بإصرار لا يهزم ونفذتها بسرية نملة لاتكل ولا تمل ، لقد كانت تعرف أن صراعها معه أشبه بصراع مقاومة وتحمل لا صراع سرعة وتعجل .
كانت الخطة تستند إلى مبدأ في غاية الأهمية هو " ألا تحكي أي شئ كان ، إنها تحرص على أن تدرج حكايتها ضمن مقولة الخارق إذ لا مناص أن تكون الحكاية عجيبة وغريبة وإلا فإنها غير جديرة بأن تروي " ( 4 ) ، بفضل هذه الخطة اختفى تدريجيا عنف شهريار ودفن في مكان ما حتى أصبح كوحش نسي وحشيته.
كان بحثها عن السعادة الهاربة لا يمكن أن يقارن إلا ببحثها عن حب مثالي تتلهف إليه لكنها تخاف من مواجهته الأمر الذي جعلها تعاني من رغبة عارمة ونهم لا يشبع لمعرفة الخارق والمذهل في هذه الكتب الألف، نهم جعلها في كل حياة وتجارب هذه الكتب لتستفيد منها ، لتكشف مبررات أشيائها وكائناتها، لترى فيها ما بقي مخفيا عن أعين مؤلفيها، لقد توغلت شهرزاد في أعماق هذه الكتب الألف وحصلت على تفاصيل جديرة بأن تسردها .
حينما وصل دورهالم تكن في عمر متقدم كما أنها لم تكن في عمر متأخر ، لكنها في عمر يصلح للحياة في الوقت الذي هو عمر يصلح للموت ، ارتعش أبوها الوزير وتوتر قصره كما لو كان قوسا مشدودا غير أنها لم تنس قط ما فعله شهريار بالنساء لذلك فهي لن تسكت أبدا على ما جرى لهن على يديه ، كانت تعرف بصورة مؤكدة أن نسيانها وسكوتها يجعلان قتل بني جنسها كما لو لم يحدث ؛ فما ينسى أو يسكت عنه يصبح كما لو لم يحدث قط .
كانت مصممة على ألا تقتل بالصمت أو النسيان آثار وقائع القتل البشع التي مارسها شهريار ، حذرها أبوها الوزير من رغبتها في أن تكون زوجا لهذا السفاح الذي لا يمكن أن تكون له مرتكزات أخلاقية ثابتة ومعتدلة ، سرد عليها خرافات الحمار والثور والديك والكلب ، خرافات تهدف إلى إظهار مغبة الفضول لكن من غير جدوى ، كان فضولها أقوى من خوف أبيها وفكرتها تقوم على أن مجد دفاع مثل الذي يقوم به أبوها لا يقارن بمجد هجوم كالذي ستقوم به ، أراد أبوها أن يجادلها لكن حقيقة عزمها على أن تكون سببا لخلاص بني جنسها من بين يدي شهريار تركته أعزل من كل حجة يمكن أن يستحضرها .
كان بإمكان شهرزاد باسم مبدأ الواقعية أن تطاوع أباها الوزير الواقعي الذي يمتلك تحقيق الألفة مع مبادئ العقل وهو أمر يعتد به في مثل هذه الظروف ، وأن تفر من طريق هذا الوحش القاتل غير أن التفكير في مثل هذا جهل بقوة التحدي الذي يساور الجذاب ويمتلكه ، لقد كانت في السن التي يشكل فيها الرجال سرا أدعى إلى النفور في نظر الفتيات لكنها استسلمت للافتتان .
التحدي الذي أعلنته شهرزاد " لا يتناول مبدأ الواقعية ولا المعنى المنطقي بل يندرج في علاقة مبارزة ثنائية مبنية على المجابهة وقد استبعد عنها أي تواصل يكون ثمرة معنى منطقي ، الرهان الأقصى الذي يحمله التحدي هو أنه يتم خارج المعنى وخارج مساحة الرموز " (1) .
لقد وقفت شهرزاد من أبيها موقفا صلبا ومغااليا مغالاة في الموقف وصلت إلى حد القنوط الذي ينتهي إلى المغالاة في الموقف ، كان أبوها الوزير مذهولا من جرأتها ، من استباقها ما سيحدث ، من لهفتها الأقوى من حجج عقله ، في النهاية لم يكن في استطاعة حججه المنطقية أن تدحض الحقيقية التي تقبلها حدسها منذ اللحظة الأولى ، كان حدسها يقول لها : إن أعماق شهريار لم تكن قاسية إلى هذا الحد لكن حياته يسيطر عليها الخوف من الخيانة ، الخيانة من الفشل ، من الضعف أمام المرأة ، من أن يبدو متشابها لأحد .
كان خوفه يبدو معقدا جدا للغرباء الذين لا يعرفون النفس البشرية ، الغرباء الذين يتساءلون في أنفسهم عن تعلق ذلك الإنسان العميق بالقتل ، لكن شهرزاد تجاوزت الكلمات غير المجدية عن القتل وتمتعت بتعقيدات خوف شهريار متأكدة من أن هذا القتل قناع يخفي به خوفه وأن ما يقوم به قناع لا يمكن أن يخفي طبعه إذ كل قناع هوية مختلفة ، طريقة خاصة في السلوك ، صوت لا يمكن إنكاره بل وأكثر من ذلك له قلب وعليها أن تصل إلى قلبه .
