نقوس المهدي
كاتب
لعلي على قناعة مطلقة أن العرب لم يؤلفوا كتاباً باذخاً مهمّاً أثرّ في جميع حقول المعرفة الإنسانية، وأجناس الأدب، والفنون عامة.. مثل كتابهم الخالد [ألف ليلة وليلة]، ولعل الغرب لم يمتدح كتاباً مشرقياً وعاش ما فيه مثلما امتدح كتاب [ألف ليلة وليلة]، ولعل الأدباء العالميين الكبار لم يتمنوا أن ينسوا أحداث كتابٍ أتوا عليه قراءةً وإحاطةً مثلما تمنوا أن ينسوا أحداث [ألف ليلة وليلة] حتى يعودوا إليها باللهفة الكاملة.. لا بل إن كتاب [ألف ليلة وليلة] صار معنى وهويةً وتعريفاً للشرق بوصفه منجماً للأحداث، والحكايات، والخصب، والمحبة، والقيم، والنبل، والفروسية، والإيثار، والعادات، والتقاليد، والخيال، والتصورات، والأماني، والعجائبية، والغرائبية، والسحر، والصبر، والعشق، والسمو..
أقول هذا لأن نفراً من أصحاب القراءات الجاهلية في مصر العزيزة يطالبون بحرق هذا الكتاب الفذ، وإتلافه، وعدم العودة إلى طباعته مرة ثانية، لأنهم وقعوا على بعض الجمل التي تخدش الحياء كما زعموا، وهؤلاء يقابلون بآراء ومواقف شديدة الأهمية والحسم من قبل أهل العلم والثقافة كي لا يؤخذ بما تتفتق عنه هذه القراءات الجاهلية من ظلامية مطبقة.. وقد نجح أهل الرأي الحصيف، والنظرات النفوذ، والمعرفة الضافية.. في مصر العزيزة في أن يبطلوا حجج هؤلاء النفر الذين يقرؤون بعيون أصابها العمى، وعقول عطّلها التحجر الأسود، ونيات لم تعرف الصفاء يومياً.. وبذلك نجت الطبعات الجديدة من هذا الكتاب الخضيل من أن تلتهمها النيران مثلما حدث لسابقاتها في عام 1985.
والحق أن (ألف ليلة وليلة) كتاب عرفه الغرب مترجماً على يد إنطوان غالان الفرنسي عام 1704، الذي أخذ نسخته المخطوطة من مدينة حلب، وعن الترجمة الفرنسية شاعت الترجمات الأخرى إلى جميع اللغات الأجنبية، ولم يطبع [ألف ليلة وليلة] باللغة العربية إلا بعد مرور أكثر من مئة سنة كاملة، ولم تكن طباعته بالعربية في البلاد العربية، وإنما كانت في بلاد الهند، وقد طبع للمرة الأولى في مطبعة بولاق بمصر عام 1835 أي بعد مئه وثلاثين سنة بالتمام والكمال.. ولم يبق فن أو أدب في أوروبا إلا واستفاد من [ألف ليلة وليلة] حتى شملت الاستفادات الفن التشكيلي، والمسرح، والموسيقى، والرقص، والقصة، والرواية، وأدب الأطفال، والشعر، والنقد الأدبي، وعلم الاجتماع.. لا بل أصبح كتاب [ألف ليلة وليلة] مرجعاً رئيساً لمعرفة أحوال المجتمعات العربية [الاجتماعية، والسياسية، والثقافية..]، وأسباب حضارة العرب، وصفات الشخصية العربية وميولها.. إلخ.
لا بل عدّ هذا الكتاب (ألف ليلة وليلة) من بين أهم أربعة كتب عرفتها البشرية، ووصف بأنه الكتاب الأول والأهم في الأدب الشعبي العالمي..