لم تكن شهرزاد قد عاشت تجارب حقيقية تكفيها للوصول إلى قلب شهريار لإعادة ثقته في النساء واطمئنانه إليهن ، لكنها عوضت ذلك بالقراءة التي جعلتها تقدر حالة شهريار المأساوية كملك رجيم قتل النساء ثقته فيهن يوما ما ؛ لذلك سارت إليه كما لو أنها لن تحصل أبدا على فرصة مماثلة كي تسرد معارفها ، كما لو أن سرد معارفها آخر اعتراف لها ونوعا من الفضيلة تحمي به بنات جنسها معتمدة في ذلك على غريزتها السردية ، لقد اكتسبت شهرزاد بفضل موهبتها مهارة حقيقية في السرد من غير أن تتعرض لآلام تعلمه على يد معلم .
لا أحد يشك في أن غريزة السرد عند شهرزاد كغريزة النحل في صنع أقراص العسل فألهمتها هذه الغريزة أن معارفها التي استقتها من ألف كتاب ألفها شعراء ومؤرخون وعلماء فلك وحياة وسحرة وكيميائيون لن تفيدها مالم تكن قادرة على إعطائها شكلا سرديا ، لقد تذكرت بصورة غامضة ومبهمة أشبه ما تكون بخاطرة إلهام مفاجئة كتبها الألف ودخلت إلى مضمونها وخرجت من غير أي رقابة ليس لأنها ما زالت تقرأ إنما لأن ما قرأته باق في ذاكرتها .
كانت تعرف أن ما تقوم به ينطوي على مجازفة إذ يتوجب عليها أن تختار من معارفها ما يصلح لأن تعطيه شكلا سرديا وأن تقيس ما تسرده بأدق مقاييس غريزتها السردية أعني الغريزة التي صقلتها القراءة فاكتسبت مهارة مذهلة في أهم ما تحتاجه حكاياتها : أن يصبح غير الممكن تصوره أو التفكير فيه ممكنا تصوره والتفكير فيه وقد أخلصت لهذا المبدأ إخلاص ظلها
الملازم لجسدها .
كانت ذاكرة شهرزاد مملوءة بخزائن من الكتب ، تدخل إلى تلك الخزائن وتخرج كمن تمرس في فنون السحر ، تسحق الكتب ، تعيد تشكيل مضمونها لتصبغها بمعنى جديد يكون عظام سردها ، لقد علقت شهريار بين زمنين : زمن حاضر يعيشه مترقبا قلقا و متوقعا ، وزمن مستقبل يجهل ما سيحدث .
هذه خطتها وفي كل مرة كانت تحس بأنها تضله عما كان يفعل وتشعر بأنها كمنت في موضع عميق وسري يربكه ، وبعد كل حكاية تزداد ثقتها وهي تراه يتوغل في الاطمئنان والأمان توغلا لم يحدث له من قبل ، يتوغل في غربة امرأة ليس فيها ما يشبه النساء اللائى عرفهن من قبل .
لقد نجحت شهرزاد في تضليل عين شهريار فانغمس في ما كان يريد أن يتخلص منه وبقى أكثر من ثلاث سنوات منتظرا حكاياتها انتظار كلمات عفوه في فمه، نهاية الحكاية معروفة إذ ناداها بصوت ملك وجد في ذاكرته عبارة لم يستخدمها منذ زمن طويل " إني قد عفوت عنك " ( 2 ) لقد استدعى سلوك الملك الجديد أن ينبش كلمات قديمة ومدفونة لم تعد معروفة عنده ، لقد قال لها في النهاية أنت " عفيفة، نقية، حرة ، تقية " ( 3 ) .
ربما يخطر على بالنا أن مصير شهرزاد كان يمكن أن يكون مثل مصير الأخريات ، لكنه فلت منها صدفة ، الحقيقة غير هذه فما حققته شهرزاد لم يكن سهلا قط ، منذ البداية كانت تعرف أن تفكيرها في شهريار سينتهي بها إلى المثول بين يديه وحينما مثلت كانت هي تبحث عن شئ وكان هو يبحث عن شئ آخر ومنذ اللحظة الأولى التي يوفرها شخصان يلتقيان أول مرة ليدقق أحدهما في الآخر ابتدعت خطة كاملة ومذهلة وعلى امتداد ألف ليلة وليلة غذت هذه الخطة بما قرأته أو سمعته بإصرار لا يهزم ونفذتها بسرية نملة لاتكل ولا تمل ، لقد كانت تعرف أن صراعها معه أشبه بصراع مقاومة وتحمل لا صراع سرعة وتعجل .
كانت الخطة تستند إلى مبدأ في غاية الأهمية هو " ألا تحكي أي شئ كان ، إنها تحرص على أن تدرج حكايتها ضمن مقولة الخارق إذ لا مناص أن تكون الحكاية عجيبة وغريبة وإلا فإنها غير جديرة بأن تروي " ( 4 ) ، بفضل هذه الخطة اختفى تدريجيا عنف شهريار ودفن في مكان ما حتى أصبح كوحش نسي وحشيته.