..ومع ذلك، ومع وجود كل هذه الأهمية والمكانة، ينهض أهل الفكر السلفي من رقادهم.. لكي يطالبوا بحرق (ألف ليلة وليلة) لأن فيها بعض الجمل التي تخدش الحياء كما يزعمون.... ناسين أن التقدم الثقافي، والرقي الإبداعي، والاحتفائية بالخيال معطى وقيمةً عالمياً.. كان أساسه هذا الكتاب المدهش [ألف ليلة وليلة].. لهذا أقول: لكأن عقول هؤلاء الذين يحاولون إقناعنا بأنهم يرون في الظلام.. تريد إطفاء شعلة الإبداع، والابتكار، والاشتقاق.. حين يطالبون بحرق (ألف ليلة وليلة) أو إتلافها، أو منع طباعتها وتداولها.. إنها محاولة للإقصاء والتعمية ترتكز أصلاً على قراءة جاهلية ضريرة.. لا بصر لها ولا بصيرة، وتستند أصلاً إلى أنفاس حامضية .. غاياتها حامضية أيضاً.
أقول هذا لأن نفراً من أصحاب القراءات الجاهلية في مصر العزيزة يطالبون بحرق هذا الكتاب الفذ، وإتلافه، وعدم العودة إلى طباعته مرة ثانية، لأنهم وقعوا على بعض الجمل التي تخدش الحياء كما زعموا، وهؤلاء يقابلون بآراء ومواقف شديدة الأهمية والحسم من قبل أهل العلم والثقافة كي لا يؤخذ بما تتفتق عنه هذه القراءات الجاهلية من ظلامية مطبقة.. وقد نجح أهل الرأي الحصيف، والنظرات النفوذ، والمعرفة الضافية.. في مصر العزيزة في أن يبطلوا حجج هؤلاء النفر الذين يقرؤون بعيون أصابها العمى، وعقول عطّلها التحجر الأسود، ونيات لم تعرف الصفاء يومياً.. وبذلك نجت الطبعات الجديدة من هذا الكتاب الخضيل من أن تلتهمها النيران مثلما حدث لسابقاتها في عام 1985.
والحق أن (ألف ليلة وليلة) كتاب عرفه الغرب مترجماً على يد إنطوان غالان الفرنسي عام 1704، الذي أخذ نسخته المخطوطة من مدينة حلب، وعن الترجمة الفرنسية شاعت الترجمات الأخرى إلى جميع اللغات الأجنبية، ولم يطبع [ألف ليلة وليلة] باللغة العربية إلا بعد مرور أكثر من مئة سنة كاملة، ولم تكن طباعته بالعربية في البلاد العربية، وإنما كانت في بلاد الهند، وقد طبع للمرة الأولى في مطبعة بولاق بمصر عام 1835 أي بعد مئه وثلاثين سنة بالتمام والكمال.. ولم يبق فن أو أدب في أوروبا إلا واستفاد من [ألف ليلة وليلة] حتى شملت الاستفادات الفن التشكيلي، والمسرح، والموسيقى، والرقص، والقصة، والرواية، وأدب الأطفال، والشعر، والنقد الأدبي، وعلم الاجتماع.. لا بل أصبح كتاب [ألف ليلة وليلة] مرجعاً رئيساً لمعرفة أحوال المجتمعات العربية [الاجتماعية، والسياسية، والثقافية..]، وأسباب حضارة العرب، وصفات الشخصية العربية وميولها.. إلخ.
لا بل عدّ هذا الكتاب (ألف ليلة وليلة) من بين أهم أربعة كتب عرفتها البشرية، ووصف بأنه الكتاب الأول والأهم في الأدب الشعبي العالمي..
..ومع ذلك، ومع وجود كل هذه الأهمية والمكانة، ينهض أهل الفكر السلفي من رقادهم.. لكي يطالبوا بحرق (ألف ليلة وليلة) لأن فيها بعض الجمل التي تخدش الحياء كما يزعمون.... ناسين أن التقدم الثقافي، والرقي الإبداعي، والاحتفائية بالخيال معطى وقيمةً عالمياً.. كان أساسه هذا الكتاب المدهش [ألف ليلة وليلة].. لهذا أقول: لكأن عقول هؤلاء الذين يحاولون إقناعنا بأنهم يرون في الظلام.. تريد إطفاء شعلة الإبداع، والابتكار، والاشتقاق.. حين يطالبون بحرق (ألف ليلة وليلة) أو إتلافها، أو منع طباعتها وتداولها.. إنها محاولة للإقصاء والتعمية ترتكز أصلاً على قراءة جاهلية ضريرة.. لا بصر لها ولا بصيرة، وتستند أصلاً إلى أنفاس حامضية .. غاياتها حامضية أيضاً.